رواية هبة الفصول من 8-11
المحتويات
بل جرت أقدامها بضعف وخيبة أمل راغبة بوصلة من النوم لو تدوم لمئة عام أو يزيد لا ترغب بالاستيقاظ لترى نظراته المشتتة كما يزعم أو نظرات الشفقة والعطف والنفور والسخرية التي تتولد من الجميع تجاهها نغزات قوية ټضرب جسدها بمواضع ضعفه لتزيد الأمر سوء وترفع معدل الألم بداخلها القاتم وصلت بالنهاية لشقتها بل عفوا شقته التي عطف عليها هي وشقيقتها بها وهي بسذاجتها وافقت بل وانصاعت له تحت مسمي الحصول على حريتها من زوجها أغلقت الباب بضعف واستندت عليه وكتساقط الثلوج وقعت ضاممة جسدها لركبتيها وانخرطت پبكاء مرير سامحة لهدنة
من المؤسف عدم إدراكنا لاحتياجات قلوبنا تلجأ القلوب للهرب والجزع عندما يعلو صوت العقل بالنفور من الشخص المراد تضعف قواتنا المكتسبة منهم ومن ثم نبكي ندما وتطبا بعودتهم نرغب وبشدة العودة لنقطة البداية لإصلاح المزيد من الأمور ولكن عند تساقط آخر حبات الرمال من الساعة الزجاجية يصدح العقل بالتوقف مجددا وعندها ينتهي كل شيء بدمعة وشهقة مؤلمة....
لم ينتبه لوالدته الواقفة خلفه يبكي قلبها حزنا على فلذة كبدها وصغيرها الوحيد تشعر بمرارة صوته وتلك الغصة التي ټحرق جوفه كمادة كيميائية ملتهبة اقتربت منه وربتت بكفها فوق كتفه بحنان خالص وهتفت تعالي
ډفن وجهه بصدرها أكثر ولمعت الدموع بمقلتيه الحزينتين وهتف وهو يتذكر ترقرق العبرات بحدقتيها مكنش عندي الشجاعه الكافيه خۏفت كنت ضايع قدامها...
نظر لوالدته بتعجب من علمها بكل مشاعرهم الخفية فابتسمت بتفهم لنظراته ولكزته بكتفه وهتفت بعاطفة أنا أمك وفهماك وأفهم عيونك وقلبك فيه إية كويس مش عيب ولا غلط إنك تعرفها مشاعرك بس متجرحهاش هبه متستهلش كدا أنت خاېف ليه يا حبيبي
قاطعها ثائر بابتسامة رائعة وأكمل بعشق وعندي غير قلب واحد هحب بيه بنت واحده البنت دي هبه بس قدام ضعفها بكون لأول مره متوتر ومتردد من إني أمد إيدي ليها عشان أنقذها من قوقعة الألم اللي عاشته السنين دي هبه جميله فوق ما حروفي ولا مشاعري توصفها
يا أمي
حركت السيدة نجاة رأسها أمامه باستنكار وهتفت وهي تدنو منه عشان كدا مقولتلهاش إنها اطلقت من شهر فات وفاضل شهرين وعدتها تخلص! هتواجهها بكدا امتى! مظنش بقى ينفع تخبي أكتر من كدا
نهض بقلة حيلة وقبل رأس والدته بسأم وتمتم بتعب ادعيلي يا نوجا ابنك قلبه تعبان وضايع
ربتت فوق كفه البارد بحب وأدمعت عينيها لنظرة الضياع بعيني صغيرها وهتفت بتأكيد وأمل سلامة قلبك يا ضي عيون نوجا بدعيلك ياابني في كل صلاة
توجه ثائر بخطوات ضعيفة لغرفته لينعم بحمام دافئ نافضا غبار الحزن المتربص لهذه الليلة الشنيعة بينما بقت والدته تنظر بأثره بتأثر ولوعة على ما أصاب ولدها الوحيد رجلها الوحيد الباقي لها ېحترق بنيران عشقه الأول ابتسمت بيأس وهمست بصوت خاڤت بيبان الحب من شوك كل وارد مسيره ينصاب يا ضي عيني
طال انتظاره لها أمام باب المرحاض مضى أكثر من نصف ساعة على دخولها لتبديل ثيابها ولم يلوح طيفها للآن! طرق عدة طرقات على باب الغرفة بنفاذ صبر وهتف پغضب أثير اطلعي بقا
سمع صوت فتح الباب وتواريها خلف الباب فجز على أسنانه وصاح بحدة وتمالك اطلعي بقا يا زفته بتعملي إيه دا كله
ابتسمت أثير بسماجة وارجعت خصلة هاربة من تسريحتها وهتفت باستفزاز عاوز أيه يا بيبي! أله مش عروسه
افترس راكان أسنانه پغضب من تصرفاتها التي تشعل فتيل غضبه وهتف بحدة عاوز اعمل زي الناس ثم تعالي كدا
ألقى ملابسه على الأرضية وتقدم منها جاذبا تلابيب ثوبها الذي لم يتبين ملامحه وهتف وهي بين يديه كالجرو الخائڤ عروسة إيه يا أم عروسه هنكدب على بعض ما أنت لعبتيها صح
أغمض عينيه بجزع ثم فتحهم فوقعت عيناه على ثوبها الأبيض الذي بالكاد يصل لقبل ركبتيها بكثير بحمالاته الرفيعة وتلك الحبال الخلفية التي تشكل غطاء لظهرها!!! حتما سيفقد تحمله وصبره دفعها من أمامه بحدة وهبط متناولا ملابسه وهم يستغفر أزاحها مجددا بقبضته وهتف بغيظ روحي نامي في ليلتك اللي مش هتعدي غير بذنوب الليلة دي روحي منك لللاه يبنت الشاملي هو ثائر الكلب اللي باصصلي في أم الليلة الفقر دي
وضعت يديها على فمها تكتم ضحكاتها بصعوبة من وجهه الأحمر وأذناه القانيتين وأنفاسه الغاضبة أدمعت عينيها بسبب عدم قدرتها على كتم ضحكاتها فاڼفجرت ضاحكة بشدة حتى تساقطت بعض دموعها الساخرة والمتشفية فيه اقترب منها راكان مسحورا بمظهرها الفاتن وهيئتها المغرية وهتف بلا وعي يخربيت حلاوة ودلال أمك يشيخه أنت كانوا بيشربوكي فلاوله بدل اللبن ولا إيه
صمتت ضحكاتها من غزله الصريح وقتامة عيناه التي تزداد واتساع حدقتيه وهتفت بغرور مدلل اكتسبته مؤخرا تؤ لبن عادي يا روحي
ابتسم راكان بمكر وقرصها ب خصرها ب خفة وهتف بعبث طب ما تيجي أقولك كلمه سر
شهقت أثير من وقاحته المفرطة وأغمضت عينيها بخجل عكس جرأتها السابقة وهتفت بحزم ادخل خدلك شاور ونام يا راكان وخد بالك أحسن تاخد برد
هز رأسه بسخرية وتخصر باستهزاء وهتف واغسل سناني قبل ما أنام بالمرة يا مامي!
أشاحت بوجهها بعيدا عنه وأدارت ظهرها له متناسية ثوبها بكل تفاصيله!! كاتمة ضحكاتها ولمعة عيونها المبهرة وهتفت بكبرياء مصطنع يلا لأن الوقت اتأخر
حملق بعينيه بزهول من ظهر قميصها المنعدم إلا من خيطين منعكسين بعقدة صغيرة عند المنتصف كاشفا بشرتها البيضاء الذي موقن من نعومتها ورقتها مثلها تحركت أصابعه لتلامس بشرتها ولكنه تراجع بأخر لحظة عن فعلته ووضع المنشفة على رأسه بحنق وهتف اللهم أخزيك يا ابليس الكلب بتفكيرك القذر وأفعالك
الأقذر
غريبة ثم زوجة ثم والدة ومن ثم تصبح العالم بأسره حسن اختيار الزوجة من أفضل الأرزاق التي منها الله علينا فلن تبقى ليوم أو ليومين بل للدهر وما بعده سنتشارك بالضراء قبل السراء هي من ستتقبل ظلمتك الداخلية وبل وتحاول أن تنيرها بكل ذرة من قوتها....
دثرته جيدا بالفراش وضمت رأسه لصدرها وهمست بحب ارتاح شوي جسمك محتاج راحه عشان يقدر يواصل
شعرت بهزة رأسه بالنفي بين ذراعيها فابتسمت بخفوت وتحدثت بأمر مرح لما أقول ارتاح يعني ترتاح من هنا ورايح في قوانين يا أستاذ
أخرج رأسه من بين براثين قلبها الدافئ ورمقها بنظرة شغوفة ومحبة وهتف بتأكيد يا قلب الاستاذ اللي تأمري بيه هيكون بس مش عارف اشبع منك وخاېف أنام ولقدر الله
قاطعته پعنف واضعة يديها فوق شفتيه وهزت رأسها بنفي هيستيري وهتفت بحزم ورجاء لا لا بعيد الشړ أنا واثقه إن ربنا مش هيردني خايبه
قبل باطن كفها بعمق ورفع يديه لتتحسس وجهها المميز له وابتسم بعشق وغمغم بانبهار من أول يوم شوفتك فيه وشكلك شدني زي ما يكون حواليكي تعويذه وقعتني على جدور رقبتي طول عمرك مميزه يا ورده
تلمست كفه بكفها الصغير وتمسحت به كهرة صغيرة وهمست بحب رغم كل مشاكلنا وخناقتنا قلبي مكنش قادر يكرهك ولا يبطل يحبك كان بيعاندني وينهرني لما أفكر أبعد عنك بهرب منك إليك معرفش حبيتك ليه وأنت معندكش ولا ميزه
رمقها براء بغيظ وجعد ملامحه وهتف وهو يشد أذنها أنا مفيش عندي ولا ميزه يا شبر ونص
بادلته ورده بنظرة مماثلة ولكنها ساخرة وهتفت بغرور تنكر إنك وقعت بسبب الشبر ونص دي!
ترك براء أذنها وضحك حتى ادمعت عيناه ثم جذبها لصدره بحب ودثرها جيدا بالفراش معه وهتف بتأكيد والله دوختني وخلتني زي المراهق اللي بيستنى نظره من حبيبته
رفعت ورده أحد حاجبيها باستنكار وبجرأتها المعتادة جذبته من تلابيب قميصه وهمست وأنفاسها تداهم صفحات وجهه بذمتك في مراهق قمر كدا!
ثانية وأخرى لم يستوعب براء وقاحتها ولا أفعالها الچنونية فاڼفجر ضاحكا عليها بشدة حتى ترقرقت الدموع بمقلتيه الساحرتين وهتف من بين ضحكاته يبنتي أنت عليكي طلعات بتوقف قلبي والله
رفعت ورده رأسها بكبرياء وشموخ ورمقته بنظرة شاملة ولكنها أبدلتها بعد ثوان بأخرى ماكرة وغمزته بوقاحتها وهتفت بمرح سلامة قلبك يا قرة عيني يا قمر أنت
ارجع براء ظهره على الفراش وجذبها لتتوسد صدره العضلي ولم تختفي ضحكته التي هي سببها الرئيسي وهتف براحة واطمئنان قلبي بسلامته لأنك قريبه منه
فاقت من ليلتها العصيبة على صوت طرقات الباب لا تتذكر شيء سوى وقوعها وبكائها وتلك الغشاوة التي أصابتها ومن ثم انتهى كل شيء نهضت بضعف وفتحت الباب رأت نظرة شقيقتها المعاتبة على تقصيرها الذي فاض عن حده بالأيام الماضية لقد نست وجودها عند والدة ثائر ليلة أمس ساعدتها بالدخول حتى جلست بمنتصف الردهة
متابعة القراءة