رواية جديدة جامدة الفصول من الواحد وعشرون للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
و قبلت باطنه بحب بالغ ثم قالت
ذرة حب إيه بس اللى ف قلبى... أنا قلبى كله ملكك.. بينبض باسمك من أول لحظة عينى شافتك فيها..انت خطفته من زمان أوى من قبل حتى ما أنا أدخل قلبك..
بحبك يا يزيد.
زادت ابتسامته الهائمة اتساعا و رفرف قلبه بصدره من السعادة فكم انتظر أن يسمع منها تلك الكلمات التى أثلجت صدره المتوهج بنيران العشق و زلزلت كيانه من فرط الحب... جذبها إلى أحضانه و أطبق عليها بذراعيه بقوة و هو يقول بصوت أجش
اتسعت ابتسامتها أكثر و شددت من قبضة ذراعيها على عنقه و هى فى أقصى درجة من السعادة و الهيام.
نتكلم فى المهم بقى!
أومأت بابتسامة دون رد فأردف بجدية
أنا كلمت واحد صاحبى حجزلنا تذكرتين ف القطر اللى هيطلع من رمسيس الساعة واحدة الصبح...و دلوقتى الساعة ستة..يعنى يادوب نجهز الشنطة اللى هناخدها معانا و فى الطريق هتكلم معاكى فى شوية حاجات تخلى بالك منها و احنا هناك و هكلمك على الأكل اللى بناكله و عادتنا و تقاليدنا...علشان مش عايز حد ياخد عليكى غلطة بالذات سمر...لأن بما إنك غريمتها فهى أكيد هتركز مع كل تصرفاتك.
أوكى...ربنا يستر.
طيب يلا نقوم بقى نشوف هناخد إيه معانا.
فى تمام الواحدة صباحا كان كل منهما يجلس بمقعده بالعربة المكيفة من القطار و بدأ يزيد فى سرد تفاصيل عاداتهم فى الطعام و الشراب و المعيشة بشكل عام و راح يخبرها بأسماء أفراد أسرته و أوصاها بحسن التعامل معهم حتى تكسب محبتهم و أن تطيع والدته فى كل كبيرة و صغيرة و تدخل معها المطبخ لكى تتعلم منها فنون الطهى على الطريقة الصعيدية.
كان الجميع فى انتظاره بالمنزل و من ضمنهم سمر يظنون أنه قد أتى بمفرده هو وحده فهم ليسوا على علم بزواجه من أخرى.
ألقى عليهم السلام و تقدم من والدته و انكب على يدها يقبلها بشوق بالغ و يحتضنها و هى تربت على ظهره و هى تحمد الله على عودته بعد مدة طويلة من الغياب.
احتضن زيدان و سلم على زينب و سمر و جميعهم فى انتظار معرفة هوية تلك الفتاة التى قد أتت معه.
طبعا انتو مستنيين تعرفوا مين البنتة دى...دى تبجى أثير مرتى.
شهقت سمر بخفوت و كممت فمها بيدها حتى تكتم بكائها و لم تقل زينب و لا الحاجة بهية عنها صدمة بينما زيدان اندفع قائلا بحدة
واه...مرتك!..و من ورانا يا يزيد...خلاص عدمت ناسك عشان تعمل العملة دى من غير ما تخبرنا.
متجوليش اكده ياخوى...أنى من غيركم مسواش حاچة..بس الموضوع ده يطول شرحه و إحنا چايين تعبانين من السفر و السهر...
بينما سمر
ظلت تتمعن بملامح أثير و ملبسها فكانت عكس توقعاتها تماما..فقد كانت تظن أن من تستطع الإيقاع به و الحصول على قلبه لا بد أن تكون قمة فى الجمال و الأناقة كما ترى بنات العاصمة فى التلفاز.
و لكن جمال أثير المتواضع بالنسبة لجمالها أعطاها دفعة لإكمال خطبتها من يزيد و العدول عن قرارها السابق حتى تريه كم أنه مخطئ أن فضلها عليها رغم أنها تفوقها جمالا.
فاقت من شرودها على كلمته الأخيرة فأقبلت عليه تسأله بعينين مغرورقتين بالدموع و هى تقول بحزن بالغ
طاب و أنى يا يزيد!..انت...
قاطعها قائلا بحدة
سمر...انتى الوحيدة اللى عارفة إنى هتچوز غيرك و وافجتى و جولتى أنى راضية...يعنى انتى بالذات متتحدتيش واصل معاى ف الموضوع ده.
نظرت لأثير بكره و إزدراء قائلة بغل
و هى دى الغندورة اللى لافت عليك و ميلت عجلك إو خدتك منى...دا أنى حتى أچمل منيها بكتير يا واد عمى.
انتفخت أوداجه من الڠضب صارخا بها بحدة
سمر...الزمى حدودك و انتى بتتحدتى عنيها...احنا مش هنبتدوها غيرة و جلة حيا...احترامها من احترامى و نفس الحديت امعاكى...افهمتى و لا أجول قمان!
أطرقت رأسها بوجل و صدرها يشتعل من الغيرة و الحقد على تلك الأثير.
بينما أثير تتابع المشهد بجسد مرتجف و عينين زائغتين من هول ما سمعت من شقيقه و خطيبته و لكن دفاعه عنها و قوة شخصيته فى مواجهتهم طمأنها قليلا.
جذبها يزيد من كفها برفق باتجاه والدته و قال لها بأمر
سلمى على أمى يا أثير...الحاچة بهية ست سكرة و هتعاملك كأنك بتها و أكتر...مش إكده يا أماى!
أجابته بابتسامة مريحة
أومال يا ولدى...أى حاچة من ريحتك تبجى كانها حتة منى...تعالى يا بتى ف حضنى..حمد الله على سلامتك...
أخذت تقبلها و تربت على ظهرها بحنان بالغ فقد اخترقت قلبها بسهولة نظرا لطيبة قلبها التى تنعكس على براءة ملامحها كما أن الحاجة بهية بكلماتها الحانية قد دخلت قلب أثير و أحبتها سريعا و كأنها أمها التى ربتها.
قالت الحاجة بهية بعدما أجلست أثير بجوارها بالأريكة
تعالى يا زينب سلمى على...ألا اعذرينى يا بتى نسيت اسمك.
أثير يا طنط.
واه...طنط مين يا بتى.
أسرع يزيد يصحح لها
أثير انتى نسيتى و لا إيه!..اسمها ماما.
اه سورى يا ماما.
أغمض عينيه و هو يصتك فكيه من الغيظ من طريقة كلامها التى حذرها منها مرارا و تكرارا أثناء طريقهما فى القطار و اخذ يسب و يلعن غبائها ثم قال بسره
سورى يا أثير!..سورى..يا سنة سوخة يا ولااا...صبرك بس لما أتلايم عليكى و استفرد بيكى
ضحكت الحاجة بهية على رقتها فى الحديث و لاحظت رد فعل يزيد فقالت له بابتسامة مريحة
سيبها يا ولدى تتحدت كيف ما بتتحدت أنى خابرة زين إنها معتعرفش تتحدت زيينا... و بعدين أنى بفهم الحديت الأچنبى ده من المسلسلات اللى عنسمعوها فى التلافازيون..
ثم عادت بحديثها لأثير و قالت لها بحنان
جومى يا بتى غيرى خلاجاتك دى عشان تفطروا...اتلاجيكم يا حبة عينى على لحم بطنكم امن امبارح.
قال يزيد
جومى امعاى يا أثير نروحو الجوضة ابتاعتى.
حاضر...
أخذها من كفها و اخذ الحقيبة و سار بها إلى غرفته و دخلا و أغلق الغرفة خلفهما تحت نظرات سمر الساخطة.
ما إن دخلا الغرفة حتى ارتمت جالسة على الفراش پعنف و هى تقول پغضب
عاجبك كلام خطيبتك دا و نظرات التكبر اللى كانت فى عنيها...علشان هى أحلى منى يعنى تقوم تحرجنى قدامكم
متابعة القراءة