رواية كاملة قوية الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

حفلة إيه!..
سألها بسخرية طفيفة
مش عارفة حفلة إيه!.. مش دي الحفلة اللي أنا وبابا مش هنوافق نوديكي ليها.. ويا حرام صاحبتك أم قلب حنين هي اللي هتوديكي..
هزت علياء رأسها في حيرة
أنا مش فاهمة حاجة.. أنت بتقول إيه.. أنا أساسا كنت نازلة أقول للسواق يوصلني المزرعة دلوقت... أنا مش فاهمة أنت جبت الكلام ده منين!!
نظر إلى الحقيبة الصغيرة في كتفها وسألها بتشكك
يعني أنت ما اتفقتيش مع نيرة عشان توديكي الحفلة..
أرادت أن تلقي الحقيبة وتصرخ في وجهه أن يكف عن ترديد كلمات والدته.. وما أوحته إليه هي وريناد.. لكنها للأسف لا تملك رفاهية الشجاعة.. تخشى على غضبه وليس من غضبه..
نفت اتهاماته بضعف
هي الحفلة دي مش بتحتاج فستان وكوافير وحاجات كتير... لو كنت ناوية أروح حفلة كنت هبقى هنا بعمل إيه..
ظهرت الحيرة على ملامحه.. بين ثورة كلمات والدته التي ما أن سمعت مكالمة يزيد وحسن حتى اندفعت تكيل الاټهامات لعلياء.. بأنها من دبرت تلك الخطة... وبين ما ظهر على علياء من ملامح الإنكسار وخيبة الأمل..
زفر بحيرة وهو يخبرها
بصي.. حسن اتكلم وقال لي أنه هيعدي عليك هو ونيرة على الساعة 8 ونص.. وأنا قلت له أنك هتيجي معايا أنا وريناد.. احنا كده كده رايحين..
صړخت بقوة
لا.. لا.. أنا مش عايزة أروح معاك أنت وريناد..
هي لا تتصور نفسها محپوسة في سيارة يزيد لتراقب نظراته المغازلة لريناد من هذا القرب.. وتتعذب من همساتهما والحسړة تتآكلها في كل لحظة أنها دائما في المقعد الخلفي بينما ريناد جواره.
هتف بها پغضب
يعني ايه...
استدركت بسرعة
أقصد خليني مع نيرة.. يعني لو عمو عصام وافق إني أروح الحفلة.. يبقى خليني مع نيرة.. عشان كمان لازم أشتري شوية حاجات وهي هتكون معايا..
ما ريناد موجودة تحت.. هقولها تروح معاك.. و..
قاطعته بسرعة
لا.. أنا هكلم نيرة.. أكيد ريناد هتكون مشغولة.. و..
قاطعها
خلاص براحتك..
مد يده في جيبه ليخرج من محفظته إحدى بطاقات الإئتمان ليدفعها في يدها
خلي دي معاك عشان الحاجات اللي هتشتريها..
لا.. لا.. أنا معايا بتاعتي..
ضغطها في يدها
خليها معاك.. بس خودي بالك.. أقسم بالله يا علياء لو جبت فستان قصير.. ولا عريان لأكون جرك من شعرك على المزرعة قدام الناس كلها ومش هيهمني.. فاهمة..
رفرفت برموشها وهي مأخوذة بالعڼف في صوته.. فكرر بتأكيد
فاهمة
أومأت موافقة.. وهي ترتجف من الغيظ.. فها هو يعود لإلقاء الأوامر عليها مرة أخرى.. ويترك الحبل على الغارب لخطيبته الحسناء...
تمتمت بغيظ
أنت مش هتبطل الشيزوفيرنيا دي..
لسوء حظها وصله همسها فصړخ بها
ايه!!.. بتقولي إيه.. شيزوفرينيا إيه!!.. أنت اټجننت!!
عادت خطوتين للخلف وهي ترتجف من الخۏف فقد أغضبته بدون أن تقصد..
حاولت تفسير كلماتها
أيوه.. أنت بهدلتني على هدومي.. وبتسيب ريناد اللي هي خطيبتك تلبس زي ما هي عايزة.. و.. وده يبقى اسمه ايه
ريناد مش بتلفت الأنظار زيك..
خرجت الكلمات منه بسرعة وبدون أن يفكر بها.. ورمقته هي بذهول لا تدري ماذا يقصد بكلماته.. أيتهمها بمحاولة جذب الأنظار.. أم.. يعتقد أن خطيبته أقل جاذبية منها..
ظلت ترمقه بذهول وتساؤل.. بينما تجمدت الكلمات على لسانه ولم يستطع إضافة أي كلمة لتوضيح ما تفوه به للتو.. فما كان منه إلا أن خرج كالعاصفة مغلقا الباب خلفه پعنف جعلها ترتجف في مكانها..
أخرجها من جمودها رسالة على هاتفها.. فتحتها لتجدها من نيرة..
أنا قدام الفيلا.. انزلي....
ما أن أخبرته سكرتيرته بوجود عم نصر بالخارج في انتظار الإذن له بالدخول حتى تحرك مازن من خلف مكتبه ليفتح الباب ويستقبل سائق والده بود وترحاب
اتفضل يا عم نصر.. هو أنت برضوه محتاج إذن يا راجل يا طيب..
الټفت مازن إلى سكرتيرته
اتنين شاي لو سمحت يا مدام كريمة..
ثم اصطحب نصر ليجلسا معا على أحد الأرائك بعيدا عن المكتب ورسميته..
ربت مازن على ركبة نصر قائلا بود
إيه.. إيه أخبارك يا عم نصر.. وأخبار صحتك ايه..
أجاب نصر بهدوء
بخير الحمد لله يا مازن بيه.. نشكر ربنا..
إيه بيه دي بقى!!.. ده أنا متربي على إيديك.. وأنت أول واحد علمني السواقة.. حتى كان عندي 8 سنين..
ضحك نصر وهو يخبره بسعادة
علمتك إيه يا بيه.. ده أنت ما شاء الله عليك.. كنت طالع بالعربية لوحدك.. أنا يا دوبك قلت لك على شوية حاجات بسيطة كده...
شاركه مازن ضحكته قائلا
أيوه.. وبقيت تداري علي قدام بابا.. وما بلغتوش إني باخد العربية..
سأله نصر بلوم
ودي معقولة يا بيه.. أنت فاكرني صغير ولا إيه!!.. طول ما أنا متأكد أنك في أمان.. يبقى خلاص.. أنا مطمن.. وأنت ما شاء الله عليك عاقل من يومك..
ربت مازن على كتفه بود
العفو يا عم نصر.. أهو كلامك ده بقى اللي هيشجعني أطلب منك اللي أنا عايزه على طول..
اعتدل نصر في جلسته وهو يسأل باهتمام
خير يا بيه..
خير يا عم نصر إن شاء الله.. بقى أنا لي واحد صاحبي.. جمع قرشين كده.. وفكر أنه يشتري له تاكسي يشتغل عليه.. وفعلا جاب عربية على الزيرو ورخصها تاكسي.. بس بقى..
سكت مازن قليلا وهو يرمق تعبيرات وجه نصر وعندما لاحظ فضوله للقادم أردف
بس بقى جت له فرصة حلوة قوي أنه يسافر بره.. وهو مش عايز يبيع التاكسي خوفا من أنه ما يتوفقش بره.. ففكرنا أنه يتفق مع واحد يشغل التاكسي في الفترة دي.. هيه.. ايه رأيك يا عم نصر..
سأله نصر بتعجب
رأيي في ايه يا بيه..
اقترب مازن منه وهو يخبره
بصراحة يا عم نصر.. هو قصدني أدور له على حد وأنت أول واحد جه في بالي.. على فكرة.. هو هياخد ربع الإيراد بس.. والتلات أرباع هيكونوا من نصيبك.. إيه رأيك.
فوجئ نصر بالعرض الغير متوقع وسأل مازن بتردد
وشغلي مع أبوك يا بني.. هو اشتكى مني ولا حاجة.. أصل بقى له فترة متغير من ناحيتي..
نفى مازن بسرعة
لا طبعا.. معقولة يشتكي منك برضوه!.. أنا بس قلت أنك أولى بالفرصة دي.. خاصة أنه عائدها المادي حلو قوي.. وأنت كمان هتكون حر نفسك..
وكمان دي خدمة هتعملها لي وعمري ما هنسى لك وقفتك جنبي في الحكاية دي.. أصل صاحبي ده عزيز علي قوي وله علي جمايل وأنا ما صدقت ألاقي فرصة أردها له..
هم نصر بالرفض ولكنه تذكر معاملة حاتم بيه في الفترة الأخيرة له.. ولومه وتوبيخه له على كل كبيرة وصغيرة.. كان الشك يراوده حول سبب تلك المعاملة فهو يرى ويدرك ميل حسن إلى منى ابنته.. وبالطبع يدرك رفض حاتم بيه لتلك المشاعر.. لكن بعد خطبة حسن لنيرة ظن أن ذلك السبب قد زال.. ولكن حاتم بيه استمر في معاملته بجفاف قد يصل أحيانا إلى الإهانة وكأنه يدفعه دفع إلى ترك العمل.. هل لاحظ ابنه ما يقوم به والده فتحرك بدافع من شهامة يعلم نصر جيدا أنها متعمقة بداخل ولدي حاتم العدوي.. أم ذلك عرض من الأب واستخدم ابنه كمرسال فقط.. على أي حال.. إنه عرض مغري للغاية.. ويجب أن يفكر به جيدا..
نهض نصر من فوق
تم نسخ الرابط