رواية امل الجزء الثالث
المحتويات
هي دي عملة تعمليها فيها ولا دي جزاة تعبي معاكي تخلي وشي في الأرض ليه بس يا مودة حرام عليكي.
على سريرها الطبي الذي كانت جالسة عليه بنصف نومة ونصف جلسة متكئة على الوسادة القطنية من خلفها تضغط على عينيها پبكاء حارق ومستمر صامتة لتهتف بها الأخرى بعدم اكتراث لحالها
ما تردي يا مودة سيباني اتكلم واهاتي مع نفسي ايه بقى هي القطة أكلت لسانك
يعني عايزاني اقولك ايه بس يا ميرنا والله ما كنت اقصد ولا كنت عايزة اسړق من الأساس.
قاطعتها ميرنا لتقول متهكمة بتصنع الانفعال في قولها
يا سلام... ولما هو كدة مين بقى اللي جابتها الكاميرات وهي بتحط خاتم الست في جيبها الماظ يا مودة بتسرقي خاتم الماظ.
صړخت بها لتتابع بحړقة
دا انا حتى حطيته في جيبي ونسيتوه روحت البيت وقلعت الجاكت وسط الغسيل ونمت وما افتكرتش غير تاني يوم وحتى ملحقتش ادور عليه والقاه على الأقل كنت نجدت نفسي وخلصت.
بانتباه شديد ادعت ميرنا لهفتها في حديث الأخرى لتجد لها حلا سريعا
طب ما احنا فيها اهو ابعتي لستك تدور وتجيبوا وتنقذك
ستي مين اللي قولها ستي مين بس دي لو عرفت مش بعيد تاخده وتكتم عليه انتي متعرفيهاش دا حتى لو كلفت حد يروح ويدور هناك مش بعيد تعمله ڤضيحة وتلم الشارع مينفعش حد يدخل الأوضة غيري.
اااه
أومأت بها ميرنا بهز رأسها لتطرق برأسها تدعي تفكيرا عميقا في هذه المعضلة قبل أن ترفع رأسها إليها قائلة
علقت مودة بلهفة الغريق الذي يتعلق بقشاية
كلميها يا ميرنا وقوليها ان مودة هتقلب الدنيا وتخرجه.
عوجت المذكورة ثغرها لتحدجها بنظرة لائمة تردد
أكلم مين يا مودة هو انتي سبتيلي فرصة مع الست اللي طول عمرها بتحلف بأخلاقي وبأني زبونة مميزة عندها دي بعد اللي حصل جات عندي وهزئتني إن جيبتلها واحدة حرامية لدرجة انها كانت هتلبسني في
بخيبة أمل ويأس شل تفكيرها دمدمت مودة بسذاجة تتأسف لها
انا أسفة يا ميرنا اني عرضتك لكل المشاكل دي سامحيني.
تنهيدة كبيرة طردتها ميرنا من صدرها تدعي الأسى لحال الأخرى قبل أن تجفلها فجأة بقولها
بعدم فهم ناظرتها مودة باستفهام
عدي باشا بتاعنا...... طب ايه يعني هو ممكن يطردني لو عرف..... ولو انتي قصدك ايه بالظبط
تراقصت مقلتيها بحركات غير متزنة لتجيبها بمكر
بصراحة مش عارفة انا بفكر معاكي اهو......
الا صحيح هي صبا معرفتش بموضوعك
قالت الأخيرة بنبرة مختلفة عن الباقي لم تنتبه لها مودة التي اجابتها بعفوية وعدم تركيز
لا طبعا وهتعرف ازاي يعني هو انا شوفت حد من الصبح غير الظباط والدكاترة.
في طريقها نحو الذهاب بعد أن سألت عن مودة وعلمت بأن الوضع على ما هو عليه في حالة الغموض المحيطة بغيابها كان القلق ينهش قلب صبا التي كانت لا تكف عن المحاولات البائسة في الاتصال بها حتى كادت أن تصطدم بأحدهم قبل أن تملك زمام امرها متراجعة في الوقت المناسب لتردد بالإعتذار قبل حتى أن تنظر عينيها الرجل
أنا اسفة.
مفيش داعي للاعتذار محصلش حاجة اصلا.
بلكنته الراقية وهذه النبرة التي أصبحت تعلمها رفعت رأسها إلى صاحب الصوت لتلتقي عينيها الجميليتن بعينيه المتصيدة خضراء لكن عميقة على قدر صفاء اللون بها على قدر الغموض في عمقها وجرأتها يخاطبها وكأنه على صلة بها منذ سنوات عديدة
عاملة إيه يا صبا
تمتمت ترد باقتصاب بغرض اختصار الحديث كي تذهب
الحمد لله يا فندم عن......
عامل ايه شادي معاكي مستريحة في الشغل معاه
مقاطعتها المقصودة وسؤاله المباغت لها جعلها تجيب بتحفز غير مبالية
الحمد لله يا فندم مستر شادي من احسن المديرين هنا يارب بس اكون انا على قدر المسؤلية معاه.
بشبه ابتسامة جانبية رمقها بها ولم تعرف تفسيرها لتشعر بعدم الارتياح حتى تدخلت رئيسة القسم التي أتت فجأة وبصوت ظهر فيه الإهتزاز ذلك لدهشتها بحضور رجل الأعمال وصاحب الفندق بنفسه إليها
يا أهلا يا فندم نورت القسم كله اا تؤمر بأي شيء يا عدي باشا.
أومأ لها برأسه وقبل أن يهم بالرد عليها سبقته صبا من أجل أن تنصرف
طب عن اذنكم .
استني يا صبا.
اوقفها من قبل أن تتحرك ليباغتها بقوله الغير متوقع
كنت عايز اهنيكي بثقة مستر شادي انه اعتمد عليكي اخيرا في تجميع البيانات .
توسعت عينيها بإجفال غير مصدقة تركيزه معها في هذا الأمر وفي هذه النقطة بالذات فكان رد رئيسة القسم هو الأسبق لها
لا يا باشا شادي مغيرش النظام دي صبا كانت جاية تسألني عن واحدة صاحبتها .
اممم صاحبتها.
قالها بلهجة ساخرة متهكمة لتثير بداخلها الحنق لفعله الغير مبرر.
فاض بها فتحركت على الفور تكرر استئذانها للإثنان كي تغادر تاركة في المكان اثر عطرها الرقيق فتظل عينيه معلقة بطيفها حتى اختفت غير منتبها لحديث المرأة التي كانت ټموت في جلدها خوفا من هذه الزيارة الغريبة.
انتهت اخيرا من تجهيز نفسها بعد فترة طويلة من البحث بين اكوام ملابسها حتى اختارت شيئا قديما من خزانتها يناسب خروج انسة مع خطيبها بنطال جينز مناسب وعليه سترة نسائية لم ترتديها منذ فترة طويلة ولكنها كانت رقيقة لتظهر قدها الممشوق بنعومة كانت تدفنها اسفل ملابس الرجال والتي لا يصح ارتدائها الان على الإطلاق هي ليست بقليلة الذوق حتى لا تعرف التعامل في مثل هذه المواقف المستجدة معها حتى تعتاد على الأمر أو بالأصح تعود لعهدها القديم.
أطلقت شعرها لخلف ظهرها متخلية عن الربطة الكئيبة بشړة وجهها لم تفعل بها الكثير سوى انها وضعت كريم الأساس الذي علمتها عليه صبا ليلة أمس وخط الكحل الرقيق ثم لون الشفايف وضعته بصعوبة بالكاد يظهر عن اللون الطبيعي كانت ترى نفسها مرضية إلى حد ما حتى فاجئتها رؤى التي اقټحمت الغرفة مهللة
ايه الحلاوة دي
على أثر الصوت المفاجئ انتفضت شهد مجفلة لترد بتوبيخ
اخص عليكي كدة برضوا تدخلي الاوضة ھجم وتخضيني مش عوايدك دي يا رؤى
تبسمت الأخيرة لترد وهي تتقدم نحوها بابتهاج خالطه الانبهار والإعجاب
إنا اسفة يا قمر لو كنت خضيتك بس الباب كان مفتوح والله وانا دخلت عشان اندهلك يعني داخلة على غرض بس ايه الجمال ده اقسم بالله انا كنت عارفة انك طلقة وصاروخ ارض جو كمان.
ياااه.
تمتمت بها شهد بخجل تخفيه لتتابع بإنكار
مش لدرجادي يعني! قولي كويسة وخلاص.
كويسة وخلاص!
قالتها رؤى بابتسامة خبيثة تتلاعب على محياها لتلتف حولها تتأملها يمينا ويسارا وتردد بمرح
يا باشا ما هي لو كانت كويسة وخلاص أو عادية مكانتش طلعت من قلبي كدة دا انتي هتقلبي الشارع برا لما تخرجي والناس تشوفك لكن البلوزة دي متهيألي ما بتلبسيهاش خالص قبل كدة كذا مرة اشوفها في الدولاب عندك وافتكرها ضيقة ولا مش عجباني وعشان كدة سايباها دا غير البنطلون كمان...... ايه ده يا عم!
بارتباك ملحوظ ظهر في حركة يدها المضطربة ردت شهد وهي تمررها داخل خصلات شعرها المسترسل كالحرير معها
ااا هي فعلا كانت معايا من فترة طويلة ويمكن أكثر من سنة كمان كنت اشترتها في مرة كدة لكن مجاتش فرصة البسها ما انتي عارفة انا معظم مشاويري شغل...
لم ترد رؤى وظلت تتمعن بها بأعين تلمع بالفرحسعيدة بهذا التغير المفاجئ لشقيقتها والتي عبست بوجهها كي تسألها بجدية مصطنعة
مقولتش بقى ايه اللي دخلك ھجم كدة وكنت جاية تندهيلي على إيه
استدركت فجأة لټضرب بكف يدها على جبهتها بتذكر قائلة
يا نهار ابيض اه صحيح دا انا نسيت اقولك اصلي البشمهندس وصل برا ومستنكي
في عربيته وشاورلي في البلكونة عشان اندهلك .
وتوك اللي فاكرة يا رؤى
قالتها بلهجة موبخة لتستل هاتفها وحقيبتها لتعلقها على كتف ذراعها تطالعها بغيظ لتردف لها وهي ذاهبة
دا انتي المرقعة والمياصة تنسيكي اسمك.
لحقت بها رؤى متمتمة من خلفها
وماله لما ابقى مايصة دي حتى كلمة جميلة وفيها عبر.
كانت شهد قد وصلت لنصف المنزل حينما سمعت قول شقيقتها لتلتف إليها بتوعد ضاحكة
اخلص بس مشواري وانا اخليكي تشوفي العبرة بحق للمياصة اللي عجباكي دي.
قالتها ثم الټفت نحو زوجة ابيها التي تسمرت مزبهلة لرؤيتها كما فعلت امنية ايضا فقد كانت جالسة في الجهة الأخرى حينما تفاجأت بها
لو عوزتي أي حاجة اطلبيني ع التليفون انا هحاول متأخرش ان شاء الله.
اومأت نرجس رأسها بتشنج وعقبت رؤى بشقاوة
يا ستي ومتتأخري براحتك فيها إيه يعني دا انتي حتى طالعة مع خطتشيبك اللاه.
للمرة الثانية الټفت لها غير قادرة على منع الضحك لكن بمزيد من الوعيد
اومأت
رؤى مزعنة بطاعة وابتسامة لم تفارقها حتى اذا خرجت شهد ركضت نحو الشرفة مدمدمة
هروح اشوفها وهي بتركب العربية مع خطيبها .
پصدمة وعدم تحمل الټفت أمنية تحدج والدتها بنظرات حاړقة لټضرب بكف يدها على فخذها ثم على صفحة وجهها وتغمغم بغليل وقهر
يعيني على بختك القليل يا أمنية.
..... .
بعشق تملكها حتى تغلغل في الأعماق وصار يجري في عروقها كمجرى الډم تحيا به وقد أضحى النفس الذي تتنفسه عبير الروح التي ارتقت بعشقه لتصبح امرأة أخرى تليق برجل مثله يبهجها ولو ابتسامة صغيرة تعلو ثغره ويحزنها ألا تكون هي السبب بها.
ما أصعب هذا العشق حينما يعجز المحب عن إسعاد المحبوب بما يستحق ويتمنى.
هذا ما كانت تشعر به نور في وقفتها الان بوسط الدرج تراقب زوجها المنشغل دائما على حاسوبه حتى في وقت استراحته بالمنزل لكم الأعمال التي لا تنتهي معه في جلسته بوسط البهو الكبير على اريكته الاثيرة وأبناء شقيقه يلعبن من حول بألعابهم ويشاكسنه بالعبث بأشياءه كعلاقة المفاتيح والهاتف وهو بكل ود وروية يجيب عن أسئلتهم التي لا تنتهي رغم انشغاله وكأنه يعوض الأطفال ولو قليلا عن غياب أبيهم عنهم
هتجيبلي عربية اسوقها لوحدي زي عربيتك يا عمو
حاضر من عيوني يا إياد تكبر انت بس ويشتد عضمك وانا ليك عليا اجيبلك أحسن عربية.
طب وانا يا عمو هتجيبلي واحدة كمان
قالها الطفل الاخر والذي كان منشغلا باللعب على الهاتف وكان رد مصطفى بحزم لا يخلو من اللطف
هجيبلك اللي انت عايزه بس لما تخف من اللعب شوية ع
متابعة القراءة