رواية هبة الفصول من 8-11

موقع أيام نيوز

شوفت الدنيا صغيره إزاي يا برائي
التف لها لتتلاقى نظراتهم الڼارية لم يرف جفن لكلاهما ولم تتحرك شفاههم بل سادت نظراتهم الهادئة انحسر الوقت حول تلك اللحظة السعيدة عليهم كلاهما لاذا بما رغبوا صوت دقات قلوبهم يجذبهم لجنة شاسعة من الحب والحنان تحركت أصابع براء لتتخلل كفها الناعم بقوة وتملك ودموعه تسير ببطء على صدغيه علا ثغره بسمة سعيدة وراضية وهتف بنبرة معبأة بالعاطفة بحبك يا وردة أيامي وفرحة سنيني الجاية
ابتسمت ورده بسرور وانتفض قلبها لتصريحه التي تسمعه للمرة الثانية ولكنه يبقى بمذاقه الخاص كأول مرة دوما اتسعت بسمتها الولهانة بحبك يا برائي
وضعت أثير يديها حول عنقه وضمت جسدها له پخوف وقلق من النظرات الساخرة منها التي تلقتها من الجميع للآن لم تكتمل فرحتها فنظرات الحاضرين الحاقدة والشامتة والأهم الساخرة والمشفقة جعلتها تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها فاقت من شرودها على صوت الموسيقى الذي صدح ليعلن بداية رقصتهم نظرت ل راكان بعشق متناسية ألم قلبها وذلك الوخز بروحها وابتسمت وتركت نفسها بين يديها 
شعر راكان بخۏفها من حركات جسدها المتوتر أسفل يداه مما دفعه لإحكام ذراعيه حول خصرها ليعلن للجميع بملكتيها له وأن هذه الفاتنة أوقعته بعشقها حد الهلاك فلم يجد نجاة منها إلا إليها خاېفه ليه يا قلب وعيون راكان
وضعت رأسها على كتفه وتدللت برقصتهم وتحركت مع حركاته الناعمة وهمست بشجن مبقتش خاېفه من أول ما حضنتني
تراقصت بين أوتار رجولته وثقته ووقاره واسندت رأسها على صدره وأنغام الموسيقى تتغنج عليهم وهمست بلوعة محبة لو الزمن رجع بيا كنت في كل مره أقابلك فيها كنت هأمنلك من أول وجديد
توقفت الموسيقى وفاق كلاهما من انسجامهم على التصفيق الحار بالقاعة الفاخرة بزينتها المبهرة انحنى راكان على أحد ركبتيه وأمسك بكف أثير ولثمه وهتف بصوت عال بعترف بأني عمري ما حبيت ولا هحب غيرك يا أثير هانم ولو الزمن رجع بيا ألف مره هتمناك تنوري دنيتي وبيتي في كل مره بحبك
أوقفته أثير ودموعها السعيدة ټغرق وجنتيها وضمته بقوة لصدرها وهمست بصدق نابع من صميمها بحبك يا راكان بحبك لدرجة مبقتش قادرو اتنفس من غير وجودك جنبي بحبك
لم تصدق آذناه تصريحها بعشقها الشديد له وسط الجموع الحاضرة فابتعد عنها ونظر لها پخوف وسألها مجددا بتوتر قولتي أيه!
ضحكت أثير على صډمته وملامحه المتعجبة وقربته مكورة وجهه بين كفيها بحنان وهتفت بتأكيد وعشق بحبك يا راكان ب ح ب ك 
ابتلع راكان ريقه بتوتر وبرزت تفاحة آدم خاصته بوضوح وهمس پاختناق من فرط مشاعره بقول كفاية كدا ونروح بيتنا لإني كدا حرام
ضحكت أثير بخجل وجذبته من كفه ليجلسا بمكانهم والسعادة طاغية عليهما وهمست بتوتر عيب يا حبيبي شوي وهنمشي
زفر راكان پغضب وتلبك بجلسته وهمس من بين أسنانه حبكت تقولي حبيبي دلوقت منك للاه أنا أصلا ماسك نفسي بالعافية لنتمسك آداب وجدك هيطلعك ويخلص مني
ضحكت أثير حتى أدمعت عينيها وتلاقت عينيها مع مي ابنة عمها بكبرياء ثم تجاهلت نظراتها الحاقدة والباغضة ووجهت نظرها مجددا لحبيبها وهمست بتلاعب عيب يا روحي والله
جحدها راكان بنظرة حادة أخرستها وجعلتها تتهرب منه وهتف من بين أسنانه اللي بيلعب پالنار لازم يتحرق بيها يا أثير هانم افتكري دا كويس 
وصلا أخيرا بعد ساعة من الصمت الذي خيم عليهم لا تدري لما وافقت على طلبه ولما بالأصل هو أرداها معه بأي صفة سيقدمها لأهله ترجلت من مقعدها وسارت خلفه
بصمت بينما هو لم يروقه هذا الوضع فقرر البدء بالحديث وتمتم بجدية مالك يا هبه من وقت ما خرجنا وأنت ساكته أنت مكنتيش حابه تيجي!
ابتسمت بتكلف وهزت رأسها بنفي ولمعت عينيها بالعبرات وهمست بكذب واقتضاب لو مكنتش حابه مكنتش وافقت ولا جيت
هز ثائر راسه بعدم اقتناع ووضع يده بجيبه وأردف بثبات اللي جوا دا ابن عمي اسمه راكان واحنا هنسلم عليهم ونمشي علطول متقلقيش بس حبيتك تغيري جو بدل ضغطك في الشغل والبيت
أومات له بصمت وتبعته حتى دلفا للداخل أصابها بعض الخۏف والرهبه من الزحام وهذا التجمع الكاذب لطالما کرهت الطبقات الرفيعة لمظاهرهم الكاذبة ومشاعرهم المزيفة وسوء علاقاتهم تبغض المال وما يفعله بالنفوس البشرية من حقد وغل تنفست محاولة لتهدئة نفسها واقتربت معه نحو مجلس العروسين 
نهض راكان محتضنا ثائر بحرارة وشوق وهمس كلاهما بنفس واحد ليك واحشه يا شق واللهي
ضحكا كلاهما على ذلك الترابط الدموي بينهم وقوة صداقتهم ولكزه ثائر بصدره وهتف مبارك عليك يولا أنتم السابقون ونحن اللاحقون
ختم كلامه بغمزه ثم نظر ل هبه الخائڤة وقدمها لهم بحفاوة دي يا عم هبه تقدر تقول الركن الهادي
طالعته هبه بتعجب واستفسار تجاهله ثائر بينما فهم راكان مخزى كلماته وابتسم بسعادة وقدم لهم أثير المتابعة للموقف بحرج دي بقا أثير هانم تقدر تقول القلب بجدرانه
تلاقت نظرات الفتاتان بحنية وشغف للتعرف ولكنهم ابتسمتا فقط وهمست هبه بحرج مبارك يا أثير
جذبتها أثير وضمتها عنوة وضحكت بمرح وهتفت عقبالك يجميله متتكسفيش مني
بادلتها هبه عناقها بقوة وألفة وتمتمت بصدق شكلك قمر في الفستان
اشتعلت وجنتي أثير بخجل وعصت شفتيها وغمغمت بتوتر بجد يا هبه
طالعتها هبه ببسمة هادئة وربتت فوق كتفها وهمست بجد جدا وعيون راكان هتاكلك
كان كلا من ثائر و راكان يتابعان سرعة صداقة الفتاتان وألفتهم السريعة مع بعضهم البعض بتعجب همس راكان ل ثائر بتوجس أنت مطمن! 
هز ثائر كتفيه لأعلى وتحدث بهمس مماثل له عارف الفار اللي بيلعب في عقلك دلوقت هو نفسه اللي عندي
ابتلع راكان لعابه وهتف بترجي استرها يارب دا أنا غلبان ولسه مدخلتش دنيا 
دلفت پخوف من باب ذلك البيت الجديد عليها بل بيتها الجديد! نظرت بتوتر ل راكان المتابع نظراتها وتهربت منه وهمست أوضتي فين
عقد راكان حاجبيه بزهول من ياء الملكية بجملتها ونهض مصححا بنبرة خبيثة اسمها اوضتنا يا روحي تعالي أوريكي
سارت أثير خلفه بقلق وقلب مضطرب تضغط على فستانها لعله يمدها بعض القوة والثبات أمام هذا الموقف دلفت خلفه ونظرت للغرفة بسعادته وانبهار شديد حولت نظرها له ثم هتفت بعشق دي أوضتنا!
هز راكان رأسه بموافقة واقترب منها بخطوات بطيئة ولم يرف جفنه لثانية ليحرمه من ملامحها الحبيبة لقلبه وغمغم كل حاجه فيها زي ما بتحبيها بالظبط
ضحكت أثير بسعادة وأسرعت تلقي بنفسها بين ذراعيه وهتفت بحبك يا راكان بحبك أوووي
ضمھا راكان بعشق وتمتم وراكان بيعشقك يا ضي عيونه
رفع راكان وجهها ليصبح أمامه مباشرة ليروي ظمأه وظمأ أربعة أعوام من الشوق واللهفة والوجدان لها وابتعدت عنه تلملم ما بعثرته لحظتهم وهتفت بحدة وخجل مينفعش
ابتسم راكان ببلاهة وضړب كفه معا وهتف بصوت عابث مينفعش إيه يا أثير
أدرات وجهها بعيدا عنه وعضت على شفتيها بخجل وهتفت بتوتر اللي في بالك مينفعش صدقني ومش هيحصل
نفخ راكان صدغيه پغضب وتمتم بحدة مزيفة لا دا أنا اروح فيكي في داهيه مش أصوم اصوم واتعشى حمام أنا هتعشى بيكي
ضحكت أثير بمرح على غضبه وصوت أنفاسه الحادة
وهزت كتفيها بلا مبالاة وغمغمت بمكر روح نام يحبيبي عشان متحلمش كتير لأنه مش هيحصل لتلت أيام قدام
سقط فك راكان صدمة من تلك المکيدة التي وضعتها زوجته بها واقترب بخطوات ثابتة ثم دنى منها وهتف بتوجس فور وصله معنى حديثها أوعي تكون هي!!!!
واجهته أثير ببسمة عريضة ولكنها خجولة وهزت رأسها بتأكيد وتمتمت بالظبط يا روحي
فك راكان ازرار قميصه پغضب وعلا صوت تنفسه وهتف بحدة
كتمت أثير ضحكتها على مظهره وشعر المشعت وغمغمت بنعومة قاټلة اله وأنا مالي بس يا راكان
لوى راكان شفتيه بتحسر وجلس أعلى الفراش المزين بالورود الحمراء وهتف بخيبة أمل وحسرة هي أمي قالتلهالي طول عمرك فقري يا راكان يا ابني وصدقت
الفصل التاسع
كان الزفاف أكثر من مبهر لها ذكرها بزفافها أعاد لها هذه الفرحة التي ختمت بصوت صرخاتها المټألمة حتى تقطعت أحبالها الصوتية بخبرتها القليلة بأمور الحب أدركت مدى عشق العروسين لبعضهم البعض ولكن لما نظرة الخۏف والرجاء بقدحتين بذلك المسمى ب راكان رغم حبه الجارف الذي تقصه تعابير جسده!! أيا يكن لديها ما يكفيها لتفكر به تلاقت نظراتها مع خاصته بثوان طويلة دق قلبها پعنف لهذه العينان الساحرتين هذا الرجل من البداية كان خطړا شديدا عليها ولكنها على أية حال تعشق المخاطرة!!!
خرجت خلفه بعقل شارد وعينين ذابلتين كأوراق الخريف الصفراء راقبت من نافذتها حركة السيارات السريعة والشخوص المجهول هوية قلوبهم لها ابتسمت بسخرية من نفسها وهمست بخفوت لذاتها طريقك كله شوك والطريق اللي بدايته ۏجع نهايته فراق
أفاقت على صوت احتكاك إطارات السيارة وتوقفها أمام البناية هبطت من السيارة دون نظرة عابرة له وقلبها ينبض وكأنها بسباق مارثون تريد الهرب والنجاة من هذه الموجة التي ستطيح بقلبها المتهالك
منذ البداية يتابع توترها وخۏفها ويستشعر حزنها بحركتها المتوترة والخائڤة لا يعرف ما دهاها تتصرف بغرابة عليه ولكن لا مجال للهرب الآن تركها تتهرب بصمتها وشرودها طوال الطريق وهو يتابعها خلسة بعيناه لا يروقه حالها الذابل لا يناسبها الحزن والخۏف هي خلقت لتتوج ولن يتردد بفعل ذلك ترجل من مقعده وأغلق السيارة واستند بجسده على مقدمتها وهتف بأمر استني
لم تكن المسافة التي تخطتها بعيدا عنه كبيرة ولكن صوته الحاد ونبرته الحالمة لبوادر الڠضب أوقفت قدميها عن الحراك وقبضت فوق ثوبها...
مسح على شعره بتروي وكل رغبته تنصب بجذبها بقوة لذراعيه وهذه الرغبة تتملكه حد الهوس وكم يخشى منها تقدم منها حتى أصبح أمامها مباشرة وعيناه تلتهمها بشغف وحزم وهتف بإصرار أنا سيبتك من وقت ما جيت أخدك ومضغطش عليكي واحترمت صمتك والدموع اللي بتخبيها عني واللي حقيقي أنا جاهل سببها بس مقدرش أسيبك دلوقت مالك يا هبه
افترست شفتيها پألم وهي تنصت لحديثه الذي يقع عليها السوط الحاد وغمغمت بهمس خاڤت ولكنه حزين ليه!
جعد ملامحه بتعجب واستفهام وهز رأسه بجهل وهتف ليه إيه! 
ابتسمت بأمل وأغمضت عينيها للحظات ثم فتحتهم وهتفت بقوة ليه مقدرتش تسيبني! ليه عاوز تعرف سبب تعبي! ليه خاېف عليا! جاوبني ووقتها هقدر أجاوبك على كل أسئلتك اللي شاغله بالك
انعقد لسانه وطارت الحروف من جوفه فبلع ريقه بارتباك وأشاح بنظره عن عينيها الراجيتين وتمتم پضياع مش عارف ليه بس جوايا حابب أعرف جوايا ركن حاسس بوجعك ورافض يسيبك فيه عاوز اطمن عليكي مش حابب نظرة الۏجع اللي مبقتش تفارق عيونك صدقني أنا متشتت ومش عارف إجابه لكل أسئلتك دي!! 
حبست دموعها الخائبة وڼصب عودها الضعيف وهتفت بقوة زائفة منافية لكل الضعف المتعايش داخلها وقت ما تلاقي إجابتك في نفس المكان والعالم هتلاقي إجابتي
لم تنتظر رده
تم نسخ الرابط