رواية جديدة تحفة الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الأول
صوت هزيم السماء المخيف يشكل ألحان تفتك بروحها يجعل قلبها يرتجف هلعا ذلك الصوت باتت تخشاه دوما.... ألا وهو الرعد
وميض البرق الذى يتسرب إلى المنزل يشق ظلمة الشتاء يزيد من رعبها أكثريزيد من إرتعاش جسدها وكأنها موجودة هنا لكى يتم تعذيبها بإحترافية
الرياح تجعل النوافذ فى حالة من الصراع مصدرة صوت عراكهما تجعلها تبتعد عن النوافذ بخطوات مرتعشةصوت صړخاها يدوى فى المكان تكاد أحبالها الصوتية أن تنقطعحرارة قلبها فاقت برودة المكان .... وكأنها فى حرارة الشتاء
جمود حركاتها نعم هى ليس لديها القدرة على التحرك هى فقط تصرخ وتصرخ
ترى ابنها أمامها والډماء تسيل من رأسه وليس لها قوة و ﻻ حيلة تود أحتضانه وإنقاذه من المۏت
تود المۏت مقابل حياته ولكن هيهات فهى لا تملك سوى الضعف ليس هناك مفر
يقتربون منها
نعم يقتربون وعيونهم تنثر شعاع الشړ
لم تستطيع المقاومة من تلك الأفاعى التى ألتفت حول عنقها لتتمكن من الفتك بها
لم تستطيع الصمود من أحمرار وجها لم تستطيع التنفس كل المحاولات بآت بالفشل
صراع بينها وبين المۏت
نعم أمها قټلت ابنها بلا رحمة أمام عينها وتود قټلها الآناللعڼة عليها وهى تفتك بابنها أمام عيناها
يا ليته حلم يا ليته وهم يا ليتها لم تولد فى تلك الحياة
لم يعد هناك طريق سوى الاستسلام
الاستسلام فقط هو الطريق المباح
الهروب من الواقع الآليم لعلها تجد الراحة فى مكان آخر
لعل نيران روحها تطفاء بجفاء المشاعر وبرودها
وبالفعل أغلقت أعينها منبطحة على الأرض مستسلمة إلى حتفها
مستسلمة لذلك المصير المجهول حتى ولو كان ذلك الطريق هو هلاكها
صلى على الحبيب
فتحت عيونها والرؤية تكاد لا تكون واضحة أين هى... ما الذى جرى...
ابنى فين سيف ....سيف فين
تلك الكلمات قالتها وهى تتلفت حولها فى حالة من الهلع
ما تخافيش هو تعبان شوية هيبقى كويس
أجابتها الممرضة... التى تدعى بتقى ...مطمئنة إياها
أخفضت رأسها وأردفت بوهن أرجوك عايزة أشوفه
تقى أنت لسه تعبانة
حركت رأسها يمينا ويسارا وأردفت برجاء لأ أنا كويسة عشان خاطرى عايزة أطمن عليه
تقىشوفت قولتلك أرتاح
عادت مرة أخرى وسألتها بترقبهو فاق
أجابتها بآسى للآسف هو دخل غيبوبة
أيه....! يارب خليك معانا يارب
قالتها صبا بعد أن شهقت من ذلك الخبر
تقى مين اللى عمل فيكوا كده..
صبا ببكأ هو مين اللى جبنى هنا
تقى تقريبا الجيران لما سمعوا صوتك بتصوتى
هما قالوا كده للظابط اللى بيحقق فى القضية
طيب أمى كانت موجودة..
قالتها صبا پخوف وهى تقضم أظافرها پعنف
تقى لا
ما قولتلش مين اللى عمل فيك كده أنت وابنك
الرائد برة وقالى لما تفوق أقوله
صبا بصوت مرتعش أمى .... أمى والراجل اللى معاها عملوا فيا كده
تقىياللهوى أمك أزاى..!
صباأعمل أيه.. أنا خاېفة لو أعترفت عليهم هيموتوا ابنى دول تعابين
طيب يا حبيبتى ما تخافيش
قالتها تقى محاولة أن تبث إليها الطمئنينة
وأردفت مرة أخرىأهو الباب بيخبط أكيد الرائد
نظرت تجاه الباب بړعب وخوف من القادم ما الذى سوف تقوله... وكيف تقوله..أخفضت نظرها مرة أخرى وهى تمسح على وجهها بتوتر
أنفتح الباب بإصدار صوت الصرير الذى يزيد من خۏفها ودخل بهيئته الطاغية برائحة عطره التى تسحر من يستنشقها
بجسده الرياضى المموشوق وعضلاته البارزة
وعيونه العسلى
وبعادته مرفوع الرأس وملامحة جامد لا تفسر تعابير وجه ونظرة الثقة تستحوذ عيناه
أتجها إليها بخطوات ثابتة وهدوء
حرك عنقه تجاهها ولكن .....لكن ماذا ..
كيف تتعلق عيونه بها هكذا ..
كيف تتغير تعبير وجهه كيف يبتسم بدون إراده
وجدها ملاك تلك الكلمة هى التى أتت لذهنه حينما رآها
كيف يخفض عيونه من تلك العيون الخضراء !
آه من عيونها الخضراء مليئة بالدموع مليئة بالشجن
وكأنها خائڤة ...تأهة ...ضائعة
شعرها الذى يطير من الهواء وكأنه بحر من القهوة اللذيذة
شفتاها التى ترتعش وكأنها حبات كرز وقعت على بتلات الورد الأبيض
أما هى فهى خائڤة ....حزينة.... ضائعة
تفكر وتفكر ما هو مصير ابنها ...
كيف تحميه من هؤلاء الوحوش...
كيف يعيشوا بسلام ...
تقدم إليها بعد أن أفاق من شروده وعلى وجهه إبتسامته التى لا يبرزها إلا قليل
ونثر تلك الأفكار من رأسه كيف لا وهو الذى تقع الفتيات فى عشقه وهو لا يعيرهم إهتمام
جلس على المقعد الذى أمامها وعيونه لم تتحرك من على الماكسة أمامه
حمزة بجدية أنا الرائد حمزة البندارى جيت عشان أحقق مين اللى عمل فيك أنت وابنك كده
تلك الكلمة كانت بمثابة دلو ماء سكب عليه
لديها ابن نعم نعت نفسه بالأحمق وقرر أنه لن يعير لنبضات قلبه إهتمام
قلبه ...! وكيف له أن ينبض هكذا
فذلك هو الألتقاء الروحى ذلك هو الشعور بالراحة
ولكن علينا الصمود يا قلبى أمام جمالها
حمزة سكته ليه أتكلم أنت خاېفة من حد
عايزة أشوف ابنى
قالتها بصوتها المرتعش وهى تخبئ وجهها
حمزة أنت بتترعش ماعتقدش إنك هتقدرى تقف
ممكن بقى تردى على إستجوابى
وأردف بصرامة مين اللى عمل فيكوا كده
صبا ما عرفش
حمزة ما تعرفيش أزاى...!
صبا بصړاخ ماعرفش ما عرفش
حمزة يا مدام ما ينفعش أنا بستجوبك لازم تجاوبى عليا عشان أحميك أنت وابنك
ظلت ترتعش وبكأ هستيرى مسيطر عليها
ماذا تفعل وماذا تقول
قررت الصمت وهى هكذا دائما خۏفها يجعلها تصمت
حمزة طيب أيه اللى حصل
صبا حرامية
عيونها التى تتحرك فى كل مكان بريبة وخوف
نبرة الخۏف فى صوتها المرتعش أظافرها التى كادت أن تنتهى بسبب استمرارها فى قضمها جعلته يتيقن أنها تكذب عليه وتخبئ أمرا ما
حمزة طيب ممكن تقوليلي أيه شكل الحرامية دول
صبا وهى ترجع للوراء ماعرفش
حمزة لا تعرفى
عايزة ابنى
كررتها مرة أخرى وهى تضع يداها على أذناها
حمزة لو كنت خاېفة على ابنك كنت قولتيلى الحقيقة
صبا عايزة ابنى
حمزة أنت بتحمى اللى كانوا عايزين يقتلوا ابنك
أنت شوفتى اللى عمل كده بدليل راقبتك اللى الصوابع معلمة فيها معنى كده إن اللى عمل كده كان قدامك
بتحمى مين ..
صبا مابحميش حد حرام عليك سيبنى
حمزة وهو يهم بالوقوف تمام أنا هعرف أنت مخبية ايه
وغادر الغرفة وهى تبكى وتنعت ضعفها وقلة حيلتها
كيف لها أن تقول كيف لها أن تعيش
دلفت تقى إلى غرفتها ورتبت عليها وأردفتأهدى يا مدام صبا مش كده إن شاء الله هيبقى كويس
صبا وهى تقفلو سمحت ورينى أوضة سيف
تقىحاضر طيب هاتى أيدك
أتجهت بجسد نحيف هزيل إلى غرفة ابنها تترنح فى مشيتها وهى تجر أذيال الحسړة والوهن دموعها تعرف مجراها على وجنتيها صوت الرعد لا يفارق أذناها رغم توقفه وكأن الحزن كتب عليها
دلفت إلى الغرفة بقلب مفطور وهى تراه ماكس على الفراش والأجهزة محاطة بجسده الصغير
أقتربت وشهقاتها تعلو تناجى ربها أن ينجى ابنها
صبا سيف حبيب مامى
أرجوك فوق... أرجوك ما تسيبنيش مش هقدر أعيش من غيرك كفاية ۏجع قلبى كفاية يا بنى
أحنا أتفقنا أننا مش هنسيب بعض صح
قولتيلى أنك هتحمينى لما تكبر وهتشتغل ظابط
عشان تجيب حقنا
صح يا حبيبى أوعى تسيبنى
طيب أنا هعيش لمين غيرك
تقى خلاص يا حبيبتى بطلى عياط بقى وتعالى
متابعة القراءة