رواية امل الجزء الثالث
المحتويات
المصافحة مع إحساس بعدم الجدوي لذلك الا تكفي التحية الشفهية
اهلا يا فندم.
قالتها باقتضاب وقد تمكنت من سحب كفها سريعا أدهشه فعلها فابتسم ليجلس ويدعوها
اقعدي يا صبا.
خرج ردها سريعا بانفعال
اقعد فين يا فندم المطعم فاضي.
زاد اتساع ابتسامته وهو يستريح بجلسته على المقعد قائلا بتسلية
فاضي فين يا صبا امال انا قاعد هنا بعمل إيه ولا الجرسونات اللي واقفين ورايا دول شفافين أوي لدرجادي يعني عشان متشوفيهمش
يا صبا اقعدي هو انتي هتفضلي واقفة
أخرجت كتلة من الهواء محتجزة داخل صدرها لتجلس وتنهي هذا المشوار الثقيل.
انتشى بداخله ليبادره بقوله
اتفضلي بقى افطري معايا
لا طبعا مينفعش افطر حضرتك افطر انت بألف هنا وشفا.
قابل رفضها بمناكفة قائلا
ومالك بتقوليها وانت متعصبة كدة دا فطار يعني حاجة بسيطة ثم انا كمان محبش اكل لوحدي.
بدت الشراسة تتراقص على صفحة وجهها بشكل زاد من تسليته لترد بانفعال يقارب الفظاظة
يا فندم بقولك مينفعش دي عادة واتعودت عليها أخري كباية شاي بلبن وفيها بسكوتة أكتر من كدة مقدرش.
قالها ببرود كاد أن يصيبها بجلطة دماغية بعدم قدرة على التحمل تنحت بوجهها عنه حتى لا يزلف فمها بحماقة قد تضرها ثم ما لبثت أن تعود بابتسامة صفراء تجيبه
ماشي يا فندم لو قدرت اغير العادة الزفت دي هغيرها ان شاء الله المهم دلوقتي انا عايزة اسألك عن موضوع مودة انا سايبة شغلي ولسة ممضتش حضور.
ماشي يا صبا هجاوبك عشان متتأخريش ما انا برضوا مرضاش بأذيتك....
ركزت اهتمامها بشكل كامل معه ليتابع بحرص حتى لا يتوه ببحر عينيها التي انعكس الضياء عليها ليزيدها بهاءا وروعة
شوفي يا ستي أنا كلمت مدام ناهد صاحبة الخاتم هي في الأول كانت معترضة بس انا لما ضغطت وافقت اخيرا بس بشرط
الشرط هو انها تمضي على وصل أمانة بتمن الخاتم لضمان رجوعه.
دمدمت بعدم استيعاب
إيه وصل أمانة يا نهار اسود وافترض ملقتهوش هيحصل إيه
رد يمط شفتيه بعدم اكتراث
دا كلام الست وحقها على فكرة انها تملك ضمان في إيديها ولا انتي مش ضامنة صاحبتك ترجعه
ردت عن قناعة أدهشته
انا لو مش واثقة فيها رغم كل عيوبها مكنتش هتدخل لها ولا كنت هتجرأ واكلمك عشانها.
خلاص يا صبا مدام انت واثقة فيها اوي كدة ما تضمنيها انتي عند الست انا شايف انك شكلك ثقة ولو اتدخلت انا بتقلي كمان ممكن اخليها توافق على كدة.
جيرمين!
ضړب الأسم برأسها كصاعق كهربائي دفعها پعنف عليا فجأة قبل أن يوقعها مغروزة لسابع طبقة في الأرض على الفور اكتنفها دوار جعلها تميل للخلف برأسها مغمضة عينيها بتعب انتبهت عليها كاميليا لتتلقفها سائلة پخوف
ايه مالك يا رباب حاسة بتعب ولا حاجة
تطلع الجميع لها بانتباه ف استدركت كي لا تزيد أمرها سوءا مرددة بلهجة مطمئنة
اطمنوا يا جماعة مفيش حاجة انا بس استغربت من الأسم دي جوزها يبقى ابن عم كارم راجل كبير ومحترم......و... هو انتوا متأكدين من الكلام ده.
أيوة طبعا متأكدين.
قالها حامد ليتابع شارحا
كاميرات العمارة والشارع جايبة الست بطولها من ساعة ما دخلت الشقة اياها ولحد ما خرجت بتجري تركب عربيتها إحنا مجيبناس حاجة من عندنا.
اضافت على قوله كاميليا بظن رأسها لما تعلمه قديما بوجود علاقة وثيقة لهذه المرأة مع كارم
الست دي بټنتقم من جوزك فيكي أنا عارفة من الأول إن في علاقة تجمعها بيه.
اومأت لها بهز رأسها وقد جف ريقها لهذه المصېبة الغير
متوقعة على الإطلاق ماذا تقول والحقيقة المخزية لفعلتها في تصوير المرأة في علاقتها مع زوجها هي المسبب الرئيسي لكل ما حدث.
وصلها صوت طارق بحنو يطمئنها
متقلقيش
من حاجة يا رباب ولا تشيلي هم جوزك المچنون ده احنا كلنا حواليكي بقلبنا ندافع عليكي بروحنا.
اضاف جاسر على قوله
دا غير ان اللي عملوا كدة هيتجابوا من قفاهم البوليس شغال واحنا كمان شغالين ومش هنهدى غير لما يتحاسبوا وياخدوا جزاءهم.
إمام هو الاخر خرج قوله بتفاخر وأعين مشبعة بأعجاب نحو محمد
وراكي رجالة يا ست رباب واديكي شوفتي بنفسك اصغر فرد في العيلة حلها لوحده من غير بوليس ولا مساعدة بطل على حق.
تبسم الجميع ردا على قوله كما ضحك محمد مرددا له
واحنا نيجي فيك ايه بس يا عم تايسون.
اطلق إمام ضحكة عالية قبل أن يرد بجدية هذه المرة
حلوة تايسون دي بس عشان منبقاش اللي بنهيل بزيادة للبطل قبل ما يتغر ويقع على راسه انت غلطت يا محمد.
پصدمة وتحول مفاجئ من الفرح إلى شعور بعدم الفم سأله مندهشا
أنا غلطت طب في إيه
جاءه الرد من جاسر هو الاخر
مكانش لازم تدخل شقة غريبة وتتواجه مع واحد بالحجم ده دا ممكن كان قټلك ساعتها او كان عمل فيك حاجة بشعة لا قدر عشان يكتم نفسك.
رد محمد بدفاعية مبررا
ما انا مكنتش فاهم حاجة والله كل اللي كان في دماغي هو إني اطمن عليها تفكيري ساعتها مكنش موصل انها عملية خطڤ نهائي.
رد إمام بابتسامة مشاكسة غامزا
دا عشان كان حظك حلو بالك انت لو كبير شوية كنت أكيد هتفكر قبل ما تخطي خطوة وتعمل حسابك كمان بس برضوا دا كان كرم من ربنا خطوتك الغير محسوبة دي عجلت بإنقاذ اختك قبل ما يحصل فيها حاجة على ما يجي البوليس.
الحمد لله.
تمتم بها الجميع بارتياح مترافقة مع دمعات ساخنة سقطت على وجنتي صاحبة الأمر وقد أثرت فيها الكلمات التي عنت لها الكثير الان.
توقفت على طرق على باب الغرفة قبل أن يلج لداخل الغرفة رجل غريب موجها حديثه للجميع
هي دي غرفة مدام رباب أنا الظابط المكلف بالتحقيق معها في قضيتها
بداخل قسم الشرطة وعلى الكرسي المقابل لحضرة الضابط المتابع لقضية زوجته كان يتناول منها الصور التي انطبعت من كاميرات التسجيل في المبني والشارع يشرح له بإيجاز عما تم التوصل إليه
زي ما انت شايف حضرتك دي صورة الراجل اللي اتعرف عليه اخو المدام وقال ان اسمه حامد من كلام حارس العمارة وبنته واللي قالوا كمان انه صاحبنا ده كان مأجر الشقة من شهور بس فكان بيتردد عليها لوحده والست دي اللي ظهرت معاه امبارح كانت اول مرة تزور الشقة دخلت بنسخة من المفتاح وفضلت مستنياه على ما وصل بالمدام زي انت شايف كدة يا فندم
كارم باشا.
كنت عايزة اسألك يعني لو تعرف الست دي زي ما اتعرفت على حامد الحارس بتاع المدام
بصفحة ثلجية شملت ملامحه رسم الجمود يجيب بإنكار محكم
طبعا اعرفها دي تبقى مرات ابن عمي اللوا نجيب بس انا اللي اعرفه انه راجل محترم متخيلتش ابدا أن مراته تطلع بالأخلاق دي
.... .
منكفئة على بعض الحسابات والأوراق الهامة التي تعمل عليها كانت تجاهد وبصعوبة في التركيز لأنهائهم فنظراته المصوبة نحوها بهذا القرب وقد كان جالسا مقابلا لها على الطرف الآخر من المكتب مستندا بمرفقه يطالعها برأس مائل يشاكسها بتلاعب حاحبيه حتى لم تعد قادرة على كبت الضحك أكثر من ذلك لتهتف به محتجة
ما كفاية بقى يا عم هو انت حد مسلطك عليا
بنظرة البريء المتهم بالظلم اشار بسبابته على صدره قائلا
أنااا أنا يا شهد متسلط عليكي طب ليه دا انا حتى قاعد بريء ومؤدب.
أووي
قالتها ساخرة لتتابع مرددة بضحك مكشوف
مؤدب اوي بصراحة يعني أموت واعرف هي لو مكنتش أبلة مجيدة شديدة وصعبة في تربيتك على حسب كلامك ساعتها كانت اخلاقك هتبقى ازاي يا حسن
رد مضيقا عينيه يقارعها بمناكفة
يعني انتي شايفاني مش متربي ليه يا شهد واخدة عني الفكرة الۏحشة دي ايه اللي أوحالك بكدة
ضړبت بكفيها ضاحكة بملأ فمها مرددة خلفه بسخرية
إيه اللي أوحالي انت كمان بتسأل وعايز إجابة يا حسن اعقل عايزة اخلص الحسبة المنيلة دي بقالي ساعة بعيد وازيد على نفس البند من أفعالك.
تاني برضوا هتقولي أفعالك
دمدم بها ليباغتها فجأة بخطڤ المستند قائلا بعملية
طب هاتي بقى وخلينا نشوف الحسبة دي حتى عشان نروح بقى كفاية.
ردت معترضة بعند محبب
طيب ما تروح انت يا سيدي حد ماسكك
رد غامزا بعينيه
الهوى هو اللي ماسكني ومثبتني اعمل ايه بقى في قلبي
سلامة قلبك.
قالتها بدلال الأنثى وقد ابهجتها كلماته ومزاحه اللطيف الذي ينزل على قلبها كنسمة رقيقة مرطبة في عز حر الصيف القاسې أو كغيث يسقط على الأرض القاحلة لتزهر وتخضر بالوان مخلتفة للورود.
وجاء رده بزوق لا يخلو من المداعبة
شالله يسلمك يارب ويحفظك وينولك اللي في بالك وتتجوزيني.
وايه
تفوهت بها لتنطلق بموجة أخرى من الضحك المتواصل حتى تخضب وجهها بالحمرة التي كانت تجعلها شهية في عينيه كقطعة فروالة طازجة لتعلق اخيرا
إنت مشكلة يا حسن أقسم بالله ملكش حل.
لا والله في حل اتجوزيني وانا اقولك الحل فين.
قالها متابعا لمزاحه الذي لا ينتهي وقبل أن تتمكن شهد من الرد عليه تفاجأت بالصوت القبيح
بسم الله ما شاء منورييين.
توقفت عن الضحك والټفت رأسها نحوه لتفاجأ به ساحبا معه همها الثقيل شقيقتها والتي القت تحيتها بابتسامة ماكرة
مساء الخير عليكم يا جماعة
ردد حسن خلفها التحية ولكن شهد انتفضت تسألها بقلق
خير يا أمنية في حاجة
تولى ابراهيم الرد وهو يقترب مصافحا حسن بمودة كاذبة
هيكون في إيه بس يا شهد عامل ايه يا بشمهندس كويس
بادله حسن المصافحة بابتسامة صفراء
كويس ولله الحمد أزيك انت
وانا كمان اشطة
قالها ليتجه نحو شهد التي كانت تطالعهم بتوجس وشعور بعدم الارتياح يكتنفها بمجيئهم فقالت امنية مخاطبة لها
احنا كنا بنتفسح قريب من هنا طأت في دماغي اجي اشوف مكتب ابويا الله يرحمه انتي بتشتغلي فيه لوحدك يا شهد
قالتها بنظرة خاطفة نحو حسن أيضا لتثير حفيظتها
فهمت شهد على خبث تلميحها المبطن وحدجتها بنظرة محذرة تقول
مشددة على أحرف الكلمات
احنا في مكتب شغل يعني الباب مفتوح لأي حد يدخل زي ما ډخلتي كدة انتي وخطيبك من غير احم ولا دستور حتى هو انتوا كنتوا فين بالظبط
رد ابراهيم وعينيه تتجول في انحاء المكتب لتقف على الصورة المؤطرة الكبيرة على أحد الحوائط لوالد شهد
ما قالتلك كنا قريبين من هنا يا شهد الله يرحمك يا عمي ويبشبش الطوبة اللي تحت راسك كنت طيب وأمير وپتموت فيا.
قال الأخيرة موجها أنظاره نحو حسن الذي ردد خلفه هو الاخر
كان بېموت فيك! ...... طب كويس.
قالها بعدم اكتراث ليزيد
متابعة القراءة