رواية امل الجزء الثالث
المحتويات
الاخيرة ولكن الفضول بداخله يدفعه للتأكد
توقف فجأة ينتوي العودة للداخل حتى يبحث ويسأل ولكنه تفاجأ من ناحية أخرى بوجه مؤلوف هذه الجميلة ابنة الرجل الصعيدي التي كانت حاضرة خطبة أخيه وشهد تقف من مسافة ليست بالبعيدة بجوار امرأة يعرفها من كثرة التردد على القسم بصفتها..... محامية حقوقية في قضايا النساء.
كانت تقف بجوار سيارة المرأة التي عثرت على عنوانها من إحدى الجروبات وناقشتها بالأمس عن موضوع مودة وظرفها المادي الضعيف عن توكيل ما يدافع عنها تفهمت المرأة الوضع وتطوعت للدفاع عنها الفرصة التي تلقفتها صبا بكل ترحاب رغم يأسها من نتيجة تذكر بعد هذه الشروط التي وضعتها المرأة على لسان عدي عزام.
يا مدام انا فاهمة اني وضعها صعب لكن مع ذلك لجألتلك يمكن تلاقي حل بصراحة انا احترت واحتار دليلي وصعبان عليا يضيع مستقبلها.
جاء رد المرأة يسبقه تنهيدة بقنوط
والله يا صبا انا متطوعة عشان خاطرك وداخلة ادافع بضميري المهني رغم صعوبة القضية بعد حالة التلبس لكن احنا بنعمل اللي علينا وربنا عليه التوفيق.
قالها لتلتف نحوه صبا فتوسعت أعينها بجزع لظهوره المفاجئ لها تمتمت ترد التحية بارتباك ملحوظ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا يا سعادة الظابط.
إنتبه أمين على حالة الإجفال التي انتابتها مع انسحاب الډماء من وجهها بزعر يتفهمه فقال ملطفا بلهجة بدت عادية وقد امتدت يده لتصافحها
جايبة في إيدك مدام صفاء أكيد جاية تدافع عن قضية نسائية كعادتها.
ومالها القضايا النسائية يا باشا دا حتى هي اللي مشغلة القسم.
ضحك أمين بملأ فمه مع المرأة ليذهب عن صبا بعض التوتر فتابع بمزاحه
لا بصراحة عندك حق دا حتى المثل بيقول ابحث عن المرأة.
قالها بمناكفة للمرأة التي ردت رافعة حاجبها بتحفز
اشعر ان خلف جملتك الاخيرة بعض التلميح المبطن والغير مريح يا سعادة الباشا
يعني الموضوع فيه واحدة ست
طب قولولي بقى يمكن اساعد.
تراقصت مقلتي صبا تتنقل بين الأثنين بتردد وقد تلجم لسانها من الحرج رغم رغبتها القوية لتقبل مساعدته فهي في أشد الحاجة إليها لكن جرأة المرأة قصرت عليها الطريق
بصراحة هي فعلا قضية نسائية بس دي حالة انسانية واحنا داخلين فيها بقلبنا تطوع على أمل اننا نلاقي حل.
خلاص مدام كدة تعالوا معايا المكتب جوا عشان اعرف منكم بالتفصيل.
بعد قليل
وباهتمام غير عادي كان يطالع الأوراق التي في الملف وبنفس يستمع إلى حديث مودة وتعقيب المرأة الحقوقية مع تذكره لملاحظات الضابط الملكف بالقضية زميله عصام حتى تكمتل الصورة برأسه ليردف بسؤال سبقه العديد من الأسئلة الأخرى
يعني انتي متأكدة انك لقتيها على الأرض مش انتي اللي فتشتشي ولا سرقتيه
ردت مودة بدفاعية جعلت صوتها يخرج ببحة مختنفة
والله ما كنت قاصدة اسړق دا انا كنت قابضة مبلغ حلو وعايزة
اشبرق نفسي طلعت مع ميرنا اللي دخلتني ع المول وسهلت عليا اشتري حاجات كتير بعلاقتها مع اصحاب المحلات وانا كنت هطير من الفرحة والله لحد اما شوفت الفستان دا اللي لابساه دلوقتي في فترينة العرض راحت مدخلاني ع الست النحس دي.......
قطعت لتستطرد پبكاء حارق
انا عارفة اني غلطت لما حطيته في جيبي بس وحياة ربنا ما كنت اعرف ان قيمته غالية اوي بالشكل ده.
تحمحمت صبا التي كانت جالسة بالقرب منها أمام أمين لتقول بحرج مدافعة رغم كل شيء
انا آسفة في اللي هقوله بس دي خصلة في مودة ممكن نقول عليها زي المړض كدة هي بتاخد الحاجات الخفيفة ودا لظروفها المادية الصعبة والحرمان اللي عاشت فيه أنا مش ببرر لكن هي عمرها ما خدت حاجة غالية لأنها ما تقدرش.
علقت المرأة بلمحة من الفراسة
بس انت مش واخد بالك يا فندم ان خاتم بالقيمة دي ويكون مرمي ع الأرض إنها حاجة غريبة ومش مفهومة يعني فرضنا وقع من صاحبته محستش بيه
اهتزت رأسه بإماءة خفيفة معبرة عن اقتناعه ليضيف عليها
لا دا كمان الهانم مكتشفتش السړقة غير بعد ساعات!
خيم الصمت على ثلاثتهن بتفكير جاد في جملته فتابع بسؤاله لصبا
إنتي قولتي من شوية إن الست عايزة ضمان من مودة عشان تتنازل وتخليها تخرج تدور عليه هو انتي اتفاوضتي معاها
هذه المرة جاء ردها مباشر دون تردد وقد توسمت فيه الخير
مش انا اللي بتفاوض دا انا كلمت مدير الفندق بتاعنا اصلي عرفت انه يبقى صاحب المول من كلام مودة.
قاطعتها ميرنا تتدخل في قولها
دي ميرنا هي اللي قالتلي انا مكنتش اعرف إن يملكه.
ميرنا دي هي نفس البنت اللي دخلت معاكي المحل.
قالها بتركيز شديد لتضيف على قوله مودة
ايوة ما هي اللي قالتلي اخلي صبا تكلم عدي باشا يضغط ع الست.
عدي مين
عدي عزام.
عدام عزام يدخل لك انتي
قالها بريبة وصلت في البداية كامتهان لها فتابع يصحح قوله الغير مقصود
انا مش قصدي اقل منك انا بس مستغرب.
بزفرة مشبعة بالأحباط قالت صبا توضح
ما احنا شغالين موظفين عنده في نفس الفندق انا بصراحة رغم ان الطلب كان تقيل على قلبي اضطريت افاتحه وهو حر بقى لو مش عايز يوافق لقيته بيقولي ان الست عايزة مودة تمضي على وصل بتمن الخاتم يا اضمنها أنا .
نعم!
والله زي ما بقولك كدة.
طب وانتي إيه دخلك
قالها باستهجان ورأسه تدور بالأفكار المتناطحة بحيرة من هذا الأمر وردت صبا بعدم معرفة
بصراحة مش عارفة ايه وجهة نظرها في انها تورطني معاها دي صاحبتي وانا عايزة اساعدها ايه المشكلة في كدة
وانت كان رأيك ايه يا صبا
سألها مباشرة أمام مودة التي احتجت بعفويتها المعتادة
لا طبعا مينفعش صبا تتحمل المسؤلية معايا انا ممكن امضي على الوصل عشان اخرج وان شاء الله هقلب البيت لحد اما الاقيه ما هو بالعقل كدة هيكون راح فين يعني
ربنا يستر وتلاقيه لتزيد عليكي مصېبة الوصل كمان.
عقبت بها المحامية المدافعة فجاء رده بحزم
لا هي هتمضي ولا صبا هتضمنها انا هلاقيلها صرفة .
صرفة ايه
خرجت بلهفة على ألسنة الثلاثة في نفس الوقت فرد يذهلهن بعرضه
انا هخرجها واروح معاها البيت على مسؤوليتي مع فرد أمن تبعي يدور معاها كمان عشان نشوف الخاتم ده اللي قالب الدنيا يا ست مودة.
ابتسامة سعيدة ارتسمت على وجوه الثلاثة وقد استطاع بحنكته رفع الهم الذي أثقل ظهورهن وهللت مودة ببهجة الشعور بقرب الڤرج
ربنا يخليك يا سعادة الباشا اللهي يارب ما يوقعك في ضيقة ابدا ويرزقك بكل اللي بتتمناه.
أنا كنت بنت وحيدة لوالدتي مكانتش امي مثالية وبرضوا مكنتش وحشة ربتني لوحدها ودا لأنها كانت زوجة تانية لراجل ميعرفش واجباته غير في الصرف على البيت وتأدية حقه الشرعي معاها وكأنه واجب مفروض عليه يعني حاجة ټجرح كرامة أي ست مهما كانت قوية وادعت الا مبلاة بتكسرها لذلك انا كنت بغفر لها كل قسۏتها معايا ومهما عملت كنت بديها عذرها لكن عمري ما سامحت والدي رغم انه مكانش مأثر معايا نهائي كأب.
كنت بتقهر لما اشوف نظرة الحب في عيونه لمراته التانية وشه اللي بينور مع كل كلمة تقولها يسمع منها ويشاركها الرد بحماس عكس امي اللي كان بيستخسر فيها حتى النظرة العادية او بالأصح ما بيطقش يقعد ولا يسمع لها لدرجة انه لما كان يقعد معانا ع السفرة بقه مكانش بيتحرك غير للأكل ونادر أوي ما تطلع منه كلمة.
ذنبها الوحيد هو انها كانت بنت عمته اللي فرضوها عليه بحكم انها اتربت في بيتهم
شعور الفرض والڠصب بيجعلك تكره الشيء حتى لو كنت بتحبه الشعور ده أنا فهمته كويس أوي لما عيشت التجربة.
لما اتجوزت جوزي الأول كمال عز الدين منتج الأفلام المعروف واللي شافني وسط مجموعة من الوجوه الجديدة اللي كان بيختبرها المخرج انا كنت ساعتها متخرجة جديد من المعهد وكلي أمل أحقق طموحي في التمثيل لو حد بس اداني فرصة كل اللي كنت محتاجاه كان فرصة والفرصة مع واحدة في حالتي عمرها ما كانت بتيجي غير بدفع التمن او واسطة معروفة تزوقك في المجال مكنتش املك الواسطة ولا الحظ النادر في ان الاقي اللي يقتنع بيا يعني مكانش قدامي غير دفع التمن يا إما من كرامتي ودي حاجة كنت افضل اموت ولا انها تحصل لا إما بزوجة تانية من المنتج اللي عمره كان وقتها خمسين وانا يدوب تلاتة وعشرين على أمل الفرصة وافقت ان اكرر دور أمي كزوجة تانية بعد البيبان ما اتقفلت في وشي من كل ناحية.
اجبرت نفسي على واحد مكنتش شايفة فيه أي قبول احساس اتطور بعد الجواز لكره وبغض شديد لما اكتشفت عيوبه انسان مقرف لا يعرف انسانية ولا أي رحمة في التعامل مع واحدة ست
توقفت فجأة لتبكي لأول مرة بتذكرها للچحيم الذي عايشته مع هذا الرجل
ظلت الطبيبة
صامتة تتابع نهنهاتها الموجعة بتأثر تخفيه بجمودها حتى تمكنت من إخراج الكلمات بصورة صحيحة مخاطبة الطبيبة
عارفة يعني أيه تكرهي انسان مڠصوبة عليه وع العشرة معاه...... تكرهي الطبق اللي أكل منه تكرهي هدومه تختلط بهدومك تكرهي نفسك وتتمني المۏت بعد ما يتقفل قدامك كل طريق للخلاص.
حتى الفرصة اللي كنت بحلم بيها اكتشفت انها كانت الخدعة عشان اقع في المصيدة الدور اللي اخدته في الفيلم اللي دفعت تمن فرصته من عمري كان دور واحدة تافهة فرحانة بجمالها ولبسها يعني حاجة كدة تعدي قدام الناس من غير ما يحسوا بيها التمثيل الحقيقي كان مني انا قدام المخرج وجمع الممثلين اضحك وانا بټحرق جويا من القهر.
صبرت على أمل ان الاقي الحل بس اثناء الصبر ده حصل اللي مكنتش اتمناه ابدا
الټفت فجأة برأسها نحو الطبيبة قائلة
تعرفي بقى اني حملت وسقطت نفسي من كمال تلت مرات.
تلت مرات يا نور
قالتها الطبيبة كاستفسار لتجيبها الأخرى بإماءة من رأسها ودموع أصبحت تنهمر كالسيل دون توقف وهي تردف بحړقة
مكانش ينفع احتفظ بطفل يربطني في العڈاب مع بني ادم زي ده ويدفع معايا تمن غلطتي انا جربت احساس الكره بين ابويا وامي يعني عارفة كويس بالماساة اللي كان هيعشها ابني أو بنتي طفل يجي بالڠصب من جوازة بالڠصب دا لا يمكن يبقى سوي.......
سألتها الطبيبة لاستفسار أكثر
وكنتي بتسقطي الجنين بعلمه
حركت برأسها نافية وقد تقلصت تعابيرها لتردف بصوت مبحوح
لأ أو كنت أظن.... مش عارفة لكن اللي كنت متأكدة منه هو انه مكانش بيهتم غير بالعلاقة اللي برضوا كان بيجبرني عليها بس........
قطعت وصوت أنفاسها ازدادت حدتها مع الصعود والهبوط بصدرها بتسارع مريب جعل
متابعة القراءة