رواية كاملة قوية الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الحفلة ثوبا طويلا من الساتان البرونزي بلا أكتاف ولا أكمام.. يكشف عن ظهرها وصدرها الذي يكاد أن يختفي تحت الفراشة اللعېنة والتي تنتهي بعقدة ذات لون ذهبي.. ثم يضيق الثوب ليظهر رشاقة قدها وبطنها المسطح ووركيها الدقيقين والذي يبدأ الثوب في الاتساع بعدهما مباشرة في عدة ثنايات حتى يصل إلى ما بعد كاحليها... كانت مثالية في أناقتها.. وفاتنة بزينتها المتقنة.. وجاهزة تماما لتكسب نقطة على نيرة في حفلة الليلة كما كانت تظن..
استمر يزيد في محاولة مراقصتها بوجود الفراشة الضخمة كحاجز بينهما.. وهمس في أذنها
أنت الليلة أجمل واحدة في الحفلة... لولا بس الفراشة دي..
ابتسمت ريناد في سعادة وقد عزز غزل يزيد من ثقتها بنفسها..
بينما عاد يزيد يسألها
مش ناوية بقى تحني علي وتكون الرقصة الجاية في فرحنا..
أووه يا يزيد.. أنت مستعجل على إيه.. مش أنت وعدتني إنك هتصمم بيتنا مخصوص زي ما أنا عايزة..
زفر يزيد بضيق
ما هو أنا صممته يا ريناد.. ده اتصمم في وقت قياسي.. لكن أنت بقى لك أكتر من سنة بتغيري وتعدلي في الديكور.. ولسه ما فكرتيش في العفش..
أخبرته ريناد بسأم
هو احنا كل ما نشوف بعض لازم السيرة دي.. أنت عارف أنه بيتي لازم يكون بيرفكت.. ما فيش فيه غلطة.. أنت تكره يعني أنه بيتك يكون مثال للشياكة والأناقة..
هز رأسه بيأس
أنا كل اللي يهمني إننا نكون في بيت واحد..
ابتسمت ريناد له بعصبية بينما ظلت تترقب ظهور نيرة _غريمتها_ التي تتعمد بالطبع الحضور متأخرة عن الجميع حتى تحدث الأثر المطلوب في النفوس..
وعلى الرغم منه ترقب يزيد أيضا وصول نيرة.. ليس اهتماما منه بالنرجسية الحمراء.. ولكن حتى يطمئن على الجنية الصغيرة التي رفضت أن تأتي معه هو وريناد كما تعذرت بعدم انتهائها من ارتداء ثيابها حتى لا يرى ثوبها الجديد..
جمود ريناد بين ذراعيه مع الصمت الذي حل فجأة أخبره بوصول نيرة.. والتي تعلقت بذراع حسن مرتدية ثوب من الشيفون الأسود الشفاف.. يكشف عن أحد كتفيها ويترك الآخر عاريا.. بينما كانت البطانة الداخلية تغطي صدرها وحتى بداية وركيها.. تاركة باقي جسدها مغطى بطبقة شفافة وواسعة من الشيفون المشقوق كاشفا عن إحدى ساقيها.. بينما كانت زينتها كاملة أبرزها طلاء شفتيها الأحمر الداكن..
بينما أنظار الجميع كانت مسلطة على نيرة بثوبها اللافت.. بحث يزيد بعينيه عمن تهمه حقا.. وهو يتوعدها سرا بتنفيذ تهديده إذا خالفت أوامره..
لمحها أخيرا وهي تدخل خلف نيرة بثوب من الشيفون أيضا ولكنه لم يكن شفافا.. بل يحتوي على بطانة داخلية ومكون من عدة طبقات من القماش الناعم.. والذي تدرج لونه من الأبيض الناصع عند الصدر ثم تداخل درجات من اللون الرمادى عند الخصر وتبدأ تدرجات من اللون الازرق من بعد الركبتين لتتداخل مع درجات الابيض مع تعدد طبقات الثوب..
كان الثوب مطابق لما طلبه منها حتى أنه يحتوي على كمين لهما نفس تدرجات الثوب ويضيقان عند المرفق ليتسعا بعد ذلك.. كان الثوب المثالي باستثناء فتحة الصدر المربعة..
لاحظ يزيد تحول الأنظار من نيرة إلى الجنية الصغيرة التي جذبت الجميع كعادتها.. رغم أنها لم تضع من الزينة إلا الكحل الأسود وطلاء الشفاه اللامع..
حسنا.. ماذا يستطيع أن يفعل بها.. لقد التزمت بتعليماته تماما.. ورغم ذلك يستطيع أن يرى نظرات الإعجاب في عيون الرجال ممتزجة بنظرات الحسد لذلك الرجل الذي تعلقت بذراعه.. والذي لم يكن سوى مازن..
ضغط يزيد على أسنانه حتى كادت أن تتحطم.. وهو يتوجه إلى الوافدين مصطحبا ريناد معه..
صافح الرجال بعضهم بينما اكتفت ريناد بهزة رأس بسيطة كتحية عابرة..
كانت عيني علياء معلقة على يزيد تنتظر ردة فعله على ثوبها.. والتي لم تستطع تبينها من ملامح وجهه المبهمة.. بينما أخذت نيرة وريناد تتأمل كلا منهما الأخرى وكأنها تبحث عن خطأ ما في مظهرها..
بادر يزيد بالسؤال الذي يؤرقه
انتوا جيتوا كلكوا سوا ولا إيه..
أسرع مازن بالإجابة وابتسامة غامضة ترتسم على وجهه
لا.. احنا اتقابلنا على الباب..
وأضاف وابتسامته تتسع
أنا جبت عليا.. على ما حسن يجيب نيرة.. يعني قولنا نوفر وقت..
توجه يزيد إلى علياء
طب مش كنت جيتي معانا بدل ما نتعب مازن..
أجابه مازن باستمتاع
يا سيدي ما فيش تعب ولا حاجة..
قاطعت ريناد الحديث الدائر وقد أزعجها أن تكون علياء هي محور الاهتمام
هو احنا هنفضل واقفين كده.. مش هندخل نقعد..
رمقتها نيرة باستفزاز
وهو أنت هتعرفي تقعدي بالفستان ده.. بيتهيألي صعب..
احتقن وجه ريناد ڠضبا وهي تجيب
ما تقلقيش يا نيرة.. أنا دايما فساتنيني بتتصمم لي أنا مخصوص.. يمكن أنت مش متعودة على كده..
كادت أن ترد نيرة برد آخر مستفز حينما تدخل حسن ليصطحبها داخل القاعة
نيرة.. أنا تعبت من الوقوف يلا بينا ندخل..
واصطحبها مبتعدا عن ريناد قبل أن يتطور النقاش بينهما إلى شجار علني.. بينما اصطحب مازن علياء ليجلسا حول أحد الموائد تحت نظرات يزيد الرافضة...
عندما لاحظ مازن أن علياء تفرك يديها قلقا.. سألها مندهشا
في حاجة يا عليا..
ترددت قليلا
أصل.. يزيد متضايق..
ابتسم مازن بخبث
متضايق!!.. لا أبدا.. ما هو بيرقص مع ريناد أهو..
أومأت علياء موافقة ونظراتها معلقة بيزيد.. بينما نظر إليها مازن مشفقا عليها من مشاعرها الواضحة.. فحاول جذبها لتبادله حوارا بسيطا حول حياتها في المزرعة.. حتى استطاع بلباقته وسرعة بديهته أن يحول عينيها بعيدا عن الثنائي الراقص.. وشيئا فشيء أخرجها من خجلها وترددها.. وبدأت تتعالى أصوات ضحكاتهما.. وهما يتبادلان ذكريات طفولتهما وخاصة المشاغبة منها..
لاحظت ريناد عيني يزيد التي تتابع ما يحدث بين مازن وعلياء.. فازداد ڠضبها الذي لم يهدأ بعد.. وقالت ليزيد بغيظ
يزيد.. أنت هتفضل قاعد تراقب البنت دي كتير.. أنا تعبت من الرقص وعايزة أخرج الفرانده شوية..
لم يفهم يزيد ما أصابه.. ففي الظروف العادية هو من يسعى جاهدا حتى ينفرد بريناد بعيدا عن العيون لكن الآن وهي من تطلب الانفراد به.. تكاد كلمات الرفض تخرج من شفتيه.. فكل ما يرغبه الآن أن يلكم مازن_صديقه المفضل_ على أنفه..
وهذا الشعور على وشك اصابته بالجنون.. لذا مرغما وافق ريناد واصطحبها خارجا حيث الهواء النقي الذي يرجو أن ينقي أفكاره ايضا..
رمقت نيرة حسن بنظرات عاشقة وهي تسأله
برضوه لسه زعلان من الفستان..
سألته هذا السؤال لتطمئن على موقفه منها فعندما وصل لاصطحابها كانت ترتدي ثوبا آخر.. يكاد يكون ڤاضحا.. فكان طوله بالكاد يصل إلى أعلى ساقها..
أشاح حسن بوجهه عنها
نيرة.. أنا مش بحب أفرض رأيي.. بس أنت شايفة أنه كان عادي أسيبك تخرجي بالشيء اللي كنت لابساه ده..
اقتربت منه تمسك بيده بأناملها الطويلة
أنا مش زعلانة.. أنا مستعدة أعمل كل اللي أنت تطلبه.. أغير نفسي زي ما تحب.. المهم أنك ترضى علي..
رمقها بذهول
غريبة!!...
سألته بقلق
ليه..
كلامك ده مخالف لنيرة اللي أنا أعرفها..
أجابت بتبرم وقد خشيت أن تفشل خطتها الجديدة لاجتذابه... فبعد ما فشلت في الإنتقام من منى عصر اليوم.. حيث أن الأخيرة لم تعد إلى عملها بعد فترة راحتها واتصلت تعتذر عن باقي اليوم.. فلم تتمكن نيرة من تنفيذ خطتها.. لذا
تم نسخ الرابط