رواية كاملة قوية الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

شديدة.. فنهض حسن ممسكا بيدها
طيب خلاص.. نأجل الدرس شويه.. تحبي نتمشى على البحر..
هزت رأسها نفيا وهي تخبره بخجل
عايزة أرقص معاك رقصة سلو.. زي الأفلام.. بس أنت اللي هتعلمني..
ابتسم حسن بسعادة وهو يشاكسها
وماله.. آهي كلها دروس..
تحرك ليبحث بين مجموعة الأغاني التي يحتفظ بها يزيد.. ليجدها تقف بجواره
عايزة أغنية.. باعترف..
من عينيه..
أدار الأغنية.. وضمھا إلى صدره ليغيبا سويا مع كلمات الأغنية وكل منهما يهمس بها للآخر..
جلس يزيد خلف مقود سيارته في شرود.. يتساءل بداخله عما دفعه للقيام بتلك الرحلة الحمقاء.. هل يرغب برؤيتها حقا.. ولماذا.. ماذا سيستفيد برؤيته لها.. والأهم هل يضمن سيطرته على مشاعره إذا رآها..
رفع بصره إلى الشرفة البعيدة والمضيئة.. يعلم أنها مازالت مستيقظة وأن نيرة ستكون برفقتها بالطبع.. ربما هذا ما شجعه على المجئ.. أنه لن ينفرد بها.. فقط سيراها ويروي عطش عينيه بزرقة عينيها وتلك النظرة التي تحتويه بها وتصرخ بحبها له..
يدرك أنها أنانية منه.. بل أنه يستحق لقب الوغد الأكبر في الكون.. فما يفعله بها وما يرسله لها من رسائل متناقضة تقلب كيانها وتجعلها غير مدركة لمشاعره المتقلبة نحوها لهو أكبر خطيئة قد يرتكبها على الإطلاق.. ولكنه عاجز عن فعل أي شيء سوى رؤيتها.. وإشباع روحه قبل عينيه بنظرة الحب في عينيها...
لقد مر بأسبوع كالچحيم.. فبعد ما مضى الأسبوع الأول من ابتعاده عنها بهدوء وهنأ نفسه على حسن اختياره لقرار البعد.. إلا أن مع مرور الوقت وزيادة شعوره بالاشتياق لها جعله كالقنبلة الموقوتة يخشى جميع من حوله أن ټنفجر به في أي لحظة.. فأعصابة مشدودة على الدوام.. صوته عال على الجميع.. حتى ريناد نفسها لم تسلم من إحدى نوبات غضبه.. والده يرمقه بنظرة مفكرة بينما والدته تظن أن ما به توتر ما قبل الزفاف حتى أنها سخرت منه يوما قائلة
إيه يا يزيد.. أنا أعرف أن العروسة هي اللي بتكون قلقانة ومتوترة مش العريس..
لم يجد يومها ما يجبها به سوى تبرير واه حول رغبته في الإنتهاء من العمل حتى يستطيع القيام بإجازة شهر عسله بارتياح..
وبعد عدة ثورات أخرى في العمل اقترح والده عليه ببساطة أن يبدأ إجازته مبكرا حتى تهدأ أعصابه قليلا ولكنه رفض بقوة.. وحاول قدر استطاعته التحكم بنوبات غضبه والسيطرة على ثوراته المتعددة وكان ذلك سببا إضافيا في الضغط على أعصابه التي تحترق من الأساس..
لذا فقد أخذ قراره.. متخذا من وجود بعض الأوراق الهامة بخزينة مكتب والده بالمزرعة كعذر واه للحضور إلى المزرعة لإحضار الأوراق ظاهريا ومن داخله كان يتمنى أن يراها ولو من بعيد.. فقط يلمحها.. مرة.. مرة واحدة..
عاد يرفع عينيه إلى الشرفة المضاءة ليلمحها تتحرك بها.. وشعر للحظة وكأنها تتجمد وهي تلمح سيارته قرب البوابة المعدنية الكبيرة.. ثم الټفت لتدخل حجرتها بسرعة..
صاړخة بذهول
نيرة.. بيتهيألي عربية يزيد بره!!..
زفرت نيرة بنفاذ صبر وهي تتصفح إحدى دفاتر الرسم الخاصة بعلياء
وبعدين يا علياء.. هو كل ليلة الموال ده.. أسبوع من يوم ما جيت وأنت أي عربية تعدي جنب المزرعة تقومي تجري وتقولي أنك حاسة أنه سي يزيد.. خلاص.. لازم تنسيه.. جوازه مش باقي عليه إلا أسبوعين.. وريناد بتوزع الدعوات فعلا..
أخفضت علياء وجهها أرضا في حزن
خلاص يا نيرة.. مش لازم تفكريني كل شويه..
تحركت نيرة وتركت الدفتر ليسقط من يدها وتمسكت بكتفي علياء بقوة
أنا بفكرك عشان تكوني أقوى.. عشان ما تضعفيش.. لازم تجهزي نفسك ليوم فرحه.. وعقلك هو اللي يكون له التصرف.. ما تخليش حد يشمت فيكي.. فاهماني..
قالت جملتها الأخيرة وكأنها تذكر بها نفسها..
أومأت علياء في حزن
هو أنا أقدر أعمل حاجة غير كده..
تركت نيرة كتفي علياء والتفتت لتجلس على أحد المقاعد المريحة.. هاتفة بغيظ
أيوه تقدري.. تقدري.. تنس...
قطعت كلماتها عندما لمحت الصفحة التي فتح عليها دفتر الرسم ووجه يزيد يطالعها بملامح.. غامضة.. وعينيه تلتمع بهما نظرة توق ممزوجة بنظرة رغبة واضحة.. فانحنت لتلتقط الدفتر وسألت علياء پخوف
عليا.. أنت رسمت الصورة دي ليزيد امتى..
رفعت علياء لها عينين تحتبس بهما الدموع وهي تتساءل بدورها
هاه.. أي صورة..
حركت نيرة الدفتر أمام علياء لتواجهها عيني يزيد تتألق بهما النظرة التي تلازمه مؤخرا كلما نظر إليها.. فهزت كتفيها بمعنى لا أدري.. فعادت نيرة لتسألها بإلحاح
هو فعلا بيبص لك بالطريقة دي.. ولا دي مجرد لوحة...
ابتلعت علياء ريقها بارتباك وهي ترد على السؤال بسؤال
مش فاهمة قصدك إيه يا نيرة.. وهي هتفرق في إيه يعني..
قبل أن ترد عليها نيرة دوي صوت إغلاق الباب الخارجي للفيلا.. فقفزت علياء بسعادة واختفت علامات الحزن من ملامحها في ثوان وهي تصيح أثناء خروجها من غرفتها
الباب.. سمعت الباب.. يبقى أكيد يزيد..
وانطلقت تعدو تاركة خلفها نيرة فاغرة فمها بذهول لسرعة تبدل حال صديقتها إلا أنها أجبرت نفسها على التحرك خلفها بسرعة.. فبعد رؤيتها لنظرة عيني يزيد في اللوحة.. لن تأمن أبدا وجوده منفردا مع علياء.. فخرجت وهي تتمتم في ڠضب..
لو نظرة
عينيه دي حقيقية.. يبقى مش لازم ينفرد بعليا لوحدهم أبدا..
وصلت علياء إلى الطابق الأسفل من الفيلا بينما كان يزيد على وشك الدخول إلى غرفة المكتب.. فهتفت بحنين
يزيد..
تجمد يزيد لحظة أن سمع صوتها واشتدت يده على مقبض الباب وهو يحاول التحكم في جسده الذي انتفض بقوة لسماع صوتها.. فبرغم أنه حضر خصيصا لرؤيتها والتمتع بنظرة الحب في عينيها إلا أنه خشي للحظة أن يلتفت لها ليجد أن تلك النظرة اختفت.. أو الأصعب أن يجدها تحتويه بحبها فيعجز عن الابتعاد عنها بدون أن يروي ظمأه منها..
عاد صوتها يناديه بتردد
يزيد..
الټفت لها ببطء لتواجهه نظراتها المشعة وقد تناثر شعرها حولها وتضرجت وجنتيها باللون الوردي الجميل وتعالى صوت تنفسها بفعل نزولها الدرج بسرعة شديدة لملاقته..
فتن بطلتها كالمعتاد وتحرك نحوها كالمنوم مغناطيسيا.. عندما دوى صوت نيرة لينزل عليه كدش بارد يفيقه من هذيانه
حمد لله على السلامة يا يزيد.. الوقت متأخر.. كنت محتاج حاجة ضروري ولا إيه..
التفتت علياء لنيرة التي وقفت في منتصف السلم وهي تضع يدها بخصرها وتنظر ليزيد بتحفز.. ففسرت علياء نظراتها تلك بڠضبها من دور يزيد في فسخ خطبتها من حسن.. بينما أدرك يزيد نظرات التحذير التي تلتمع في عيني نيرة بسهولة فغمغم بسرعة
كان في ورق مهم في المكتب هنا.. ومحتاجينه ضروري..
وتحرك بسرعة ليدخل غرفة المكتب ويغلق الباب خلفه.. بينما جذبت نيرة علياء الهائمة من يدها پعنف واصطحبتها إلى غرفتها بالطابق العلوي.. وأغلقت الباب خلفهما بقوة والتفتت لتصيح بها
عليا.. إيه حدود علاقتك بيزيد..
تلعثمت علياء وهي تجبها
مش.. أنت اللي قلت لي أقرب منه و..
قاطعتها نيرة پغضب
ايوه.. أنا قلت كده.. بس كنت فاكرة أنك فاهمة قصدي.. أنك تقربي من غير ما تتحرقي پالنار.. فاهماني يا عليا..
رفعت علياء لها عينين حائرتين فتنهدت نيرة بحنق
عليا في علاقة بينك وبين يزيد..
شهقت علياء بقوة وهي تهتف بحرج
أنت بتقولي إيه يا نيرة!!
تنهدت نيرة بارتياح ونصحتها بهدوء
طيب.. خلاص يا عليا.. بس دلوقت مش هينفع تقربي من يزيد.. خلاص فرحه ما بقاش عليه حاجة.. يعني هو قرر عايز مين.. لازم تخرجيه من دماغك وتنسيه خالص..
أجابتها علياء بحزن
إزاي بس.. أنا بحبه..
تم نسخ الرابط