رواية سارة الفصول من الفصل العشرون الى الفصل السابع والعشرون

موقع أيام نيوز

يتذكر ذلك اليوم انها لم تذكره منذ مده حتى تكلم عنه الان .... ولكنها تذكرت تلك المكالمه وكلماته العڼيفه والقويه لتلك المرأه ....اخفضت بصرها عنه ولكنه لم يسمح لها وكأنه قرأ ما بداخلها فقال
النهارده هنخرج سوى ... واوعدك انى احكيلك النهارده كل حاجه عنى متفقين .
حركت رأسها بنعم وهى تشعر بخجل ابتسم على ذلك الخجل الذى ينوى ان يقضى عليه الان 
اقترب منها واحضتنها 
بحبك ... بحبك يا مهيره
.... الفصل الثانى والعشرون
كانت وجبه الغداء ثقيله جدا على جودى كانت تود ان تختلى بنفسها فى غرفتها تبكى وتبكى تفكر وتحلل .... كانت تشعر انها تختنق بالبطئ ... انتهت سريعا ووقفت وهى تقول بمرح مصتنع
خلاص كده السرير ينادينى ... تسلم ايدك يا نونو 
يفهم سفيان ذلك المرح المصتنع ولاحظته مهيره اما نوال فتعرف ان هذا الشيء عاده فى ابنتها فلم تعطى الموضوع اكبر من حجمه حتى لو انبئها حدثها ان هناك شيء غير عادى فى ابنتها ابتسمت لها وحركت رأسها بنعم
كانت مهيره تشعر بتغير جودى وان هناك شيء يشغل بالها ولكنها خجلت ان تسألها ... اولا هى لم يمر على بقائها اكثر من اسبوع ثانيا هى لا تعرف طبيعه جودى فخجلت من سؤالها 
نظر لها سفيان وهى سارحه وتمسك بيدها قطعه خبز امام فمها ولا تاكلها ابتسم على طلتها الذيذه تلك فاقترب من اذنها وقال
لو ماكنتش امى قاعده كنت اكلتك الى فى ايدك ده بطريقتى
اتسعت عينيها من كلماته ونظرت للسيده نوال سريعا فوجدتها لا تنظر اليهم 
فعادت بنظرها اليه وهى مقطبه الجبين وعيونها مليئه بالڠضب .وقالت بهمس 
انت .. انت قليل الادب على فكره .
ضحك بصوت عالى جعل نوال تنظر اليهم فاخفضت مهيره راسها وهى تعض على شفتها سفليه فى حرج.
فقالت نوال وهى تبتسم على ضحكه ابنها 
طيب ضحكنى معاك .
نظر لتلك الخجله بجانبه ثم عاد بنظره الى امه وغمز لها وقال 
اصل مهيره بتقول عليا قليل الادب
نظرت له مهيره وهى فارغه الفاه ثم سمعت ضحكه نوال وهى تقول 
معرفتش اربى هنقول ايه بس مقلتليش يا مهيره هو عمل ايه علشان تقوليله يا قليل الادب 
وضحكت بصوت عالى وشاركها الضحك سفيان فوقفت مهيره سريعا وركضت الى غرفتها .
نظرت
نوال الى وحيدها وربتت على يديه وقالت 
سعيده جدا انها بطلت تخاف منك .... ربنا يسعدك يا ابنى .
قبل يديها وهو يقول 
لسه الطريق طويل بس دعاكى معايا يا امى .
حين عاد حذيفه الى بيته كان يشعر بالارتباك من ذلك الحلم الذى تمنى وقتها ان يكون حقيقه ولكن بنهايه مختلفه 
لماذا عاد ذلك الاحساس كان يظن بعد زواجه من مارى ونسيانه لجودى طوال فتره زواجه وبعدها انها لم تكن حب حقيقى ... لكن من وقت ملاحظته لتحرشات حازم بها عاد تفكيره بها واقوى من الاول اصبح يحلم بها وليس فقط وهو نائم بل مستيقظ ايضا .ماذا عليه ان يفعل .... هل ستقبل به ام مازالت تراه مجرد اخ كبير تلجأ اليه حين تحتاج دعم امام سفيان ..... وان قبلت به زوج هل ستتقبل وجود أواب وبظروفه الصحيه .... تنهد بصوت عالى وعقله يسحبه لمكان اخر فى التفكير ... هل قلبها خالى من الاساس ام هناك من يسكن قلبها ويشغل عقلها
استفاق من شروده على صوت اواب وهو يقول
بابا مين دايقك 
نظر له حذيفه وابتسم وهو يقترب منه وقبل اعلى رأسه وقال 
مفيش حد مدايقنى ... انا بس مرهق شويه 
لوى أواب شفتيه فى حركه طفوليه وقال 
انا عايز اشوف جودى .
قطب حذيفه جبينه وهو ينظر لابنه بتركيز ... ثم قال 
عايز تشوف جودى ... جودى مين 
نظر له أواب نظره غريبه وقال 
جودى اخت صاحبك .... انا عايز اشوفها .
لم يندهش من تذكر أواب لجودى فهو يعرف ذاكره ابنه جيدا .... وايضا جودى تركت بصمه قويه بابنه حين كانو لديهم فهى لم تعامله كطفل بآل تعاملت معه على انه شخص ناضج وكانت تناقشه وتستمع لرأيه وتجادله 
عاد بتركيزه الى ابنه الذى كان ينتظر رده فقال له 
حاضر هبقا اسال سفيان ينفع نرحلهم امتى .
حرك أواب راسه بلا وقال 
عايز اكلمها ... هى قالتلى لو عايز تكلمنى كلمنى فى اى وقت .
قطب حذيفه جبينه وقال ... 
ماشى يا حبيبى بس انا مش معايا رقمها ... ومش عارف دلوقتى سفيان فى البيت ولا لا 
نظر أواب الى سقف الغرفه وقال 
انا معايا رقمها يا بابا .
واكمل قائلا
حتى رقمها هو............ 010
نظر له حذيفه وهو مندهش صحيح كان يعلم عن ذكائه وذاكرته ولكن لم يتخيل انه حفظ رقمها حين قالته له لقد قالته مره واحده فقط ابتسم لصغيره و اخرج هاتفه واعطاه لصغيره فنظر له أواب وعينه تخبر اباه باقتراب نفاز صبره فكتم ضحكه كادت ان تخرج منه وقال 
ملينى الرقم ... بس انت الى هتتكلم على طول .
هز الصغير رأسه بنعم دون كلمه اخرى وظهرت على وجه معالم السعاده 
كات جالسه فى منتصف سريرها تبكى بلا صوت تتذكر نظرات زملائها .. كيف كانت جارحه وقاسيه حتى نظرات صديقتها الوحيده تعلم ان زهره لم تشك بها ولا للحظه ولكن لن تنسى بحياتها نظره عينيها المشككه والحذره .
لكن حقا كانت سعيده بثقه سفيان بها ودعمه الا مشروط ... وموقف حذيفه الجاد وتصرفه السريع والحكيم 
ولكنها كلما تذكرت الصور وتذكرت تفاصيل زوجه حذيفه فستانها وقفتها وضع يدها على صدره واحاطه خصرها بيديه ... كل ذلك مؤلم مؤلم جدا ذاد نشيجها فخبئت وجهها فى وسادتها تبكى ايام مرت فى عشق لم يكن لها يوما 
تبكى سعاده بعوده يا ليتها لم تحدث 
تبكى احلام ورديه وتخيلات سعيده لن تتحققك .
وحين بدء بكائها فى الهدوء استمعت لصوت الهاتف كانت تريد تجاهل الرنين ولكن شيء ما جعلها تمسك بالهاتف وتنظر باندهاش لذلك الرقم غير المسجل .
ظلت لثوانى تنظر للرقم ثم قبلت المكالمه ووضعته على اذنها وقبل ان تتكلم سمعت صوت طفل صغير يقول 
جودى انت كويسه .
ظلت صامته لبعض الوقت ثم قالت 
أواب 
ابتسم الطفل فى سعاده وقال 
ايوه .... انت بتعيطى ليه 
اندهشت لكلماته واحساسه بها وايضا جذب انتباه الجالس امامه ارضا ينظر اليه الان بتركيز 
اجابته قائله 
حبيبى انا كويسه .
اجابه سريعا بنوع من الڠضب الطفولى قائلا
الى بېكذب بيروح الڼار .... مين زعلك
صمتت تفكر ان ذلك الطفل به نقاء وشفافية لا وصف لها اذا قول شيء من الحقيقه هنا
هو الحل الوحيد 
صح يا أواب الى بېكذب ييروح الڼار ... انا بس مكنتش عايزه ادايقك يا صاحبى ...
تكلم الصغير قائلا 
طيب يلا قوليلى مالك .
كان حذيفه يتابع حديث ابنه بتركيز واهتمام يريد الاطمئنان عليها وكان يخجل من محادثه صديقه .
حتى اتى اليه صغيره بالحل السحرى 
تنهدت جودى وقالت لاواب
حصل معايا مشكله صغييره كده فى الجامعه ... واخويا و صديق ليه حلوها .
هز الصغير رأسه بنعم وكأنها تراه ثم قال 
خلاص اتحلت متعيطيش تانى .
ضحكت جودى وهى تقول
حاضر مش هعيط تانى .... بس انت عرفت منين ان انا كنت بعيط .
قطب الصغير جبينه وهو يقول 
سمعتك. ..... سلام 
واغلق الخط سريعا دون كلمه اخرى 
ظلت جودى تنظر للهاتف باندهاش لقد قال
تم نسخ الرابط