رواية كاملة رائعة الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم ملكة الروايات
المحتويات
جاد ومفهوش سخرية أنا مش ناقصك إنت ومؤيد علشان كل شوية أفصل بينكم أنا عارف إنك من وقت ما دخلت من الباب ده وأنت بتستفزه بنظراتك وكلامك .
ابتسم أوس ببرود تام ووقف يعدل من هندامه قائلا
_ أنا اكيد مسافرتش كل المسافة دي علشان أضايق مؤيد .. ولا الشغل هو السبب .
إرتفع حاجب أدهم بإستغراب
_ أمال جاي ليه !
_ لسه زي ما إنت يا أدهم .. جاف فى التعامل و دغرى مش بتحب تلف و تدور .
إتكأ أدهم إلى مكتبه عاقدا قدميه ومستندا بيديه إلى المكتب من خلفه ليقول بصراحة
_ وأنت علطول ملاوع وبتحب اللف والدوران إيه اللي جابك يا أوس !
تنهد أوس بملل ليلقى بنفسه على الكرسى الذى كان يجلس عليه .
إرتفع حاجب أدهم بتعجب حقيقي ليقول بهدوء
_ وإيه اللي أنا بعمله وجابك من آخر العالم وسيبت شغلك وحياتك والأهم بناتك علشانه .
سمع ضحكة أوس ليقول مخټنقا بضحكه
إرتسم الوجه الجليدي على ملامحه وهمس بوجوم
_ خليك فى إمكانياتك و قولي جيت ليه وبطل لف يا أوس .
علت الجدية ملامحه فإختفى المرح تزامنا مع تجد ملامح الآخر .
_ عمتي أتصلت بيا وهى مڼهارة وقالتلي على كل اللي ناويت تعمله بصراحة فى الأول قولت مش هدخل لكن بعد ما عرفت بمۏت أبوها كان لازم أظهر و..........
_ درامية أوي الوالدة وأنت أكتر سذاجة لما قررت تيجي لهنا و تفاتحني فى الموضوع برأيك أنا هسمع ليك !
_ إن كنتوا فاكرين إن اللي فات ده إنتقام يبقى الإنتقام ضاع حلاوته أنا مش هرتاح غير لما أجيب بكل أفراد العيلة الأرض ولعلمك أنا مقتلتش أبوها بس عارف مين قټله مۏت أبوها مش فارق معايا بحاجة .. كل اللي همني أنه مش هيشهد عذاب عيلته لكن خليه فى قپره لحد ما يسمع دعاوي عياله عليه من السواد اللي هنزله عليهم .
الفصل 20
شهران مرا !!
ك يومان طلعت لهما شمس وبعد ساعات غربت .. فغطى الظلام دامسا النور ..
لم يحدث بهما أى شيئ يذكر .. سوى ترقب أنتظار وربما لهفة لشخصا غفل عنها أودعه الغباء مكانه .. لا يعرف بأن من أستوطنت منزله بفعل عقد زواجهما ... هى عاشقة له !!
بكل تفاصيله الصغيرة وحركاته التى حفظتها ظهرا عن قلب نظراته وإنعقادة حاجبيه حين التفكير .
لحظات سكونه حين يعمل بصمت عتمة عينيه حين يشرد بعيدا وصوته الرائع حين يدندن بخفوت .. ربما متذكرا أيام لم يكن لها وجود بحياته فيها .
لم تكن تتصور أن ذلك الوسيم ضخم الچثة .. يتمتع بصوتا رائع مثل ذلك !!
إنه يخجل من أن تسمعه لذلك حين يبدأ بالانشاد .. يتجه إلى غرفة المكتب ويسكنها .
عمله بالمقام الاول فهو شخص عملى للغاية مهتم بأدق التفاصيل .. منظم لأدواته بغرفة المكتب فقط فهى الاستثناء لفوضاه الدائمة .
لديه العديد من المشاريع المستقبلية المذهلة والتى يركز عليها جام تفكيره .
إنها معجبة به حد الهوس !!
تراقبه فى كل أفعاله حين يتواجد معها بنفس المكان تتحجج بأى شيئ لتدخل المكتب وقت عمله به بالرغم من معرفتها بأن ذلك يضايقه ويغيظه بشدة .. ولكنها مغرمة به وبكل ما يفعل وهذا ما لا تستطيع السيطرة عليه .
كان المنظور إلى حياته العملية رائع ولكن بالنسبة للزوجية .. أو كونها زوجته فقد كان راسبا وبجدارة .
حين يعود من عمله تراه بالمصادفة وحين يذهب كذلك .. فهى بمعظم الاوقات تكون نائمة .
وبأيام إجازته ينشغل بالعمل وبلوحاته اللعېنة المعقدة فإن ترك اللوحات والدوائر المتداخلة .. إتجه إلى حاسوبه ليكمل الرسم الهندسى للأدوات الميكانيكية .
لا تعلم لما لا يشعر بأى نوعا من المشاعر تجاهها إنه يكاد يعاملها كصديق سكن !!
أكبر مجهود يتكبله حين يسألها بوجوم عن حالها وتكون الاجابة هى نظرة تخبره بدوام الحال .
الحب مشقة وتتفق بشدة مع هذه الجملة فهى غير قادرة على جذبه ولا هى قادرة على بعده .
فاشلة وغبية لما لا تكون مثل النساء النبيهات وتوقعه فى شركها !
لما تتجسدها البرائة اللعېنة وتجعل منها خجلة من مجرد النظر لعينه !
أفلا تحبه !
وكما يقال كل شئ فى الحب مباح !!
زفرت بحنق إنها تعانى .. تعانى من جهل ذلك الرجل بالمشاعر .
أتعلمه الحب !
ولكن كيف
إتجهت إلى شرفتها المفضلة جلبت أدوات الرسم الغالية .
أدوات الرسم ليست بغالية السعر فقط بل وهى أيضا غالية على القلب .
فلكل أداة قصة عشق منفردة لغزف الألوان المتناغمة ولكل فرشاة رقصة تؤديها بإتقان وقت الحاجة ولكل قلم منحنيات يمتاز برسمها .
وبعد كل ذلك .. أفلا تعشق أدواتها .
الرسم لم يكن يوما ما فرض أن تدخله ف برغم مجموعها العالى فى الثانوية والذى كان سيدخلها كلية الهندسة .. إلا أن قلبها حكم عليها بأن تنمى موهبتها وكان الطريق هو عصيات العائلة وأولهم والدها والإلتحاق بالفنون الجميلة .
فأصبحت راسمة محترفة .. من الدرجة عالية الجودة إلا أن هذه الدرجة ستتراجع بالطبع إن ظلت موهبتها ساكنة دون منافسات أو تحديات .
جذب إنتباهها علبة الألوان الزيتية والتى خط على علبتها الخارجية إسمه المميز آسر الهوارى
ابتسامة رقيقة إرتسمت على شفتيها إنه آسر من قدم لها هذه الهدية الخاصة بيوم مولدها منذ حوالى شهران .. بعدما ألتقته لأول مرة فى معرض صديق والدها .. وكان يسألها عن كونها تعمل معهم أم لا .
بعدها باسبوع .. أراد والدها أن يسعدها فأقام حفل مولدها بذلك المعرض وكانت هدية آسر لها هذه العلبة ولوحة غريبة .. ذات شفرات غريبة .
وحين سألته عن غرابة اللوحة قال بإستمتاع والشقاوة تقفز من عينيه
_ سؤال ذكاء .. بصى دى شفرة سرية .. لكلام خطېر حاولى تعرفيها وأنت هتعرفى معنى اللوحة .
ولكن تداخل الأحداث وزواجها من سيف الذى أتم شهره الأول منذ عدة أيام هو ما جعلها تنحى التفكير فى اللوحة جانبا وحتى هذه اللحظة لا ترغب بفهم شئ ... بل ترك نفسها للرياح لتسيقا أينما ذهبت .
نظرت من الشرفة إنها بالطابق الثلاثون .. ببناية شاهقة تخاف المرتفعات إلا
متابعة القراءة