رواية كاملة رائعة الفصول من الرابع والعشرين الي السابع والعشرون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
كمان أن المطبخ كان نظيفا ومرتبا بعناية تعجبتها .
لتخرج وتصدم من حال المنزل الذى كان مرتبا ومفتوح النوافذ لتبديل الهواء .
فى الفترة الماضية كان الحمل يقضى على صحتها ولازال فما عادت تستطيع التنظيف والطهى ودائما تريد الراحة والإستلقاء .
وبعد كل ما رأت عادت لذات النقطة .. هل هذا مؤيد
لقد أحضر لها ڤيتامينات وكالسيوم وكاد يطلب لها الطبيب إلا أنها رفضت قطعا .
هل يستحق منها فرصة
أيستحق أن تخبره أنها تحمل طفله
همست بإسمه فتقطعت حروف كلمتها ولكن الهواء الغادر حملها إلى أذنه الحساسة .. ليلتفت لها بسرعة فتلاقت عيناهما وصمت الحروف والكلمات فى عجز عن وصف حالهما وتعالت همسات العيون بشفرات سرية لا يقدر قرائتها سوى الطرف الثانى .
همس زمردتيها فى مواجهة همس سواده .
_ مش هينفع قعودك معايا هنا لوحدنا الساعة عدت تمانية بليل .. أمش...
_ همشى .
قالها بحسم وهو يأسر عينيها من جديد ولكن بقوة منعتها من محاولة ابعادها ليكمل بثقة مبتسما
_ علشان أنا خاېف عليك من كلام الناس وبالنسبة لموضوع الطلاق .. أنا متأكد أن هيجى اليوم اللى تقبلى ترجعيلى فيه ووقتها أبدا مش همشى .
لم تستطع قولها بشفتيها ولكن عينيها قالتا وكفى بحديثهما .
بداية الطريق للحقيقة .....
أنطلقا منذ ساعتين فى طريقهما الى البلد .. تلك التى تربى بها والدها لسنوات التى شهدت مقټل والد زوجها .. التى ستشهد معرفتها الحقيقة .
التفتت لتنظر الى زوجها ذلك الذى يقود السيارة موليا لها اهتماما أكثر منها ..
أ تحبك
لا بل أعشقك .
أ اكرهك
لا بل أمقت اسلوبك
أتحبنى
لا اعلم .
كان هذا السؤال دائما المسيطر على عقلها .. يحبها أم لا
فى رسالته الشنعاء قال بأنه كذلك ولكن فعلته بعدها تؤكد عكس ذلك .
حياتهما على حافة ضياع فقط حقيقة هى التى تتحكم بهما .
تحدثت قاطعة الصمت الذى دام منذ بدأ الطريق
الټفت إليها ناظرا لعينيها بغموض لطالما حاكه حول نفسه ولم تفهمه هى وحين حاولت صدمت برداته السريعة .
ولم تكن تلك المرة مختلفة عما قبلها فأيضا جهلت بمعرفة ما يرموا اليه .
أنتبهت فجأة إلى قوله الهادئ
إجابته أحرقت صبرها وقطعت حبل الترقب فصړخ غاضبة محتجة عن تصنيفها كشئ مهمل
_ وليه أتجوزتنى .. ليه تممت الجواز .. ليه مۏت بابا .
وخرجت العبارة الاخيرة قاڈفة حاړقة ملتهبة لترمقه بنظرة خاطفة وهى ټلعن اللسان الغبى المندفع وقت الڠضب بينما كانت يداه تعتصر مقود السيارة بقوة .
والعجيب أنه لم يبدى سوى هذا الانفعال !!
فوجهه الذى كان يراقب الطريق بثبات لم يحمل أى انفعال فقط عينين جليديتين إزداد جليدهما .. تراقبان الطريق .
ليقول أخيرا بصوتا مخيف جامد
_ لو كنت عاوز أنتقم من والدك وأقتله مكنتش كشفت نفسى ولا عن نيتى تجاهك .
صړخت بانفعال لم تملك سواه
_ قولى أنا ليه أصدقك .. أحنا مفيش بنا أى ثقة يا أدهم فطبيعى أنى أفضل شيفاك قاټل بابا ..
وزى ما قولت مفيش أحنا فيه أنا فراغ كبير أنت ..
لم يبرر ولم تكن لتسمح له فهى الان كالبركان الثائر فى أتم الاستعداد للانفجار .
ألا يمتلك هذا الرجل قلبا .. أم ربما لأنه قادما من الجليد قد تركه هناك .
يستفزها بروده القاټل وردود أفعاله الغير مبررة مع صلف كلماته الثلجية فتشعر بالتخمة من الحقد والڠضب تجاهه ..
تتسائل دائما حين تنظر لرماد عينيه الفانى أليس لهذا الرماد شعلة أمل تغييره .. أما آن للجليد بمقلتيه ان يذوب لتشرق شمس جديدة على حياته ..
ولكن دائما الاجابة جائت فى نظرة منه فى همسة مستنكرة .. فى قلب صنع من قالب جليد ...
وصلا أخيرا الى حجر الضباع كما لقبت المكان من أول وهلة .. وقد صدقت !!
هبطت من السيارة تنظر الى ما أمامها من سرح ضخم .. فهذا المبنى لا يلقب ابدا بالمنزل !
فقد كان كبيرا باتساع قصر .. الا أنه حمل من القدم مبلغ أتساعه مع طرازه القديم الذى بدا ظاهرا فى نوافذه الطويلة الضخمة ذات الاخشاب القوية اليابسة .. وبابه الرئيسى مفتوحا على حدى أتساعه بالاضافة الى ألوانه القاتمة ذات الاطلالات القديمة .
أزدرت ريقها بتوتر ما أن لمحت أحدهم يقف أما باب المنزل بانتظارهم .
كان رد فعل أدهم الذى كان يراقبها أن أمسك يدها البارده ودفعها برفق لتسير معه .. بينما أعطى حقائبهما لأحد العمال .
صعدت السلالم الرخامية الصلبة لتقف بجوار أدهم أمام رجلا تحشم بجلباب رمادى واسع .. مع عصى بنية يتكئ عليها .
كان أدهم من تحدث ليقول بهدوء
_ أزيك يا عمى .
وكان الرد متوقع وقد تكون فى نظرة حادة شرسة من العم الذى باغته قائلا
_ جايب بنت القاټل بيت أبوك وجدك يا أدهم .. جايب بنت حسن العامل الفلاح صرح جدك .
رمقه أدهم ببرود .. بينما كانت زهور بجواره ترتجف من وقع الكلمات الحادة على مسامعها .
لتكون أول المصډومين فى كلام أدهم الذى قال
_ عزت بيه متنساش أن الصرح او البيت ده بتاعى وزهور مراتى .. يعنى صاحبة البيت.
نظرت له زهو بدهشة وهى تحاول استيعاب ما قال ..
_ البيت مفتوح لكل الناس يا أدهم يابنى بس أنت عارف كويس بنت مين دى .
قالها عمه بحدة مزمجرا ليبتسم أدهم بسخرية ويجيبه
_ وأنت عارف يا عزت بيه أنت مين .. صمت يرمقه بنظرة ذات مغزى ليكمل بتهكم .. للاسف يا عزت الماضى مبيتنسيش .
أزداد الحقد بعينا عمه ليقول صارخا
_ وأخدت بتارك زى ما بنعمل .
صدرت عن أدهم ضحكة مستهزئة ليقول ببطئ وكأنه يحاول أن يفهم من لا يفهم
_ تارى باخده بده وأشار بيده تجاه عقله زى ما كل حاجة عملتها كانت بيه .. وزى ما قدرت أرجع ورثى وحقى .. وزى ما قدرت أشترى بيه البيت ده .. وآخرهم زى ما كونت بيه أدهم عاصم العامرى .
كانت تراقب بصمت صراع الضباع الكلامى لتتهلل أساريرها بخبث طفولى وهى تجد زوجها الفائز .. وهو يمنح عمه نظره صاعقة بمعنى مبطن .. أنا لم أنسى .
قال أدهم بتهكم
_ ايه يا عمى مش هتعزمنى ندخل .
وجاءت الاجابة بتهكم مماثل
_ البيت بيتك يا أدهم يا بنى .
دخلت الى المنزل الكبير بخطى وئيدة .. تنظر الى ما حولها بانشداه .. فكما حمل من الخارج الطابع الزمنى القديم حملت نقوشه ذلك الطابع .
أنتبهت الى عمة أدهم التى زارتها هى وابناتها .. لتنتهى زيارتهم
متابعة القراءة