رواية امل الجزء الثالث

موقع أيام نيوز

الغالية وذلك بفضل مجيدة التي تقدم بمحبة خالصة كل ما في وسعها من اجل إنجاح الأمر مبتعدة عن التعقيد والتزمت في المطلوب من العروس نحوهم والتي أثبتت هي الأخرى حسن نيتها بموافقتها على السكن في منزل العائلة رغم تخيرها في هذا الأمر لتزيد من فرحهم ويتم قراءة الفاتحة بينهم عن قناعة حتى إذا أمم الجميع بانتهائها اطلقت أنيسة زغروطة حقيقية معتبرة اهتزت لها اركان الشقة لتصل الى سكان المبنى من الجيران والمارة على الأرض في المنطقة. 
لولولولولويييي.
هللت مجيدة بابتهاج غمر صدرها لفعل المرأة التي اسعدتها بذلك
الله عليكي يا ست أنيسة يا قمر أيوة كدة فرحي قلبي. 
أنيسة بزهو اختلط بفرحة كانت تنتظرها منذ زمن بعيد
هو انتي لسة شوفتي حاجة دا كمان لما تيجي الفرحة الكبيرة مش هتعرفي تلميني من الإزعاج اللي هعمله وعد عليا ما هوقف ابدا دا انا نادراها.
يا روح قلبي انتي طب يالا بقى الله يرضى عنك يارب سمعيني وطربيني بواحدة تانية دا انا حاسة قلبي بيهفهف معاها والله.
قالتها مجيدة لتنطلق الأخرى مصدرة واحدة اكبر من سابقتها. 
لولولولولولولويييي.
تدخلت زبيدة بين المرأتين 
طب ويعني هو الفرح زغاريط وبس اينعم هي حاجة ع الضيق بس يعني مفيش مانع لما نشغل سماعة صغيرة حتى دا احنا اهل بينا وبين وبعض مش أغراب يعني عشان نستنى دبل ولا شبكة ولا ايه رأيك يا ست نرجس
باغتتها بالسؤال لتزبهل بعدم تركيز لبرهة من الوقت قبل أن تتدارك لتنهض منتفضة ملبية طلب المرأة 
اه صحيح دا احنا عندنا واحد في أؤضة أمنية هروح اجيبه.
قالتها وركضت هاربة من اعين ابنتها التي كانت تطلق شررا حارقا وقد اعتبرته عدونا سافرا على أشيائها همت لتذهب من خلفها تمنعها ولكن زبيدة اليقظة من خلفها انتبهت لتوقفها قبل أن تتمكن من الخروج من الغرفة استني عندك يا أمنية خدي يا حبيبتي الصنية وديها المطبخ.
لم تعطيها فرصة للاعتراض وقد أعطتها ظهرها تهتف بالحضور 
يالا بينا يا جماعة خلونا نهيص في الصالة ونسيب العرسان مع بعض شوية. 
سمعت مجيدة بحماس لتنهض ساحبه معه أنيسة والفتيات أيضا وتبعهم مسعود على مضض ليجلس مع امين في ركن وحدهما في الصالة وتلتف النساء والفتيات حول رؤى يصفقن لها بأيدهن بحرية وهي ترقص بفرحها بينهن في الوسط على الأغاني الشعبية السائدة
واختلت غرفة المعيشة على الخطيبين ليكن اول فعل منه نحوها هو تناول كف يدها ليقبل ظهرها بعد أن جلس على الكرسي المقابل لها قائلا
شكرا
تعقد ما بين حاجبيها باندهاش مرددة خلفه بتساؤل
شكرا!
أيوة شكرا. 
قالها ليعاود مسك يدها مستطردا
إنك قبلتي بيا شكرا...... انك بقيتي خطيبتي شكرا........ إنك عطفتي على قلبي من چحيم الفكر وڼار الشوق لرؤياكي بعد ما بقيتي النفس اللي بتنفسه الف شكر. 
رقة الكلمات باستشعار الصدق الذي تتحدث به الأعين
يصل الروح بالروح القلب بالقلب فيذيب الثلوج وينبت ازهار من الحب والعشق بين اثنين كانو غريبين ليصبحو الان حبيبين.
لم تعرف بما تجيبه لم يسعفها عقلها بجملة مفيدة وقد 
أسرها بنظراته الصادقة وسحر ما يردف به عاجزة عن الرد بما يستحقه مشدوهة بهذا العشق الذي لطالما كذبت نفسها وادعت زورا انه وهم في خيالها.
ساكتة ليه
سألها بتسلية لا تخلو من الرقة التي يغدق عليها بها وكانت إجابتها مترافقة بهزة خفيفة بكتفيها قائلة
مش عارفة مش عارفة ارد هو انت لدرجادي بتحبني يا حسن
تنهيدة طويلة بصوت مسموع خرجت من صدره بتأثر ليستند بمرفقه على ذراع الكرسي المجاور له ليميل برأسه على قبضة يده قائلا لها
من غير ما احكي ولا ارغي يا شهد انا عايزك بس تبصي في عيوني وانتي تعرفي اجابة سؤالك
هل هي في حلم أم أن واقعها البائس قد تبدل من وقت ظهوره هذا ما كانت تشعر به وبقوة معه أسبلت اهدابها عنه بخفر وافعاله تجبرها على الخجل بدلال تناسته منذ زمن تحمحمت وأنظارها تتهرب منه فخرج قولها الممازح باهتزاز
شغل عيوني بقى وتسبلي واسبلك هو احنا فينا بقى من الكلام ده يا بشمهندس.
أطلق ضحكة مدوية اجفلتها ورأسه يميل إلى الخلف لمدة من الوقت زادت من حرجها وسعادتها أيضا وقد اطربت اسماعها لهذه الرنة الرجولية الخالصة بها ليردف بابتهاجه
يعني مش عايزاني أسبلك يا شهد طب اسبل لمين بس يا ربي أسبل لمين
استطاع بخفة ظله أن يضحكها لينزع عنها تشنجها رويدا رويدا وقد بدأت الان تستوعب وضعها الجديد معه.
دفعت الباب الخشبي المتهالك بعد أن فتحته بمفتاحها لتلج داخل المنزل عائدة من الخارج حاملة بيدها العديد من الأكياس بالأشياء التي ابتاعتها بعد أن اهدرت معظم الراتب الذي تحصلت عليه من عملها ولم يتبقى سوى القليل ليكفيها بالكاد كمصروف لها حتى اخر الشهر بلهاث امتزج بحماسها القت التحية على جدتها الجالسة على الاريكة الخشبية الوحيدة ركبيتيها ملتصقة بصدرها وقدميها على الخشب المثقل رغم قدمه تشاهد باندماج مسلسلها المفصل
في التلفاز الصغير على المنضدة الخشبية القريبة منها ومن الاريكة
مساء الخير يا ستي عاملة ايه
لم تجيبها كالعادة وظلت على وضعها وهذا التركيز الشديد مع أبطال المسلسل وكأنها داخل عالمهم أو معهم على الأصح. 
بعدم اكتراث أكملت مودة السير نحو غرفتها فهذا الفعل من جدتها ليس بالجديد عليها بل اليوم تستحسنه حتى لا ترى ما جاءت به ولكن وقبل أن تصل لغرفتها حدث ما كانت تخشاه وانتبهت توقفها بالنداء عليها
ايه اللي معاكي دا يا مودة
إنتفاضة سريعة صدرت منها وجسدها يلتف اليا نحو جدتها تمالكت لتجيب بصوت جعلته عادي
يعني هيكون ايه بس يا ستي دا طقم جديد جيبته للشغل.
استقامت المرأة بجسدها النحيف كحفيدتها لتنزل بأقدامها على الأرض تخطو نحوها وتقول بريبة ونظرات الشك تظلل عينيها
الكياس دي كلها على طقم واحد حاطة في الباقي ايه يا بت
كانت في الأخيرة قد وصلت إليها لتمتد يدها نحو أحدهم تريد جذبه من مودة والتي وعت لترتد سريعا بما تحمله للخلف بعيدا عن الأخرى تجيبها بلجلجة
ااا ما انا جايبة معاهم جزمة كمان وكام طقم داخلي وعلبتين كريم عشان الحبوب. 
كل ده جايباه
قالتها المرأة رافعه كفيها أمامها بتهويل وعدم تصديق لتردف متابعة ببحة مفاجئة اصابت صوتها وعينيها تتنقل على الأكياس پصدمة
يا بت الهبلة يا عبيطة كل دي فلوس رمتيها في الأرض وعلى حاجات تافهة طب جيبتي تمنهم منيين اوعي تكوني سرقتيني يا مودة.
ابتلعت الاخيرة ريقها وخطواتها ما زالت ترتد للخلف لتجيب بدفاعية وصوت يشوبه الارتباك
والله ما سرقتك يا ستي دي فلوسي أنا اللي قبضتها من شغلي الجديد.....
وانا هسرقك ازاي صح يا ستي وانتي لافة الفلوس حوالين على وسطك بتنامي وتقعدي بيها دا انتي بتستحمي بيها.
بحركة غريزية نزلت المرأة بيدها على خصرها تتحس لفة النقود من فوق قماش جلبابها المهترئ وبعد أن اطمأنت بوجودهم رفعت رأسها إليها متجاهلة ذكرهم في الرد عليها
ويعني لما تقبضي يا بت الكلب تصرفي فلوسك كلها ع اللبس والمسخرة طب ومصاريف البيت والأكل والشرب ولا انا هفضل طول عمري اضيع فلوسي عليكي.
باستنكار قارب السخرية رغم بؤس ما تردف به
هوني على نفسك يا ستي وفري فلوسك اللي مغرقاني بيها دي انا عاملة حسابي ومخلية اللي يكمل معانا الشهر طب افرحك أكتر.
اضافت بصوت مقلدة طريقتها بالهمس خشية ان يسمعها احد الجيران كما تخبرها دائما
انا جايبة فرختيين بحالهم.
فرختين!
والله يا ستي فرختين وحطيتهم في فيرزير التلاجة كمان. 
كلماتها أتت بأثر السحر على المرأة وقد تبدلت ملامح الڠضب لأخرى بالشغف لأمر الفرختين جرى ريقها شاعرة بقرص في معدتها التي جاعت
يعني بخيابتك ضيعتي الفلوس على الهدوم والفرختين دا بدل ما تحوشي ولا تحطيهم في جمعية عشان تجهزي نفسك.
بشبه ابتسامة لا تمت للبهجة بصلة طالعت مودة بصمت هذه اللهفة الشديدة على وجه جدتها لخبر الطعام الذي تحرم نفسها وتحرمها منه ببخلها الشديدة وكنز القرش ليوم لن يأتي ابدا ثم ما لبثت أن تفاجئها بقولها
طب انا جعانة اوي وقاعدة مستنياكي من الصبح اعملي أي حاجة ناكلها ولااا ولا حتى سوي حتة منهم دول نقسمها على بعض على الأقل نستفاد بمرقتهم .
قالتها والټفت لتعود لمسلسلها وأريكتها تتجنب النظر إليها بحرج بإشفاق رغم كل ما تعانيه منها أومأت مودة بهز رأسها مذعنة لها بطاعة
حاضر يا ستي ادخل بس وادخل الحاجة اللي في إيدي ع الأوضة وراجعلك حالا احضر عشا عن اذنك.
وسط حشد النساء القلائل وفي ظل اندماجها مع رقص رؤى ودلعها مع لينا والفاتنة الأخرى ابنة الرجل الصعيدي ولي شهد وكبيرها في الاتفاقات التي تمت منذ قليل مع قراءة الفاتحة انتبهت اخيرا بعد مدة من الوقت لإشارت ابنها الذي كان يلوح بتردد مع خجله في النظر نحو النساء

على الفور جرت أقدامها المتعبة من الوقفة لتلبي طلبه.
حتى اذا وصلت إليه وقد كان قريبا من مدخل المنزل مطرقا رأسه للأسفل ولم يرفعها سوى بعد أن شعر بها
نعم يا حضرة الظابط عايز ايه
بابتسامته المعتادة تطلع إليها قليلا لتتشبع عينيه من رؤية الفرح الذى انار وجهها وجعلها تزداد جمالا وتألقا ليشاكسها بقوله
فرحانة يا ست الكل عشان قربتي تخلصي من واحد
اومأت بهز رأسها تبادله المزاح
اوي يا حبيبي وفرحتي الكبيرة هتبقى لما اخلص منك انت قبل منه كمان.
بحركة اعتاد عليها كلما رق قلبه لتحقيق امنيتها اقترب منها ليقبل أعلى رأسها قائلا
ربنا يسهل يا أمي بس انتي ادعيل....
متقولش الكلمة ده.
قاطعته بها لتفاجأه مستطردة پشراسه ترفع سبابتها أمامه بټهديد
وقت والوعود والدعا عدى يا أمين أنا دلوقتي عايزة فعل فاهم ولا اقول من تاني.
اومأ مقهقها بصوت مكتوم يردد بطاعة
فاهم يا أبلة مجيدة فاهم تحبي اسمع كمان.
نفت بهز رأسها وقد ارتخت ملامحها وعاد الإشراق لها لتقترب وتتأبط ذراعه ورأسها تلتف نحو جهة الفتيات فهمست بمكر
طب بقولك ايه ايه رأيك في البنت اللي زي قمر هناك دي
بنت مين
سألها بعدم تركيز لتجيبه
بنت الراجل الصعيدي انا عرفت ان اسمها صبا.
ما زال عقله لا يعلم بما تدبره والدته من فخ له ضيق عينيه ليعقب باستفهام
مش فاهمك يا ماما وضحي أكتر .
استمرت مجيدة على مخططها لتكشفه أمام نفسه
يعني هيكون قصدي ايه بس البت حلوة وتشرح القلب بطلتها بصلها كدة جميلة وتليق بحضرة الظابط صح دا غير النسب مع والدها الراجل المحترم وانت شوفته بنفسك. 
سمع منها والټفت رأسه بالفعل نحو صبا اعجبه حسنها الافت للنظر بشدة مع كلمات والدته التي ترن بعقله ولكن وعلى غير ارادته حادت عينيه عنها وذهبت نحو من تقف بجوارها ليتركز كل الاهتمام عليها جميلة وحيوية مشاكسة ومستفزة
نفض رأسه فجأة من الأفكار المتهورة التي طرأت عليها بسبب التحديق بهذه المچنونة ذات الشعر الأصفر والسبب والدته والتي التف إليها قائلا بغيظ
انا ماشي يا ماما عشان لو
تم نسخ الرابط