رواية جديدة روعة الفصول من السادس وعشرون للثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
طارق أتفضل
نظر إليها بتوتر جامح فما هو القرار الصواب....
همو جميعا بالخروج تاركين وراءهم نحيب الشقيقين كلا منهم جالسة في زاوية منفردة يبكون على تحول ابتسامتهم إلى دموع حاړقة
أما عنه فاستقل داخل سيارته وظل يبكى مستندا على مقود السيارة
حمزةعمر مش كده هى شكلها فى حاجة خليتها تعمل كده
كنت سمعتها طالما بتحبها أوى كده
وكمان أنت غلطان يا طارق ليه اتسرعت
عمرلا مش غلطان أختها دى كنت بشوفها وهى عاملة نفسها تعبانة كنت بعيط على منظرها
التمثيل في دمهم طارق مش غلطان بالعكس
خلي الفراق فى البداية
بيبقى أخف على القلب
الفراق فى النهاية معناه المۏت
حمزة طيب خلاص دلوقتى بلاش تعمل كده في نفسك أوعى أنا هسوق ماينفعش حد فيكو يسوق وهو بالمنظر ده
دلف إلى الداخل وجلس بأقرب مقعد إليه وضع يده على وجهه وهو يبكى بصوت عال
ثم وقف پغضب وهو يتحرك فى أرجاء المنزل ويمسك كل الأشياء المتعلقة بها ويحطمها مثلما حطمت قلبه إلى أن أنتهى وجلس على الأرض پبكاء إلى أن غطى فى النوم أو هرب إلى النوم....
لو كنت أعلم عذاب الغرام كنت تلاشيت الوقوع به
تماديت فى ذاك الغرام بكل حماقة غفلت عن تلك الحياة احببت بكل وجدانى التى تبكى الآن
هل هذه نهاية مطاف الجراح أم أنها بداية لجراح ليس لها نهاية بعد....
٭٭صلى على الحبيب٭٭
وقفت منتظرة شقيقها يأتى وهى تجوب الغرفة ذهابا وأيابا من شدة التوتر
ترى ماذا حل بحبيبها
استمعت إلى صوت سيارة شقيقها فاتجهت إلى الأسفل منتظره يأتى
دلف إلى المنزل وعلامات الحزن على وجهه
أتجهت إليه قائلةأيه اللى حصل يا حمزة
حمزةاللى حصل إن الدنيا باظت خالص يا فيروزة
تخيلى أخت العروسة كانت حبيبة عمر زمان ووهمتوا إنها ماټ
حمزةمانا بقولك كل حاجة باظت
عمر كان هيموتها وقلب الدنيا هناك
شكلوا كان بيحبها أوى
فيروزةوهى عملت أيه
حمزة طلبت منه يسامحها ويرجعوا لبعض
أجابته بقلقوهو قالها أيه
حمزةرفض .... بس أنا هعرف الموضوع من أصله
ولو لاقيتها فعلا مظلومة هخليهم يرجعوا لبعض
حمزةعمر بيحبها أنا شوفت ده فى عيونه
هيفضل طول عمره بيتعذب أنا لازم أتصرف
ده غير إن طارق ساب رانيا
جلست على المقعد قائلةبس هى ماتستحقش عمر
كمان رانيا كويسة جدا ليه طارق يسبها
حمزة والله يا فيروزة مابقاش حد فاهم مين الكويس ومين الۏحش
كل اللى فاهمه دلوقتى إن عمر بيمر بأصعب فترة فى حياته
يلا تصبحى علي خير صبا نايمة صح
أجابته بشرود أيوة نامت هى والعيال وماما قاعدة معاها
صعدت إلى الغرفة پبكاء حاد ناظرة إلي صورته ثم أمسكت ورقاتها وكتبت بأيدى مرتعشة
على أن أنعى قلبى وآخذ عذاءه اليوم
نعم هذا هو الموعد
فقلبى أحبك بكل جوارحه
بكل المراهقة والنضوج الموضوعه به
بكل الضعف والكبرياء أحبك
والآن هو ېموت أمامى ويرى شړ المنية
وأنا اتركه ېموت كى يتوقف عن نبضات الحب الفازعة إلى
٭٭لا إله إلا الله ٭٭
دلف إلى المنزل متذكرا تلك اللحظات المحفورة فى القلب نظراتها اليوم كانت وراءها قناع الضعف
رغم نظرات الكبرياء والقوة إلا أنها كانت تقول بها لا تتركنى وحدى...
فتلك الشرسة خيرته بينها وبين تركها وهو لم يجد سبيل إلا سبيل الترك
فهو يخشى المجازفة بقلبه
يخشى أن يكون مصيره فى النهاية الهلاك
فالغرام ينشأ من فراغ
بين ليلة وضحاها من الممكن أن نغرم
ولكن التخلى والفراق
تلك هي أنين لقلوب عاشقة
فنسطيع القول جاء الرحيل محطم للقلوب
أغمض عيونه إلى أن أتى الصباح
لنعلم ماذا يخبئ لنا القدر
أفاق من نومه وأرتدى ملابسه متجها إلى الشركة
جلس على المقعد الموضوع بالمكتب متذكرا وجودها به وإبتستمتها التى كانت تتخلل أعماق قلبه
تارة الحنين يغمره وتارة أخرى يتصنع اللامبالة
أما بالمكتب المجاور إليه حدث مالم يكن فى الحسبان
فدلف إلى مكتبه مما جعلها تشعر بالتعجب من وجوده
جلس بطالته وعلامات الجمود مجتاحة وجهه
أقتربت منه بلهفة لم تستطع الإختباء قائلةعمر
أنت ليه جيت النهاردة طيب أنت كويس
نظر إليها بلا مبالاة قائلا وأيه اللى هيخلينى مش كويس
فيروزةعمر... أنا ماكونتش عايزة أقولك عشان كنت خاېفة عليك
عمر همممم صح خوفتى عليا
بس أحب أقولك حاجة بقى شيلينى من دماغك يا فيروزة
فيروزةتقصد أيه !
قام پغضب وهو يسحب القلادة التى كانت ترتديها الموضوع بها صورته قائلاأقصد دى يا فيروزة
أنا مش بتاع حب ومش هحبك فاهمة
لو كنت فاكرة بقى إنى هحاول إنساها بيك والجو ده فأحب أقولك لا
نظرية غلط وأنا جاى أصلحهالك وأقولك إنى نسيتها ومن غير أى مساعدة من حد
وأحب أقولك كمان إنك مش هتبقى بالنسبالى غير أختى وبس أكتر من كده سورى مش هقدر
وياريت تشوفيلك مكتب تانى
ثم أكمل پغضبمالك واقفة كده ليه شوفى شغلك
ركضت من أمامه باكية خرجت من الشركة بأكملها وهى مازالت تركض إلى أن أتت سيارة من خلفها لم تكن تراها أوشكت على الإصتدام بها إلا أن أيدى قوية قامت بسحبها فوقعت داخل أحضانه
ظلت ترتعش ثم قامت وأخذت تتنفس بهدوءثم فتحت عيناها رأت الذى أنقذها وكان ذاك الرجل الذى كان ينظر إليها فى الموقع قبل ذلك
نظر إليها بقلق قائلا أنت كويسة
أومأت إليه بالإيجاب ثم أكملت سيرها وبكاءها مازال متصل
أما عنه نظر بتعجب ثم صعد إلى الشركة متجها إلى مكتب عمر
دلف إلى المكتب قائلا أتمنى ماكونش أتأخرت
عمرولا يهمك يا محمود اتفضل وأنا هتصل بطارق يجى
محمود صحيح أنا شوفت البشمهندسة فيروزة تحت كانت بټعيط وهى بتجرى وفى عربية كانت هتخبطها
أنتفض من مقعده قائلاأيه اللى بتقوله ده
وهى حصلها ايه أنطق ساكت ليه فيروزة حصلها حاجة
محمود أهدى بس مافيش حاجة أنا شدتها بس أنا قولتلك عشان هى كانت بټعيط جامد
أذدرد ريقه بتوتر وقام راكضا متجها إلى الخارج
ظل يركض فى الطريق لكنه لم يجدها وعاد مثلما خرج...
القلب يخشى أن يخوض معركة الغرام ثانيا
فتلك المعركة حين يتم الخروج منها
تحمل القلوب المشقة والوهن
وها هو خرج منهك
فلا يعلم هل ينقطع عن خوض معارك الغرام ثانيا
أم عليه الإستراحة للبدأ من جديد
لا حول ولا قوة إلا بالله
استيقظ من نومه ولم يجدها بجانبه
قام خائڤا إلى أنه ابتسم حينما رآها تقف أمام المرآة تمشط شعرها
اتجها إليها قائلا صبا... أنا مش مصدق نفسى
ألتفتت إليه بابتسامة وأردفتلا صدق يا حمزة
أنت السبب في وقفتى ديه
حمزةطيب هو
صباعاوز تقول أيه
حمزةأنت لسه بتشوفى حاجات مش موجودة
يعنى مثلا لسه بتشوفى مامتك أو اللى اسمه حسين
أجابته بحزنلسه يا حمزة
ثم أكملتبس مش زى الأول
كمان أنا بقيت أتالاشى الحاجات ديه زى ماتقى قالتلى وبقيت كل أما أشوف حاجة غربية بحضنك
ساعتها مش بخاف
أجابها بإبتسامةالحمد لله يا حبيبتى ولسه مع العلاج مش هتشوفى ولا تسمعى أى حاجة مش موجودة تانى
صبا أيه الصوت ده فى حد بيعيط
حمزة بتعجب ده صوت فيروزة تعالى نشوف فى أيه
خرجوا من الغرفه وجدوها تبكى جالسة على المقعد
أتجها إليها بقلق قائلافى أيه يا فيروزة بتعيطى كده ليه
حاولت كتم شهقاتها قائلةأنا عايزة أسافر يا حمزة عشان خاطرى خلينى أسافر لبابا
حمزةتانى يا فيروزة سفر
لا بقى أنا مش موافق المرة اللى فاتت بابا كان مصر على سفرك
المرادى بقى ليه بتقولى كده هو فى حد عملك حاجة
فيروزة پبكاءمافيش حاجة أنا نتيجتى هتطلع وهسافر حتى لو أنت مش موافق
صباأيه اللى بتقوليه ده بس يا فيروزة
فيروزة ده شىء يخصنى أنا وبس
هسافر ومش هرجع تانى
نعمةيابنتى ليه كده بس ده إحنا ماصدقنا إنك بقيتى فى وسطينا ونتجمع
فيروزةآسفة ليكوا كلكوا بس أنا مش عارفة أعيش هنا
حمزة پغضبوده بسبب أيه أنت هتجننينى
فيروزةمش بسبب حاجة يا حمزة سيبنى على راحتى
قالت كلماتها ودلفت إلى غرفتها تقطع تلك الأوراق التى كتبتها إليه من قبل
استغفر الله العظيم
لم يأت النوم إلى جفينها بعدما قضت تلك الليلة بمفردها بلا زوجها الذى إختار النوم فى الغرفة الأخرى
نظرت إلى المرآة وهى تهندم من حالتها وتستعد لتعطى إليه أعتراف من قلب عاشقة
نعم فهى تأكدت من معنى تلك النبضات
خرجت من غرفتها متجها إلى غرفته وجدت باب الغرفة مفتوح مستمعة لصوت ضحكاته مع بسنت التى كانت تقول والله يا مصطفى كنت واحشنى أوى
أجابها بإبتسامةوأنت يا قلب مصطفى كنت وحشانى أكتر ربنا مايحرمنيش من وجودك في حياتي
دلفت إلى غرفتها مرة أخرى وهى تبكى
قررت أنها ستوافق على ذاك الطلاق بعدما كانت تريد الأعتراف إليه بحبها ولكن القدر فاق التوقعات
هنحن نخطط ونبنى فى مخيلتنا العديد من الأمانى
ولحظة واحدة تآتى محولة كل تلك المخططات