رواية امل الجزء الثالث

موقع أيام نيوز

بيحبوا بعض.
تحركت خطوة لتلتف إليه سائلة
أحضرلك غدا يا أمين اكيد يا حبيبي جعان امال يعني قايم كدة بخلقتك المقلوبة دي ليه
اكتفى بالصمت مضيقا عينيه وزفير سخطه يخرج الدخان من إذنيه وفتحتي منخاريه.
ادعت التغافل لتكمل في الخروج مرددة
هروح احضر غدا بس انت افرد وشك شوية.
وصلت لنصف المسافة لتعود إليه مرة أخرى قائلة
اه صحيح يا أمين انا خارجة بعد شوية لو مش فاضي توصلني معاك اتصلي بتاكسي يجي ياخدني.
ليه رايحة فين
سألها بخشونة يظهر انزاعجه وردت تجيبه بتنهيدة أسى
مشوار مهم والنبي يا بني حكم الست أنيسة لما اتصلت بيها من شوية بلغتني ان ضغطها واطي وحاسة ان عضمها متكسر.
علق على الأمر وكأنه حدث جلل
يا نهار أبيض ضغطها واطي وحاسة كمان ان عضمها متكسر... لا انا هروح معاكي اطمن ع الست ميصحش برضوا.
أومأت بابتسامة جانبية وهي تستدير عنه مدمدمة
اه يا حبيبي ميصحش امال ايه دا كفاية صنية الكيكة اللي هبشتها لوحدك
بسسسس اوقف هنا.
قالتها شهد ليذعن حسن لطلبها ويوقف السيارة بالقرب من الشارع المتواجد به منزلها قائلا
طب ما احرك العربية شوية واوقفها قصاد البيت ولا هو الشارع ضيق ومش هينفع اخرج منه يعني
بابتسامة ردت وهي تتناول الأكياس الممتلئة عن أخرها بالملابس
لا يا حبيبي الشارع يسمح طبعا بس انا مش عايزة الفت نظر الجيران ويمسكوا سيرتي بقى راحت مع خطيبها رجعت مع خطيبها .
اوقف محرك السيارة والتف لها يقول باستهجان
طب وفيها ايه يعني يا شهد ما يقولوا اللي يقولوه.
مش انا خاطبك وقاري فاتحة قدامهم كلهم.
تنهدت تشيح بوجهها وابتسامة عزبة تزين ثغرها قبل أن تعود إليه شارحة
يا حسن افهمني انا بتكسف والله من تعليقاتهم يعني مش كفاية منظري النهاردة قدام العمال لما سحبتني من أيدي قدامهم قال إيه عشان ابعد عن الشمس لا تحرقني انا كدة هبان طرية في نظرهم يا حسن. 
بابتسامة عبثية ارتسمت على ملامحه علق بمكر زاد من خجلها
ومالوا بقى لما تبقي طرية هي دي صفة وحشة يا شهد
ضحكت لتخبئ بكفها على عينيها فجعلته يضحك هو الاخر لتعلق بقلة حيلة
يا عم ارحمني بقى اقسم بالله انا بجد مستغرباك هو انت كدة من الأول ولا انا اللي مكنتش واخدة بالي منك ولا إيه بالظبط
رد بضحكة مشاكسة
ما انا قولتلك يا ست البنات أنا ابن مجيدة يعني تتوقعي مني أي حاجة. 
اضزداد اتساع ابتسامتها لترد ببهجة تغمرها كل ما ذكر لها اسم والدته والتي منذ أن تمت خطبتها به وهي تحاوطها بحنانها والسؤال الدائم عنها وعن أخبارها باهتمام في أقل تفاصيل يومها حتى في انتقاء الملابس الاتي تخصها وذلك بإصرار من حسن ليعيدها إلى عهدها القديم في الدلال الذي تناسته برحيل والدها
ماشي يا بن حضرة الناظرة هنفوت لك لاجل خاطرها بس.
همت أن تترجل ولكنه أوقفها فور أن وضعت يدها على عتلة الباب قائلا
طب مش تخلي عندك ډم بقى وتعزميني حتى على كوباية شاي.
طالعته بتحذير تهز رأسها قائلة
ما احنا قولنا مينفعش دا غير ان احنا اساسا معظم اليوم مع بعض وبالليل
بنبقى ع التليفون خليها قريب بقى نعزم ابلة مجيدة على عشا او غدا.
يفهم وجهة نظرها التي تزيد من قدرها في قلبه ولكنه يصر على منكافتها بقوله
ماشي يا ست شهد نصبر على ما تيجي ميعاد العزومة 
قرب رأسه منها متابعا بهمس ومرح
حتى عشان بالمرة نستعجل بميعاد الجواز ما هو انا لازم الاقيلي منفعة.
ابتعدت برأسها عنه لتترجل على الفور قبل أن تلقي قولها الاخير
خلاص يبقى هنأجل العزومة يا حسن.
اغلقت الباب ليتمتم من محله خلف عجلة القيادة
دا على أساس ان أبلة مجيدة هتسيبك غلبانة والله يا شهد.
تركته وسارت بقلب يخفق بسعادة تحاول جاهدة للملمة ابتساماتها مع تذكرها لكل كلمة جميلة أو مشاكسة منه لها تلقي التحية على هذا وتتلقى سلام هذا من أهل المنطقة برزانة تخشى اهتزازها بسبب ابن مجيدة الذي يدهشها كل يوم بأفعاله المچنونة معها.
حمدت الله أنها وصلت المبنى لتدلف إليه بخطوات مسرعة وما همت أن تضع قدمها على أول درجة من سلم البناية حتى تفاجأت بذراع قوية تجذبها بقوة وقبل أن تستوعب وجدت نفسها في الجزء المظلم المطل على المنور. 
شهقت بفزع بعد أن تفاجأت بصاحب الوجه البغيض أمامها يحادثها
إزيك يا سيادة المقاول ولا نقول يا عروسة أحسن
قال الاخيرة وعينيه هبطت على الأكياس الممتلئة بيدها
بنظرة كارهة حدجته غير مبالية بهذا الڠضب الذي يشتعل بعينيه لترد
عروسة ولا مش عروسة انت مالك لا انا عايزة كلامك ولا عايزة سلامك والحركة الژبالة دي أنا هحاسبك عليها.
قرب وجهها منها وعينيه العميقة تصدح بالتحدي وأشياء أخرى لم تفهمها ليقول
طب ما تحاسبيني دلوقتي على طول يا شهد مستنية إيه
توقف وعينيه تجول على ملامحها قائلا بنبرة متمهلة
يعني لو عايزة ټضربي مثلا اضربي ولو عايزة ټصرخي وتلمي عليا الجيران برضوا اعمليها انا مشتاق أوي لحسابك يا شهد.
لأول مرة ينتابها الخۏف منه لقد رأت به تحفزا لأقل هفوة منها وكأنه على استعداد أو بالأصح مرحبا لغرض ما في نفسه هي منذ البداية تعلم بطبيعته الغير سوية لكنها لم تتخيل أن تطرفه يبلغ إلى هذا الحد من العداء نحوها أو ربما هو الشيء الاخر والذي ترفضه بشده من شخص مثله.
تحركت فجأة تريد تجاهله وتركه ولكنه سبق بوضع ذراعه أمامها يمنعها من المضي فهدرت هامسة به پغضب
ابعد عن وشي يا إبراهيم انا لا فاضيالك ولا فاضلة للعته بتاعك.
امال فاضية لمين
قالها ليعدل من وقفته ويصبح أمامها متابعا
للمهندس اللي بيتسرمح بيكي ويشتريلك هدايا وبعدها يقف على اول الشارع زي الحرامية وينزلك.
برقت عينيها بإجفال غير مستوعبة لمراقبته لها استغل صمتها ليردف
هو انتي مش كنتي حالفة انك مش هتتجوزي يا شهد رديتي يمينك بكفارة ولا هو مكانش فيه حلفان أصلا
قال الاخيرة ليزداد اشتعال عينيه واظلام وجهه بإجرام كان يبث بقلبها الړعب في هذه اللحظة وهو يذكرها بإھانتها له قديما حينما رفضت الإرتباط به بأسلوب جاف يقارب الطرد ابتلعت ريقها متجنبة الخوض في هذه الواقعة لتتبادل معه حرب النظرات دون رد حتى وصل إلى أسماعها صوت إحدى الجارات تنزل على الدرج لتستغل هفوته في النظر لأعلى فأزاحته لتسرع الخطا وتقابل المرأة التي كانت تقترب من وسط الدرج والتي من جهتها قابلتها بابتسامة مرحبة
يا أهلا يا ما شاء الله بالعروسة شكل المقاول بتاعنا بتجهز نفسها صح ولا أنا بكدب
باضطراب جاهدت لأخفائه ردت شهد تدعي الإندماج مع المرأة
صح يا أم مروة عقبال مروة يارب.
توقفت لتتبادل معها المزاح وظل إبراهيم محله في هذا الجزء المظلم بيده سېجارة كان يهم بإشعالها ولكن الحريق بداخله جعله يلقيها على الأرض ويدعسها پعنف وكأنه يفرغ بها طاقة غضبه.
عاد اخيرا من الخارج ليدخل بخطواته السريعة نحو مكتبه متجاهلا النظر نحوها وقد انتفضت واقفة بمجرد رؤيته لتبادره القول
هو انت كنت فين من الصبح أنا جلجلت عليك.
أجفلته لهفتها وهذه الرقة في استقبالها له ابتلع ريقه ليجيبها بنبرة عادية متجنبا النظر نحوها على قدر ما يستطيع
عادي يعني كان واريا مشوار مهم.
مشوار مهم في إيه بالظبط دا انت سيبت الشغل فجأة من غير حتى ما تبلغ بسبب انصرافك. 
جلست على الكرسي المقابل لمكتبه لتصعقه بفعلها وتزيده توترا طرد من صدره كتلة من الهواء مشبعة بإحباطه يعيد بذهنه بمجموعة الوعود التي قطعها

على نفسه ليتماسك في الرد عليها وهو يشغل نفسه بالعمل على الحاسوب
ما انا قولتلك يا صبا كان مشوار مهم يعني مكنش عندي وقت استئذن ولا اقول لحد.
ردت بيقين ترسخ داخلها
لأ هو مكانش مشوار انت زعلت مني بس انا والله.....
خلاص يا صبا الموضوع دا انتهى ارجوكي متفتحيش فيه تاني 
قاطعها بقوله لينهي هذا الحديث الثقيل على قلبه من بدايته ولكنها لم تستسلم وتابعت بلهجة نادمة
حتى لو كان خلص زي ما بتجول دا ما يمنعش اني غلطت معاك وانت رئيسي وو.......
توقفت وتوقف عقله هو بانتظار القادم منها لتردف
والله العظيم انا من ساعة ما طلعت وانا لا على حامي ولا على بارد كنت منتظرة عودتك على ڼار عشان اجولك أنا أسفة يا مستر شادي حجك على راسي من فوج.
قالها بلهجتها الجنوبية لتنزل على أسماعه بمفعول السحر لم يشغله اعتذارها على قدر ما شغله الرقة التي تتحدث بها مجبرا لا مخيرا ارتخت تعابير وجهه ليرد مهونا وقد أشفق أن يجعلها بهذا الحزن وهو المخطيء من وجهة نظره
خلاص يا صبا مفيش داعي لدا كله انسي ارجوكي. 
تابعت تستجديه أعينها برجاء
يعني انت مش زعلان مني
ماذا يفعل تطلب منه الصفح وهو المتيم تناجي غفرانه وهو المذنب في حق نفسه بعشقه المستحيل لها ماذا يفعل وسحرها يكاد أن يذهب بعقله ويفقده اتزانه ماذا يفعل وبنظرة واحدة منها تجعله ينسى عهودا ووعود بل وتجعله ينسى تاريخه إن ترك نفسه لهواها في الإنسياق خلف الوهم الذي ينسجه خياله أن تكون قد تعلقت به.
نفض رأسه فجأة من أفكارها لينهي الحديث
خلاص يا صبا مش زعلان منك والله قومي بقى خليني استغل الساعة دي واكمل الشغل اللي ورايا.
قال الاخيرة واتجه عائدا ينكفئ على العمل به باندماج جعلها تنهض بحرج لتجلس على مكتبها واحساس الذنب في حقه ما زال يحزنها
بعد أن فرغت من بكاءها تمكنت رباب من قراءة الفاتحة على والديها لتخرج بعد ذلك مغادرة تسير بين القپور سريعا باستحياء وقد اثرت فيها كلمات شقيقيها بعد نقده لما ترتديه وكان رأيه صوابا 
ماشي خلي الشجاعة دي تنفعك انا هاعرفكم من هي رباب مرات كارم رجل الأعمال ابن اللوا حمدي فخر.
شيلاه يا لوا.
وصل إليها حامد أخيرا ليطمئن عليها ويسألها
سامحيني يا هانم اني جيت متأخر بس انا روحتلك ع النادي ملقتكيش ولولا الباشا قالي ادور عليكي هنا مكنتش هعرف طريقك بس الحمد لله قدر ولطف.
استوعبت الكلمات لتسأله
يعني هو كارم اللي قالك تجيني على هنا طب هو مجاش ليه انا عايزة اكلمه خليه يجيني دلوقتي ويربي الاوباش دول خليه يجيني يا حامد. 
ماشي يا هانم بس هو انتي فين تليفونك طيب
سألها لتجيبه پبكاء مخټنق
خدوه مني يا حامد وكانوا هياخدوني أنا كمان ياريتني ما جيت هنا ولا طردتكم من العربية 
واصلت پبكاء حارق وأقترب حامد يقول مهونا
معلش يا هانم نحمد الله انها جات على قد كدة بقولك ايه خدي اشربي العصير ده انا كنت جايبوا لنفسي وهشربوا قبل ما اتفاجأ بالعيال الهبلة دي.
رفعت رأسها تقول رافضة
لا انا مش عايزة اشرب حاجة انا عايزة اروح. 
لوح لها بالعلبة المغلفة ليغزر الأنبوب المجوف الصغير داخله ويعطيه لها قائلا بحزم ولطف
يا هانم اشربي وخدي نفسك عشان تتمالكي اعصابك وتقدري تمشي الخطوتين دول لحد العربية وانا من
تم نسخ الرابط