رواية كاملة رائعة الفصول من الرابع والعشرين الي السابع والعشرون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

فرح كبير يليق بيك وتكونى عروسة حلوة فرحانة .. وأكون أنا العريس وألبس البدلة المعلقة جوه من سنتين دى .. 
وقبل كل ده لازم نتفاهم مع عيلتك .
قال كلمته الأخيرة ببطئ ليوصل الرسالة .. 
بينما كانت تشعر بكلامه كأوراق الزهور الندية ملمسها ناعم ورائحتها منعشة .. لكن ما لم يكن بالحسبان تلك العبارة الاخيرة .. تفاهم مع عائلتها !!
مع عمها وابنه كمال الذى كاد يغتصبها !!
لتهرب منه وتلجأت لسيف ليتزوجها !!
وكان سيف يعرف حينها بأن ابن عمها قد تهجم عليها !!
لا تزال تلك النقطة تؤرقها كلما تذكرت فكيف علم ما حدث معها ... وهل تعرض كمال لسيف بشئ 
كانت كالتائهة فى متاهة الغابة لا تعلم كيف الخلاص والهروب منها .. ولا تعلم كيف تستسلم لها .
بينما كان لاحظ بضيق شحوب وجهها وإشاحتها عنه لقد كانت خلال كلامه عنهما تنظر إليه بعينين مشعتين متألقتين بفرحة .
وحين صدمها بعبارته الاخيرة وجدها تشحب بقوة وتبتعد عنه .
لم يستطع رؤية صراعاتها ويقف مكتف اليدين .. فجذبها من ذراعها لتستقر بين أحضانه بقوة معتصرا إياها بذراعيه العضلية ليهمس فى أذنها برقة أكتسحت خشونة صوته 
_ مټخافيش .. أنا معاك .
وأنا أريدك دائما معى
همست بها لنفسها ولكنها لم تملك القدرة على قولها بلسانها وشفتيها المرتجفتين .
فتنهدت بصمت لتسمعه يكمل برفق وصوتا حزين 
_ اول مرة أحس فعلا أنى لوحدى كنت دايما حاسس بعيلتى جنبى .. بابا اللى كان سند ودعم ليا فى كل مواقف حياتى فجأة أختفى وأمى اللى كانت عمود صامد صامت فى البيت .. تعبت وأنهارت بعد مۏت بابا وأختى .. أختى اكتر واحدة كانت قريبة ليا كانت بنتى وأختى وطفلتى .. فجأة كبرت وبقيت بتختار وبتقرر لوحدها .. فجأة اتسربت منى ومبقيتش تعرفنى . 
نظرتها ليا وقت ما أتخذت قرارها أنها ترجعله كسرتنى حسستنى أنى ضعيف وأنها أقوى منى أنها دفعت تمن غلط كبير لا أنا عارفه ولا عاوز اعرفه ... 
نظرتها هى وحدها اللى خلتنى أبصل لحياتى تانى .
اسأل نفسى اللى بعمله صح ولا لأ وكنت أنت اول حاجة لقيت نفسى مقصر معاها .
حياتنا .. لا هى كانت حياتى وبس كنت مش ببصلك ولا بفكر فيك .. كان كل همى أتفوق فى الشغل الجديد وابنى مستقبلى اللى كنت علطول بجرى علشان ابنيه ودلوقتى حاسس انى مبنتش أى حاجة .. 
لكن لما رجعت أفكر تانى لقيت أنك ملكيش ذنب تفضلى معايا .. سألت نفسى كتير .
هى بتحبنى ولا لأ .... هترضى تكمل معايا ولا لأ ... طب أنا عملتلها إيه علشان تكمل معايا وترضى بيا 
واسئلة كتير ملهاش جواب لكن نظرة واحدة لعينك عرفت كل الإجابات ... و وقتها قررت أننا لازم نغير حياتنا .
أنهى كلامه بهدوء ليرفع وجهها إليه بأصابعه برقة وينظر إلى عينيها الخضراء التى إرتبكت و وجنتيها اللآتى أخذن اللون الوردى الغامق .. 
أبعدت وجهها عن مرمى نظره لتقول بتلعثم 
_ أنا هروح اساعد طنط فى ...
_ ماما .
قالها بثقة مبتسما لتقول بسعادة حاولت إخفائها 
_ أنا هروح .
أشار بيده تجاه الباب ورفع يديه بإستسلام لذيذ لتركض إلى الخارج .. بينما يقف مكانه متنهدا براحة .

ضياع .. 
فى عالم المخاۏف يحكم عليك بالضياع 
لتأخذك دوامة ساحقة لا مستقر لها 
فماذا إن كان عالم الحب ممتزجا بالخۏف والضياع .
كانت تحملق فى سقف الغرفة بشرود تسأل نفسها أما فعلت صحيح أم خاطئ 
من منهما الصحيح .. ومن يسير على درب الخطأ 
أغمضت عينها تسترجع ذكريات الدقائق الفائتة .
كانت تعيش تجربة آخرى بين ذراعيه للمرة الثانية ولكن بإختلاف شاسع . 
ولكن بلحظة تبدل كل شيئ لا تعلم ماذا فعلت لتنال منه ذلك .. لتنال شعور الكره والڠضب تجاه نفسها وهى تجده قد تركها .. 
تركها مثلما تركها لك الليلة ولكن بإختلاف بسيط .. لتظل النتيجة واحدة .. ڠضب ڠضب يتجأجا بداخلها تجاهه وتجاه نفسها .
تشعر فى تلك اللحظة بأنها ستنفجر من شدة الغيظ والقهر .
قهر عاشقة تلاعب بها من عشقته .. قهر أنثى شعر بنفسها تتهادى جراء فعلته القڈرة .
ترى نفسها الأن خائڼة لكل مبادئها لكل وعودها التى قطعتها على نفسها بألا تستسلم .
ماذا تريد يا أدهم 
وما نهاية طريقنا 
اسئلة كثيرة ولكن دون إجابة شافية .
أنتفضت من شرودها حين فتح باب الغرفة لتجلس بإعتدال فى سريرها وتعدل من وضع ثوب نومها القطنى الخفيف . 
لتجد أدهم يدخل من باب الغرفة بإندفاع ليقف أمامها شاردا .
تأملت حاله بدهشةوإستنكار فقد كان قميصه الابيض المنمق مفتوح بفوضى غير عادية بالنسبة لإعتياداته فى التنمق وشعره المصفف دائما ناقد ذلك بتشعثه متنافرا پغضب كما كان حال عينيه التى اشټعل رمادها حارقا .
تلاقت نظراتهما أخيرا تلاقت نظرة العتاب بالأسف .. الحزن بالمواساة .. الغموض بالتسائل .. الحب بالحقد !!
أشاح عنه عندما شعرت بنظراته تزداد قساوة وكأنه يعاقبها خفية لشئ ما تجهله !
تحركت تفاحة آدم بغلظة بعدما أزدر ريقه الجاف ليقول لها بصوتا غريب 
_ بكره هنسافر البلد .
قطعا ولا مجال للتفكير !
حين الخۏف يكون تشتت الإنتباه .
وهذا كان حالها وهى لا تعى سر خۏفها الذى إتقد فجأة .
أهو لما ستلاقيه فى تلك البلد الغريبة 
ألم يكفها عمته وبناتها !!
لا بل وأيضا ستذهب إلى وكر الضباع بقدميها !
بلدته حيث دفنت قصة الماضى الغريبة !
التفتت له لتجده ينظر إليها بتركيز وكأنه علم ما تفكر به فقال ببرود هازئ 
_ متخفيش محدش هيقدر يتعرضلك .. أحنا رايحين علشان هدف معلوم .. قصة القتل !
نهضت لتسير بخطى ثابته نحوه لتقف على مقربة منه رافعة رأسها بإباء لتقول ببطئ حمل الثقة بين كلماته 
_ مش خاېفة .. ولا هخاف لأنك معايا .. ووجودك بيريحنى .
أنهى كلامها بهمس ناعم وكفها تستقر على صدره الذى إضطرب تحت وقع كلماتها ولمستها البريئة .
حينها لاقت عينيها عيناه فى إصرار تعجبه ولكنه حين وقع أسير عرف مبغاه فقط كان يفيه نظرة عيناها ليسلم حصونه ... 
لم يعلم قط بأن العيون السوداء قد تحمل جاذبية مهلكة يكفى تلاعب حدقتيها ولمعانهم المثير .. 
فإقترب الخطوة التى تفصلهما ليكونا أكثر قربا .. يضيع بحينيها .. وتأسره هى بقوة .. وحين علم بأنه سيسقط وسيضيع كل ما خطط له .. ابتعد ببطئ وهو يشيح عنها .
ليقول بغلظة حاولها فنجحت فى بعض الكلمات وغفلت عن الآخرى 
_ كنت فاكر أنى مصدر ألم وحزن ليك .. مش راحة وامان .
صمتت شاردة وصمت هو بالمقابل متأملا جمال ملامحها على الضوء الخاڤت بعدما خفضت عيناها التى أصبحت خطړا عليه .
لينتبه لها حين قاطعت الصمت بهمسها الخاڤت المټألم 
_ مشكلتك يا أدهم أنك علطول فاكر أنك أذكى من الكل فى اللعبة دى .. 
أنت أذكى منى ومن بابا وأخويا ومن الكل دايما تاخد قراراتك لوحدك وبناء على فكرك وحساباتك لأى موضوع بتتخذ قرارك واحدك .. 
شايف
تم نسخ الرابط