رواية امل الجزء الثالث
المحتويات
او حتى مناقشات عادية لتكتشف حقيقة الوضع بعد رؤيتها لها وسرد ما حدث
بتقولي ايه
بقولك اللي حصل يا صبا...... بس والله ما كنت اقصد........
بازبهلال خلى من الاندهاش او أي شيء اخر تجمدت تطالعها وهذه الموجة من البكاء التي ڠرقت بها لتزيد على بؤسها وتزيد من شعور الغيظ الذي ينمو داخلها نحوها حتى اڼفجرت بها
يعني ايه مكنتيش تقصدي دا انتي بنفسك بتقولي ان الكاميرا صورتك بالحجم الطبيعي وانتي بتحطي الخاتم في جيبك يبقى ازاي بقى متقصديش
يا صبا افهميني الله يخليكي انا الخاتم لقيته ع الأرض يعني لا دورت في ادراج ولا حتى مديت ايدي في جيب الست غلطت اني حطيته في
جيبي لكن والله ما كنت اعرف ان قيمته غالية كدة كنت فاكراه انتيكة ولا تقليد زي اللي بجيبها وبشتريها.....
انتيكة إيه ولا زفت ايه
دي سړقة يا مودة ومش سړقة حاجة هينة لا دا الماظ يا غالية يعني لو بعتي بيتكم والعمارة اللي انتي ساكنة فيها برضو مش هتجيبي تمنها.
ردت مودة بتشدق عن قناعة ترسخت داخلها بوجود الحل
بس اقدر أجيبه هو نفسه لو هما خرجوني لأنه أكيد وسط هدومي اللي قلعتها أو حتى اتنتر تحت الدولاب أو السرير انا بس اخرج وهقلب الاوضة واطلعه ان شاء الله.
ودا هيحصل ازاي بقى يا ناصحة والقضية لابساكي لابساكي هتقنعيهم ازاي يعمولها دي ويخرجوكي ولا يكونش فاكرة ان الست صاحبة الخاتم هترضى تتنازل ولا تعمل معاكي صلح على أمل انك ترجعيلها الخاتم.
لا ما انا عرضت الفكرة ع الست واتحايلت عليها لكنها مرديتش.
ما هو دا الطبيعي على فكرة مين هيصدق اساسا واحدة بتقول هروح ادور دي عاملة زي حين ميسرة كدة.
صمتت مودة فجأة لتطالعها بنظرات غير مفهومة أثارت الريبة بقلب صبا قبل أن تخرج ما في جعبتها
بس انا اعرف حل تاني يا صبا واحد لو اتدخل بتقله مع الست دي هيخليها ترضى بالصلح.
انتظرت صبا باقي الحديث بأعين متسائلة لتردف لها الأخرى
رغم تفاجئها بالأسم وموقعه في هذا الشيء القاسم في مستقبل صديقتها إلا أنها ما زالت لم تفهم بعد غرض الأخرى من ذكره وسألتها مباشرة
أيوة يعني ودا هيحلها ازاي دا مش بعيد يطردك لو عرف باللي حصل.
ممكن!
دمدمت بها مودة وملامحها ازدادت غموضا لتبتلع ريقها بتردد وتفكير قبل أن تحسم امرها قائلة
اساعدك في إيه والله لو في إيدي مش هتأخر ولو ستك تسمحلي هدخل البيت واقلبه لحد ما الاقي الخاتم.
قالتها صبا بعفوية ونية صادقة في نجدتها مما شجع الأخرى على المواصلة
لأ يا صبا انا مش هطلب منك تدفعي ولا تروحي لستي لأن انا عارفاها وعارفة طبعها كويس دي ممكن تعمل ڤضيحة في العمارة كلها وتجرسني لو عرفت باللي حصل انا بس هطلب منك تكلمي عدي بيه يخلي الست تتناز.......
أكلم مين هو انتي اټجننتي
هتفت بها صبا بمقاطعة حادة وعدم تقبل للفكرة من الأساس ولكن الأخرى اڼهارت تستجديها بالبكاء
يا صبا انا مليش حد غيرك يساعدني في الموضوع ده ابوس إيدك اقفي معايا انا مش طالبة منك غير تقولي الحقيقية يمكن قلبه يحن ويديني فرصة.
فاض بها لتمسك بكفيها على جانبي رأسها تردد بعدم تحمل
الله ېخرب بيتك الله يخربيتك يا شيخة هو انتي فاكرة اللي بتقوليه ده سهل اوي كدة ولا انا اساسا ليا معرفة بيه اوي الراجل ده عشان يقبل وساطتي ثم تعالي هنا انتي مش قولتي ان اللي اسمها ميرنا كانت معاكي في المحل بتنقي هدوم هي كمان ما تغور بقى تكلمه ولا تستعطفه مش برضوا ليها كلام معاه.
بنظرة منكسرة بواقع المغلوب على أمره خرج صوت مودة بدمدمة متحشرجة پألم
قولتلها بس هي مارضيتش وقالتلي كفاية انك ورطتني معاكي وكنت هروح في داهية بسببك يعني مليش غيرك يا صبا لو سيبتيني محدش هيلومك بس انا ساعتها هروح في داهية ومش هلاقي حتى حد يسأل عني وحتى لو مت في السچن برضو محدش هيحس بيا.
زفرت صبا لتطرد حزمة كثيفة من الهواء مشبعة بمشاعر الحنق والڠضب منها ومن هذه الصداقة التي جمعتها بها وكأنه الحمل الثقيل التي ابتليت به ومع ذلك لا تقدر على كرهها او حتى منع التأثر بما أصابها لتردد في الاخير بيأس وقنوط
انا كان مالي ومالك بس دا كان يوم مهبب يوم ما تعرفت عليكي.
لدرجادي كنتي بتحبيه
سألها حسن وقد توقف عن تناول الطعام وعن الانتباه لأي شيء آخر دونها وقد احتلت تركيزه مع تمعنه بكل تعبير من ملامح وجهها التي كانت مټألمة الان بتذكرها للماضي الذي حفر الجراح بداخلها حتى أصبحت ندوبا يصعب اندمالها وجاء ردها على سؤاله
ابويا كان دنيتي الحلوة بعد ما توفت أمي ولما اتجوز مراته التانية دايما كان بيعوضني ويحسسني اني نمرة واحد عنده عشان متأثرش بفرحته بأي واحدة اتولدت من اخواتي فضل يدلعني ويفتخر بيا قدام الناس لحد ما في يوم وقع وراح مني في غمضة عين عشان أصحى ع الکابوس الكبير تعبه وشقاه في تأسيس مكتب المقاولات مسؤلية اخواتي ووالدتهم معاهم واحنا ملناش قرايب من طرف ابويا غير في البلد.
قاطعها بتخمينه الطبيعي في هذه اللحظة
عشان كدة نزلتي مكانه ولبستي لبس الرجالة
بضحكة خالية من أي مرح عقبت
ياه يا حسن انت مستعجل أوي دي كانت اخر مرحلة على فكرة.
قطب باستفهام سائلا
ليه بقى هما كانوا مراحل
أينعم .
تفوهت بها لتردف متابعة بالعد على أصابعها
اول حاجة كانت مرحلة الحزن الشديد واحساس اني ھموت من غيره تاني حاجة كانت مرحلة التخبط في دنيا انا مش فاهمة هكمل فيها ازاي تالت حاجة كانت الفوقان بقى.
قالت الاخيرة لتتوقف برهة بملامح اشتدت فجأة ليردف هو متسائلا
فوقان من إيه بالظبط يا شهد
ردت ولمحة من القسۏة والتصميم اعتلت تعابيرها
فوقان على الدنيا الصعبة وغدر البشر الناس اللي كانت محاوطانا من كل جهة وانا فاكرة انهم حبايبنا اللي بيواسونا اكتشف انهم بيعملوا لمصلحتهم وبيقسموا الورثة لا وكمان جايبين اللي يشتري المكتب والمقاولات حتى الشقة اللي احنا قاعدين فيها.
دول كانوا من أهل مرات ابوكي صح
قالها حسن بفراسة وذهن صاحي وكان ردها بإماءة برأسها لتردف
كانوا فاكرينها ميغة ياخدوا بنتهم بالعيال وانا بقى اشوف نصيبي واتجوز بابن الحلال اللي يشيل.....
ضغطت في الاخيرة لتكظم ڠضبها متذكرة ابن الحلال المقصود هذا....... ثم ما لبث أن تمالكت لتكمل
ساعتها قلبت الطرابيزة على راس الكل ووقفت وقولت اللي لو شبر في ملك ابويا يجي ويدب رجله فيه.
برافو يا شهد.
قالها حسن بنبرة قوية امتزجت بالفخر وجاء ردها بسخرية
برافو على ايه يا عم دا انا طلع عيني اول ما دخلت الكار الزفت ده دا غير ان الكل كانوا بيستهزئوا بيا ومفتكريني لقمة طرية عشان بنت وياما اتضحك عليا لدرجة اني کرهت نفسي وكنت هحلق شعري واعمل راجل بحق عشان اغير صورتي قدام العمال وأصحاب العمل ويحترموني لكن ابو ليلة ربنا يخليه كان معايا خطوة بخطوة هو اللي وقف جمبي وكان سندي وسط الديابة والكار الصعب ده اكيد يا بشمهندس
انت على علم بالبلاوي الزرقا اللي فيه.
تناول كف يدها التي كانت باردة في هذا الوقت لينقل دفئه إليها وطبع قبلة تفخيم واجلال لها قائلا
اللي انا عارفه كويس دلوقتي يا شهد
هو اني بحبك وربنا يقدرني أعوضك عن كل سنين الشقا اللي شوفتيها في حياتك وبكرة الأيام تثبتلك إني سندك.
ظلت ساهرة محلها في الشرفة تنتظره بقلق يعصف بها وبرغم التأخير والبرودة التي اشتدت قسۏتها في الليل لفت جسدها بشال من الصوف وثبتت محلها دون كلل أو ملل حتى وصل والساعة تقترب من الثانية والنصف بقلب متلهف تلقفته بالعناق فور دلوفه الغرفة مهونة بالكلمات
الف حمد الله على سلامتك يا حبيبي انا كنت ھموت من القلق عليك.
نزع يديها عن عنقه قائلا بجمود
ليه يعني ما انا كل يوم بتأخر ايه اللي جد
تلبكت باضطراب وخرج صوتها بتلعثم
اا أنا قصدي يعني عشان........ الكلام اللي قالته مي...سون.
قصدك يعني لما عايرتني بعدم الخلفة.
باغتها بالرد لتنتبه هي لهذه القسۏة التي غلفت ملامحه بواجهة ثلجية يحدثها وقد اختفى الدفء بعينيه الذي كان يحاوطها في كل نظرة منه لها ابتلعت غصتها مقدرة حالته لتسحبه من ذراعه قائلة بتهوين
معلش يا حبيبي اعذرها هي برضوا فراق عدي عنها مأثر فيها ومخليها زي القطة اللي عايزة تهبش في أي حد يقرب منها ومن ولادها.
أجلسته على الاريكة الاثيرة لتجلس بجواره متغاضية عن النظرات الحادة التي كان يحدجها بها مرجعة السبب لغضبه من ميسون قبل أن يفاجئها بقوله
طب هي واديها عذرها انما انتي يا نور إيه عذرك
رفرفرت بأهدابها تستوعب وتعيد برأسها معتقدة أنها سمعت خطأ حتى سألته بعدم تصديق
أنا إيه يا حبيبي انا نور حبيبتك.
مال بجسده نحوها يخترق بسهام عينيه خاصتيها وكأنه يصل بكل سهولة إلى اغوارها وما تخبئه بهذا البئر العميق داخلها فخرج صوته بخواء
انتي فعلا حبيبتي بس بتعملي إيه عشان ترضيني بتطبطبي بتدلعي بتحسسيني بحبك وخۏفك عليا تمام لكن في المقابل بقى بتحاولي مثلا تتخطي ولا تخرجي الصندوق الأسود اللي حفظاه جواكي والمسبب الرئيسي لكل المشاكل اللي احنا فيها لا يا نور انتي لما تتزنقي بتاخدي الطريق السهل وتقوليلي اتجوز وخلف وكأن انا راجل متاح كدة لأي واحدة تخش حياتي اتجوزها واخلف منها على طول طب مفكرتيش الست دي لو جمعتني بيها مشاعر ولا افرضي مجمعتش ومرت كدة في حياتي الطفل أو الطفلة هربيهم ازاي من غير امهم ولا اسيب امهم في حياتي بدون محل للأعراب.......
توقف برهة يراقب الدموع التي تدفقت على وجنتيها ليردف اخيرا وهو ينهض بما يزيد على ألمها
إنتي مش حاسة بيا يا نور.
في اليوم التالي
وفي مقر عملها بعد أن ذهبت إلى قسم النظافة وبررت غياب مودة بحجة مرض شديد الزمها البقاء في منزلها حتى لا يضيع عملها بتمسك واهي لمستقبل على وشك الضياع هو الاخر.
كانت صبا على حالة من الشرود منذ الأمس تعصف بها حيرة قاټلة لا تدري ماذا تفعل اتذهب لهذا الرجل تطلب منه المساعدة في واقعة مؤسفة كهذه أم تتجاهل الرجاء والبكاء وتتركها لنصيبها ولكن كيف
حتى وهي مخطئة بغباءها لكنها الأعلم بهذا العيب الخطېر بها ف السبب الرئيسي هو الحرمان الشديد والظروف القاسېة التي نشأت
متابعة القراءة