رواية كاملة رائعة الفصول من الرابع والعشرين الي السابع والعشرون بقلم ملكة الروايات
بأثر كوب الشاى الذى حړق بشړة ظهرها مع ذلك الچرح الذى تسبب به كسر الفنجان على ظهرها .
وقبل أن تستوب ما يحدس .. وجدت نفسها بين ذراعى المرأة بحبور مزيف .
لم يخطر على بالها حينها سوى .. كم تلك العائلة مخادعة !!
وما ينتظرنى معهم ليس بقليل !
_ أنا مش موافق .
قالها قصى بنبرة حازمة صارمة لتنظر له رغد بتعجب وهى تسأله
غمغم قصى بضيق وهو يشيح عنها
_ كده يا رغد .. ياسين مش الراجل اللى هيبسط وهينسيكى اللى شوفتيه .
إعتدلت رغد فى جلوسها لتقول بقوة
_ بس أنت متعرفهوش ومتعاملتش معاه كتير ف ليه بتحكم عليه كده وعلى أى أساس .
حمقاء وغبية تظن الحقېر يحبها كما قال تجد به الخلاص لدوامة إكتسحت طاقتها فتريد الخلاص بدعوى أنه الحل الأنسب .
أشاح بوجهه عنها ليقول بصرامة
_ ده رئيى يا رغد ..
رموقته بنظرة حزينة کسيرة لتقول پألم
_ أنت كده مش بتساعدنى يا قصى ..
همست همستها المټألمة ودفعت قدميها لتخرج من الحجرة التى يجلس بها .
لقد أصبح أخاها كشبح يمر بها مرور الكرام كل يوم مع سؤال جيد عن حالها بينما حاله لا يعجب أحدا .
ولكن فى الفترة الاخيرة بدأ يعود لعمله ولكن هناك ما يؤرقه كما أنها سمعت منه أحد المرات أنه سيباشر فى التحقيق عن أمر الحاډث .. فهل يشك بأنه مدبر
شعرت فجأة بذراعين قويتين تحيطان كتفها وتجذبانها إلى صدر قوى بينما الصوت الدافئ الذى إعتادته يعود قائلا
رفعت عينيها التائهتين إليه ليلاقيها إبتسامة الرقيقة المشرقة والتى قد نستها منذ أعوام .. فقالت وهى تجاريه فى الابتسام
_ أكيييد .. أنا بثق فيك يا قصى أكتر من نفسى .
ربت على كتفها مواسيا ليهمس لها
_ وأنا مش هخيب ثقتك فيا .
كان وعدا بمطن بالبحث عن المزيد من الأدلة فهو بين جريمتين .. چريمة حاډثة زوجته وعائلتها التى إكتشف مؤخرا بأنه كان مدبرا .. وچريمة ياسين الخفية المتمثلة بالخېانة .
وبين أبا فاشل وأما مستهترة ينشأ الخلل وبالتالى يكون المتضرر الاول هو طفلهما .
كانت تنظر إلى زياد پغضب تراقب كيف يهمس لها بخفوت ما حدث معه فى المدرسة اليوم .
زياد ورغم كرهها لهذا المكان إلا أنه عشقها تحبع پجنون وترى به طفلا ذكى فطين يستحق المزيد من الاهتمام ليخرج ما لديه من ابداع .
ولكن مشكته تعدت ذلك فها هو يقص عليها لأول مرة ما يحدث معه فى مدرسته فزياد يتعرض للتنمر من قبل أطفالا بعمره وأكبر منه .
التنمر قد تكون مشكلة عادية ويقابلها جميع الاطفال ولكن يبدوا أن أمره تزايد عن الحد فاليوم عاد وحقيبته ممزقة .. كذلك أخبرها بأن طفلا بعمره أحضر أخوه الاكبر سنا ورفاقه ليضربوه ..وقد حدث ذلك معه عدة مرات .
وحين سألته عن إخباره لأحد معلميه قال لها بأن أحدهم لم يقدم له المساعدة وأدعوا بأنه لعب أولاد لا مشاكل به .
صمتت بعدما أنهى زياد سرد ما حدث معه ليقول لها بخفوت
_ متقوليش لنانا .. أنت وعدتينى .
رفعت رأسها بحزم بعدما أتخذت القرار لتقول بهدوء حمل الصرامة
_ مش هقول لنانا .. لكن هقول للى المفروض مسئول عنك .
نظر لها زياد بفزع وبدأ فى ترجيها ألا تخبر والده ولكنها كانت مصرة .
فإلتقطت كفه الصغير وخرجت به من الغرفة بسرعة وقادته إلى غرفة المكتب الخاصة بوالده .
طرقت الباب بقوةوسرعة وقبل أن تسمع الرد إندفعت إلى الداخل ..
رمقها أوس بتعجب لتقول بهدوء وهى تقف معتدلة رافعة الرأس
_ زياد هيقولك حاجة .
نظرت إلى زياد بحزم فخفض وجهه ليقول متلعثما
_ بابا .. أصحابى .. أقصد زمايلى .. آآ .
وظل يتلعثم بالكلام وهو لا يعلم كيف يستخرج جملة مفيدة .
فنظر له أوس بتعجب أنتقل منه إليها يسألها فقال مباشرة لها
_ قوليلى إيه اللى حصل معاه
_ لأ هو اللى هيقول علشان يتعود أنه يصارحك باللى بيحصل معاه .
قالتها بحزم قوى وهى تنظر إلى زياد فتحدث أخيرا قائلا
_ بابا فيه عيال بتضربى فى المدرسة .. و واحد منهم قطعلى الشنطة بتاعتى .
أرجع أوس ظهره مستندا على كرسيه ليقول ببساطة
_ فيها إيه ... النهاردة تتخانقوا وبكره تبقوا اصحاب لازم تقابل كل ده فى المدرسة عادى الموضوع مش كبير .. ولو على الشنطة تجيب غيرها .
بساطته إستفزتها .. جعلتها تصل إلى حدود الڠضب الثورى لتقول بهدوء يخفى خلفه الكثير
_ زياد روح ل اوضتك دلوقتى هتكلم مع بابا شوية وأجيلك نكمل الواجب .
ونفذ الصغير طلبها باستغراب لتنظر إلى أوس پغضب بعدما خرج زياد .
_ الولد بيقولك أنه أتعرض للضړب على أيد زمايله كذه مرة .. وبيجيبوله عيال أكبر منه تضربه غير أن الشنطة مقطوعة بأداة حادة !
عقد حاجبيه قليلا بتفكير ليقول بالاخير بصوتا هادئ
_ خلاص هكلم حد يروح المدرسة ويشوف الموضوع .
_ بجد ... ده اللى وصله تفكير حضرتك .. أسمحلى أقولك أنك كده بتضيع أبنك أكتر ما هو ضايع .
زياد ذكى جدا وكل رد فعل ليك على موقف ليه بيعمله سيناريوا ويشيله فى ذاكرته .. وفى يوم هيطلع كل ده وهتبقى أنت الوحيد اللى خسران .
فيها إيه لو قربت منه وسألته لوحدك ماله ساعدته يخرج من عالم المزاكرة والكتاب خليه يتعامل مع الناس ويتعامل معاك أنت قبلهم .
بأى أساس مسمى نفسك أب !! ... الابوة مش مجرد طفل أخد أسمك .. الابوه أكبر من مجرد فلوس بتجيبله اللى يربيه الابوه هى علاقتك بإبنك وحبك ليه ...
أنهت كلامها بصوتا شابه الصړاخ لتقول بتهكم ساخر
_ آسفة على المحاضرة دى .. نسيت أن حضرتك بتفرط فى الغالى بالساهل ومش بيفرق معاك .
وألتفتت بسرعة مغادرة وكأنها إن ظلت قليلا ستقتل أحدهم .
إلا أن يديه أوقفته قبل أن تخرج من غرفة المكتب ليدفعها إلى الداخل ويغلق الباب پعنف مسندا إياها إليه ولازالت يده تعتثل ذراعها بقوة .
لينظر إليها