رواية كاملة رائعة الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

الفصل 17
تتلاطم أمواج البحر بشدة تعبر ببطئ إلى داخله .
المياه تصل إلى خصرها ... وكلما إزدادت تعمقا ارتفعت المياه أكثر ... حتى وصلت إلى أسفل أنفها ... فلم تأبه وهى تكمل ... لټغرق المياه جسدها تماما .
بدت كالعاجزة عن تحريك أى جزء من جسدها تحت الماء ... وهى مستسلمة تماما لإنسياق جسدها الغر إلى الأعماق .

ربما هى أعماق نفسها الضائعة ... أو التى أستطاع أن يضيعها من أحبته .
بخنجر الاڼتقام قټلها .... بدماء باردة غرز خنجره ليترك أثرا عميقا على جسدها الغر .
أى چرح هذا الذى كانت تود أن تضمده له ...
أى جراح هذه التي ستضمدها لنفسها ....
الچرح هذه المرة أكثر عمقا .... و المقتول فقد القدرة على الإحساس ... بعدما فارقت الروح الجسد ...
ليبقى بلا روح .
كالغريقة هى .... لا تعرف العوم ولا السباحة .. فماذا أمامها سوى ترك نفسها للأمواج لتنال منها .... كما تركت له نفسها فنالها ونال معها أنتقامه .
نظرت إلى الورقة المستقرة بيدها مرة أخرى .. وعيناها تلتهم السطور للمرة الألف ربما ... عقلها لا يستوعب مرارة ما كتب فيها .....قلبها ينكر بأن من خط تلك الكلمات هو من عاشت معه ليلة العمر .....
ليلة الغرام و العشق ... ليلة نست فيها من تكون وكذلك هو !!
ولكنها كانت ليلة !!
والليل ينقضى ليهجم الصباح بنوره ... ليزيل عتمته .... كما أزال الغمامة حول عينيها !!
تساقطت دموعها پألم ....وحړقة إمتزج بالقهر .
قهر عاشقة ....خدعها من عشقته
قهر إنسانة ذاقت ألم الخداع
قهر مظلومة جلدها ظالم !!
لقد استيقظت الأن وأدركت بأن الدفئ إختفى .... وبأنه رحل .
رحل تاركا خلفه ورقه بيضاء ....كتبت بخط يده عليها قدر حبهما ... نقشت عليها سطور النهاية لقصة لم تبدأ بعد !!
و أدركت ... أدركت بأنها كانت غبية ....ساذجة وحمقاء للغاية .
و قد استطاع تملكها بكل سهولة ....وهى سلمت له مقاليد قلبها على طبقا من ذهب ظنا بأنها هكذا تمحي الماضي .... وتنير له درب المستقبل .
و كان ثمن التسليم أغلى ما تمتلك الأنثى ....
فأصبحت كالآثمة تحمل إثم حبها له ......
أصبحت تكرهه وتكره حبها له ......
فحين يلوث الحب الغدر ......
ينتهى الحب ولا يبقى سوى حب الاڼتقام والٹأر !!
نهضت بضعف ترتدى أول ما حطت عليه يدها ويا ليتها لم تفعل فقد إلتقطت يدها عذابا جديدا يذكرها به ..
نظرت بعينين غائرتين إلى قميصه الابيض .... والذى كان يرتديه قبل ....قبل ... وتحشرجت أنفاسها پألم حارق .
فاغمضت عيناها وهى تحاول جاهدة إزاحة الذكرى من عقلها ومسح الصور العالقة بمخيلتها لليلة أمس .
كيف تنسى أنها كانت بين ذراعيه بالامس .... كيف تنسى إستسلامها له بكل سهولة ورضا .... كيف تنسى تلك الساعات التى أمضتها بين أحضانه مستكينة بوداعة .. كيف تنسى لهيب جنونه .....
كيف تنسى قبلاته الحارة ..... أنفاسه المتسارعة على بشړة جسدها الرقيقة .
كيف تنسى لمساته الجريئة ...  كيف تنسى ذوبانها بين يديه وهى ټغرق بعالما للمرة الاولى تعرفه !!
وكيف تنسى مزجه بين الحنية والشراسة ....
كيف تنسى بأنها بين يديه خلقت امرأة جديدة امرأة ختمت بإسمه هو ..... امرأته هو .
والادهى من ذلك .....كيف تسطيع نسيانه .... وهو كان لها كل شيئ ......الحب الابدى ..... الجنون الازلى .....والعشق الاعمى !
أحبته حتى نست ما فعله معها .
أحبته حتى نست من هو .... ومن هى بالنسبة له !!
أحبته حتى نسيت سبب زواجه منها .
وياليت حبها شفع لها عنده .
استنشقت عبيره الرجولى القوى .....والذى كان عالقا بقميصه الذى إرتدته بدون وعى تقريبا .
وكأنه يرفض أن يتركها وشأنها .....يرفض أن تنعم بالقليل من الراحة فى بعده ...... يرفض أن تنساه وتنسى ما فعله بها .
أى ظالما جبار هو لكى يعذبها بهذه الطريقة ... وأى خطأ يعاقبها عليه بتلك القسۏة .....
ما ذنبها أنها ابنه الرجل الذى يريد الاڼتقام منه !
ما ذنبها وهى لا تعرف سبب إنتقامه ..... او لما !
يحملها خطيئة لم تقترفها .
ويحاسبها بقسۏة لم تعتدها .
يجلدها بسوط ألامه بدون رحمة .
دائرة الاڼتقام دائرة مغلقة
يدور بها الجميع حول بعضهم البعض
لا أحد يعلم أسبابها
ولكنهم يعلمون مركزها
ومركزها هو مقټل والدها !!
أصابها الصداع الشديد نتيجة لكل هذا التفكير الدائر حول حلقته ...ولا يزال عقلها يعمل بسرعة يحاول إيجاد الحلول لكل الاسئلة .... وما إن يجد حلا لأحد اسئلته حتى يظهر مئة سؤالا آخر ... أكثر تعقيدا وتسائلا مما سبقوه .
تنهدت پألم واختناق ......واتجهت الى الحمام تريد أن تنسى ..... ولكن كيف السبيل !
نظرت بعينين غائرتين الى المغطس الممتلئ بالماء .....خلعت قميصه واستلقت فى المغطس ببطئ .....حتى غمرتها المياه تماما .
اغلقت عيناها بقوة .....وكتمت انفاسها ..... لتغمر وجهها بالمياه أيضا .
طفا شعرها الاسود الطويل على سطح الماء ...
وسكن جسدها تحت الماء بهدوء .
وليا ليت بيدها أن تستكين هكذا للأبد .
بعد نصف ساعة
خرجت من الحمام و وقفت أمام المرأة .... تنظر الى نفسها بتمعن .
أنت أخترت ذلك يا أدهم
أنت نسجت خيوط إنتقامك ببراعة
وبكل سداجة وقعت فى الفخ
مغمضة العين واثقة بك حد الغباء
حين يشوب الحب الاڼتقام .....
يضيع الحب ليولد الكراهية .....
والاڼتقام !!
وحلقت الإنتقام لا تنتهى يا أدهم .....
وأنا سأثأر للانثى التى دمرتها بيديك .....
بعد أن خططت بيدك النهاية ... لكنها ليست إلا البداية ... بداية لإنتقام جديد ولد بين يديك ... لينتهى بين يديك أيضا ...
ولكن هذه الجولة من نصيبى ... ولنرى من الفائز فلست أنت الوحيد القادر على نسج الشباك يا أدهم ....
فللضعف نهاية ... كما لحبى نهاية .
إنزاحت الغمامة التى كانت تحاوط عيناى منذ ساعات ... وظهرت الحقيقة جلية أمامى .
لقد خدعت وأنتهى الامر !
وعلى الإنتقام .
سأختفى خلف رداء السواد ..
سأصنع وجها قاتما ..
وسيكون الحلم ..
نيل الإنتقام ..
لا يعرف كيف إستطاع قولها ... كيف!
نظرت له بذهول ممزوج بالصدمة ... هل حقا فعلها او أنها تحلم .....!!
هل قال كلمة السر لإطلاق سراحها من سجنها الأبدى معه .
شلت الصدمة تفكيرها لبضع دقائق ....حاولت وحاولت أن تفهم معنى كلمته المتخاذلة ولكن أبى عقلها أن يعمل .
فغرت شفتاها بذهول ....وأغمضت عيناها على ألم حارق ېحرق أحشائها ببطئ .
إنتى طالق 
تردد صدا صوت الكلمة بعقلها بقوة ....و مع تردد الكلمات كان الصوت يرتفع أكثر ....حتى أحست بأنه سيصم أذنها .
نظرت له بعدم تصديق .. والكلمات عجزت عن التعبير .
رهبة اللحظة جعلت الصمت يخيم عليهما بقتامة .
بينما يقف هو أمامها مطرق الرأس بخنوع .... وقد إكتست ملامحه الوسيمة الألم والحزن .
لا يعرف إن كان الألم نصيبها أم نصيبه ...
فهو الان أصبح مثيرا للشفقة أكثر منها .....
أصبح الجانى والمجنى عليه بذات الوقت ....
أصبح .....بل هو كان كذلك ......
هو الحقېر .... القذر !!
فلا شئ يسوغ ما إرتكبه بحقها ....ولا شئ يغفر لذنبه الأسود .
ولكن هو له العذر ...عليها أن تلتمس له العذر فهو رجل ... وأكثر ما يقهر الرجل الخېانة ... وهو ظنها خائڼة ....
وهذا كان أول الطريق إلى الفراق المحتوم .
صمت مشحون غلفهما
تم نسخ الرابط