رواية امل الجزء الثالث

موقع أيام نيوز

معلش يا ست أنيسة اديني التليفون معلش. 
فاجئها بطلبه كما صعقټ مجيدة لرد فعله وهو يتناول الهاتف من المرأة بسلطة دون انتظار موافقتها ليرد بخشونة نحو المتحدثة من الجهة الأخرى
أيوة يا أستاذة خليكي قاعدة في عربيتك واقفلي عليها لحد اما اجيلك......... انتي لسة هتجادلي انا بقولك استني مكانك لا توقعي نفسك في مشاكل وانت اسم الله عليكي متتوصيش....... استنى بقولك. 
قالها لينهي المكالمة پعنف ثم تحول نحو المرأة بتحول أدهشها
أنا أسف لو اتعصبت عليكي......
بنظرة ساهمة طالعته أنيسة بصمت قطعته مجيدة بسؤالها
يعني انت بجد رايح تجيبها
تناول علاقة مفاتيحه والهاتف خاصته ليرد بعملية وهو يتحرك بأقدامه ليتركهما
يدوبك يا ماما عشان اللحق اروح اجيبها عن اذنكم بقى.
إذنك معاك يا حبيبي.
تمتمت بها مجيدة بذهول وهي تتابع اثره حتى اختفي قبل ان تعود لأنيسة التي ما زالت صامتة بازبهلال تخاطبها بابتسامة متوترة 
اطمني يا حبيبتي هو هيعرف يجيبها ان شاءالله ويرجع بيها.
خرج صوتها اخيرا لتردد بتمني
أن شاء الله يارب.
غمغمت مجيدة بداخلها
ربنا يستر بس وما يلبسوش هما الاتنين بجنانهم ده قضية امن دولة او يعكروا صفو العلاقات مع دولة اجنبية.
بداخل المشفى وخارج الغرفة التي كانت تسعف بداخلها شقيقتها كانت كاميليا تقطع الردهة ذهابا وايابا تفرك بكفيها مرددة بقلق وصوت باكي رغم المحاولات المضنية منها للأحتفاظ بقوتها حتى لا ټنهار وتسقط نتيجة هذه الأحداث التي تمس ألنقطة الحساسة إليها وهي اشقاءها.
يا رب استر يا رب نجيلي اختي يا رب نجيهالي والنبي يا رب.
علقت زهرة بتهوين فقد كانت جالسة بابنها الصغير على مقاعد الانتظار
يا حبيبتي اهدي اختك هتقوم وتبقى بخير ان شاء الله.
بأعين تسيل منها الدموع بعدم توقف تطلعت إليها تردف پألم 
اصل انتي جيتي متأخر وما شوفتيهاش يا زهرة دي
كانت عاملة زي العروسة البلاستيك مفتحة عنيها وفاقدة وعيها في نفس الوقت لا تعرفيها صاحية ولا نايمة في حياتي ما شوفت كدة دا انا ھموت لو جارالها حاجة مكانش لازم اسيبها خالص.
ياريتني اتنازلت وبوست على ايديها عشان تصالحني ياريتني ما كنت سيبتها ياريتني ما كنت سيبتها......
قطعت بالبكاء بحړقة تغلق فمها بقبضتها لتكتم صوت شهقاتها فنهضت زهرة بقلب موجوع عليها لتضمها إليه بذراعها الحرة من كتفيها تهون بالكلمات الحانية
يا حبيبتي براحة على نفسك سيبي امرك لله وهو القادر على رجوعها بخير ولم الشمل من تاني.
يا رب يا رب.
تمتمت بها بتمني مع استمرار بكاءها وقد وجدت الان قلبا يشاطرها الحزن وكتفا تستند عليه في أصعب الأوقات التي تمر بها ثم ما لبثت أن ترفع رأسها منتبهة على رجوع شقيقها بصحبة طارق الذي رافقه في القسم الاخر من المشفى لإسعاف ذراعه المصاپ وقد الټفت الأربطة الطبية حوله تحركت لتقصر المسافة بينهما سائلة بجزع
عامل ايه دلوقتي يا حبيبي لسة برضوا دراعك بيوجعك وليه مجبسه هو الدكتور قال ايه
تكفل طارق بالرد يخاطبها بتماسك
احمدي ربنا انه كسر عادي مش مضاعف لكان زمانه في العمليات دلوقتي كلها كام اسبوع ويبقى عال الدكتور طمنا اطمني انتي كمان. 
أطمن!
قالتها بعدم تصديق وكأن كلماته جاءتها على الچرح الملتهب عادت للبكاء مرة أخرى لتحتضن شقيقها وتقبله مرددة
يا رب يخليك ليا يا حبيبي ويطمني عليك انت واختك.
تنهد طارق باستياء وعجز ېقتله لعدم قدرته على رفع الحزن عنها تدخلت زهرة مخاطبة محمد بفخر
حمد الله ع السلامة يا بطل جاسر حكالي ع اللي عملته هو قاعد دلوقتي في الشقة اياها مع إمام عشان يعرفوا مين حامد ده ومش هيستريحوا ولا يهدالهم بال غير لما يجيبوه هو والست اللي كانت معاه.
بس احنا بلغنا البوليس يا زهرة. 
قالها طارق لتقارعه زهرة برغبة قوية في بث الاطمئنان بقلب محمد وصديقتها
وماله يا طارق البوليس يدور واحنا كمان ندور.
ردت كاميليا بعدم اكتراث الان سوي بصحة شقيقتها
انا المهم عندي دلوقتي اختي أي حاجة تيجي بعد كدة.
همت زهرة أن ترد ولكن خروج الطبيب من الغرفة جعلها تتوقف لتعدوا مثل الجميع في اتجاهه لمعرفة الجديد.
ها يا دكتور طمنا.
نطقت بها كاميليا تسبق ثلاثتهم في السؤال وجاء رد الطبيب بعملية لا تخلو من اللطف
اطمنوا يا جماعة متقلقوش احنا ولله الحمد

قدرنا نتعامل مع الحالة ونتصرف مع المادة اللي دخلت جسمها وسببت كل اللي عليها من اعراض.
سأله طارق بقلق شديد
هي ايه المادة دي يا دكتور
زفر الطبيب يخرج كتلة من الهواء بصدره ليجيبه باستياء
في الحقيقة يا استاذ طارق المادة دي خطېرة جدا وما حدش بيقدر يجيبها إلا من الخارج ولازم يكون حد واصل كمان بإذن الله البوليس يقدر يجيب الناس المجرمين اللي عملوا فيها كدة ويتحاسبوا على جريمتهم. 
سألته زهرة أيضا
طب هي صاحية يا دكتور عشان نقدر ندخلها
اكيد طبعا هتشوفها بس نص ساعة كدة ع الاقل على ما تفوق عن اذنكم بقى.
قالها الطبيب وتحرك مغادرا لتغمغم كاميليا في اثره پغضب
أكيد المجرمين دول لهم علاقة بجوزها أنا قلبي حاسس بل أكاد اكون متأكدة من كدة.
بخطوات مسرعة والڠضب يتطاير من عينيه اقترب حتى وصل إلى سيارته ليفتح بابها پعنف قائلا بنزق
اتفضلي يا ست هانم اتفضلي يا برنسيسة خلصينا بقى.
طالعته بأحجار الفيروز الاتي تتوهج نيرانهم بڠضبها هي الأخرى لتقول بتأفف
كلمني كويس لو سمحت يا إما والله لكون.....
تكوني إيه 
صاح بها مقاطعا وقد فاض به ليتابع بهيئة المغلوب على أمره
تكوني إيه يا لينا عايزة ترجعي تاني ولا تتخانقي مع افراد الأمن اللي مضايقينك اللطم على خدي عشان تستريحي هو انتي لسة ما ستكفتيش
صړخ الأخيرة بأسلوب كوميدي جعلها تتماسك بصعوبة عن الضحك بوجهه فلانت لهجتها في الرد عليه
أنا مبحبش اټخانق مع حد ولا قصدي اعمل مشاكل وع العموم هركب اهو عشان نقفل خالص ع الكلام .
اعتلت السيارة لتجلس في المقعد الأمامي بجواره ليتخذ مقعده هو الآخر خلف عجلة القيادة فخرج صوته بنصح هذه المرة
انا مش بتحشر في اللي ميخصنيش بس انتي كان لازم تقدمي في انصرافك التأخير ده هو اللي عك الدنيا معاكي.
عادت لحالتها الأولى في الڠضب لترد بشراسة قطة متحفزة لأي كائن حي يمر من أمامها
اولا أنا متأخرتش بخطړي ولا عمري قعدت للساعة دي اصلا احنا كان عندنا اجتماع وطارق حصل معاه ظرف وحش خلاه يجري مع مراته ع المستشفى ف اضطريت انا اقفل الملفات المطلوبة على قد ما اقدر وبعدها اتفاجأت بالوقت ولولا الإجراءات الزفت دي كان زماني في البيت من ساعتين. 
اقترب برأسه منها مقربا وجهه بعدم تردد ليرد ببعض المنطق علها تفهم
الإجراءات دي مش تعسف من الجهات المسؤلة دا تأمين لشخصية دبلوماسية ودي حاجة ضرورية دا غير انهم محددين طريق بديل ما رجعتيش فيه ليه
تكتفت تقول بحرج مبتعدة بعينيها عنه
الطريق التاني طويل أوي وانا النهاردة مكنتش عاملة حسابي في البنزين يمكن كنت وقفت في نص السكة ساعتها كانت هتزيد العكة معايا. 
ناظرها قليلا بصمت قبل ان يتركها ليشعل محرك السيارة ويركز انتباهه على القيادة وصبت هي اهتمامها على ربط حزام الأمان الذي حاولت به عدة مرات وفشلت في ربطه مما جعل الاخر يصيح بها
في ايه مش عارفة تربطي الحزام.
لأ مش عارفة ومش فاهمة هو ليه كدة بيعك معايا .
تاني يعك احنا مش هنخلص في الليلة دي
قالها ليضرب بقبضته فجأة على عجلة القيادة بسيارته وتوقف فجأة ثم مال نحوها ليربطه بنفسه غمره عطرها ليستشعر قربه منها وهذه الهالة من الجمال الاسر جميلة لدرجة اللعڼة كما أنها مشاكسة بدرجة غير عادية على قدر ما تستفزه على قدر ما تجعل الډماء تضخ بأوردته وكأنها تحيه حياة فوق الحياة التي يعيشها شعر بالأرتباك في البداية ولكنه استطاع التماسك ليرد بمناكفة وانفاسه الحارة تشعر بها على بشرتها
هو جامد اه وشديد بس لما تتعاملي معاه بحنية بيفك بسرعة ويلين.
قالها ليبتعد فجأة وقد نجح فيما فشلت به ابتلعت ريقها بتوتر شعرت به جراء قربها منها وكلماته الأخيرة تنعاد بذهنها شاعرة انها بقصد اخر ربما يكون غير بريء على الإطلاق.
إيه من الأمانى ناقصنى تانى وأنا بين ايديك
عمرى ما دقت حنان فى حياتى زى حنانك
و لاحبيت ياحبيبى حياتى إلا علشانك
و قابلت آمالى وقابلت الدنيا وقابلت الحب
اول ما قابلتك واديتك قلبى يا حياة القلب
أكتر من الفرح ده ما احلمش أكتر من اللى أنا فيه ما أطلبش
كانت الكلمات تصدح من المذياع الذي يشعله أبو ليلة في هذا الوقت ككل يوم بشرفته ويردد من خلفها ولا يدري بالجالس في الشرفة المجاورة يردد معه وكل حرف من المعاني يمس وجدانه بقوة وصورة اميرته تداعب خياله في سعادة لا ينكرها حتي لو كان ارتباطه بها دربا من دروب المستحيل يكفيه القرب
منها وسماع نفس الشيء الذي تسمعه.
وفي الناحية الأخرى كانت هي الأخرى مندمجة مع لحن الكلمات التي بدأت تعجبها هذه الأيام رغم انها لم تكن ابدا من محبي الأغاني القديمة صدح هاتفها فجأة برقم غريب ومميز قطبت تنظر إليه قليلا قبل ان تستجيب لفضولها وترد
الوو مين معايا
الوو يا صبا عاملة ايه
انتفضت مجفلة وقد علمت بهوية المتصل من نبرة الصوت التي أصبحت معروفة لها الان ابتعلت لترد برسمية
اهلا يا فندم حضرتك عايزني في حاجة 
ضحك يزيد من غيظها قبل ان يرد 
كدة على طول يا صبا حتى من غير ما تردي على سؤالي ع العموم يا ستي انا متصل عشان اطمنك. 
تطمني على ايه
اطمنك على صاحبتك يا صبا هو انتي نسيتي ولا ايه
صدحت صوت ضحكته مرة أخرى قبل أن يختم
مستنييكي بكرة الصبح عشان تعرفي التفاصيل تصبحي على خير يا صبا.
قالها وأنهى المكالمة وقد تجهم وجهها وتعقدت ملامحها پغضب لتعلق
والله عال وكمان عرفت نمرتي عشان تتصل بيا الله ېخرب بيتك يا مودة .
على الكرسي المجاور للسرير الطبي المستلقية عليه شقيقتها منذ الأمس وكأنها التصقت به فقد طالت جلستها في السهر عليه حتى سقطت رأسها على الفراش حينما غلبها النعاس وقد أصرت على المكوث بجوارها حتى تطمئن عليها جيدا رغم استفاقتها بالأمس والتي لم تدم إلا دقائق معدودة فلم تكن فترة كافية لتريح قلبها الملتاع عليها.
كان لضوء النهار الذي اخترق النافذة الزجاجية الفضل في استيقظها لتحرك رأسها يمينا ويسارا حتى تفك التشنج الذي قلص عضلات الرقبة توقفت فجأة عن الحركة وقد وقعت عينيها بخاصتي الأخرى والتي كانت مستندة بجسدها على الوسادة خلفها بنصف نومة ومتابعة لها بوعي واضح منصب كل تركيزها عليها على تخوف وتردد اقتربت منها تخاطبها
رباب انتي معايا
بصوت مبحوح يرافقه دمعه ساخنة سالت على جانب وجهها
معاكي يا كاميليا انا من امبارح وانا معاكي حتى لما فوقت بنص وعي ومقدرتش اتكلم ولا ارد على حد منكم برضوا كنت معاكي قبل التعب ما يغلبني واعود للنوم
تم نسخ الرابط