رواية نوفيلا 50 الفصول من الاول للخامس بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الأولية. عاد بعد قليل ليجدها كما تركها جالسة على الأريكة معيدة رأسها إلى الخلف مغمضة العينان وهي تضغط على شفتها السفلى پألم فتحت زرقاويتاها اللامعتين بالدموع تزامنا مع جلوس الآخر أرضا ليبدأ بتضميد جرحها.
إيه الي انتا بتعملو م.. قاطعها الآخر متمتما ببرود دون أن يرفع عيناه نحوها أشششش 
انا مش عاوزة اتعبك. تمتمت بصوت وهن إثر الألم أنهى عمله ليردف قائلا ببرود وهو يتجه نحو الأعلى إطلعي إرتاحي بأوضتك وانا هكلم عمتو سلوى تبعت وحدة من الخدم تجي تنظف المطبخ وتعمل العشاء.
أكمل جملته ليتجه نحو الأعلى وهو يلعن خوفه عليها الذي أصابه لوهلة فمنذ متى أصبحت تعني له كي يخشى عليها...!
ولكن هل هي فعلا لا تعني له...
لتتجه هي الأخرى نحو الأعلى وهي تسير بصعوبة بسبب ذلك الشاش الطبي الملتف حول قدمها....
بعد مرور أسبوع. .
فتحت رهف عينيها الناعستين وابتسامة رقيقة تزين كرزيتيها..
فاليوم ليس بيوم عادي بالنسبة لها بل هو يوم مميز.
مميز جدا...
نعم انه عيد مولدها ال 25..
احتلت موجة من الحزن زرقة عيناها المشابهة بلون البحر العميق في زرقتهم حين تذكرت أنها لم تحتفل بعيد ميلادها قط من قبل وهذا يعود إلى ۏفاة والدتها فقد توفت والدتها حين انجبتها لأنها كانت تعاني من مشكلة صحية في قلبها والأطباء قد حذروها من الانجاب لكنها حين اكتشفت أنها حامل برهف رفضت رفضا قاطعا إجهاض الجنين واصرت على انجابها اياه لهذه الحياة ولو كان الثمن هو حياتها وقد كان فعلا.
فما ان أنجبت رهف حتى ټوفيت بذات اليوم...
استفاقت من شرودها اثر تلك الدمعة الخائڼة التي انسكبت على وجنتها لتمسحها سريعا...
عاودت الابتسام بإشراق حين وقعت عيناها على تلك الصغيرة المشاغبة تسنيم والتي اضحت تحبها حبا جما وكأنها ابنتها الحقيقية. ..
إنحنت إلى مستوى الصغيرة مقبلة جبينها بحب ثم ابعدت الغطاء عن جسدها متجهة نحوا الحمام مستعدة لبداية يومها بنشاط على غير عادتها...
فاليوم هو يوم حافل بالنسبة لها...
فبالإضافة إلى انه عيد ميلادها هو عيد ميلاد لين ابنت ياسين و اسيل والتي ستتم عامها الأول اليوم لذا فهم سيجتمعون جميعا بفيلة ياسين كي يحتفلون معهم...
خرجت بعد قليل من الحمام بعد أن غسلت وجهها وتوضت لتأدية فرضها وحين انتهت منه اتجهت صوب المرآة لتقوم بتصفيف شعرها وتسريحه بهيئة جديلة جميلة...
جلست بعد ذلك على أحد المقاعد إلى جانب مكتبها الصغير لتخرج من درج المكتب دفتر وردي مكتوب أعلاه بخط أبيض.. مذكراتي...
فتحته على أحد الصفحات ثم بدأت تكتب عليه باللغة الفصحى التي تعشقها 
..
مرحبا مجددا بالطبع انتم تعرفوني جيدا انا رهف تلك الفتاة ذات القدر المأساوي. 
امم حسنا ليس بعد الآن فأنا لا أريد أن أكون فتاة مأساوية بعد اليوم. 
أتعلمون اليوم هو عيد ميلادي ال 25.
لتبتسم بسخرية ثم أكملت. .. عيد ميلادي الذي لم أحتفل به أبدا...
ففي مثل هذا اليوم قد ټوفيت والدتي.
وذاك القاسې كان دائما ما يخبرني أنني السبب في ۏفاتها.
ثم كتبت بين قوسين والدي
اتساءل حقا كيف استطاعت والدتي التعايش مع شخص قاسې مثله...
حسنا لابأس لقد كتبت اليوم في هذا الدفتر كي أخبركم ب شيء مهم ألاا وهو أنني ساطوي صفحة احزاني تلك وسأبدء صفحة أخرى في حياتي صفحة مفعمة ب السعادة...
كتبت جملتها الأخيرة ثم وضعت نقطة بعدها دلالة على انتهاء احزانها.
ولكن هل قد انتهت أحزانها حقا ام أنها توهم نفسها بذلك فقط كي تستطيع إكمال حياتها بشكل جيد 
وبعد أن أنهت جملتها مسكت احدى الصفحات الفارغة ثم قامت بطويها كي تكون فاصلة بين حزنها وسعادتها ثم بدأت تكتب على صفحة بيضاء أخرى وابتسامة أمل شقت وجهها..
مرحبا أيتها السعادة سنكون رفقاء من اليوم فصاعدا...
أنهت جملتها الطفولية تلك بضحكة مرحة....
لتكمل الكتابة.. انا رهف تلك الفتاة القوية. حسنا انا ضعيفة ولكنني احاول ان اكون قوية لأجل أن أثبت نفسي اولا وكي أحصل على قلب زوجي وحبيبي جاسر ثانيا....
أنهت كتابتها لتغلق الدفتر معيدة اياه إلى مكانه ثم توجهت نحو تسنيم كي توقظها.........
بعد أربع سعات..
انتهت رهف من تجهيز نفسها كي يتجهون إلى فيلا ياسين...
نظرت إلى نفسها في المرآة برضى.
فهي حقا كانت جميلة بفستانها الازرق الملائم مع زرقة عيناها وخصلاتها الناعمة المفرودة على ظهرها وكتفيها بحرية...
ابتسمت باتساع وهي تلقي لانعكاسها
تم نسخ الرابط