رواية جديدة جامدة الفصول من الواحد وعشرون للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
دون رد فقد خارت قواه و لم يعد لديه طاقة على الحديث.
مكثا معهم بعض الوقت ثم انصرفا إلى شقتهما بعدما أخبرهما فادى بانتقالهما للإقامة بشقة والده و أعطاهما العنوان حتى يتثنى لهما زيارتهم فى المستقبل القريب.
غادر زايد شقة يزيد عازما على زيارة محمد فى المكتبة حتى يبارك له الخطبة من باب المجاملة فقط لا أكثر و دعى الله كثيرا فى نفسه ألا يرى ليلى و إلا حتما سينكشف أمر غيرته منه إن رآهما معا.
هم ليعتذر لها و لكنه فوجئ بأنها هى من اصطدم بها فجحظت عيناه و ألجم لسانه فبدأت هى الحديث قائلة بحياء
احم...و لا يهمك يا أستاذ زايد...كويس إنها جات فيا أنا...أبقى خد بالك و انت ماشى لتخبط فى عربية لا قدر الله.
احم...أنا آسف جدا يا ليلى...احم..أنا..أنا كنت رايح لمحمد علشان أباركلكم على..على الخطوبة.
الله يبارك فيك...عقبالك.
قطب جبينه باستغراب من حالة الوجوم التى أصابتها ثم سألها باندهاش
مالك يا ليلى...شكلك مش مبسوطة.
اغرورقت عيناها بالدموع و أجابته بأسى
و الله يا أستاذ زايد أنا مش عارفة أدعيلك على المعروف اللى انت عملته معايا و لا سامحنى يعنى أدعى عليك علشان انت السبب فى معرفتى بمحمد و الخطوبة اللى تمت دى.
فرت دمعة من إحدى عينيها دون أن تشعر و أجابته پقهر دفين
ما هو بالنسبة لأمى و أخويا فتحى عريس لقطة بالذات لما قالهم اللى مش هتقدروا تجيبوه ف الجهاز هجيبه أنا...ڠصبو عليا و مكانش قدامى غير انى أوافق.
انفطر قلبه لحالتها المذرية و شعر حينها أنه من أخطأ فى حقها حين أرجأ أمر خطبته لها و آثر صديقه على نفسه..و لكن لو يعلم أنها أجبرت على ذلك لضړب بصداقته عرض الحائط و بادر هو حتى لو خسر صديقه.
انا مش عارف أقولك ايه...بس احنا واقفين ف الشارع و الموضوع دا عايز كلام كتير و مينفعش وقفتنا دى مع بعض...أنا عايز أساعدك يا ليلى...بس..بس اصبرى بس لما ألاقى طريقة أعرف أتكلم معاكى بيها و أفهم بالظبط سبب رفضك و أنا ان شاء الله هعمل اللى هقدر عليه.
أجابته بابتسامة باهتة و رمقته بنظرة ذات مغذى قائلة بغموض
قطب جبينه باستغراب و ضيق عينيه باستفهام قائلا
انتى قصدك إيه!..مش فاهم.
هزت رأسها بيأس قائلة
و لا حاجة..عن إذنك.
فرت من أمامه سريعا و هو ينظر فى أثرها فاغر الفاه بذهول...ترى ماذا تقصد!..هل تقصد أنها انتظرتنى لأكون زوجا لها قبل أن يفعلها محمد!
ما إن وصل تفكيره لتلك النقطة حتى بدأ يعض على أنامله من الندم و يسب نفسه و يجلد ذاته أن أهدر حبيبته التى منعها حياؤها بالبوح له بمشاعرها و تركها ليفوز بها غيره.
فى شقة يزيد...
تناولا وجبة خفيفة على العشاء و طلب منها أن تعد لهما كوبين من الشاى قبل أن يبدئا سهرتيهما فى التخطيط للأيام القادمة و رسم الخط الذى سيسيران عليه سويا فى المستقبل.
أعدت الشاى و جلست بجواره بالفراش و ما أن أخذ رشفة من الشاى حتى أغمض عينيه باستمتاع قائلا
امممممم...دا انتى بقيتى شطورة أهو و بتعرفى تعملى شاى مظبوط..
تلميذتك يا باشا...
عقبال الطبخ بقى يا رب.
ضحكت بصخب ثم أردفت بتهكم
أنا عايزة كورسات علشان أتعلم الطبخ...دا طلع موضوع كبير و عايز تركيز.
أنا وراكى لحد ما تتعلمى... أه مش عايزين نشمت فينا حد لما ننزل نعيش ف البلد.
تجهمت ملامحها بغتة و أطرقت رأسها بحزن لبرهة ثم نظرت له قائلة بجدية
يزيد أنا لسة عند اتفاقى معاك يوم كتب الكتاب...أنا قولتلك أول ما برائتى تظهر...احم...نتطلق.. و انت شوف حياتك مع بنت عمك و سيبنى أنا أكمل مشوارى بالفلوس اللى معايا..أنا مش هقدر أكمل معاك و فى واحدة تانية هتشاركنى فيك...و بعدين...و بعدين هى أولى بيك لانها بنت عمك و مش هينفع تفسخ خطوبتك منها.
طالعها بوجوم...و سكت لوهلة ينظر لها بعتاب ثم قال بشجن
انتى عايزة توصلى لإيه يا أثير!.. انتى عايزة تقوليلى إن سمر هى الجسر اللى بينا و لو قطعت الجسر دا... هتكملى معايا... يعنى هو دا شرطك!
أجابته باندفاع
لا طبعا دا مش شرط... بالعكس أنا مش عايزة أكون سبب فى مشاكل انت فى غنى عنها... أنا بقولك كدا علشان مصلحتك انت مش مصلحتى أنا.. خطيبتك ملهاش ذنب فى علاقتنا دى.
اصتك أسنانه بغيظ من تفكيرها العقيم مردفا بنفاذ صبر
مشاكلى أنا هعرف أحلها.. و يا ريت بقى تبطلى تفكرى ف غيرك... و تفكرى ف نفسك شوية...
سكت لوهلة يناظرها بحب ثم أردف بنبرة عاشقة بعدما لثم باطن يدها بعشق جارف
أنا بحبك فوق ما تتصوري... و استحالة أتخلى عنك أو أسيبك لأى سبب... بالذات لما يكون سبب تافه زى اللى قولتيه.
طالعته بحيرة ثم قالت بحدة طفيفة
يزيد انت هتتجوزنا احنا الاتنين ازاى... هنعيش كدا ازاى!.. مش قادرة أتخيل.
مسد على شعرها بحنان و أردف بنبرة هادئة
ممكن نخلى السؤال دا لوقته و منفكرش ف أى حاجة غير إننا أخيرا هنعيش مع بعض و احنا مرتاحين و مش خايفين من أى حاجة!..
و الله حتة اننا هنعيش مرتاحين دى أنا شاكة فيها.
زفر پعنف بعدما أصابه الضجر من جدالها ثم أجابها بحدة
متنسيش إن شغلى هنا... يعنى هنعيش أنا و انتى هنا.. و هنزلها هى ف الأجازات... يعنى لا انتى هتشوفيها و لاهى هتشوفك.
امتعضت ملامحها پقهر دفين و أردفت بأسى
بس إحساس صعب أوى يا يزيد لما أكون أنا هنا و عارفة انك نايم فى حضنها هناك..
انتفض من جلسته پغضب و احتدت نبرته بانفعال و صاح بها
يوووه بقى... ما اللى هيسرى عليكى هيسير عليها هى كمان.. أعمل إيه يعنى... نصيبى كدا و يا ريت ينفع أغيره مكنتش اتأخرت.. بس مش هينفع أكسر كلمة أخويا و أضيع هيبته وسط البلد.
اغرورقت عيناها بالدموع و هى تناظره بحزن عميق فزفر بنفاذ صبر و رق قلبه لها و عاد ليجلس بجوارها مرة أخرى و أحاط وجهها بكفيه و هو يقول بحنان
حبيبتى أنا هكون معاها بجسمى بس و سايب قلبى و روحى معاكى انتى.. أثير لو ليا ف قلبك ذرة حب ساعدينى و متصعبيش الأمور عليا.
قبضت بكفيها على كفيه و قربت احدهما من فمها
متابعة القراءة