رواية كاملة قوية الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ابتسمت براحة وهي تدعو لهما
ربنا يسعدكوا يا بني ويهدي سركوا..
وعادت لتضم منى إليها بقوة فابتعد حسن قليلا ليسمح لهما بوداعها..
اقترب منه يزيد ليضع في راحته علاقة مفاتيح..
سأله حسن بتعجب
ايه ده يا يزيد.. مفاتيح ايه دي..
مفاتيح الشاليه بتاعنا اللي في المعمورة.. أنا جهزته ومليت التلاجة.. وكمان هتلاقي في عشا ليكم.. مبروك يا كبير.. وما تنساش الجمايل دي..
أنا متشكر قوي يا يزيد.. بس أنا كنت مخطط نروح الشاليه بتاعنا في الساحل..
شهق يزيد بذهول
تروح فين.. ووالدك.. أنت فاكر أنه هيعدي اللي حصل ده بالساهل.. روح الشاليه بتاعنا أفضل.. هو مش هيفكر يدور عليك هناك.. افرح وفرح عروستك يومين.. قبل ما المواجهة معاه..
أومأ حسن موافقا
أنا عارف أنه مش هيسكت.. أكيد وصله كل اللي حصل الليلة وطبعا مفاجأته من تصرف نيرة لخبط له حساباته.. وكمان معرفته بجوازي في نفس الليلة.. أنا متوقع إعصار.. بس ربنا يستر..
ردد يزيد
ربنا يستر..
ما فيش أخبار عن مازن..
هز يزيد رأسه نفيا
ما اعرفش أي حاجة.. آخر مرة كلمته قبل ما أمضي على قسيمة جوازك.. قالي.. أنه مش هيقدر يوصل في الميعاد.. وطلب مني أكون الشاهد مكانه..
ربت يزيد على كتف حسن وأردف
أنا عارف وجوده جنبك الليلة كان يفرق معاك قد ايه.. بس يا سيدي اعتبرني زي أخوك..
أنت أكتر من أخ يا يزيد.. ووقوفك جانبي الليلة جميل فوق راسي.. وأنا مش متضايق من عدم وجود مازن.. بالعكس.. وجوده كان هيأثر جامد على صورته قدام نيرة.. هو ساعدني كتير.. من حقه بقى يحاول يظبط أموره شوية..
يعني أنت مش متضايق من اللي نيرة عملته..
هز حسن رأسه
لا.. أبدا.. يمكن فوجئت.. بس كان لازم أتوقع أنها بتحب تكون الكلمة الأخيرة لها.. بس أهوه.. كله جه في مصلحة مازن..
سأله يزيد بحيرة
تفتكر فعلا أن اللي حصل كان في مصلحته..
تبادلا النظرات الحائرة ولم يعلما بأن مازن نفسه كان في ذلك الوقت يرمق نيرة الجالسة بجواره بحيرة بالغة.. يتساءل عن صحة تصرفه.. عندما وافق على هذيانها المچنون..
فمنذ أن قرر حسن الرضوخ لوالده وإعلان خطبته على نيرة وهو يحرص بشدة على أن يبقى بعيدا في خلفية الصورة ويحاول اخفاء مشاعره بداخله حتى لا تسبب شرخا بينه وبين شقيقه حتى وهو يعلم بابتعاد حسن بعقله وقلبه عن نيرة.. ولكنه الليلة وهو يلمح دموعها تبرق في عينيها وحسن يتلاعب بالدبلة الذهبية بين أصابعه لم يحتمل البقاء في الخلفية وظهرت مشاعره واضحة على ملامحه رغما عنه وهو يحاول منع نفسه من الاقتراب منهما ومنع حسن من التسبب بإيلامها حتى لو تسبب ذلك في ابتعاده عنها للأبد.. حركة خاڤتة من يزيد وهو يمسك بذراعه أوقفته عن التقدم فالټفت له وملامح وجهه تصرخ بالصراع الدائر بأعماقه..
لم يعلم إذا كان حسن لاحظ ما حدث ولكن الأكيد أن نيرة لمحته.. فتبدلت ملامحها في ثوان وتحول بريق الدموع في عينيها إلى بريق تحدي وهي تنهض بكبرياء وتنزع خاتم خطبتها من يدها بهدوء لتلقيه في وجه حسن وهي تهتف بصوت مسموع
أنا آسفة يا حسن.. مش هقدر أكمل مسرحية خطوبتنا أكتر من كده.. أنا وافقت على الخطوبة دي بس عشان كنت عايزة أعقاب الراجل اللي بحبه.. لكني مش قادرة أكمل معاك.. أرجوك ما تجبرنيش على حاجة مش عايزاها..
وصمتت قليلا لترقب أثر كلماتها على الحضور الذين صمتوا تماما وكأن على رؤسهم الطير..
ثم رفعت رأسها نحو مازن وهي ترسم ملامح الأسف والعتاب
مازن.. حبيبي.. أنا آسفة على تصرفاتي المچنونة.. أرجوك سامحني.. أنا أتعلمت الدرس خلاص يا حبيبي.. مش قادرة أبعد عنك أكتر من كده..
سمعت الشهقات تتردد في كل مكان بالقاعة تقريبا وهي تعلن حبها وأسفها لشقيق خطيبها..
استمر تبادل النظرات بينها وبين مازن الذي لمح وسط بريق التحدي بعينيها نظرات استغاثة خفية.. أو ربما ذلك ما أوهم نفسه به فتخلص من ذراع يزيد وتحرك نحوها بخطوات بطيئة حتى وصل إليها ووقف أمامها تماما ليرى نظرات الانتصار بعينيها.. ويلمح نظرات حسن الذاهلة..
شعر بجميع من في القاعة ينتظر خطوته القادمة..
هل سيوافقها في ادعائاتها ليظن الجميع أنها هي من تركت حسن بسبب حبها اليائس لشقيقه.. أم سيخذلها ليحافظ على كرامة أخيه ورباط الأخوة الذي يجمعهما..
الفصل العاشر
أوقف مازن سيارته في إحدى البقع الهادئة أمام كورنيش المعادي.. والټفت إلى نيرة التي ظلت على حالة الصمت التي تلبستها بعد ما تلقت تلك القبلة المچنونة منه.. وكأن تلك القبلة كانت بمثابة مخدر لها فانساقت خلفه بهدوء وهو يسحبها خارج القاعة ويضعها بسيارته.. وكلما اقترب من منزلها.. تهز رأسها رافضة.. وتطلب منه أن يستمر في تحريك السيارة...
لقد منحه القدر الليلة فرصة لا تعوض ليكون مع حبيبته أخيرا.. بعد ما كان يفكر في أي طريقة ليتمكن من الاقتراب منها بعد انهاء شقيقه تلك الخطبة البائسة وكان كل مرة يجد خطأ ما.. يجعله يعيد النظر مرة أخرى.. حتى قدمت هي له الطريقة المثلى ليكون معها.. بدون أن يكون في موقف ضعف أمامها والأهم أنه لن يجرح شقيقه..
فقط عليه التعامل معها حاليا بهدوء شديد حتى يمتص ڠضبها ويحجم من كل الأفكار السوداء التي تموج في عقلها الآن وأغلبها تتمحور حول شقيقه مذبوحا.. أو مشنوقا...
أخيرا الټفت لها يتأمل وجهها الفاتن الذي يعشق به ملامح الكبرياء التي تحاول أن تستدعها الآن بكل قوتها..
سقطت نظراته على شفتيها تلك التي تذوقها لأول مرة منذ قليل.. ليجد أن طلاء شفتيها يلطخ تلك المنطقة الرقيقة حولهما.. فسحب المنديل من جيب بذلته وقدمه لها بهدوء..
نظرت نيرة إلى
المنديل بتعجب.. ثم لمحت اتجاه نظرات مازن.. فانطلق كل ڠضبها وحقدها المكبوت منذ اللحظة التي واجهها حسن بحقيقة الحفل الذي أقامه لها وحتى سحبها مازن كالشاه العاجزة بلا حول ولا قوة.. وتمثلت مشاعرها كلها في قبضتي يديها اللتين انطلقتا نحو مازن كالقنابل وهي تصرخ به
أنت خدعتني.. استغلتني.. خدعتني.. وخلتوني نكتة بين الناس..
تنهد ببرود
أنت قلت خدعتني مرتين على فكرة..
كادت أن تصرخ من جديد فعاد يخبرها بهدوء
وبيتهيألي أني لا خدعتك.. ولا ضحكت عليك.. بالعكس.. أنا..
بيتهيألي برضوه أنك ما كنتيش ممانعة..
كټفت ذراعيها تسأله پغضب
والحل..
أعاد كلمتها باستفزاز
الحل!!
صړخت به پجنون
مازن.. أنت ناوي تجنني.. هنعمل إيه في الورطة دي
أخذ يتأملها لوهلة وعادت عينيه تتجه إلى طلاء شفتيها الملطخ فأمرها بحسم
نضفي الروج من على شفايفك..
مسحت شفتيها پعنف وألقت المنديل نحوه پعنف صاړخة
خلاص.. ارتحت!..
هز كتفيه بخفة وهو يجيب سؤالها السابق بهدوء
أعتقد أنه أفضل حل أننا نهدى خالص ونسيب العاصفة تمر.. وبعد فترة الناس هتنسى وهيلاقوا حاجة تانية تشغلهم..
قصدك ڤضيحة تانية..
هز كتفيه بهدوء مستفز.. فصړخت به
معقولة هتسكت وتسيب الناس يجيبوا سيرتي.. ويقولوا..
قاطعها بجدية
هيقولوا أن الأخين لعبوا بيكي.. ونقلوك بينهم.. وفي الآخر رموك.. بعد ما اتبسطوا شوية وبعدين
تم نسخ الرابط