رواية حديدة تحفة الفصول من الثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

٣١٣٢
الفصل الواحد والثلاثون
عاد من مؤتمر باريس بعد أن آتى الموعد الذى ينتظره بفارغ الصبر 
فاليوم هو يوم زواجه على معشوقته المعذبة لقلبه 
إتجهة إلى صديقة قائلاأسافر أسبوعين أرجع ألاقيك مربى داقنك كده هو فى أيه!
أجابه بابتسامة حزينةهقولك بعدين خليك أنت فى فرحك دلوقتى
وبعدين سافرت فجأة وماحدش عرف عنك حاجة 

أجابه بابتسامةكنت بخلص شغلى عشان مش هاجى الشغل لمدة شهر كده 
عمرربنا يسعدك 
كريم هى فيروزة فينمش هى بتشتغل معاك في المكتب ولا نقلت مكتب تانى 
أجابه بشرودسابت الشغل 
كريم بتعجبليه!
هو ده اللى مزعلك يعنى 
عمركريم قولتلك هحكيلك كل حاجة 
ماتشغلش بالك أنت دلوقتي 
بس واضح إنك فرحان معنى كده إنك شيلت فكرة الإنتقام من دماغك 
كريملا طبعا أنا هربيها من أول وجديد 
أنا همشى بقى أظبط شوية حاجات كده 
أومأ إليه إيجابا وأغمض عيناه متذكرا ماقالته إليه عندما ذهب ليعتذر إليها
عمر صدقينى ماكنتش أقصد الطريقة اللى كلمتك بيها ديه 
فيروزة ومين قالك إنى متضايقة بالعكس يا عمر
شكرا إنك فوقتنى 
طريقتك كانت قاسېة آه بس كويس إنك قولتلى كده
ماكونتش محتاج تطلب تقابلنى فى كافية
أجابها بتوتروالكلام اللي قولتيه لحمزة
أنت فعلا هتسافرى 
فيروزةأيوة هسافر 
عمرليه يا فيروزة اقولك إنسى الكلام اللى قولتهولك وتعالى كملى معايا شغل زى الأول 
فيروزةوأنا خدت القرار يا عمر
فى حاجات هناك مستنيانى يمكن أبقى غبية لو ضيعتها من أيدى 
رفع عيناه بتوتر قائلاواية هى الحاجات ديه
أجابته بما كان لا يتوقعههتجوز
قام پغضب قائلاأيه اللى بتقوليه ده 
رفعت عيناها بحزنابن مرات بابا عاوز يتجوزنى
ثم أكملت پقهربيحبنى وأنا مش هسيب حد بيحبنى
ثم وقفت قائلةسلام يا ابن عمى ممكن ديه تكون آخر مرة نشوف فيها بعض 
أفاق من ذلك المشهد الذى جعله لا يفكر إلا به 
حتى أنه لم يفكر فى ياقوت ولم يبكى لأجلها ثانيا 
ظلت قدماه ترتعش بتوتر خاصة أن موعد ظهور نتيجتها قد أقترب.... إذن موعد رحيلها سيأتى قريبا
صلى على الحبيب
تنهد بضيق وهو يقف أمام ذلك النادى الذى كانوا يترددون عليه 
وقف مثلما يقف كل يوم وهو يريد فقط أن يراها ولكنها لا تأتى 
استعد للرحيل ولكن طيفها أتى إليه من بعيد 
وقف يتمعن النظر إلى وجهها الشاحب 
أما عنها فتلاشت النظر إليه وإتجهت إلي مكانها المعتاد جلست وهى تحتسى قهوتها وكأن ذلك الواقف فراغ 
أغمض عيونه وهو يستعد للإقتراب جالسا أمامها 
رفعت رأسها إليه مردفةحضرتك ممكن تشوف ترابيزة تانية ده مكانى 
حاول التماسك وهو يقولأنا جاى أطمن عليك وهمشى علطول
أجابته پغضبوأنا مش محتاجة سؤالك عليا 
ثم أكملت بهدوءوقولتلك أنا من طريق وأنت من طريق 
أنت اللى أخترت كده 
طارق رانيا أنا متلغبط اتفاجأت بكل ده 
رانياأنت جاى ليه
طارقمش عارف 
كل اللى أعرفه إنى كنت عايز أشوفك وأدينى شوفتك
ثم أكمل بهدوء عن إذنك 
رحل وجعلها تنظر إليه وهى تودع طيفه الراحل 
تنهدت بوهن وقامت متجها إلى المنزل 
فهى تأتى كل يوم وتراه من بعيد ولكنه اليوم رأها فتصنعت التبلد
دلفت إلى المنزل وجدت شقيقتها جالسة في الشرفة كعادتها ودموعها منهمرة على وجنتيها
ا قائلةخلاص بقى يا يويو مش بحب أشوفك كده بقالك كتير على الحال ده 
بصى خسيتى أزاى 
كانت سوف تجيبها ولكنها استمعت إلى صوت مټألم يأتى من الشرفة المجاورة إليها 
فقامت سريعا وخرجت من المنزل متجها إلى الباب المواجه لمنزلها وظلت تدق على الباب 
ظلت هكذا ربع ساعة من الزمن إلى أن تحمل الوقوف وفتح الباب إليها
اقتربت إليه بقلق قائلةأنت تعبان أوى كده ليه 
لازم تروح المستشفى 
أجابها بوهنلا أنا كويس أمشى وروحى شقتك
كان سوف يقع أرضا ولكنها أتت بجانبه وأمسكت بيديه قائلةلا مش هسيبك 
ابتسم پألم قائلاكلهم سابونى
هبطت دموعها قائلةيمكن شافونا وحشين 
يمكن شافوا اللى برانا بس ماشفوش جوانا
أزالت عبراتها قائلةيالا لازم تروح المستشفى 
مش عايزة اعتراض أنت كده ھتموت 
تعالى يا رانيا ساعدينى 
أسامة سيبينى أنا عايز أموت 
المۏت بالنسبالى رحمة
ياقوت پغضبلا مش هسيبك 
ثم أكملت بهدوءأتعالج وأبدأ من جديد 
أبدأ من جديد مع ربنا ومع نفسك 
أسامةبس ديه نهايتى 
أنا مش عايز أتعذب تانى كفاية عذاب 
كفاية إنى آذيت أكتر إنسانة حبيتها 
ياقوتطالما عارف إنك غلط يبقى تصلح الغلط ده 
مافيش وقت للتفكير إننا نصلح الغلط أو لا 
الوقت اللى باقيلنا لازم نصلح فيه كل غلطة عملناها 
وده هيبقى تكفير ذنبنا 
يالا تعالى معايا 
أومأ إليها بالأيجاب وأتجهوا إلى المشفى 
خرج الطبيب بعدما قام بفحصه قائلاالحالة متأخرة أوى 
ياقوت هو عنده أيه
الطبيب القلب و عنده إنسداد فى الشرايين 
هو محتاج عملية بس لازم يوافق عليها أى حد من أهله يوافق عليها لآنها خطېرة 
ياقوت ولو ماعملش العملية 
الطبيب للآسف ممكن نفقده 
قاطعهم خروجه من الغرفة وهو على مضد قائلاأنا مش هعمل عمليات انا همشى
ياقوتاستنى هنا 
فكر على الأقل فى الكلام اللى قولتهولك 
أسامةفكرت ومش هعمل عمليات 
رحل تاركا المشفى 
رانياهو أنت تعرفيه منين ومالك قلقانة عليه أوى كده ليه
ياقوت يالا نروح يا رانيا 
صحيح أنا هغيب مدة من النهاردة
رانياأيه اللى أنت بتقوليه ده 
وهتروحى فين
ياقوتهسافر يا رانيا فى شغل
أهم حاجة خلى بالك من نفسك وسامحينى
رانياليه بتقولى كده وبعدين أنا مسامحاك هو أنا ليا فى الدنيا غيرك ده أنت اللى ربتينى 
عشان خاطرى بلاش تسافرى
ياقوتهرجع تانى صدقينى هرجع تانى 
وهبقى فعلا الأخت اللى تفتخرى بيها
صحيح أنا ضيعت منك الشخص اللى حبيتيه بس أنا ماكونتش أعرف كل اللى هيحصل 
يالا يا حبيبتى هروحك وهحضر حاجاتى 
أوصلت شقيقتها وذهبت إلى المقهى منتظرة كريم
دلف إلى المقهى وإتجها إليها قائلاعاوزك تندمجى فى الدور يا ياقوت يعنى تعملى قدامها إنك بتحبينى تمام مش عايز أى غلطة 
وزى ماتفقنا هطلقك لما أنفذ اللى فى دماغى 
ياقوتهطلقنى لما تتصافوا مع بعض
أنا مش هسيبك غير لما ترجعوا لبعض يا كريم غير كده لو آذيتها أنا هقولها على إتفاقنا
كريمماتخافيش.... قولتلك مش هآذيها أهم حاجة تنفذى كل حاجة إتفاقنا عليها بالحرف الواحد تمام
ياقوتماتقلقش أنا ممثلة كويسة وواخدة جايزة التمثيل بجدارة 
كريمتمام والمقابل اللى أنت عايزاه أنا مستعد لي
ياقوت بغموضهنتكلم عن المقابل ده بعدين يا كريم ماتسبقش الأحداث
لا حول ولا قوة إلا بالله
كحالها مثل كل يوم لم يعد هناك جديد فى حياتها فقط هى تمسك الهاتف وتبكى وهى تنظر إلى صوره 
ما ذنب القلب أن يتحمل كل آه تأتى لتدق بابه
وجهها أصبح شاحب كأنه تحول من أشراق الشمس إلى شفق الغروب 
وتخشى أن يتحول إلى ظلام الليل 
فهى أخذت سكونه إذن التحول قريب إليها لا محالة
استمعت إلى رنين هاتف كانت تتجاهله دوما ولكنها فى تلك الأيام أودت أعطأه فرصة 
ألو يا أياد
اياد صباح النور فيرو وحشانى هتيجى امتى
فيروزةهاجى قريب ماتقلقش
إيادصحيح اللى سمعته من باباكى صح
أنت موافقة على جوازنا
فيروزةموافقة يا إياد وبمجرد سافرى هنكتب كتابنا
إيادمش قادر أوصفلك فرحتى أد أيه
بحبك فيروزة
لم تحب سماعها وأغلقت الهاتف پبكاء يسيطر عليها 
أمسكت تلك الصور مرة أخرى وكأنها تودعها
فهى قررت وحسمت أمرها لم تصبح خائڼة 
فبمجرد زواجها لم ترى تلك الصور مرة أخرى
لذلك عليها أن تروى عيناها من صوره 
أما بالغرفة المجاورة فكانت صوت ضحكاتهم تملئ الغرفة وهى تقوم بحلاقة ذقنه مثلما كانت تفعل سابقا 
حمزة أوعى تعورينى يا صبا ده إحنا ورانا فرح 
صبايوة يا حمزة ماتوترنيش خلينى أركز
حمزة هى عملية يا صبا 
وبعدين دايما بتعورينى وبرضوا تصممى تحلقيلى تانى آهاااا
صباسورى يا حمزة والله ماكونتش أقصد
حمزةمهو ده جزآى وربنا أنا اللى غلطان 
أتسعت حدقة عيناه بعدما رأها تضع شفرة الحلاقة على عنقه وهى تقولأيه اللى جابك هنا أنت مين أنطق
تم نسخ الرابط