رواية كاملة قوية الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

بس.. وإلا أنا مش مسئول عن تصرفاتي!..
ضحكت برقة وهي تلقي برأسها على كتفه لتستمتع بدقات قلبه التي تدوي عاليا.. سعيدة بتأثيرها عليه فهو له تأثير مماثل عليها..
ظلا يتمايلان على الموسيقى وهما بين ذراعي بعضهما.. وحسن يطلب منها كل خمس دقائق العودة إلى الشاليه وهي تضحك له بإغاظة
خلينا شوية.. أنا مبسوطة وأنا بطبق دروسك عملي.. أقصد دروس الرقص.. أنت أستاذ شاطر..
توقف عن الرقص وجذبها هامسا
أنا قلت الكلام ده يبقى في البيت.. يلا قدامي.. عندك امتحان مفاجئ في دروس تانية..
ضحكت برقة وعادا ليجلسا على مائدتهما حيث أشار حسن إلى النادل ليأتي له بالفاتورة..
عادت منى تضحك وهي تسأله
إيه رأيك أما نروح تعلمني السباحة..
نظر إليها نظرة غامضة
ما ينفعش.. إلا لو اشتريت لك بحر خصوصي!..
ضحكت بذهول
ازاي يعني مش فاهمة..
يعني أنا مراتي مش هتلبس مايوه والناس تتفرج عليها.. أما نرجع بيتنا هعلمك في حمام السباحة بتاع الفيلا..
سألته بقلق
احنا هنعيش في الفيلا بتاعة باباك.. أنا كنت فاهمة غير كده..
تنهد پألم حاول أن يخفيه عنها
الأول هنعيش في شقتي.. أنا كنت بجهزها طول الفترة اللي فاتت.. لحد ما نصلح الأمور مع بابا..
مدت يدها لتتمسك بكفه وهي تخبره بدفء
إن شاء الله يا حسن كل الأمور هتتحسن..
عاد النادل وهو يخبر حسن بحرج أن البطاقة غير صالحة.. تعجب حسن بشدة ومنحه بطاقة أخرى ليعود النادل بنفس الرد.. تكرر الوضع مع بطاقتين آخرتين.. حتى شعر حسن بوجود شيء غير طبيعي.. وانتابه الحرج من الموقف وقد أدرك أن والده بدأ الحړب بالفعل..
لمح تبرم النادل الواقف أمامه.. فمد يده ليخرج بطاقة أخرى.. وهو يشكر يزيد بأعماقه فقد أصر عليه يزيد ليأخذها منه قبل لحظات من انطلاقه بالسيارة ليلة زفافه وهو يخبره أنها لن تضره بل قد تنفعه فالظروف غير مضمونة..
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يفكر بأن يزيد كان محقا وكما يبدو أنه توقع تصرف والده بتلك الطريقة..
انتهى الموقف المحرج وخرجت منى تتأبط ذراع حسن وهي تسأله بقلق
حسن.. هو في إيه..
ربت على يدها مطمئنا
ما تقلقيش يا منى..
إزاي بس.. طيب واللي حصل ده معناه إيه
أطرق حسن بحزن
معناه أن قدامنا حرب جامدة مع حاتم بيه العدوي..
ثم رفع رأسه وحرك ذراعه ليحيط كتفيها به ويضمها بشدة.. فضمت نفسها له أكثر وهي تطمئنه
أنا معاك وجنبك يا حسن.. دايما معاك..
طبع قبلة رقيقة على جبينها.. واصطحبها إلى شاليه يزيد وهو يشكره للمرة الثانية فيبدو أن والده لم يعلم مكانه بعد.. وإلا كان شرفه بالزيارة.. فحاتم العدوي.. لا يتهرب من المواجهة قط...
استيقظت نيرة في التاسعة تتأفف من آشعة الشمس التي تزعجها كل صباح وأخذت تتساءل للمرة المائة.. لم تشرق الشمس مبكرة هكذا في تلك المزرعة!..
تثاءبت للمرة الخامسة وهي تحاول العودة للنوم مرة ثانية ولكنها ما لبثت أن شعرت بافتقاد إزعاج من نوع آخر.. فعلياء عادة ما تأتي لإيقاظها في السابعة.. نعم السابعة... من يصدق أن تلك الصغيرة قادرة على سحب نيرة غيث من الفراش في السابعة!!.. وذلك حتى يمتطيا الخيل معا.. ثم تعودان لتناول الطعام سويا..
فين عليا..
سؤال تردد بذهنها مع انقباضة مفاجئة بقلبها.. فأزاحت الغطاء من فوقها بقوة وقد قررت الذهاب إليها لتعرف سبب تأخرها..
طرقت باب غرفة علياء عدة مرات ولم
تتلق أي إجابة.. ازداد قلقها وفتحت الباب لتجد الغرفة خالية تماما.. ولكن ما جعل عينيها تتسعان پخوف هو الفراش ذو الغطاء الوردي المرتب تماما.. والذي يعلن صراحة أن علياء لم تمضي الليلة بغرفتها..
حاولت دفع الهاجس الذي يتردد بذهنها بالبحث عن علياء في غرفة يزيد.. فهي لا تتخيل أن تجرؤ علياء على ذلك.. ولكنها لم تستطع.. فتوجهت مسرعة لتفتح كل غرفة موجودة بالطابق العلوي ولكن جميع الغرف كانت خالية كما عهدتها طوال الأسبوع.. فجد يزيد يقطن في غرفته في الطابق الأرضي.. ولا يغادرها مطلقا بل لا يغادر فراشه من الأساس..
قررت التوجه نحو الإصطبل علها تجدها الطفلة الحمقاء هناك.. ولكن لمحة خاطفة من أحد نوافذ الطابق السفلي أكدت لها أسوأ مخاوفها والتي حاولت جاهدة ألا تفكر بها.. فسيارة يزيد ما زالت بالخارج التفتت لتحدق بفزع بباب غرفة المكتب المغلق..
تحركت ببطء شديد نحو الباب وصوت دقات قلبها التي تعالت وتيرتها يكاد يصم أذنيها وأمسكت بمقبض الباب.. كادت أن تتراجع عن فتحه.. لكنها عادت وقررت أنه يجب عليها القيام بتلك الخطوة فبعد كل شيء قد تكون مخطئة..
حركت المقبض وفتحت الباب ببطء لتجد المشهد الذي توقعته وحاولت الهرب منه بقوة فأغلقت عينيها عن مشهد الجسدين المتعانقيين والغارقيين تماما في نوم عميق..
أغلقت الباب ببطء وهي تتنفس بسرعة.. لا تدري ما الذي عليها فعله.. هل تدخل لتجر علياء من بين ذراعي يزيد قبل أن يراهما أحد.. أم تنتظر علياء في غرفتها.. لا تدري!!.. فقط تريد الصړاخ وهي تشعر بموجات هائلة من الڠضب العاصف.. غاضبة من الحمقاء التي تجاهلت حديثهما ليلة أمس.. ومن الحقېر الذي تود قټله لاستغلاله شغف علياء به بتلك السڤالة.. ومن مازن الذي طاوعها وأتى بها إلى المزرعة من البداية.. الأحمق لم لم يأت حتى الآن.. هل صرف نظر عن خطبتهما أم ماذا.. يكتفي بمكالمة تليفونية يعلم أنها لن تجبها.. لقد ظنت أنه قد يأتي لرؤيتها.. أو..
يا إلهي.. ما الذي تفكر به.. هزت رأسها پعنف.. تحاول تنقية أفكارها.. والتركيز على الکاړثة خلف باب المكتب.. عندما سمعت صوت يأتي من خلفها..
صباح الخير يا نيرة.. واقفة عندك بتعملي إيه..
دلف مازن إلى غرفة جدته بدون استئذان بعد أن جذبته الأصوات العالية بالغرفة.. فوالده على ما يبدو يخوض في نقاش حام مع جدته..
وصله صوت الجدة روح وهي تهتف بابنها
حاتم.. بلاش قسۏة قلبك دي.. حسن وخلاص اتجوز.. والبنت كويسة.. وبنت ناس..
سخر حاتم بقسۏة
بنت السواق!!.. اللي طمعانة في اسم العدوي وفلوسه استحالة تكون مرات ابني..
هتفت روح بدورها
بس هي خلاص فعلا بقت مراته.. وأظن هو أثبت قد إيه هو عاوزها ومتمسك بيها..
لمعت عينا حاتم بمكر
أما نشوف هيقدر يتمسك بيها للآخر ولا لأ.. وهي كمان هيكون تصرفها إيه بعد ما كل امتيازات العدوي تختفي فجأة..
سألته روح بتوجس
أنت عملت إيه يا حاتم..
رد عليها مازن الذي توسط الغرفة مواجها والده
بابا وقف حساب حسن البنكي وحسابي كمان.. ولغى توقيعي من على الشيكات..
رد والده بقوة
أيوه.. حتى الشقة بتاعته بعتها بموجب التوكيل اللي معايا.. وأما تشوفه ابقى بلغه أنه مالوش شغل عندي.. وكمان يسلم مفتاح عربيته في أقرب وقت..
رمقه مازن پقهر بينما سألته روح بذهول
جبت القسۏة دي كلها منين يا ابني.. ومازن ذنبه إيه هو كمان..
دي مش قسۏة يا أمي.. ده إجراء ضروري عشان حسن يرجع لعقله.. وأول ما يطلق البنت اللي اتجوزها دي.. كل شيء هيرجع لأصله..
وتوجه إلى مازن بالكلام
أنا وقفت كل امتيازاتك المادية عشان عارف أنك هتساعده من غير تفكير.. وما تفتكرش أنك ممكن تتهرب من جوازك من نيرة.. الڤضيحة اللي عملتوها لازم تتلم بسرعة.. وأبوها عايز يشوفك بأسرع وقت..
قاطعت روح حديثه وهي تأمره بحسم
حاتم.. رجع كل شيء زي ما كان.. وسيب ابنك ومراته في حالهم.. بلاش الظلم..
تم نسخ الرابط