رواية كاملة قوية الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
و..
قاطعتها نيرة بقوة
انسي الحب ده خالص.. ودوسي على قلبك.. ودوري على اللي بيحبك..
سألتها علياء پألم
زي ما أنت عملت.. اخترت مازن عشان بيحبك..
أشاحت نيرة بوجهها بعيدا وهي تتمتم
اخترت!!.. أيوه.. مازن بيحبني.. وهو الإنسان اللي هكمل حياتي معاه.. أنا كنت فاهمة نفسي غلط لما أوهمتها بحب حسن..
سألتها علياء بتعجب
أومال مش بتردي على تليفوناته ليه.. ده بيتصل بيكي كل يوم.. وأنت من يوم ما جيت من أسبوع ما ردتيش عليه..
نيرة!!.. روحت فين
ألتفتت نيرة لتخبر علياء بهدوء
عليا.. زي ما قلت لك.. انسي يزيد خالص.. وابعدي عنه نهائي.. أنا.. أنا هروح أنام.. أنا تعبانة وعندي إحساس أني بقالي سنين ما نمتش..
وهربت نيرة بسرعة من أمام علياء.. فهي رفضت مناقشة أي شيء يخص فك ارتباطها بحسن وقرارها السريع بالارتباط بمازن مع أي شخص حتى والدها.. الذي أخبرته أنها تريد البقاء مع علياء لفترة.. وتركت له ولأول مرة مهمة تحديد زواجها الوشيك..
انتظرت علياء بصبر في شرفتها حتى تستطيع رؤية يزيد قبل أن يذهب.. ولكنه لم يظهر مرة أخرى بعد دخوله إلى غرفة المكتب.. انتظرت ساعة.. وساعة أخرى.. ولكن لا أثر له..
أخيرا سحبت مئزرا منزليا لترتديه فوق منامتها القصيرة.. وارتدته على عجل ونزلت مسرعة إلى غرفة المكتب..
ابتلعت ريقها بقوة وأخذت نفسا عميقا قبل أن تفتح الباب بهدوء وتدلف إلى الغرفة لتفاجئ بيزيد وقد افترش الأريكة العريضة الموجودة بالغرفة.. وذهب في نوم عميق..
أغلقت الباب بهدوء حتى لا توقظه واقتربت ببطء وهي تقدم خطوة وتأخر أخرى.. حتى وصلت إليه ووقفت تتأمل ملامحه الوسيمة ولكنها كانت منقبضة بشدة وكأنه يتألم من شيء ما..
عاد يهمس في نومه ثانية وعقد حاجبيه بشدة.. فمدت يدها لتمسد جبهته برقة حتى تنفرج ملامحه وتعود لهدوئها.. وأخذت أناملها تتجول على وجهه برقة وكأنها تريد رسمها في خيالها.. تريد حفظها بين حنايا قلبها لتكون زادها في بعاده بعد ما قرر بحسم الإستمرار في زواجه...
جمدت أناملها على وجهه وهي تسمعه يهمس باسمها.. وقطبت حاجبيها في حيرة.. هل يناجيها في أحلامه.. إذا لم الهجر والبعاد.. لم زواجه من أخرى..
عاد اسمها يتردد بين شفتيه
فراشتي.. عليائي.. مش قادر..
تجمدت كل خلية بجسدها وهي تلمح عينيه المفتوحة تحدق بها.. وترمقها بنظرات هائمة.. سرعان ما تحولت إلى تلك النظرة التي أصبحت تألفها في عينيه مؤخرا... .
يحلم بها.. يختطفها ليذهبا بعيدا عن الجميع.. عن كل ما يفصلهما ويمنع وجودهما معا.. ..
بحبك.. بحبك يا يزيد.. ليه بتبعد عني..
انتفض بقوة وهو يشعر بأناملها تنغرز بين خصلات شعره.. وصوتها الهامس يتردد بين أنفاسه.. شعر أن الحلم اختلط بالواقع وأنه الآن يعيش واقعا ملموسا..
نهض جالسا من رقدته.. وأمسك بذراعيها ليثبتها أمامه فارتكزت بكفيها على الأريكة في حين ظلت متكئة على ركبتيها وهي تلهث بقوة من عڼف المشاعر التي جمعتها به..
سمعته يسألها بخشونة
أنت إيه اللي مصحيك لحد دلوقت..
علمت بسهولة أن خشونته مصطنعة فأخذت تنهل من ملامحه الحبيبة لعينيها بجوع وهي ترد بخفوت
قلقت
عليك وجيت أشوفك..
تخللت أنامله بين خصلاته بقلق
أنا.. أنا.. كنت بدور على الورق.. وتعبني على ما لقيته فقلت أريح عينيه شوية قبل ما أرجع تاني القاهرة.. بس يظهر أني روحت في النوم..
رفعت أناملها لتمر بها على جانب وجهه برقة
أنت شكلك فعلا مرهق أوي.. أنت مش بتنام..
مد يده ليمسك بيدها ويبعدها عن وجهه وهو يهتف بخفوت
علياء.. بلاش جنون.. احنا اتفقنا من المرة اللي فاتت أن كل ده لازم ينتهي..
ارتسمت على شفتيها ابتسامة رقيقة وهي تسأله
كنت بتحلم أنك ..
عادت أنامله تعيد خصلاته للخلف وهو يحاول أن يتماسك من أجلهما معا.. تلك الفراشة تتلاعب حول اللهب ولا تعلم أنه سيحرقها قبل أن يحرقه هو..
حاول أن يطلب منها بحزم ولكن طلبه خرج كتوسل رقيق
اطلعي أوضتك يا علياء.. اطلعي أوضتك واقفلي عليك بالمفتاح..
هزت رأسها بالنفي وهو تعاود ملامسة وجهه
قولي الأول أنت جيت ليه الليلة..
رفع يديه ليمسك يدها قبل أن يذوب تحت لمسة أناملها واحتفظ بها تلك المرة في كفه.. وحاول أن يتذكر سؤالها.. ليجمع بعض كلمات بلا معنى
ورق.. مهم.. كان لازم أجيبه الليلة..
هزت رأسها وكأنها غير مقتنعة بكلماته فهي تشعر بأنامله تداعب كف يدها التي يحتضنها بدفء شديد.. وأنبأتها غريزتها الأنثوية أن تلك الأوراق ما هي إلا عذر حتى يأتي إلى المزرعة ليراها.. فوجدت نفسها تلقي بذراعها خلف عنقه وتقف على ركبتيها ليكون وجهها مواجها لوجه
يزيد.. أنا مش حلم.. أنا حقيقة.. يزيد.. خدني في حضنك.. حتى ولو لآخر مرة.. حتى لو كان وداع..
لم يدعها تكمل توسلها فهو يحتاجها بين أحضانه أكثر مما يحتاج الهواء الذي يتنفسه.. لقد أضناه بعاده عنها وحرقه شوقه إليها..
وأخيرا هدأت عاصفة حبهما وسكنت علياء بين ذراعي يزيد..
لم تتفتح الأبواب.. لم تتكسر النوافذ.. وبالتأكيد لم تهطل الأمطار أو تفور القهوة لتطفئ شعلة الڼار..
فقط كسرت الفراشة وحطمت أجنحتها...
الفصل الحادي عشر
جلس حسن بجوار منى حول مائدة على شكل نصف دائرة بإحدى الملاهي الليلية الشهيرة والملحقة بفندق خمسة نجوم.. وأمسك يدها ليضغط عليها هامسا
إيه رأيك.. أعملك امتحان دلوقت في دروس الأسبوع اللي فات..
تورد وجه منى بروعة سلبت لبه وقد ظهرت صډمتها جلية.. وهي تسأله بذهول
حسن!.. أنت بتقول إيه!!
قهقهة بشقاوة وهو يجيبها ببراءة مصطنعة
أنا قصدي دروس الرقص.. هو أنت قصدك حاجة تانية!
زمت منى شفتيها بفتنة تدعي الڠضب.. وتجيبه بدلال أدركت عشقه له بغريزتها
أنا كمان أقصد الرقص.. بس هتكسف أرقص قدام الناس..
جذبها من يدها ليتوجها نحو حلبة الرقص
ما تفكريش في الناس.. المهم أننا سوا..
رفعت ذراعيها ليطوقا عنقه وبدآ يتحركان على أنغام الموسيقى الهادئة برشاقة..
ابتسمت منى بخجل بينما أراح جبهته فوق جبهتها وسألها بجدية
سعيدة يا منى..
أغمضت عينيها بحالمية وهي تهمس
سعيدة دي كلمة قليلة على اللي بحس به وأنا معاك.. حسن.. أنت أحلى حاجة في دنيتي..
ضمھا إلى صدره بقوة وهو يخبرها بشقاوة
يعني المفروض أنا أعمل إيه دلوقت.. الكلام الحلو ده تقولهولي واحنا في بيتنا
متابعة القراءة