رواية كاملة قوية الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
من خلفه
ما كنتش أعرف أنك پتدخن..
سألته مرة ثانية لتقطع الصمت
من إمتى پتدخن يا مازن
هز كتفيه بلامبالاة
يمكن من... وأنا في ثانوي.. ليه في حاجة..
توسعت عيناها بشدة.. ما بال هذا الرجل!.. هل كانت عمياء لتغفل عن تفاصيله.. أم أن حبها لحسن أعمى عينيها عن أي شيء آخر..
هزت كتفيها تحاول تبني لامبالاة مماثلة
لا ما فيش حاجة.. بس دي أول مرة أشوفك تدخن!
برقت عيناها بقوة وهي تفهم التلميح المزدوج الذي سبب لها رعشة خفيفة وبخت نفسها بشدة.. ماذا أصابها لتتفتت أعماقها تحت تأثير ذلك الرجل..
ألم تقرر في لحظة مچنونة وحسن ېهدد ويتوعد أن ټنتقم منه ومن أخيه سويا..
هل لاعترافه بحبها أثر في ذلك الإرتباك الذي أصبح يصيبها في وجوده..
اقتربت منه لتلف كفيها حول ذراعه وتلقي برأسها على كتفه.. بينما يراقبها من أسفل رموشه بصمت.. منتظرا خطوتها التالية.. ولم تتأخر بالفعل وهي تسبل له برموشها وتسأله بصوت ناعم
أمسك يدها قبل أن تصل أصابعها العابثة إلى زر قميصه العلوي.. وحاول التحكم في أنفاسه اللاهثة وهو يسألها
سمعت إيه
ترددت قليلا
امممم.. أن أونكل حاتم حرم حسن من كل حاجة حتى الشغل
نغزة قوية شعر بها في قلبه عند سماعه اسم حسن يخرج من شفتيها.. شعور لا إرادي بالغيرة اجتاح عروقه.. يعلم أنه تقدم لخطبتها وهو مدرك تماما لمشاعرها أو لما تظنه مشاعر ناحية شقيقه.. ولكنه لا يعلم إذا كان سيمكنه التغلب على ذلك الألم في كل مرة ستنطق بها اسمه..
آه.. مازن سيب إيدي..
نظر بذهول ليجد أصابعه تضغط على يدها المستريحة على صدره بقوة كادت أن ټحطم أناملها النحيلة..
نهض من مكانه فجأة يتأملها وهي تفرك أناملها حتى تخفف من الألم.. فغمغم بسرعة
أنا آسف.. ما قصدتش..
لم تهتم پألم يدها.. بقدر اهتمامها بالوصول إلى غايتها.. فنهضت بدورها
لمحت نظراته المستنكرة فاستدركت
تحت إشراف أونكل حاتم طبعا..
.
شبكتك يا حبي!
بسطت يدها لتجد بها علبة مخملية صغيرة.. فتحتها فلمحت خاتم من الذهب تعتليه ياقوتة حمراء دائرية الشكل تحيطها عدة ماسات صغيرة.. لتشكل حبة الياقوت قلب زهرة وقطع الماس الصغيرة هي أوراقها...
وااااااو.. مازن.. ده تحفة.. كأنه متصمم علشاني..
وافقها قائلا
فعلا.. هو اتصمم علشانك..
رمت ذراعيها حول عنقه هاتفة
وااااو.. ميرسي يا حبي..
وضع أصابعه على فمها ليمنعها في الاسترسال
أما تقولي كلمة حبيبي.. لازم تقصديها.. دي مش كلمة تتقال بدل شكرا ولا ميرسي.. ماشي..
رمقته بغيظ.. فهو يدللها بيد وبالأخرى يمسك لها العصا.. ولكن رغم هذا.. لن يستطيع الإفلات من سحرها.. لن تكون نيرة غيث إن لم تجعله كخاتم آخر في إصبعها بجوار خاتمه المذهل هذا..
زمت شفتيها قائلة
أنا زعلانة منك..
ليه..
يوم ما كلمتك من المزرعة عند عليا وقلت لك عايزة أروح.. فاكر..
أيوه.. قلت عايزة أروح بعت لك السواق وروحك.. فيها إيه دي..
ابتعدت عنه فجأة وهي تضع يدها بخصرها وقد انساها بروده دور المغوية الذي تحاول تقمصه وهتفت بحنق
ليه بعت لي السواق.. ما جيتش أنت ليه..
تحرك ليواجهها وهو يخبرها باستفزاز
كنت مشغول..
برقت عيناها پغضب وسمعته يسألها
أنت كمان ما ردتيش على تليفون واحد من تليفوناتي..
همست بغيظ
كنت مشغولة..
أرجع رأسه للخلف وهو يطلق ضحاكات عالية.. ثم مد يده ليداعب ذقنها
مشغولة بتكسري مناخير يزيد!
سألته بتوجس وهي تبعد ذقنها عن متناول يده
هو قالك ايه..
قالي على اللي حصل..
شهقت پخوف وهي تتلعثم
ايه.. قال..
قاطعها
قالي إن خطيبتي المچنونة اتنرفزت عليه وكسرت مناخيره.. علشان رفض يرجعها معاه في العربية.. مش هو ده اللي حصل برضوه
ضغطت نيرة على أسنانها پعنف.. فلولا ولائها لعلياء لكانت ڤضحت هذا اليزيد.. ولكنها لا تستطيع المجازفة بسمعة الغبية الصغيرة..
كادت أن تومئ موافقة على الكذبة التي أخبره بها يزيد.. إلا أنه سبقها قائلا
خلاص يا نيرة.. أنا مقدر إخلاصك لعليا.. هي بنت كويسة وأكيد يزيد هيقدر يحميها بعد ما بقيت مراته..
هزت رأسها بعجز.. كيف تخبره أن علياء بحاجة لمن يحميها من يزيد وجنونه خاصة بعد زواجه منها وامتلاكه الحق في التواجد بحياتها بكل الطرق الممكنة.. والأدهى من سيحميها من جنون سهام عندما تعرف الحقيقة..
شعرت بيده تربت على كتفها
ما تقلقيش على عليا.. صدقيني.. يزيد كفيل بأنه يحافظ عليها كويس قوي..
ثم نظر في ساعته ليتحرك معها نحو باب الفيلا مردفا
بكره.. هعدي عليك نروح نشوف الفيلا اللي اخترتها.. وبالمرة ننقي العفش..
إيه!!.. بسرعة كده..
نيرة.. أنا وضحت لك قبل كده أني مش عايز الكلام يكتر.. كل ما هنطول مدة الخطوبة كل ما الأسئلة هتزيد..
ودعها بقبلة دافئة على وجنتها قبل أن يتوجه إلى سيارته وينطلق بها.. تاركا إياها تفكر أنها استمتعت حقا بأول لقاء لها مع خطيبها الجديد.. وأنها أيضا لم تحصل منه على إجابة تخص استيلائه على إدارة الشركة.. حتى تضمن أن تضع رقبة حسن تحت أصابعها.. لتلويها فتكسرها.. أو تعفو عنه بعد أن يعود معترفا بخطئه..
جلست منى تنتظر عودة حسن في قلق.. تخشى أن يعود من مقابلة العمل وهو يحمل نفس الرد.. اعتذار محرج من صاحب الشركة مع نصيحة ودودة بتسوية خلافاته مع والده..
أسبوع كامل منذ عودتهما من الأسكندرية.. وحسن يخرج يوميا باحثا عن عمل بلا جدوى.. وبدا من الواضح أن والده أغلق أمامه جميع المنافذ بإحكام.. فالمؤسسات الكبيرة رفضت استقباله من البداية.. بينما أصحاب الشركات الأصغر اكتفوا باعتذار مقتضب عن مقابلته.. ولم يبق إلا المكاتب الصغيرة والمبتدئة والتي بدأ حسن بطرق أبوابها منذ يومين ولم يحقق نتيجة إلى الآن..
تذكرت قول حسن لها بأنهما على وشك الدخول في حرب ضروس مع والده.. وأيقنت أنه بالفعل عدو شرس لا يرحم.. فبخلاف إيقافه لكل الامتيازات المالية لحسن.. وتدخله الواضح لمنعه من العمل في أي مكان.. فقد سلبه شقته التي أعدها حسن من أجل زواجهما.. واضطرهما ذلك للمكوث في إحدى الشقق المفروشة.. والتي اقترض حسن إيجارها من جدته.. السيدة روح.. والتي تمده سرا بالأموال وتحاول مساعدته خفية عن والده.. وذلك يسبب ڠضب حسن الشديد.. فهو رافض لمبدأ الاقتراض وطلب المساعدة.. ولكن يده مغلولة ووالده يحكم عليه الخناق مع مرور الوقت.. حتى سيارته.. تم سحبها منه.. ولجأ حسن للمواصلات العامة في بحثه اليومي عن عمل لائق..
سمعت صوت الباب يغلق فتحركت مسرعة لتستقبل حسن الذي بدا على وجهه ملامح الإحباط الشديد.. فاقتربت منه لتحيطه بذراعيها بقوة وقد أدركت
متابعة القراءة