رواية حديدة تحفة الفصول من الثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفقدان
أفاقت على صوت رنين الهاتف معلنا أتصال كريم
أجابته بوهن
فأجابها قائلاأنا روحت أتكلمت مع عمر النهاردة
بس مال صوتك
ياقوتأسامة فى أوضة العمليات
حالته صعبة أوى يا كريم
أجابها بقلقأسامة مين
ياقوتهو يا كريم
أنا خاېفة أوى
كريمأنا مش فاهم حاجة تعرفى أسامة منين
كمان فى أوضة العمليات ليه
للحظة أود يبكى
فالأشياء الجميلة لا تمحى بالقبيح مثلما يقال
فالصديق يظل صديق ولو حتى فى الخفاء
نغضب أحيانا نتكلم ببغض
ولكن ما فى القلب لا يتحول
تذكر فى ذلك الوقت أيام صداقتهم الحمېمة وكيف كانوا كالأخوة
فرت دمعة من مقلتيه ثم أردفقوليلى عنوان المستشفى
فك ذلك الرباط المحاط بعينها قائلا بسعادةقوليلى رأيك بقى فى المفاجأة
ظلت تتلفت فى أرجاء المكان
ثم أتجهت إليه محتضنه قائلة بسعادةبحبك يا حمزة بحبك أوى
أنا فعلا كان نفسى يبقى عندى مرسم أخرج فيه كل طاقتى
أنت أجمل هدية من ربنا
أنت عوض عن سنين كلها هم
أجابها بإبتسامةمن النهاردة أنت عليكى تحلمى وأنا عليا أحقق حلمك
حمزةلا يا صبا خلاص أنت بقيتى كويسة
أنا حقيقى أنا جوزك اللى هيفضل طول العمر معاك فى كل خطوة من خطوات حياتك أنا فيها
أيدى فى أيدك لآخر العمر
صباكنت دايما بخاف من الأيام
كنت بخاف من الناس والدنيا
كل الخۏف اللى فى قلبى بوجدك بقى أطمئنان وحب
حمزة ولسه الأيام اللى جاية مخبيالنا كل حاجة حلوة
يمكن الحلو بيجى متأخر بس ده عشان نحس بطعمه
عشان نحمد ربنا لآننا جربنا الۏحش
هنعرف قيمة الحلو لآننا شوفنا عذاب الۏحش
هنعرف نستمتع بكل خطوة فى حياتنا لآننا عرفنا قيمة الناس اللى فيها
هنتعود نمسك فى أيد اللى بنحبهم
عرفنا إننا ممكن نشوف المۏت وإحنا عايشين
عشان كده هنتمسك بالحياة واللى فيها
عشان روحنا تفضل مع روحنا
قال تلك الكلمة مشاورا عليها
أدركت أن ذاك الصبر لم يكن هبأ
فمثلما يقال رب ضارة نافعة
لا إله إلا الله
اليقين من الحب متاح للقلوب المغرمة
طيف الحب يأتى بين طيات الغرام طالبا الوصول إلى القلب
قلب وسط كل هؤلاء القلوب
والعجيب أن السهم مدرك دائما طريقه
إلى قلب واحد فقط
يسير پعنف من يراه للوهلة الأولى يظن إنه سيدخل فى معركة قتال جامح
ولا يظن أن مقصده الغرام
وأخيرا يصل إلى القلب الآخر
ويدلف برقة شديدة متناقضة مع عڼف البداية
فليتنا نرى لين تلك السهام قبل قسۏتها...
وقف بإبتسامة يستعد للقاء
ما أجمل تلك الكلمة على قلبه
فاليوم يوم المعركة الحاسمة
يوم تواجهه مع من دق القلب إلى چنونها
أيقن أنه حطم قلبه قبل قلبها
أرتدى ملابسه الرياضية وقام بالخروج إلى الساحة مستعد إلى لقاءها
أما عنها فالأشتياق هو الذى أمسك بها وجعلها تأتى إلى هنا مرغمة
لا تريد المسامحة
لكنها في ذات الوقت تريد أطفاء نيران القلب
حتى وإن كان ببرودة قلبه هو
أقسمت أن ذاك القلب سيعشق فى الخفاء
استعدت هى الأخرى وقامت بالخروج
القلب فقد توازن نبضاته فقط من رؤيته
القلب يخون صاحبه ويسدد السهام الرقيقة
ماذا تفعل الآن بعدما عقدت معاهدة مع قلبها بتصويب السهام الحاړقة
وقفت أمامه بتشتت جامح
وقف الآخر ناظرا إلى عيونها
دقت الساعة ببدأ المنافسة
ولكن تركيزهم الآن فى تسديد واستقبال السهام
ظللت أقول لقلبى أن ينسى تلك الجميلة
أجابنى پبكاء فهل ينسى الأب ابنته
نعم منذ أول لقاء فقلبى أصبح إليك الأب
وأنت أصبحتى الابنة التى تعلم والدها الجنون
تشتت إجابتى حبيبتى كيف أجيب عليه وهو من أتى بالبراهين المقنعة بلباقة قلب بات فى الغرام مقاتل
نعتنى قلبى بالأحمق لتركك
فأترجى إليك الآن لا ترحلى لا تترك قلب أقسم بألا يقع إلا فى غرامك
رحيلك ثقيل على قلبى
معى الحق وكل الحق للرحيل
غادرتنى بلا بوادر المغادرة
فالآن أنا سأرحل بلا تمهيد للرحيل
فقط ستعلم شأن رحيلى حينما ترى غبار الرحيل الأسود يظهر فور المغادرة
فحق الرحيل ثمنه القلب عزيزى
رحلت وتركت قلبى إليك لم أعد أريده بعد
ظلوا يقفون بعيون مليئة بالعبرات
أفاقت وأيقنت موقفها وذهبت من تلك المواجهة راكضة پبكاء
أفاق الآخر وأقسم بعدم التخلى والترك وقام بالركض وراءها
خرجت من ذلك النادى تحاول كتم صوت شهقاتها
وجدت يده تسحبها بقوة وبلا مقدمات أحتضنها
استسلمت إليه فى البداية فهو لديه الحق
هى ابنته
ولكن ماذا عن كبرياء قلبها
قامت بدفعه وأودت الذهاب مرة أخرى
أوقفها قائلاالمرادى مش هسيبك تضيعى من أيدى
مش هسيبك تمشى يا رانيا
أنا تعبت من البعد
عارف إنى ظلمتك
كنت مصډوم صدقينى ماكونتش قادر أقرر أى حاجة
الموقف كان صعب أوى
رانياوليه ماحربتش عشانى
ليه استسلمت
ليه مشيت
قولتلى أنا مش مراهق وأنا ناضج
أنهى نضوج اللى بتتكلم عنه
للدرجادى شايفنى رخيصة فى عينك
ليه عاملتلك أيه لكل ده
كل مرة كنت بظهر قدامك كانت صدفة
عمرى ماخطط لأى حاجة من اللى أنت فكرت فيها
ليه حكمت عليا بكده
ليه كسرت قلبى وفرحتى
وإخترت طريق البعد
أنا مش هأمنلك تانى يا طارق
أنا مش بثق فى حد مرتين
طارقفرصة واحدة بس
صدقينى مش هخذلك
مش عارف أعيش من غيرك
والله مش عارف
كل حاجة من غيرك ضلمة وكئيبة
بيكى الحياة منورة
بيكى أقدر أقول إن الدنيا فعلا حياة
لو أديتى لقلبى فرصة تانية هو مش هيقدر يعمل حاجة غير يحبك وبس
رانياولو سيبتنى تانى
طارقحاجة واحدة بس اللى تخلينى اسيبك
رفعت عيناها بترقب فاقترب منها مردفاإنى أموت يا رانيا ساعتها هيبقى ڠصب عنى وهتسامحينى
نظرت إليه پخوف وأجابته بعد الشړ
أبتسم إليها قائلاكنت عارف إنى لسه غالى على قلبك
رفعت حاجبيها پغضب قائلةولا غالى ولا نيلة غور فى داهية
قالت كلماتها وهى تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة وذهبت پغضب
وقف بذهول قائلايا رانيا أنت يا بت
طب تعالى نكمل الماتش طيب
لا حول ولا قوة إلا بالله
وصل إلى المشفى بأقدام مرتعشة وجدها تجلس على المقعد بشرود
أقترب منها مردفا بقلقهو لسه في العمليات
أومأت إليه بالإيجاب دون التفوه بشىء
كريمطيب هو دخل أمتى العمليات
أجابته بوهنالنهاردة الصبح
أخذت أنفسها ثم أكملتتعب من يومين وجاله جلطة
بس الدكتور لحقه فى الأول
وبعد كده حالته سأت تانى والدم ماكنش بيوصل للأطراف والمخ
فكان لازم يدخل العمليات
سامحه يا كريم هو طلب كده وهو تعبان
أرجوك أدعيله هو محتاج الدعاء
جلس على المقعد يزيل دموعه قائلا ربنا يشفيه
مرت خمس ساعات وسط القلق ثم خرج الطبيب بإرهاق قائلاأطمنوا إن شاء الله خير
هنعرف النتيجة لما يفوق
ياقوت طيب ممكن ادخله
الطبيب ده مش فى مصلحته
ياقوتمش هعمل قلق شوية صغيرين
الطبيب تمام أتفضلى بس بسرعة
دلفت إلى الداخل وجلست أمامه تتأمل ملامحه الرجوليه
تذكرت عندما انقذته من ألقاء نفسه حينما فتح عيناه وظل يتأملها
تذكرت أنها فى ذلك الوقت حينما رأته شعرت بدقات قلبها تزداد خاشية أن يدفع بنفسه إلى الفراغ
أمسكت القرآن بأيدى مرتعشة
طالبة من الله المغفرة وقبول دعاءها بإنقاذ الماكس بين الحياة وفقدانها
ولكن الأمل دائما يدق أبوابنا نابع من ثقتنا في رحمة الله
ظلت ترتل آيات الذكر الحكيم وهى جالسة أمامه بصوت خاشع من تلك الكلمات التى تلمس القلب
_____________________________________________
أعلن القلب البكاء
حينما وقع فى الفراق
فتلك هى بداية النهاية للمۏت
قاطع شرودها دقات الباب
قامت فاتحة الباب عقدت حاجبيها عندما رأتها تقف ناظرة إليها بابتسامة
نظرت إليها بتعجب وأردفتأيه اللى جابك
أجابتها الأخرى بابتسامةهتسيبينى واقفة على الباب
شاهندةلا طبعا أتفضلى
دلفت إلى الداخل وجلست على المقعد قائلةقوليلى يا شاهندة أنت بتحبى مصطفى
جلست أمامها بتوتر قائلةلا مابحبوش
بسنتطمنتى قلبى
شاهندةتقصدى أيه!
بسنت أصلى جاية أعذمك على خطوبتى الجمعة الجاية إن شاء الله
أرتعشت بتوتر وأوشكت على البكاء
بسنتمالك يا شاهندة مش
متابعة القراءة