رواية كاملة رائعة الفصول من الرابع والعشرين الي السابع والعشرون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

نفسك مصدر للألم والحزن .. طب إيه السبب اللى يخلينى أرجع ليك 
انت عارف كويس أن مفيش أى حاجة تردعنى عن اللى عوزاه .. ولو كنت مش عوزاك مكنتش هتقرب منى تانى .
أعرف بس يا أدهم أنى قريبة منك لأنى عاوزة ولأنك سبب لحجات كتير فى حياتى منها الحلو ومنها الۏحش .
أشاح بنظره عنها فى آخر كلماتها لتبتسم وتلتفت إلى فراشها قائلة بهدوء 
_ بكره هكون جاهزة علشان نسافر .
أولته ظهرها بعدما دثرت نفسها جيدا ليقف أمام السرير ينظر إلى بلا تعبير .. لا يعرف أيتخذ الخطوة التالية معها الأن أم يتريس حتى يصل معها إلى بر الأمان .
رغم ما قالته الأن إلا أنها لم تعتب عليه لم تضرخ به وهى تتهمه بإهدار كرامته حين تراجع فجأة وسط عاصفة المشاعر التى جرفتهما .. لم تسبه وتخبره بأنه وغد بلا أخلاق لم تفعل ولم تقل .. إلا أنه رأى الألم والحيرة فى عينها حين دخل من باب الغرفة .. 
تنهد بإرهاق ليجلس على طرف الفراش يراقبها بتمعن .. لم تكن قد خلدت للنوم وهو موقنا بهذا ولكنه أدعته او أرادت أن تنام .
إستلقى على الفراش ببطى ليعقد ذراعيه خلف رأسه على الوسادة ويوجه نظره إلى سقف الغرفة بشرود حتى سمع همسها الناعم 
_ مش قادر تنام 
لم تحد نظراته وظلت على جمودها تراقب السقف ولكنه أجاب بخفوت 
_ بفكر .
تابعت سؤاله بفضول راقه 
_ فى إيه 
أخذ نفسا عميقا قبل أن يلتفت له مسندا رأسه على ذراع واحدة .
_ إيه اللى جمعنا سوا .. وليه مكملين .. وهنفضل لإمتى مكملين.
أوقات بحس نفسى مظلوم فى كل حاجة فى بنت حاسس أنها تكملة لحياتى وكان نفسى أرتبط بيها إرتباط صادق .. أكون عيلة معاها وأحس بالأمان وسطهم وظلوم فى تعب سنين لسه بكمله على نفسى .. مظلوم فى أنى ألاقى حب من اللى حواليا بعد ما أتربيت على القسۏة وسط ناس پيكرهونى .
وظالم فى اللى بعمله فى نفس البنت اللى شايف حياتى معاها وظالم فى قراراتى وأحكامى ... ظالم فى نظرة لأمى بتوجعها وبتحرقنى .
مبقتش عارف أنا ظالم ولا مظلوم !
نظر إلى عينيها بعدما صمت متنهدا پألم ليجدتها تلمع ببريق خاطف .. مع ابتسامة ارتسمت برقة على زاوية شفتيها .
امتدت يدها تداعب خصلات شعرها الطويلة بينما همست برقة إتسمت بالعذوبة 
_ قولتلك أنت بتحب تحكم على كل حاجة ومش بتدى لحد مجال أنه يساعدك ويستشيرك فى حكمك .
ده وأشارت تجاه قلبه صحيح أنه جاى من القضب الشمالى إلا أنه فيه مشاعر متضاربة محتاج اللى يساعده علشان يوصل لمعناها ..
اما ده واشارت إلى عقله محتاج خلال دورات فهم القلب يقف شوية عن التفكير .. يسلم الحرية للقلب .
اما لو أجتمعوا سوا .. هتلاقى نفسك ميزت نفسك فهمت هى عاوزة إيه .
أنهت كلامها مبتسمة برقة ... فجذبها من ذراعها لتستقر على صدره .. ليقول بالنهاية متنهدا 
_ تصبحى على خير .

وحين يضيق بك الحال .. لمن تلجأ سوى لربك .
وقفت بإزدال الصلاة فى شرفة شقتها المتواضعة بعدما أنهت صلاتها الليلية لتناظر القمر المكتمل بدموعا متلألأة .
أليس لها من راحة البال والقلب نصيب 
لقد تعبت فى عشق من لم يعشقها !
أحبت مؤيد رغم كونه ينافر شخصية من حلمت به .. لم يكن أبدا ممن تفكر بهم ولكنها فجأة وجدت نفسها تحبه .
طفلها المدلل من منحها كل الاحاسيس السيئة تجاه نفسها وتجاهه العطف !
إرتباكه وخوفه عليها حتى فى كرهه لها كانت تحفظ قسمات وجهه داخل ذاكرتها .
غطت وجهها الندى بكفيها تسأل نفسها ما الخطوة القادمة 
عادت إلى عملها .. غلفت نفسها بحصون قوية .. عادت الى الواجهة المبتسمة ولكن بتحفظ .. 
عادت ميساء ناقصة شيئا !
ولكن لا .. عادت مسياء ناقص و زائد زائد طفلا صغير بين أحشائها !!
عادت تحمل طفل مؤيد الذى أخذ يتعلق بها رغم ما فعلت الفترة الماضية .
رغم تماسكها أمام الجميع إلا أنها ظلت مټألمة مچروحة وحين علمت بأنها تحمل طفلا كادت تجن .
تتذكر مرات عديدة كانت تقفز بقوة علها تنهى حياة جنينها وحين لم يفلح ذلك إبتاعة الحبوب المناسبة للمهمة .
ولكن فجأة وقبل أن تبتلع الحبتين وجدت رعشة تنتاب جسدها وصراعا ينشب بداخلها .. وكان الناتج بكاءا شديد وشعور بالشفقة على حالها .. وهى وحيدة بطفل ليس معها زوج أو أخ ..
لكن قدر هذا الطفل منعها مما كانت تنوى فأصر بقوة على البقاء والتمسك بها .. مطالبا إياها بتماسك مماثل !
وحينها فقط بدأت راحة خفية تتسلل إليها وإستسلام للأمر الواقع يداعب أهدابها .. لتصل إلى ما هى عليه الأن .
ميساء طفل قدر غير معلوم .

تخطوا بنا الذكريات إلى طرق لا نرغبها 
ولكنها تجبرنا على خوض تجاربها مرة آخرى 
بذكرى تلاصقت بصورة ونية خفية
طرق بقلمه مكتبه الاسود الفاحم المصنوع من خشب الزان المتين .. ليصدر القلم أصوات رتيبة لطرقات مكتومة .
بينما صاحب القلم يجلس على كرسيه الفخم واضعا قدمه على مكتبه ليستلقى محدقا بأرجاء الغرفة بلا هدف وعقله سابحا فى ملكوت آخر .
سابحا فى عالم كان له ملك وملكة !
هو وهى .. والسعادة ثالثهما .. والحب رابعهما والعشق فى طريقه إليهما .
مدللة كانت .. وكان يقابل دلالها بالعطاء حتى تفيض بحور عينيها رضا .. فيضحك هو سعيدا بما قدمه لها .
صريحة ومندفعة كانت ليأخذ على محمله تحذيرها أحيانا وأحيانا آخرى يتقبل بابتسامة لطيفة .
زوجته كانت ! ... بلى كانت ....
أنتفض من شروده على صوت باب المكتب يفتح لتدخل جدته رافعة الرأس بإباء امتاز به كل افراد عائلة الزهيرى لتسير بإعتدال متشبثة بعصاها الاسود الانيق لتجلس أمامه .
رمقته بنفس النظرة المترفعة المعتادة لتقول بهدوء وعملية 
_ أظن أن وقتك خلص هنا ولازم تسافر ألمانيا علشان أمور الشغل هناك متتوقفش .
لم يعدل من وضع جلوسه ليجدها تنظر إلى قدميه المرفوعة على المكتب بوجهها .
لتقول بصرامة وقوة ناقدت سنوات عمىها التى تتلاعب فى العقد الثامن 
_ أعتقد أننا علمناك أن الحركة دى قلة ذوق نزلت رجلك .
وكانت إجابته مجرد إلتواء ساخر لحاجبه الممتعض بينما لم يتأثر وجهه بأى إنفعال ليقوى هازئا 
_ مين أنتوا .. ومين قالك أنى أتعلمت منكم الاحترام ... أنت ناسية يا شهيرة هانم أن ملكة القصر هنا مش من وظائفها تربية العيال !
أنا أتربيت على إيد الخدم وابنى أهو بيكمل المسيرة ودى قواعد العائلات الراقية بتاعة زمن الخامسينات .
قابلت سخريته بأنفة وعزة نفس تحسد عليها لتقول بحزم ثابت 
_ مش موضوعنا يا أوس .. نزل رجلك وأقعد كويس فى كرسيك وأسمع الكلام اللى جايالك فيه .
إعتدل أخيرا فى جلسته ليسمع ما تقوله ويتخلص من أحاديثها الغير مهمة فقال بسخرية مبتسما 
_ ها أتفضلى يا شهيرة هانم .. كلى آذان صاغية .
وضعت شهيرة هانم قدما فوق قدم لتقول بكبرياء 
_ شركة
تم نسخ الرابط