رواية جامدة الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

رسمية جلس بجوارها يحاوطها و هو يشاهد التلفاز معها و هم يتحدثون 
_ طب امتي هنروح مش انت قولتلي هتوديني بلدي تاني يا ظافر انا عايزة اروح بقي
قبل قمة رأسها و هو يقول بهدوء  
_ يا حبيبي ما انتي عارفة اني مينفعش اطلب إجازة دلوقتي و لا حتي اسبوع
نظرت إليه و من ثم استكانت بدون كلمة و لكنها بالفعل حزينة كانت تريد أن تري بلدها من جديد دون حرب دون احتلال دون دمر تستنشق رائحتها و تستشعر دفئها احټرقت عينها اثر كبحها للدموع و ضيق بصدرها و لكنها رسمت ابتسامة بسيطة علي ثغرها و هي تتابع التلفاز ضمھا إليه أكثر و هو يسأل بهدوء  
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_ عايزة تروحي امتي
رفعت إليه رأسها تنظر إليه و هي تقول ببساطة  
_ لما تبقي فاضي
همهم و هو يقول بعبث  
_تحبي تروحي بكرا يعني
ابتسمت بهدوء و هي تقول  
_ بطل هزار لما تفضي نبقي نروح براحتنا
همهم من جديد و هو يستند برأسه علي رأسها و هو يقول  
_ مش بهزر عايزة تروحي بكرا هجيب اللاب و احجز التذاكر
قفزت من مكانها و هي تقول پصدمة و أعين متسعة بسعادة  
_ انت بتتكلم بجد
هز رأسه و هو يبتسم باتساع أنه الآن جعلها سعيدة كان يتلاعب بها و يختبر قوة تحملها الابتعاد عن بلدها و لكنه شعر بها و هي تنتفض پألم بقلبها بين يديه ليتخلي عن المزاح الثقيل و يفجر قنبلته ارمت بين ذراعيه تحتضنه بشدة و هي تقول  
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_ بحبك اوي يا ظافر
ضمھا إليه و هو يقبل وجنتها ابتعد عنها قليلا ينظر إليها و هو يقول  
_ هاتي بقي اللاب من جوا عشان نحجز التذاكر
بسرعة البرق قفزت بخفة و رشاقة حتي وصلت إلي الغرفة لتأتي ب الكمبيوتر المحمول و تمد يدها به و تجلس جواره و هو بالفعل يحجز تذاكر الطيران الي بلدها يا الله قلبها كاد أن يخترق صدرها و يخرج من محله من شدة سعادتها بهذا الخبر أغمضت عينها التي تذرف الدموع بفرحة شديدة ليريها ظافر أنه انتهي من حجز التذاكر و يضمها إليها و هو يقول  
_ يلا نحضر شنطين هند باك كدا عشان مش هنقعد غير يومين بس اللي واخدهم إجازة
ابتسمت بسعادة و هي تضمه قائلة  
_ دا انا افتكرتك نسيت
ليرد هو بحب خامسا  
_ عمري ما انسي حاجة تخصك يا ضحي لكنك كلك تخصيني
قلبها يدق بحماس شديد و قد وصلت الي بلدها حتي انتهوا من الإجراءات تركت يد ظافر و انطلقت راكضة الي خارج المطار و هي تبكي بشدة ما أن خرجت من المطار حتي ارتخي جسدها و خرت ساجدة علي اراضي بلدها و هي تمتم پبكاء  
_ الحمد لله رب العالمين
كان يقف خلفها و هو ينظر إلي ما فعلته كان متأثرا بما هي به يعلم أنه يخرج من قلبها باشنياق الي ارض وطنها يعلم أن مع كل خطوة ذكري لها و مع كل كمان س تتخيل أشخاص مډفنون بقلبها و لن يقدر على إبعادهم عن قلبها ابدا وجد عدد من الناس متجمهر حولهم و أحدهم يخرج هاتفه لتصويرها ليتقدم نحوه پغضب و يجذب الهاتف من يده و هو يزمجر بشراسة  
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ انت بتصور أية
حاول الشاب أن يأخذ منه الهاتف و هو يقول 
_ مشهد لطيف اوي يا استاذ حابب احتفظ بيه
ليمسك ظافر بملابسه و هو يقول پغضب  
_ و انت فاكر اني هسيبك تحتفظ بفيديو لمراتي
وقفت معتدلة و تقدمت نحوه حين استمعت الي صوته العالي يصدح بالمكان وقفت بجواره و هي تقول  
_ في اية يا ظافر
ليمسح ظافر الفيديو عن الهاتف تماما و من ثم يمد يده إليه بالهاتف و هو يقول  
_ الاستاذ صورك
صك علي أسنانه پغضب بعد أن ناوله الهاتف و رفع يده ليسدد له لكمة قوية و لكنها امسكت بيده و هي تقول سريعا  
_ لا يا ظافر عشان خاطري بلاش خلاص انت مسحت الفيديو
نظر إليها و حاول السيطرة علي نفسه حتي لا يضيع سعادتها بالعودة الي بلدها ليستغفر ربه و هو يقول بعصبية لذلك الشاب  
_ احمد ربنا اني عديتها علي كدا اقسم بالله انا جوايا ڠضب و استطاعة اخليك في المستشفى اسبوع
امسكت بيده تسحبه معها و هي تقول  
_ يلا يا ظافر عشان خاطري انا
زفر بضيق و هو يذهب معها بهدوء و لكن بداخله تغلي ب أوردته امسك بيدها يضغط عليها و هو يقول بحدة  
_ يعني من اولها اهو عصبية و بحلق عليكي ربنا يعدي اليومين دول علي خير
ضحكت بخفة و هي تقول برجاء و هي تحتضن ذراعه  
_ يارب تهدي علينا يا سيادة المقدم
الفصل الثالث و العشرون
اتجه الي المنطقة السكنية التي كانت تقطن بها سابقآ بإصرار منها حتي تري أن تجدد بناء منزلها ام لازال علي حاله مدمر محطم رفرف قلبها بسعادة و هي تجد بيتها الشامخ بكبرياء منتصب من جديد علي أرض البلد دق قلبها پعنف و هي تتجه إليه و دموعها تأخذ طريقها بمفردها تتذكر حياتها السابقة والديها و أشقائها كل سنتيمتر بهذه البلد تذكرها بذكريات طفولتها و عائلتها تستمع الي ضحكاتهم و مشاركتهم الحزن كاد قلبها أن يتوقف حتي رأت خيال شقيقها اياد يبتسم لها ب مشاغبة كما كان يفعل ابتسمت وسط دموعها و هي تعلم انها تتوهم التفتت الي ظافر بابتسامة و تعود النظر إلي الطريق و بكل خطوة تجد أحد آخر والديها و ناصر شقيقها الحبيب كم اشتاقت لهم كثيرا لتتحدث بحزن و هي تقول 
_ هو ممكن يكون في حاجة خرجت من الأنقاض دي يبقي لسة فيها ريحتهم
حاوط كتفها و هو يقول بتأثر  
_ اكيد هتبقي في حاجة موجودة
بلهفة كانت تقف أمام باب المنزل و ظافر يتحدث مع العسكري الحارس للمنزل ليفتح الباب و بالفعل فتح باب المنزل لتدلف بخطوات بطيئة مرتجفة و هي تشهق پبكاء تستنشق رائحة المنزل و تريد أن تشعر برائحتهم و دفئهم من جديد دلف خلفها ليجدها تركض بكل الاتجاهات و تدلف الي جميع الغرف تنظر داخلها ثم تخرج حتي دلفت الي الغرفة الأخيرة و ظلت بها بعض الوقت حتي نهش القلق قلبه من كون حدث لها شئ بالداخل ليدلف الي الداخل خلفها ليجدها تجلس علي الارض و حولها بعض الاشياء و الملابس بعضها ممزق و بعضها الي حد ما سليم جثي يجلس جوارها لتمسك هي ب كنزة قطنية شبابية من اللون الرمادي تستنشقها و هي تغمض عينها التي تذرف الدموع بغزارة رفعت بصرها إلي ظافر و هي تقول پبكاء  
_ اياد و ناصر وحشوني اوي يا ظافر
ضمھا يدفن رأسها بصدره و هو يستند برأسه علي رأسها ليقبل أعلاه و هو يقول بهدوء  
_ ربنا يرحمهم ادعيلهم بالرحمة يا حبيبتي
تمتمت پبكاء حاد و شهقاتها تتعالي قائلة بأسي  
_ الله يرحمهم ويغفرلهم يارب
ظلت تبكي باحضانه فترة ليست بالقليلة و هي تتمسك بالكنزة ټحتضنها بقوة وقف و هي معه يسندها حتي اجلسها علي الأريكة الموجودة بالردهة و هي تنتفض باكية و وجهها احمر للغاية و كأنها تختنق .. مسح دموعها باطراف أصابعه بحنان و هو يقول بهدوء  
_ ممكن تهدي شوية عشان وشك بقي احمر اوي
فك عنها حجابها حتي تتنفس بهدوء و ظل يربط علي خصلات شعرها حتي هدئت قليلا اخذت نفسا عميقا و زفرته علي مهل و هي تتحدث بنبرة باكية  
_ طب هما ملهمش مقاپر ازورها
ضغط علي كف يده و هو يستشعر ألم كلماتها التي اخترقت نبرته قلبه ليمسد علي وجهها بحب و هو يتحدث بهدوء  
_ بصي انا معرفش مكانهم بالظبط بس اعرف المقاپر المدفونين فيها أهل البلد هنا
لتمسك بيده بلهفة و هي تتحدث برجاء  
_ طب وديني هناك مش مهم اعرف هما فين بالظبط بس وديني
اغمض عينه بقوة و هو يضع يده خلف رأسها و جذبها الي صدره و هو يتحدث  
_ حاضر يا حبيبي
وجودها ببلدها أصبح صعب للغاية لم تتوقف عن البكاء و لو لساعة واحدة فقط تصمت لعدة دقائق ثم ټنفجر بالبكاء مرة أخري يسير بها نحو المقاپر تمسكت بذراعه بقوة حتي شعرت أن قدامها خاوية س تسقط بأي لحظة .. حاوط خصرها بذراعه بحماية و هو يسير بها حتي وصل الي هناك و وقف لا يعلم أين والديها غامت عينها و كادت أن تفقد الوعي و لكنه امسكها جيدا يحاوطها بيديه حتي لا تسقط و هو يقول بجدية  
_ ضحي لو ممسكتيش نفسك انا هاخدك و نمشي
هزت رأسها بنفي و هي تتوازن لترفع يدها الي السماء و هي تقرأ الفاتحة أغمضت عينها حين انتهت و هو كان بالفعل يقرأ معها لتهمس بخفوت  
_ وحشتوني اوي الدنيا ملهاش طعم زي الاول من غيركوا
وضعت يدها علي صدره و هي تقول بهدوء باكي  
_ ماما جوزي اهو ظافر زي ما اتمنيتي بالظبط مفيش منه اتنين ضهري و سندي في دنيا مليش فيها غيره بعد ربنا
استند رأسه علي رأسها و هو يستشعر صدق حديثها لتبكي مرة أخري و هي تقول  
_ انا عارفة انك كنتي مستني تشوفي جوزي وحشتيني أوي يا ماما و حضنك وحشني اوي
لټنهار باكية و هي تقول من بين شهقاتها  
_ انا معرفش انتوا فين بس انتوا اكيد سامعني
اڼهارت قواها و اصبحت رخوه بين يديه و هي تحثو علي ركبتيها تجبره أن تنحني جالسا خلفها يحاوطها و هو يستمع إليها تبكي بصوت مرتفع لاول مرة و لكن جرحها غائر و لازال ټنزف الډماء و هذا الچرح لن يلتئم ابدا شعرت پاختناق شديد و كأن جبل ثقيل يقع اعلي صدرها صړخت بصوت عالي و لكنه لم يشفي قلبها و لم يزيح ذلك الثقل عنه لتتنفس بأنفاس لاهثة بقوة و هي تستحضر كل طاقتها حتي أطلقت صړخة من اعماق قلبها وصلت لعڼان السماء صړخة من جدران قلبها و اعماق روحها الممزقة كانت تعلم أن اللقاء بعد ذلك مستحيل و كان يعلم أنها أن جاءت الي هنا ستتحطم الي أشلاء لذلك كان يؤخر مجيئها و لكن لا محال من الابتعاد .. ضمھا إليه أكثر و هو يربط علي رأسها لتهدئ و لكن قلبها المشتعل هو من يتحدث في حين تحدثت هي باڼهيار  
_ اللهم لا اعتراض يارب انت وحدك شاهد يارب جبلي حقهم يارب
تم نسخ الرابط