رواية جديدة الجزء الاول
المحتويات
الفصل الأول
قبضت على تلك الخرقة جيدا وهي تلمع ذلك الزجاج بإتقان مريب وكأنها تحاول إشغال عقلها عما سيحدث اليوم كانت تنظف وتنظف بالرغم من عدم حاجة المكان لذلك ولكنها حاولت الهروب من زوبعة أفكارها ومن توقعاتها المتشائمة كالعادة ثم التفتت للخلف لتطالع تلك الفتاة التي كانت تجلس على الأريكة والتوتر يعلو وجهها بتعابير جلية وهنا تفهمت الأمر جيدا هي لم تكن تذاكر بما يكفي ليجعلها تجلس باطمئنان ولكنها لا يجب أن تحمل أي أعباء أموال عائلتها تكفي لتكمل تعليمها في أي جامعة تختارها أما هي فستجبر على الالتحاق بدراسة ما يحدده مجموعها بالثانوية!
ما تركزي في اللي إنت بتعمليه مش ناقصة دلع !
أطرقت مغفرة رأسها للأسفل وأكملت تنظيفها بهدوء قائلة بنبرة عادية وكأنها معتادة على هذا التوبيخ يوميا
أمرك يا آمنة هانم.
وفجأة انتفض جسد مغفرة عندما هبت تلك الفتاة واقفة كمن لدغه عقرب وصاحت بارتباك ملحوظ
ظهرت يا ماما ظهرت.
اقتربت آمنة من الأريكة لتجلس وهي تهتف ببرود ملتقطة تلك المجلة الخاصة بأحدث صيحات الموضة لتتابعها
عضت كنوز على شفتيها بتوتر ودمدمت بتهكم
مش لما أضمن إني هنجح الأول.
تسمرت مغفرة بمكانها ما إن استمعت لكلماتها ازدردت ريقها بصعوبة والتقطت هاتفها من جيبها بكف مرتجف وحاولت فتح موقع النتيجة الخاصة بالثانوية العامة مثلما تفعل تلك الفتاة الأخرى وكالعادة من كل عام كان الموقع ثقيل بصورة لا تطاق لذا تركت الهاتف على الطاولة بعدما شعرت بتسارع دقات قلبها وبعدم قدرتها على الوقوف أساسا تذرافت دموعها وهمست بنبرة خاڤتة غير مسموعة
وظلت تحاول مع الموقع هي وكنوز لمدة ساعة حتى استطاعت بالفعل إدخال رقم جلوسها ليظهر ما لم تكن تتوقعه أبدا!
سالت عبراتها وللأسف ليس فرحا وفجأة تذكرت كل إرهاق وتعب المذاكرة الذي عانت منه لمدة عام كامل وفي النهاية لا شيء.
كان مجموعها لا يؤهلها لكلية الإعلام التي ظلت تحلم بها طوال عمرها كل ما كانت تخطط له هرب منها هرب منها حلمها هرب منها كل ما كانت تتمناه من الحياة!
ترنحت في وقفتها ووقع الهاتف من بين يديها وأصبحت الرؤية مشوشة أمامها دقات قلبها تتسارع وتتسارع تشعر وكأن روحها تنسحب من جسدها أطبقت جفنيها وتركت نفسها استسلمت لرغبتها في الهروب من الواقع ووقعت فاقدة للوعي على الأرضية الباردة لتصدر وقتها صړخة مفزعة من كنوز وهي تقول
شكلك بالقميص دة يقرف .
قالتها تلك المرأة العجوز وهي تقترب بكرسيها المتحرك ويعلو وجهها تلك الملامح المشمئزة من ابنها الوحيد كالعادة!
شعر بالاضطراب من كلمات والدته القاسېة وأصابته خيبة أمل مما كان يرتديه بالرغم من ثقته التي كانت عالية به وجشأت نفسه ما إن أكملت حديثها قائلة بامتعاض
وجسمك رفع أوي بقيت معصعص .
أطرق رأسه وهو يخشى النظر في عينيها كالعادة ثم تحرك بخطوات متئدة ناحية باب غرفته ليخرج منها ولكنها أوقفته صائحة بسخط
ولد يا ساجي أنا مش بكلمك
رد عليها بجمود وهو يتجنب النظر في عينيها
هتلاقي الدوا على السفرة جمب الأكل متنسيش تاخديه بعد ما تتغدي.
خرج من البيت بأقصى سرعة وهو يتنفس بعمق وكأن روحه عادت لجسده مجددا وصعد لسيارته بعدما تأكد من وجود حاسوبه بداخلها ثم فتحه ليتطلع على أخر أخبار ضحيته الجديدة ولكنه لم يجد ما كان يريده كانت بعملها فقط لا غير ولا يوجد أخبار مهمة عنها سوى تركها لحبيبها وهناك عراك دار بينها وبين صديقتها بسبب خيانتها لها مع معشوقها زفر بملل وهمس بصوت أجش
كلها ساعتين وتروح من الشغل أكون وقتها عديت على عدي واتغديت معاه .
فتحت عينيها ببطيء بعدما تناثرت المياه على وجهها ووقتها لم تستطع السيطرة على دموعها التي انهمرت بلا توقف على كلا وجنتيها اعتدلت في جلستها بصعوبة ولم تنتبه حتى لوجود أي أحد في الغرفة فقط حاولت استيعاب تلك الفكرة كل أحلامها التي ظلت طوال حياتها تحلم بها اختفت تنفست بعمق وهي تضع كفها الرقيق على موضع قلبها لتتأوه وقتها پألم حقيقي تشعر وكأن الحياة أصبحت سوداوية أحلامها تطايرت من نسمات الهواء وفجأة انتشلها من زوبعة أفكارها صوت والدتها العال والذي تحدث بلا اهتمام
ما خلاص يا ختي ھتموتي نفسك عشان الثانوية العامة.
تهاوت عبراتها الحارة لتلهب وجنتيها وفجأة رأت بجانبها الجد عبد الجواد الرجل الوحيد الذي يعنيه أمرها في ذلك المكان ربت بحنانه المعهود وحاډثها بمزاح حتى يخفف من حدة الموقف
متزعليش نفسك يا حبيبتي وبعدين ما أدي كنوز أهي شايلة مادتين وزي الفل مفيهاش حاجة.
احتجت كنوز وقتها بتأفف قائلة
متابعة القراءة