رواية حديدة تحفة الفصول من الثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

يا تقى أنا سمعك
قصت عليه كل ماحدث وأيضا لم تغفل عن ذكر دافع أسامة لفعل ذلك
وقف پغضب وهو يجوب الغرفة ذهابا وأيابا ثم ألتفت إليها قائلاليه يا تقى
ليه ماقولتليش ساعتها ليه
تقىخۏفت عليك يا كريم ماكونتش هقدر استحمل أى حاجة تحصلك بسببى 
صدقنى كل اللى كان فى دماغى إنك ماتتآذيش
هو ده اللى فكرت فيه يا كريم 
ولو الزمن رجع بيا كنت هعمل اللى أنا عملته 
أنت أغلى من روحى وسعادتى
أنت أغلى من أى حاجة فى الدنيا 
جلس قابعا أرضا فاقتربت إليه قائلةسامح أسامة
والله هو تعبان نفسيا اللى حصل ماكنش سهل على أى حد لازم نسامح عشان نقدر نعيش 
لو فضلنا نزعل من بعض عمرانا ماهنعيش فى أطمئنان خلينا نعيش اللى جاى من عمرنا فى لحظات حب وفرح خلينا نتلاشى أى هم فى قلوبنا 
لو عملنا كده هنبقى أسعد ناس على الأرض 
تنهد بضيق وهو يقولأنا ماعلقتهاش بيا 
صارحتها إنى مش بحبها عشان ماتفكرش فيا
ذنبى أيه أنا فى مۏتها 
تقىعارفة يا كريم عارفة يا حبيبي إنك مالكش ذنب 
عارفة إنك أحسن إنسان في الدنيا كلها 
بس هو ده اللى حصل
أرجوك على الأقل بلاش تآذيه 
كريممع إنى مش قادر استحمل إن حد يمد أيده عليك بالطريقة ديه بس عشانك أنت وآدم أنا مش هآذيه على الأقل عشان العشرة
صلى على الحبيب
ظل يجوب الغرفة ذهابا وأيابا والقلق حليفه حينما علم أن موعد نتيجتها هو اليوم 
لم يستطع التحمل أكثر من ذلك وقام بالخروج من المنزل متجها إلى بيت حمزة
قام بالطرق على الباب
وتم فتحه فظهرت هى خلف الباب 
طالت نظراتهم ووجوههم شاحبة من كثرة الشجن 
حاولت إخفاء تلك اللهفة وهى تقولأتفضل يا عمر هنادى حمزة
أمسك يداها وهو يقولأنا عايزاك أنت يا فيروزة
عايز أتكلم معاك
سحبت يدها بتوتر قائلةعايز تقول أيه يا عمر 
مانت قولت 
قولت كل شىء ممكن يتقال 
وأنا خلاص سمعت ومش مستعدة أسمع اكتر من كده 
مش مستعدة أتقبل منك أهانة تانى
حمزةأيه ده هو فى أيه
عمرحمزة أنا عايز أخد فيروزة هنتكلم وهجيبها تانى
حمزةأدخل يا عمر أتكلم جوة
دلف إلى الداخل وجلس على المقعد 
جلست أمامه بتوتر وهى مستديرة الوجة
عمرأنا عايز أطلب منك طلب يا فيروزة 
فيروزة أيه هو
عمر ماتسافريش خليك هنا وسط أهلك 
وعد منى مش هزعجك أبدا
حتى لو مش هتشتغلى معايا 
بس على الأقل خليك موجودة
أودت الصړاخ بوجهه وهى تستمع لتلك الكلمات 
ثم وقفت وهى تقول وأنا أخذت القرار 
وخلاص حجزت التذكر 
هسافر بعد يومين 
عمرأنت كده بتصعبيها أكتر يا فيروزة 
هتروحى تتجوزى واحد مابتحبوش أيه اللى يجبرك على كده ليه تعملى كده فى نفسك 
فيروزةيمكن حبه ليا يخلينى أحبه
هيبقى صعب عليا في البداية 
لكن الأيام بتخلينى أتعود
أنا بعرف أصبر وأتحمل أى حاجة بالسنين من غير ماللى جنبى يحس بيا 
يمكن ديه حاجة كويسة عشان ماحدش يشفق عليا 
عمرطب وأنا
فيروزةأنت أيه يا عمر
أنت قولتهالى بدل المرة ألف قولتلى إنى أختك
يبقى خلاص أنت أخويا 
لم يدرى بأى كلام يتفوه فهم بالرحيل 
تاركا ورأه تلك الفتاة تبكى بلا دموع
فذاك ما يسمى بالنحيب الداخلى 
وهو من أشد أنواع الشجن 
أن تبكى ولا أحد يراك
لا حول ولا قوة إلا بالله
جلس فى الشرفة يتذكر أيامهم السابقة 
تذكر تذمرها عليه وضحكاتها 
أود لو كان مدة لقاءهم أكثر من ذلك 
كان يعتقد أنه سيتقبل بعدها وأنه أرضى نفسه بتلك المدة التي كانت بينهم 
لكن ما حدث متناقض 
إذ بحبه إليها تضاعف إلى أعداد ليس لها حصر 
والقلب يتراكم عليه الحب والاشتياق 
ويحمل الكثير من مترادفات الغرام 
ليصبح حصن من أقوى حصون العشق 
ليصبح قلب أقسم أن يحب إلى الممات 
لذا فالعشق لا يتقيد بقوانين صارمة مثلما يقال
فهل هناك قوانين للجنون...
جنون العشق لا يحتاج لقوانين لكى يسير عليها
إنما القلب هو الذى يرسم ويحدد ذلك بدقاته 
لكل دقة غرام خطوة محددة 
لكل إبتسامة حبيب ترنيمة لايفهمها سواه 
تلك هي القوانين ومن يحددها هو القلب 
أما عنها فكانت تجلس وهى باكية تذكرت نظراته إليها التى كانت لا تترجمها سوى إنها نظرات عشق فقط 
أفاقت من شرودها بعدما استمعت إلى صوت سيارة شقيقها 
هبطت إليه وقامت بإحتضانه 
قبل جبينها وأردفهعوضك يا شاهندة 
خلاص عمر بتاع زمان أتبدل وهيهتم بكل اللى حواليه
مش هسيبك تضيعى من أيدى أبدا يا شاهندة 
شاهندةكان نفسى تقولى الكلام ده من زمان يا عمر كنت دايما عايشة فى خوف وړعب 
دايما كنت بشك فى حب أى حد ليا 
أنا كنت هضيع نفسى لولا ربنا رحمنى
عمر كويس إن ربنا بيفوقنا 
صحيح بنبقى ضيعنا حاجات من أيدينا بس ماحدش عارف الخير فين
٭٭استغفر الله العظيم٭٭
مر يومان وذاك هو الحال لم يحدث جديد
فتح باب مكتبه متجها إليه بابتسامة وأردفأيه أخبارك يا عم النكدى 
عمرلا حوش الواد اللى مقضيها ضحكمش قولت هتيجى بعد شهر 
كريملا مانا جاى فى موضوع مهم
موضوع يخص ياقوت يا عمر 
قام پغضب قائلاوأنت عرفت منين موضوع ياقوت وكانت بتعمل ايه فى الشركة عندك
كريمأهدى بس يا عمر اسمعنى 
قص عليه كل ماحدث والسبب الذى جعلها تفعل كل ذلك 
عمروأيه المطلوب منى
كريمطالما بتحبها أرجعلها يا عمر 
عمرأنا مش بحبها
كريميا سلام!
عمرصدقنى يا كريم أنا أكتشفت إنى مش بحبها 
أنا كنت جوة دايرة وهم كبيرة ضحكت على نفسى بيها 
وضيعت الحب الحقيقى وقولت إنى مش صالح للحب 
وأتارى قلبى تاية فى الحب وأنا مش دارى 
كريمتقصد فيروزة بالكلام ده
عمرأيوة
بس أنا مش هسكت أنا هعترفلها بحبى ليها كفاية عند لحد كده 
هقولها على كل اللى فى قلبى قبل ما تسافر
كريمأزاى قبل ماتسافر!
عمرتقصد أيه
كريم أقصد أن فيروزة سافرت إمبارح أنت ماتعرفش ولا أيه
أنتفض من مقعده قائلا سافرت !
سافرت إزاى

الفصل الثالث والثلاثون 
قبل يومان
وقفت أمام النيل فى ظلمة الليل شاردة الذهن 
تتمنى لو عاد بها الزمن....
تتمنى لو لم تمت والدتها ولم تتشرد طفولتها 
وما التمنى إلا لشىء يستحيل.....
فالزمان يقسو على القلوب غير عابئ بالجراح
والقلوب تشكلنا بما فيها من قسۏة الزمان 
أتى شابان يترنحون مشيا وهى منفصلة عن المحاط
اقتربوا منها تحت ضحكاتهم المستهترة 
أفاقت ووجدت هؤلاء الحمقى يسحبوها هكذا ظلت تصرخ وتسحب حالها منهم 
قاطعت تلك الصرخات شرود الواقف فى الجهة الأخرى يتأمل اللون الأسود المشابه لحياته
عقد حاجبية وهو يلتفت ليرى من أين يأتى ذلك الصوت....
الغريب أنه يشعر بمعرفة صاحبة الصوت 
وأخيرا أستطاع تحديد جهة الصوت واتجه سريعا ليرى شابان يقومون بسحبها بتلك الطريقة وهى تصرخ وترتعش بين يديهم
رغم ضعف جسده وعدم مقدرته على التحرك إلا أنه قام بسحبهم وظل يسدد إليهم الضربات وساعده على ذلك إنهم لم يكونوا بوعيهم لكثرة ما يتعاطوه
إلى أن قاموا بالركض...
ألتفت إليها وجدها جالسة أرضا وهى تبكى وتضع يدها على ملابسها الممزقة
خلع سترته ووضعها عليها وظل يهدئ بها ممسكا بيديها 
رفعت عيناها وأخيرا رأته تعجبت فى بادئ الأمر 
وأرادت وبشدة أن تحتضنه
ولكنها حاولت التماسك وعدم البكاء
أما عنه فأردف بهدوءليه واقفة فى وقت زى ده 
ياقوت تعبت من الدنيا
أو تعبت من وجودى فى الدنيا
جلس بجانبها قائلاومين سمعك أنا كمان زهقت 
أمسك قلبه وظل يتنفس بصعوبة محاولا إخفاء ألمه
ألتفتت إليه وجدته قد أوشك أن يفقد وعيه 
وضعت يداها على وجنتيه وأردفتأسامة مالك 
أمسك يداها ضاغطا عليها غير قادر على تحمل ألمه أكثر من ذلك وأردف بكلمات متقطعة قائلاكان نفسى يسامحونى قبل ما أموت
وأغمض عيناه مستسلما لفقدان الوعى
رجوعا للوقت الحاضر
وقفت پبكاء حاد أمام غرفة العمليات التى يمكس بها 
لا تعلم من أين تلك الغصة المريرة الشاعرة بها 
ربما تخشى
تم نسخ الرابط