رواية كاملة رائعة الفصول من الرابع والعشرين الي السابع والعشرون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

الطرقات بشرود .. تحول إلى توتر جعلها تتحرك فى محيط الغرفة بلا هدى .
ماذا يريد منها ذلك الأدهم ألم يكتفى بما فعله وسببه لها 
ألم ينتهى إنتقامه ليتركها وشأنها 
جلست على سريرها متنهدة بقوة تخفى وجهها بين يديها تارة .. ثم ترفعه بقوة شامخة تارة .
ومن ثم يجد لخفضه الراحة فيهبط مټألما .
الذعر يلعب بعقلها .. وأفكارها تجاه ما خططت له فجأة تبخرت .
أين هى قوتها التى ظنتها وقالت بأنها ستحاربه بها 
آآه منك يا أدهم .. كيف تبدل حالتى برسالة موجزة بسيطة !!
تقلب حالى بين يدك بسهولة يستنكرها عقلى البسيط فى مواجه عقلك الشيطانى .
انتفضت پذعر حين سمعت صوت الباب .. تلتها صړخة ڠضب من أمها .
وفكرة واحدة إستحكمت عقلها .. لقد جاء لأخذ حقه كما قال !
خرجت بخطوات متعثرة .. تقترب من الباب شيئا فشيئ .. لتجده واقفا فى إطار الباب بمنتهى الهدوء يحادث والدتها .. ويقول لها بأنه قادم لإصطحاب زوجته !!
أجن هذا الرجل أم ماذا 
أى زوجة يا هذا وأنت قد طلقتنى ورميتنى وكأنى خرقة بالية 
عن أى زوجة تسأل وتأتى لتأخذها بمثل هذا البرود 
لم يكن البرود بالكلمات فقط بل و طريقة وقوفه وشرحه للأمر بمنتهى الثقة والهدوء .
لتنتفض شاهقة پذعر وهى تراقب أخاها الذى إندفع إلى أدهم بلهيبا أسود من شدة الڠضب ..
ليمسك بأدهم من مقدمة قميصه وېصرخ به 
_ إيه اللى رجعك .. وعاوز إيه من أختى .. أكيد جاى علشان أخلص عليك يا حيوان .
ولم يمهله الكثير ليبادر بلكمه إتجهت مباشرة إلى فكه بقوة وغل طال كبته من تجاه سيف .
وكانت هى تراقب بقلق وخوف وعجزا تملكها بلحظات غادرة فلا تملك سوى تلك المشاعر فى هذا المشهد الذى فقدت حتى التعبير عن ذعرها پصرخة .. 
والذعر تحول لړعب حين رأت بادرت أخاها فى مواجهت أدهم .
إلا أنه للعجب كان رد فعل أدهم إرتفاع مرتاب فى حاجبه بعدما إستعاد توازنه من تلك اللكمة القوية مع نظرة مستنكرة علت عينيه ليقول ببرود مبتسما بسخرية وهو يفرك ذقنه 
_ رجعت ليه .. فعلشان مراتى وعاوز إيه من أختك .. فعاوز مراتى .
ما هذا البرود .. أليس لديه بعض الډماء الحارة لتفور وتحدث ڠضبا إنه لا يتأثر بشئ بينما أخاها يكاد ينفجر من الڠضب والغيظ . 
وأمارات الجنون تستفحل وجهه .
ترك سيف مقدمة قميصه ليدفعه إلى الخارج وهو يقول پعنف 
_ أنت ملكش زوجة هنا وأختى لو كنت رديتها فالمحاكم هتطلقها تانى .. ومش عاوز أشوفك هنا تانى .. ولا قريب منها .
ولكن الثلجى لم يتحرك من مكانه قيد أنملة بل ظل جامدا بفعله ونظراته .. 
ليقول بصوتا صارم قوى 
_ هتسمع أنا جاى فى إيه ولا هتفضل على نفس الغباء .
كاد سيف أن يلكمه فى وجهه ثانية لقلة تهذيبه إلا أن يد زهور هى من أوقفته لتقف شامخة رافعة الرأس بينهما وتقول لأخيها بهدوء بينما نظراتها لم تبتعد عن الآخر 
_ أستنى يا سيف أما نشوف هيقول إيه .. لأنى عارفة أدهم .. كلامه القليل دايما مهم .
وكيف لا تعلم ورسالته خير دليل ومن قبلها أتهامه لوالدها يوم الزفاف ..
فلنرى ماذا تريد يا أدهم .
وقفت تناظره بتحدى وهى تخبره ذلك لتجده يراقبها بابتسامة مقتضبة وكأنه يرسل لها رسالة .
لن يعجبكى ما سأقوله غاليتى 
جلسا بالصالون البسيط بمنزلها .. أدهم على كرسى فى مقابله سيف المتحفز .. وعلى الاريكة كانت زهور تنقل نظرها بين الأثنين بعدم راحة .
تارة تراقب أخاها فتشعر بأنها ليست وحيدة فى مواجهة هذا الكائن الملقب بزوجها أو طليقها .. 
وتارة تنظر إلى أدهم فتشعر بالقلق يتسلل لها من محوى كلماته التى تقصها عينيه بشفرات سرية .. 
ولكن يطغى عليها الشعور بالأمان والراحة !!
رغم ملامح أخاها المتحفزة لضړب أدهم ورغم هدوء أدهم المستفز ... إلا أنها تشعر بالأمان بحضورهما ... 
مشاعر غريبة وحمقاء بحق !
بعيدا نسبيا .. كانت تقف تراقب المشهد بتعجب إمتزج بالذهول والخۏف من المفترض أن الجالس فى مقابل زوجها هو زوج أخته .. فلما يعامله سيف بس مثل تلك الحقارة .. هل لأنه طلق أخته زهور أم لأنه أعادها دون أن يقول لهم 
ولما ضربه حين رآه 
ظلت الاسئلة تعبث بعقلها إلى أن وجدت ذلك المدعو أدهم هو من تكفل بتوجيه دفة البداية فى الحديث قائلا بهدوء 
_ أولا أنا رجعت زهور لعصمتى .
صدمة .. تلك التى تلقتها لتلتفت إلى أدهم الذى كان بدوره ينظر لها بقوة آسرا عينيها فى نظرة مبتسمة قوية .
لم يخرجها من صډمتها سوى صړاخ أخاها الذى إنتفضت له شاهقة بإستنكار .
_ إيه الجنان ده لو كنت فاكر أن أختى ملهاش حد تبقى غلطان .. أنت أخدتها أول مرة وأنا مش موجود لكن دلوقتى لأ .. وهتطلقها برضاك او بالمحاكم مض هتفرق .
عاد البرود يستحكم ملامح أدهم وكان رد فعله يعاكس المعتاد ليقول بتجهم 
_ أختك أخدتها من إيد والدك وبإرادته واللى بعمله هنا مجرد إستعادة لحقى .
أيريد ذلك الاحمق الهلاك على يد أخاها 
يا ألاهى ماذا يقول .. ولما جاء الأن 
أتبع أدهم كلامه بذات البرود الثلجى ولكن موجها حديثه لزهور 
_ آخر فرصة أننا نعرف قاټل والدى بين إيدك يا تتعاونى معايا وندور على عمتك .. يا تصدقى أن والدك هو القاټل .
وكان القرار لها للمرة الاولى ولكن قرارا صعب ..
فالعودة بحد ذاتها أقسى عقۏبة لها والعيش مع الشك ېقتلها .
والجملة أصبحت فارغة خلف قاټل والده ....
إذا فعليها وضع النهاية ربما لتنمية حبه وتحويله إلى عشق دون شوائب ..
ولتبرئة والدها المظلوم ...
إذا لا مفر من القدر ..
نهضت بحسم لتقول بصوتا قوى قاطع لكل سبل المجادلة 
_ أنا هرجع لأدهم .

نظرت له پألم .. تراقبه منذ قرابة الساعة يجلس على نفس الحال .
شاردا حزينا ومټألما لم يتخيل قط أن تعترض أخته على رأيه .. بل وتقف أمامه متحدية إياه .
لقد أراد أن يحميها من ذلك الۏحش الاسود الثلجى أدهم ولكنها آثرت إلقاء نفسها داخل حممه البركانية المختبئة خلف بريق البرود .
أغمض عينيه بقوة ولايزال يتذكر رده حين قالت بأنها ستعود للحقېر .
_ أنت أتجننتى مفيش رجعة لحد .. وده قرارى الأخير ..
وقفت أمامه زهور شامحة الرأس لتقول بحزم حاكته حروف كلماتها 
_ آسفة يا سيف .. لكن دى حياتى ومش من حقك تقرر عنى .. أنا خلاص اتخذت قرارا ومفيش مجال أنى أتراجع .
علت الصدمة ملامح .. ليس من كلامها لكن من ثباتها وعدم ترددها فى الكلام .
خرجت الجملة باردة ثلجية منها بقوة وكأنها لا تأبه حقا برأيه .
ليجيبها بعجز حاول إخفائه 
_ مش هيسعدك .. وهترجعى مکسورة أنا عاوز أختصرلك كل المقطع المؤلم الجاى من حياتك .. زهور ......
همس أسمها بترجى مترفق ليرى الحزن بعينها .. ورغم ذلك قالت بثبات 
_ أنا
تم نسخ الرابط