رواية كاملة رائعة الفصول من الرابع والعشرين الي السابع والعشرون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
الفصل 24262728
أنتهى من رسم لوحته ليبتعد ناظرا إليها بشرود ..
لقد كانت اللوحة تحمل نصف وجه لفتاة ذات عينين خضراوتين .. وملامح رقيقة باسمة ..
لقد كانت تحمل ملامحها ملامح نهاد الشافعى .
لن ينسى أبدا مقابلته الأولى لها
فلاش باك
وقف آسر مذهولا بين اللوحات من دقتها و جمالها و الفن الرقيق الموحي الذي أمتزج فيها .
إلتفت إلى تلك الفتاة التي تقف تناظر لوحته بفضول ليقف بجوارها و يسألها و هو مستغرق بالنظر إلى اللوحة
_ السر يكمن في الالوان أليس كذلك !
إلتفتت إليه الفتاة فإصتدمت عيناه بعينيها الزرقاء لتقول له باسمة برقة
_ أبدعت في الرسمة دى أنا بحييك عليها .
أخفض عينيه بتوتر قائلا
_ شكرا واضح أنك مصرية !
أومأت برأسها و هي تتابع لوحته بتأمل
_ أيوة .
مد يده لها وهو يعرفها عن نفسه
إلتقطت يده قائلة بإبتسامة خجولة
_ نهاد الشافعي خريجة فنون جميلة و برضو بحب الرسم .
_ إتشرفت بمعرفتك يا نهاد إنت من ضمن فريق الأستاذ هشام !
هزت رأسها برفض
_ مش في الوقت الحالي بس إحتمال أنضم قريبا .
وأكتملت ساعدته مع اللقاء الثانى حين جائت تطلب من الاستاذ هشام الإنضمام إلى الفريق ..
أخفى اللوحة بالغرفة الخاصة به فى المعرض ليتوجه بعدها إلى الاستاذ هشام .
دلف إلى غرفة مكتبه ليلقى عليه السلام .. ويقف متسمرا يحارب خجله لكى يسأل أستاذه هشام عنها .
_ هى .. أقصد الانسة نهاد مش هتنضم للفريق .. احنا محتاجين مساعدة علشان المعرض الجاى موعده قرب واللوحات المطلوبة لسه منتهتش .
نظر له السيد هشام بدهشة مستنكرة إلى ان قال ببساطة
_ اليوم نهاد هتسافر مع زوجها لبلدهم .. وحين تعود ستأتى للعمل معنا .
قالها السيد هشام باللغة الألمانية .. فظل آسر ينظر له بذهول .
من ستسافر .. مع من .. إلى أين
نهاد ستسافر مع زوجها زوجهاااا .. متى تزوجت
كيف .. وهو .... يا الاهى !!
شحب وجهه بشدة وأعتذر بخفوت من السيد ليهرع إلى الخارج ولا يزال أثر الصدمة يحاوطه .. والعديد من الاسئلة يطرق باب عقله .
لقد عاش بعالم الاحلام منذ رآها .. ظل يتقلب بين أحلامه بلا هوادة .. يصوغها بقلمه برسوم رقيقة .
تزوجت !!
كانت العبارة صاډمة .. مؤلمة لتزيد من هوجان المشاعر بلا قرار .
ألقى بجسده على كرسيه فى غرفته ينظر إلى ما حوله بشرود فى اللا شئ .
يشعر بنفسه أحمق غبى .. أبله !!
كيف يعلق نفسه بمن رآها مرة واحدة ! ... كيف تجذبه بتلك الطريقة التى أنسته كونه لا يعلم عنها سوى تفاصيل قليلة .
حين جاءت منذ شهرين .. لم تحمل فى يدها أى خاتم يدل على إرتباطها واليوم يقول له السيظ هشام بأنها تزوجت !
أى هراء هذا !
لا يعلم أعليه لومها أم لوم غبائه المفرط .. لكن فقط عليه أن يهدأ من خفقات قلبه الابله فقد اخطأ فى تصويب خفقاته ..
وها هو الزمن يعود ليصفعه مرة آخرى فى ثالث امرأة تدخل حياته .
شاهى .. ليال .. و نهاد !
هبطت الطائرة على أرض مصر !
فكرت پذعر وهى تتشبث بذراع سيف بتلقائية والذى بدوره استشعر خۏفها فابتسم بثقة ليطمئنها .
هو يعلم سر خۏفها من العودة فليس خوفا طبيعيا بل خوفا من المواجهة ..
والمواجهة ابدا لم تعنى لابن عمها كمال بل لعائلة والدها التى ستسارع بالإنقضاد عليها وإفتراسها .. بعدما ترقبا اللحظة منذ مۏت والدها وزواجها له .
ولكنه أقسم بحمايتها ذلك اليوم الذى عقد قرانه عليها أقسم فيه بأنها أصبحت تخصه أصبحت ورغم كل شيئ امرأته وملكه .. فكيف لا يمدها بالشجاعة ويعدها بالصمود .
شدد من إحتضان يديها التى لجأت إليه فى إستغاثة ضعيفة منها لينظر إليها مبتسما يشجعها على المضى قدما ..
همس مقتربا منها بخفوت
_ متخفيش .. أنا معاكى .
أهو وعدا بالدعم الكامل لها .. أهو تأكيدا بأنه لن يتركها .. أم هو مجرد شفقة تجاهها
عادت لتناظره بعيون مستفهمة لتلاحقها نظرته الباسمة بحنان رقيق .. فابتسمت لأول مرة ببعض الراحة وزادت من التمسك بيده .
وصلا إلى ساحة المطار حيث وجدا أخته ووالدته .
كانت تراقبه بشرود كيف أخذ والدته وأخته بين أحضانه بشوق كيف قبل يد والدته ورأسها بعمق .. وكيف أحتضن أخته وهدئها بكلماته الرقيقة الحنونة ..
أعيبا أن أحبه
أيلومها أحدا لحبها الا محدود له
شعرت بجسدها يتجمد حين إلتفتت العيون إليها فى هيئة نظرات ..
منها من يترقب ومنها الغاضبة بهدوء .. ومنها الحزين .. وبقى هو يطالعها باسما بتشجيع !!
وجدته يقترب منها ليأخذ يدها ويقدمها لأمه وأخته قائلا ببسمة رقيقة
_ نهاد الشافعى .. مراتى .
مراتى لم تتصور أن تلك الكلمة قد تكون بمثل تلك العذوبة من شفتيه .. كلمة قالها بثبات امتزج بالقوة وكأنه يثبت لها قبلهم أنها امرأته .. زوجته .
وتسمكت بلحظة بظن أهوج بأنه لين يتركها وسيكمل معها الطريق .. إلا أنها سارعت بتنحية الفكرة بحزن وهى تذكر نفسها بكونها شخص متطفل قفز إلى حياته دون سابق إنذار ليقتحمها و يشتتها بفظاعة .
إستفاقت من شرودها البائس على مبادرة والدته بالتحرك لتقترب منها وتأخذها بين أحضانها .
لتستكين هى بمحبة وهى تشعر بألفة لم تعهدها وشوقا إلى حضن دافئ ينسيها مرارة الفقد الذى تعانى منه منذ غياب والدتها عنها حين أتمت عامها السادس .
فذرفت عينها دمعة رقيقة .. سارعت لمسحها قبل أن يلحظ أحدهم إلا أنه كان يراقبها بتفحص .. كل حركة .. كل ردت فعل وبالطبع مشاعرها التى صاغتها تلاعب الدموع فى حجريها الخضراوين .
كان الدور التالى لزهور شقيقته الباسمة بحزن والتى إحتضنتها أيضا مهنئة برقة
_ مبروك يا نهاد ... من دلوقتى بقيتى أختى رسمى .
أخت !
كم هى عبارة رقيقة حالمة تمنتها منذ زمن كم تمنت أختا تحتضن ألامها .. تدعمها وتشكر لها تشاركها فرحها وحزنها .. تنصحها وتكون لها الحضن الدافئ المواسي لمشكلاتها ..
أخت تقضى معها اليوم بطوله فى الحديث والليل فى الجدال .. ليأتى الصباح بتصالح رقيق و وعدا بدوام الأخوة .
حين إبتعدت عن زهور تمسح دموعها اللتى خانتها وجدتها هو .. إلى جوارها يلف ذراعه حول كتفيها ويقربها منه برفق ليهمس إلى أذنيها
_ من النهاردة دى عيلتك زى
متابعة القراءة