رواية جديدة جامدة الفصول من الواحد وعشرون للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
ترد عليه و تدخل معه فى جدال لا ينتهى.
بحث بالقصر و بمحيطه بالشركة بشقة فادى و حتى دار الأيتام لم ينساها و بحث عنها هناك...و لكن بلا جدوى.
استمر على هذا الحال قرابة الشهرين حتى أنه استعان بزملائه بالمباحث و ترك بياناتها عندهم و صورة لبطاقتها الشخصية بمعظم المصالح الحكومية حتى إذا قامت بإستخراج أى إوراق رسمية يخبروه فى الحال و بهذه الطريقة يسهل العثور عليها...و لكن أيضا بلا جدوى.
يجلس كعادته الأخيرة بالفراش بعدما أنهى عمالته و حصل على الإجازة الشهرية و كان ذلك أول يوم فيها يجلس مهموم الملامح مثقل القلب و وهج الشوق ينهش بصدره بلا شفقة فدخل عليه زايد و بيده كوبين من مشروب ساخن و هو يقول بنبرة مرحة
حانت منه ابتسامة جانبية على ذكر اسم ذلك المشروب فقد تذكر غيرتها حين رأت تلك الموظفة و غنجها عليه و هى تعطيه كوب الموكا و إغاطته لها و هو يقول لهابتحبى الموكا!
انتبه على هزة بسيطة من يد شقيقه و هو يقول
ايييه يا عم..روحت فين
أنا معاك أهو يا زيزو.
زاغت عيناه فى الفراغ و هو يستمع لأخيه و عندما انتهى أجابه بملامح بائسة و نبرة أليمة
امتعضت ملامح زايد بأسف ثم استرسل قائلا
اعذرها يا يزيد... سمر قدرت تمحى ثقتها بنفسها حسستها إنك تستاهل واحدة أحسن منها فى الشكل دا غير انها خاڤت من مستقبل جوازها منك و سمر على ذمتك... سمر عرفت تلعبها صح.
و خلاص اتنيلت سيبت سمر... ليه تختفى بالشكل دا... طاب كانت تاخد هدنة تهدى و تفكر و بعدين ترجع تانى... كانت تسألنى أنا شايفها ازاى و ممكن أعمل ايه علشان نفضل مع بعض لآخر العمر...لكن دى مشيت و مفكرتش حتى تطمني عليها و لو مرة واحدة... خدت فى وشها و مشيت و مبصتش وراها و لو بصة واحدة... عمرى ما كنت أصدق أنها تعمل معايا كدا.
ربت على كتفه بمواساة و هو يقول
مالكمش نصيب فى بعض يا يزيد... محدش عارف الخير فين.
زفر پعنف و هو يمسح على رأسه و وجهه و يستغفر ربه فغير زايد مجرى الحديث قائلا بمزاح
عجبك كدا يا ولد الوزير... أهى الموكا بردت.
اشرب ياض... بردو هشرب دمك وراها...
ضحك الأخوان و تناولا المشروب فى حالة من الصمت إلى أن قطعه رنين هاتف زايد برقم صديقه ماجد ففتح الخط و أجابه بتوجس
ألو..ماجد حبيبى..
زايد الحق ليلى بسرعة...محمد زعقلها و ضربها بالقلم قدام الطلبة و هى شتمته و رمتله الدبلة ف وشه و مشيت مڼهارة... أنا خاېف ل فتحى أخوها دا يعمل فيها حاجة.. خاصة انك قولتلى قبل كدا إنه محذرها تتعامل معاه بطريقة وحشة او تحسسه انها مش عايزاه.
انتفض من مكانه مذعورا و هو يقول پغضب
طاب و سى زفت دا يضربها ليه قدام الناس...مش من حقه يضربها أصلا.
أنا كنت بصور ورق و سمعت إنه شافها بتبتسم لطالب كان بيشترى كتاب فقوم الدنيا و مقعدهاس و اتعصب عليها و ضربها..
ابن ال... ازاى يسوأ سمعتها كدا وسط الناس و يسمحلهم يتكلمو عليها...منه لله...هو أصلا ميستاهلش شعرة منها.
يبنى روحلها البيت قبل ما أخوها يعمل فيها حاجة هو بيحترمك و أكيد هيعملك حساب و هتعرف تهدى الدنيا.
طيب...اقفل يا ماجد..انا رايح حالا..سلام
اغلق الخط و نظر لأخيه بملامح متوترة و هو يقول
معليش بقى يا يزيد انا همشى..انت سمعت اللى حصل.
استنى ياض أنا جاى معاك..يمكن يكون آن الأوان و واحد فينا يتنصف مع اللى بيحبها.
رد عليه بعدم اكتراث
مش وقته الكلام دا خالص...أخلصها بس من المشكلة دى و بعدين ربنا يحلها من عنده.
نهض يزيد باتجاه خزانة الملابس و هو يقول
هغير هدومى ف ثوانى و نمشى مع بعض.
ماشى هستناك برا.