رواية كاملة رائعة الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم ملكة الروايات
المحتويات
إنها تعشق النظر من هذه الشرفة إلى ما حولها وخاصة تلك الحديقة الظاهرة أمامها .
تريد أن تطلب من سيف أن يذهب بها إلى تلك الحديقة الرائعة إلا أنها تخجل منه وبالوقت ذاته هو مشغول للغاية فلا تريد أن تزعجه .
إن الملل يكاد ېقتلها وهى وحيدة بين جدران هذه الشقة تفكر بالخطوة القادمة بحياتها هى لن تبقى هكذا معلقة زوجة ولا زوجة .
الوحد قاټلة والافكار كثيرة للتنفيذ .. ولكن المعضلة واحدة .. وهى خجلها من مفاتحته بالأمر .
من المفترض أن يتعجب المرء من خجلها المتزايد نحوه وبعد شهر وعدة أيام من الزواج ... ولكن حقيقة زواجهما تخزيها وتشعرها بالخجل وموقف كلا منهما تجاه الآخر مبهم ..
هو لم يحدد حتى الأن مدة زواجهما أو إذا ما كان سيكمل معها أم يتركها هناك الكثير من الأشياء عليهم أن يحددوها ويضعوا النقاط على الحروف .. ولكن من المفترض أن البداية لديه وهو من عليه البدأ .
يبدوا أنها ستنتظر وهو سينتظر ويعيشوا عمرهم على الإنتظار .
كما أن الأكثر ړعبا هو قراره بالعودة إلى مصر لكى يعرفها على والدته وشقيقته .
بينما الافكار تتقلب فى عقلها ضاربة جدرانه بقسۏة جعلتها لا تشعر بذلك الباب الذى فتح أو ذاك الذى دخل منهكا ليلقى حقيبته على الكرسى ويقترب منها .
_ ينفع تقفى كده بشعرك
نظرت إلى ما ترتديه بيجامة وردية قطنية ببنطال طويل يلامس الارض وسترة ذات أكمام طويلة .. ما المشكلة ! .. أهو الحجاب فقط
أشار لها إلى الداخل فتبعته بإذعان لقد أدركت بأن ما ترتديه يحدد جسدها قليلا .. لذا شعرت بالخجل من نفسها .
_ أولا ما أحبش أنك تخرجى فى البلكونة بهدوم البيت وشعرك يكون مكشوف مش تسلط منى لكن أنا بحافظ عليك من عيون الناس .
أخفضت وجهها بخجل لتقول متلعثمة
_ أنا مأخدتش بالى والبيجامة واسعة وأحنا أصلا فى الدور اللى قبل الأخير .
_ أيوه احنا فى الدور الأخير لكن ده ميمنعش أن حد يشوفك ..
همست بإعتزار خاڤت
_ آسفة ..
أكمل كلامه بجدية
_ دلوقتى احنا قدامنا على ما نسافر مصر أسبوعين بالظبط أنا خلاص حجزت التذاكر وظبطت شغلى على الفترة اللى هغيبها وقبل ما نسافر عاوزة ننظم حياتنا ونتكلم فى اللى جاى .
اومأت برأسها ليكمل بصوتا جاد حازم
_ جوازنا جه فجأة مأظنش إنك مستعدة ليه علشان كده أحنا محتاجين فرصة نفهم بعض بالنسبة للناس احنا اتنين متجوزين عادى وطبعا لأهلى نفس الشئ اللى بينا هيفضل بينا ومحدش هيعرفه .
هزت رأسها بموافقة فابتسم بمرح تعرف بتميزه به بالرغم من شحوحه فى الظهور معها .
لتسمعه يقول بابتسامة عريضة
_ ممكن تقولى أن أنا اطردت النهاردة من الشركة المدير بذات نفسه جه وقالى لو مخرجتش نهاد و وريتها لندن متجيش بكره أنت شكياله منى ولا إيه !
قالها بمرح ولكنها اجابته بسرعة
_ لا لا والله أنا مقولتش لحد إنى ...
ضحك بمرح ليقول محاولا تهدئتها
_ أنا بهزر معاكى يلا روحى ألبسى ... عاوزين نقضى اليوم من أوله بره .
أسرعت إلى غرفتها راكضة هى لم تصل إلى ما أرادت فى حديثه ولكن لا يزال أمامها وقت حتى تفكر وتخطط وتحاول استخراج الانثى اللعوب من داخلها علها تجدها وتجذبه إليها .
....................................................................................................................
أ اشتكى إلى الجدران وأصراخ لقد ظلمتنى الحياة
أم أظل بمخدعى أبغى المنية السريعة .. علها تريحنى .
شهران مرا .. بدونه كالرياح العادية تصدمها بقوة وهى جالسة بمكانها تبغى النهوض والوقوع مرة آخرى .
اربع حوائط احتضنتها پألم بعدما تركها الجميع .
لم تعرف لمن تلجأ أو بمن تستغيث .. فهى هجرت الجميع وبالتالى هجروها .
كان الحل الوحيد لعدم بقائها فى الشارع هو الذهاب لخالتها والارتماء بأحضانها .
فأوتها بمنزلها بحنانها المعتاد .
هل الخسارة هى التى تلاحقها الان .. خسارة روح أم نفس !
بعيدا عن كونها فقدت كل شئ مادى ومعنوى بحياتها .
ولكن هل تبقى لها أنفاس غائرة لتلفظها ام لفظتها وانتهى الأمر !
لم تكن تعرف يوما للضعف مكان بقلبها كان الجميع يحيط بها ومهما أزداد الألم تجد من يحتضنها وتجد هى من تخفف عنه ألمه .
حتى زهور المتألقة اختفى بريقها وذرفت آخر قطرات رحيقها مع زيجة فاشلة لإنسان دمره الماضى و أذاب عقله الإنتقام .
ومن لا يصدق بأنها يحدث لها ذلك ولزهورها نفس الشئ بنفس اليوم .
أو ليس مؤيد وأدهم صديقان وبالتأكيد هما وجهان لعملة واحدة صدئة !
ما العمل الأن يا ميساء !
لقد ضاق بك السبيل ولم تجدى من ترتكزى عليه ولإن ظل الحال على ما هو عليه ستفقدين آخر رمق بهذه الحياة .
الترتيب أولا
وبقدمة الخطط لابد من أن يدفع كل شخص ثمن أفعاله .
واولهم بالائحة .. زوجة والدها سها ولكن ماذا ستفعل لها
انتفضت من شرودها على صوت هاتفها فتركته ېصرخ كما يريد مرة وآخرى .. حتى سأمت من أن يتركها المتصل بشأنها .
تعجبت من الرقم الغريب ولكنها اجابت لعل الأمر هام .. ليأتها الصوت الذى لم تتوقعه مبحوح ويحمل بين نبراته الكثيفة الألم !!
_ ميساء !
والاجابة كانت زفرة حادة وشهيق طويل .. ثم تلاهم إغلاق لجفون العين ودموع تلالأت فى مضجعها تحارب لنيل حريتها من أسرهما .
الغبى الابله لما عاد .. أعاد ليذكرها .. أولم يطلقها ويحررها أولم تنتهى منه .. فلم الأن .
جائها صوته ضائعا مستغيث بها
_ ميسائى ...
وإن انتظر الاجابة .. فسيطول إنتظاره .
عم الصمت بينهما لا يقاطعه سوى صوت أنفاسهما الثائرة فأنفاسها متسارعة بإنفعال والآخر بشوق ولهفة مع لمسة من الألم .
كان عليه أن يقطع الصمت كان عليها أن تجيب فأجاب هو ليريحها من تلك المعضلة
_ عاملة إيه !
والسؤال كان بمنتهى الغباء والاجابة كانت أكثر غباءا
_ تفتكر الدبيحة بعد ما تطلع الروح بتحس بحاجة !
لا هى لم تفقد إحساسها فها هى أنفاسها تتسارع بسببه وروحها تصرخ بها أريدك فلا تتركنى وقلبها يتقلب بمضجعه يريد أن يخرج من موضعه ويقول له لا تتركنى
سمعت همسه الأجش الخشن
_ لا يا ميساء .. أنا مدبحتكيش لو فكرتى بمنطقية هتلاقى أن اللى عملته معاكى كان رد فعل ضعيف بالنسبة للصدمة اللى أخدتها .
أيريد أن تمطره سبابا وتخرج الكائن الهمجى بداخلها !
الوغد .. بدلا من
متابعة القراءة