رواية كاملة قوية الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة
زهقوا منك..
اتسعت عيناها پذعر تستشعره للمرة الأولى.. فلم تتصور في أي وقت أن تكون نيرة غيث مضغة تلوكها أفواه النميمة وجلسات السيدات التافهات.. ولكن.. هذا لن يحدث.. مازن لن يسمح بهذا.. أنه يحبها.. أم تراها قد أخطأت في قراءة مشاعره.. كلا.. كلا.. أنها متأكدة..
اعتدلت في جلستها بهدوء وهي تخبره بعجرفة
ما فيش حاجة من دي هتحصل!
ليه بقى..
أشارت له بسبابتها
أنت مش هتسمح بكده!
والسبب..
أنت بتحبني..
رمتها في وجهه بقوة وكأنها تصمه بسبة ما فدفعه ذلك للابتسام بسخرية..
صړخت متهمة اياه
أنت بتحبني صح..
أجابها بهدوء
لازم يكون في حد بيحب نيرة.. مش كده..
سألته بتردد
يعني إيه..
يعني أنك دايما بتدوري على اللي بيحب نيرة.. وإذا كان في حد لا سمح الله اتجرأ ومحبهاش يبقى لازم يحبها.. حتى ولو بالعافية!!!
أنت عايز توصل لإيه
عايز أعرف... ليه نيرة مش بتحب نيرة!..
توسعت عيناها بدهشة.. فأردف وهو يلوح بيده
كل اللي حواليك وبيتعاملوا معاك فاهمين أنك بتحبي نفسك لدرجة النرجسية.. لكن الحقيقة غير كده..
أدار وجهه لها ومد يده ليرفع وجهها ويحدق بعينيها
الحقيقة أنك مش بتحبي نفسك.. دايما بتدوري على أي حد يحبها بدالك.. ليه.. ليه يا نيرة..
كفاية فلسفة يا مازن.. وقول..
قاطعها بهدوء وهو يبدأ تشغيل السيارة
هحدد ميعاد الجواز مع والدك وأبلغك.. أنا لحد الوقت ما طلبتكيش منه.. وما يصحش أنه يسمع من بره أن بنته بدلت خطيبها!..
يعني..
يعني.. هنتجوز على طول يا نيرة.. لا خطوبة ولا كلام فارغ من ده..
والټفت إليها ليضغط على كل حرف
يعني ما فيش حسن.. ما فيش منى... تطلعيهم من دماغك اللي عاملة تدور على أي مصېبة تسببها لهم ولا أي کاړثة تفرقهم عن بعض..
رددت بتوتر
تفرقهم!!
أجابها بهدوء
حسن ومنى اتجوزوا.. وهما دلوقت في طريقهم لشهر العسل..
إيه!.. لا.. لا مش ممكن مستحيل..
جذبها من ذراعها بقوة
نيرة.. بقولك لآخر مرة.. تنسي كل حاجة عن اللي فات.. أنا مش هعرض نفسي واسمي وكرامتي لأي كلام سخيف عشان حضرتك ترضي نزعة الإنتقام اللي جواك.. وخليك فاكرة.. أني قدام أبويا وأبوك بقدم لهم خدمة.. يعني لو تراجعت عن جوازنا في أي لحظة نتيجة أي تصرف متهور منك.. ما فيش حد هيقولي تلت التلاتة كام.. فهماني..
بس أنت بتحبني..
أغمض عينيه بقوة.. واجابها بهدوء
أيوه.. بحبك يا نيرة.. وعارف أنك عارفة من زمان..
فتح عينيه فجأة والټفت لها
بس مش هسمح تاني أنك تستخدمي الحب ده عشان تستردي كرامتك أو ټنتقمي.. كفاية قوي اللي حصل الليلة.. ولو عاوزة الحق.. أنت اللي استغلتيني.. مش العكس..
أدار السيارة بحركة عڼيفة.. وهو يسألها
هتروحي دلوقت..
هزت رأسها نفيا
وديني عند عليا في المزرعة..
أومأ بصمت متفهم بينما هي ترمقه مذهولة بشخصيته.. بمازن الرجل الذي تواجهه للمرة الأولى وقد أدركت أنها دخلت بقدميها إلى حياته بل هو من جرها جرا إليها..
ذلك الرجل الذي اكتشفت أنها لا تعلم عنه شيئا.. ولكنه يعلم عنها الكثير..
حمل حسن منى برقة ليدخل بها إلى الشاليه الخاص بعائلة يزيد.. بينما هي تمسكت بعنقه لا إراديا خوفا من سقوطها أرضا ولمحته وهو يغلق الباب بكعب قدمه.. ويتوجه بها نحو السلم الداخلي.. فهمست بخفوت
خلاص يا حسن بقى نزلني..
هز رأسه نفيا وهو يلمح تخضب وجنتيها بالاحمرار وهمس بجوار أذنها
لسه ما وصلناش للمحطة الأخيرة!..
شهقت بخجل وأخفضت بصرها لتتأمل حبات الألماس المتراصة في حزام فستانها.. قبل أن تشعر بحسن يهبط بها برقة على الفراش..
رفعت عينيها بخجل لتتلاقى بعينيه التي ترمقها بنظرة حارة وأنامله تتجول على وجهها برقة حتى أمسك بذقنها ليرفع وجهها إليه ويهمس بين أنفاسها
أخيرا.. أخيرا يا منى..
هبط برأسه
فقفزت من الفراش فجأة واقفة على قدميها واتجهت نحو النافذة تثرثر بكلمات بلا معنى
الشاليه موقعه حلو قوي.. على البحر على طول.. و..
تحرك ليقف خلفها مباشرة ويضمها إلى صدره هامسا في أذنها
ما تخافيش..
التفتت لتواجهه وهي تردد بارتباك
أنا.. مش خاېفة.. أنا..
أحاط خصرها بذراعه وهو يسألها بهدوء
ممكن بس نرفع الطرحة..
أومأت موافقة.. فحرك يده ليخلص خصلاتها من الطرحة الطويلة.. ومرر أنامله باستمتاع في شعرها فشعر برجفتها الخفيفة بين ذراعيه..
برضوه خاېفة!!.. لا.. أنا لازم أطمنك على الآخر!!..
همس بتلك الكلمات أمام ثم أخذهما عبر بها عن حبه وشوقه وتملكه لحبيبته ومليكة قلبه منذ الأزل..
منى...
بحبك يا حسن..
هتف حسن بفرحة وحملها بسرعة ليتوجه بها نحو الفراش.. ليبدأ تعليمها.. أبجديات الحب.. هاتفا بعبث
دلوقت بقى نبدأ أول دروس.. من حبيبك وجوزك حسن العدوي..
أوصل مازن نيرة إلى مزرعة الغمرواي ووجدا علياء بانتظارهما بعدما اتصل بها مازن ليخبرها بقدومهما..
نزلت نيرة من السيارة بسرعة بدون أن تنتظر مازن ليفتح لها.. وألقت بنفسها بين ذراعي علياء التي تفاجاءت من تصرفها.. فرغم طول فترة صداقتهما إلا أن نيرة لم تبادر بتصرف مثل ذلك أبدا..
سألت علياء بقلق
حصل إيه يا نيرة.. هي الحف...
قاطع مازن كلماتها بسرعة
هسيبك مع عليا.. ما يصحش أدخل في وقت متأخر زي دا.. وزي ما اتفقنا.. هكلم والدك ونحدد ميعاد الفرح..
سكنت نيرة بين ذراعي علياء التي رمقت مازن بذهول.. وهي تردد في بلاهة
فرح مين!!
هم مازن بالاجابة ولكن سبقته نيرة عندما نزعت نفسها من بين ذراعي علياء وتوجهت لداخل الفيلا
وتهتف من خلف كتفها
فرحي أنا ومازن..
ثم التفتت له بغيظ
عايزة فرح ولا ليالي ألف ليلة.. مش عايزة أسمع همسة علي من أي واحدة مريضة..
ثم تحركت مسرعة لتختفي من أمام أعينهما تاركة علياء غارقة في ذهولها.. بينما تحرك مازن نحو سيارته وقبل أن يدخلها سأل علياء بتهذيب
عليا.. ممكن أطلب منك تطمنيني عليها.. أنا عارف أنها مش هترد على تليفوناتي..
بس.. إيه اللي حصل..
اللي حصل يخصها لوحدها.. وهي أكيد هتحكي لك عنه.. بس لما تهدى.. قولي لها بس أنه فرحنا هيكون بعد شهر بالكتير.. تصبحي على خير..
حركة خفيفة على وجنة منى كانت سببا في إفاقتها من نومها.. فحركت يدها لتبعد ما يزعجها.. ولكن تلك الحركة استمرت بإلحاح أكبر.. فبدأت تستيقظ بالفعل لتتذكر أن الليلة السابقة كانت ليلة زفافها وأن الذي يجاورها بالفراش الآن..هو حسن.. زوجها..
فتحت عين واحدة لتلمحه يراقبها باستمتاع فأغلقتها سريعا.. ثم عادت تفتح عينها الأخرى لتفاجئ بقبلة ناعمة على جفنها المغلق.. فهتفت بعفوية
بلاش تبوسني في عينيه..
قهقه ضاحكا وهو يقلد عبد الوهاب
دي البوسه في العين تفرق..
ابتسمت بدورها وهي تضع أناملها على شفتيه
ربنا ما يجيب فراق..
تحرك ليضمها لصدره وهو يهمس عابثا
وبعد وقت طويل كانت منى تجلس في شرفة الشاليه لتتناول غذاء متأخرا مع حسن.. وتراقب غروب الشمس.. تمسك بيدها الوردة التي كان يوقظها بها حسن صباحا.. وسمعته يخبرها ضاحكا
يزيد مالي البيت أكل.. وجايب لنا وردة واحدة بس.. رومانسي قوي الواد ده!..
ابتسمت منى برقة
بس الجنينة كلها ورد.. حلوة قوي..
قرب مقعده منها وهو يمسك يدها ويقبلها.. برقة
إن شاء الله هيكون عندك جنينة زيها وأحلى منها كمان.. أنا عندي كام منى..
أخفضت منى عينيها بخجل ليهتف هو
يووووووه على الكسوف ده.. ايه رأيك أعطيك درس تاني من دروس حسن يمكن الكسوف يخف شويه..
ضحكت برقة.. واللون يتدافع إلى وجنتيها بسرعة