رواية كاملة رائعة الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم ملكة الروايات
المحتويات
حاجة اللى عاش زى الخدام فى ملك أبوه .
سنين من التعب والظلم من أقرب الناس ليا جدى وأعمامى وأنا بكافح علشان مبقاش الضعيف الجبان دخلت كلية الهندسة و أملى واحد إنى أشتغل واجيب لأمى بيت بعيد عن أعمامى وإنى أريحها من شغل الخياطة يوم ورا يوم والزمن بيجرى بيا .. ما بين شغل ومذاكرة لشغل مستمر علشان أبنى شركتى وإسمى الخاص وشوفت أيام صعبة .. ومنافسين عالين أوى لدرجة إنى لما أكسب صفقة كبيرة لشركتى يبعتوا ناس تضربنى وكأنهم عاوزين يكسرونى وكنت أبقى عارفهم وأسكت لحد ما وصلت للى فيه وبقيت أنا اللى بقضى عليهم وبرجعلهم كل ضربه بحقها .. أعمامى اللى من دمى متهاونتش معاهم لحظة وأنا باخد ورثى اللى أكلوه سنين وبرضوا كان ليهم نصيب من الإنتقام .
إلتفتت له مذهولة لقد ظهرت أبعادا آخرى للقضية المجهولة .. امرأة !!
همسا بصوتا مهزوز متوتر
_ ست !
إبتسم بسخرية متجهمة وهو يتابع تغير ملامح وجهها ليقول أخيرة بصوتا قاتم
_ أيوة ست كانت من عيلة بابا وبباكى أتقدملها وهى رفضته بس هو كان عاوزها بالإجبار وجدى قرر إنها هتتجوز والدى علشان كده والدك قتل والدى .
هل هو والدها حقا الذى يتحدث عنه !
طفرت الدموع فى مقلتيها وتسارعت أنفاسها بإضطراب تكاد تصرخ قهرا مما تسمع لا تريد أن تصدق ولكن ..
نعم لقد صمت على إتهامه ولم يجبه وكذلك على هتافها الصارخ به .
ما الذى يعنيه هذا ! هل حقا ما يقوله أدهم صحيحا !
شعرت بأن إعصارا هائج عصف فأفكارها بثورتها و .. وبذكرياتها !!
شهقت باكية بقوة وهى تضع كفيها على وجهها تنتحب بقوة .
تساقطت ببطئ كوردة ذابلة .. لتتلقفها أرض مكتبه الباردة .
شعرت به يقترب منها بهدوء ينخفض بطوله المهيب ليجلس بجوارها على الأرض يلتقط كفها البارد الصغير بكفه ويسحبها إلى أحضانه لتكمل سلسلة دموعها المټألمة على صدره .
همست بصوتا مخټنق
_ أنت عديم الإحساس حقېر أتجوزتنى ليه وخلتنى أحبك ليه أنا اللى قررت ټنتقم منها .
رد عليها بهمسا مشابه ولكن نبراته أكثر تشتتا
_ لإنك من اللحظة الاولى اللى شوفتك فيها قررت أنك مش هتكونى لغيرى مش أنانية لكن ده أسر القدر يا زهرتى .
_ أنت بتحبنى !
والإجابة كانت تنهيدة طويلة وزفرة حادة ومحاولات عديدة لخروج الحروف منتظمة ثم صمت طويل وتغيير فى إتجاه النظر .
وفقط !!
إندفعت مبتعدة عنه لتدرك بأنها كانت بين أحضان الذئب تبكى بضعف طالبة منه الدعم .
يا لك من خائڼة جبانة إرتميتى بين ذراعيه حين شعرتى بالألم كان هو أول شخصا تلتجئ إليه يا غبية وها هو الأن يناظرك ببروده المعتاد وبمشاعره المثلجة التى ترسل إليك القشعريرة .
إستند بظهره على مكتبه وجعل قدم منطوية فوق الآخرى ليخرج لفافة تبغ أو سېجارة يشعلها بهدوء وبأكثر منه هدوئا كان ينفث دخانها الأبيض بأكثر من التمهل وهو يطالع صفحة وجهها الغارقة بالدموع .
سمع همسها المذهول
_ أنت من أمتى بتشرب سجاير
والإجابة تجاهل أو ربما إجابة لسؤال سابق توانى عن الرد عليه أو بالمعنى الأدق تراجع فى الرد عليه .
_ أصل الغباء يا زهرتى السؤال عن الحب الحب مشاعر وأنت عارفة كويس أن مشاعرى داخلة فى حالة تجمد الحب بالنسبالى مرض أوصبت بيه .
جائه صوتها متهدجا پألم
_ مر .. مرض !
لحظة ضعفا تلك التى إستحكمتها وهى تخفض وجهها تعجز عن النظر بوجهه أو لا تريد فعل ذلك فهذا سيكلفها من مخزون حبه عندها !!
أكمل بصوتا قاسى لا يحمل لهجة اللين
_ دلوقتى خلاص يا زهور طرقنا أتفرقت وكل واحد راح بطريقه تقدرى تعملى كل اللى عوزاه ومټخافيش أنا هدفع كويس تمن ليلة إمبارح وهعوضك وكمان ممكن أدورلك على شغل مناسب وعريس لو عاوزة وبكده أكون عوضتك .
قال كلماته الباردة من خلف سحابه العازل لهما لټصفعها بقوة وتجعلها تستفيق لنفسها وتتذكر بأنها ليست خانعة له .
لقد جائت إلى هنا من أجل شيئ واحد لن تهدأ حتى تفعله وبعدها فليذهب للچحيم إن أراد فلن يهمها .
نهضت ببرود بعدما نهض هو أولا لتقف أمامه مباشرة عينيها السوداء التى واجهت عينيه الرمادية .
تعجب من ملامحها الغير مقروئة وأنتظر بصبر ردة الفعل والتى كان يتوقعها صړخة .. أو ربما المزيد من البكاء ولكن جائه ما لم يرضه أو ربما أصابه بالذهول .
فيدها الصغيرة الباردة التى كان يمسكها قبل قليل هبطت على وجنته الخشنة بقسۏة وبقوة لم يعدها منها .
صمتا درامى ذالك الذى هبط على رؤسهم لتجده يلتفت لها ببطئ بعينان أسودتا دون تعبير مقروء و وجه حكى بوضوح مزاج صاحبه لتقول بصوت قوى جامد
_ إن كنت أنت أدهم عاصم العامرى فأنا زهور الكامل أنا بنت خالد الكامل اللى عمرها ما تحتاج لحد .
إلتفتت بقوة مغادرة إلا أنه أمسك ذراعها بقوة وهو يقول ببطئ أمام وجهها
_ مش أدهم عاصى اللى يضرب ....
وقطعته بصړختها وهى تنفض ذراعها
_ ومش أنا المتسولة اللى أتجوزتها إفتكر يا أدهم أن الجاية زهور تانية خالص ولو فاكر أنك معدش حاجة تربطك بيا تبقى غلطان دائرة الإنتقام لسه شغالة والفوز للأقوى يا أدهم .
قال أدهم أخيرا ببرود وهو يتأمل ملامح وجهها المنفعلة
_ وإن كنت فاكرة أنى هتهاون معاكى تبقى غلطانة القلم ده رجع حجات كتير والساحة ليك وورينى شطارتك .
نزعت ذراعها پعنف من يده لتستدير عنها نتطلق العنان لقدميها وتركض خارجة من مكان وجوده .
بينما وقف ينظر بجمود إليها من زجاج نافزته وهى تعبر الطريق تلك الغبية بچنونها ستفعل الأعاجيب .
لم يكن أحدا يجرأ على ضربه على وجهه سوى جده القاسى والأن دخلت هى الموسوعة المحظورة .
لم تعد القطة التى قابلها منذ بضعة أشهر فقد أصبحت نمرة شرسة بإستعداد كامل للفتك به ولكنه أدهم عاصى العامرى و الذى يعشق تدريب النمور فلنرى إذا يا هرتى .
الفصل 18
دلف إلى المنزل المظلم ... فتحسس جدران حائطه بحذر إلى أن وصلت يداه إلى مفتاح الإضاءة .
فأنارت
متابعة القراءة