رواية كاملة قوية الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
خصلاتها الحمراء الناعمة..
ما إن وضع قدمه في حديقة الفيلا حتى وجدها تسرع إليه مرحبة
حسن.. أنا مش مصدقة عينيا.. معقول أنت هنا قدامي!!.. أكيد أونكل عامر بلغك بميعاد الخطوبة.. تصدق الأسبوع الجاي.. بسرعة كده.. أنا مش عارفة إذا كنت هلحق أجهز نفسي في الوقت المناسب.. أنا بعت فعلا عشان أطلب الفستان.. و..
قاطع حسن استرسالها في الكلام
تنهدت بقوة
آسفة.. الكلام أخدني من فرحتي يا حبيبي.. ونسيت أرحب بيك.. اتفضل.. اتفضل استريح..
واصطحبته إلى مائدة مستديرة تقع بجوار المسبح الدائري والمظلل ليخفي من بداخله عن العيون المتلصصة.. ويفصله حاجز زجاجي عن حديقة الفيلا الرائعة...
جلسا معا حول المائدة وساد الصمت للحظات.. ثم أجلى حسن صوته وبدأ في الكلام
اندفعت نيرة في الكلام مرة أخرى
أيوه.. بابي بلغني.. و..
قاطع كلاماتها وهو يحاول إفهامها ما يريد قوله
اسمعيني بس يا نيرة.. أنا لازم أتكلم معاك في موضوع مهم..
تجمدت ملامح نيرة تماما وقد أدركت أن محاولتها لإلهائه عن سبب حضوره والذي تدركه هي جيدا قد فشلت.. فسألته بحذر
عاد لمقاطعتها بنفاذ صبر
نيرة.. من فضلك.. اسمعيني..
رمقته بحذر
إيه يا حسن.. أنت خوفتني..
تردد قليلا يحاول إيجاد طريقة مهذبة ليخبرها أنه لا يريد الارتباط بها ولكن هربت منه الكلمات ليجدها تخرج أفكاره في صورة كلمات أطلقتها في وجه بمنتهى السهولة
فوجيء بكلماتها وردد بذهول
عارفة!!..
نهضت فجأة لتقف على قدميها وهي تخبره ببساطة
أيوه.. أنا بس ما كنتش عايزة أتكلم في الموضوع.. بس مادام ده هيريحك.. خلاص وماله.. نتكلم.. أنا عارفة أنك جاي تصارحني بعلاقتك بمنى!
لم تمهله ليجيب واندفعت كلماتها
ما تقلقش يا حبيبي.. أنا مش زعلانة منك.. أنا فاهمة طبعا إن كل شاب بيكون في حياته نزوات وعلاقات عابرة قبل ما يتجوز ويستقر..
بس منى لا هي نزوة ولا علاقة عابرة.. منى تبقى بالنسبة لي حاجة كبيرة وغالية قوي.. وده اللي بحاول أقوله لك.. أنا مش عايز أظلمك يا نيرة..
سألته بتحدي
تظلمني!!.. يعني إيه..
عاد ليتكلم بنبرة أهدأ
الوضع اللي إحنا فيه ظلم للكل.. أنا عاوزك تساعديني إننا نقنع والدي ووالدك باستحالة الارتباط بينا..
استحالة ايه!.. إيه الكلام الفارغ ده!.. الخطوبة الأسبوع الجاي وأنت جاي تقولي استحالة ارتباط!.. كل ده عشان حتة السنكوحة اللي أنت ماشي معاها..
صړخ بها
نيرة.. أنا ما اسمحلكيش..
قاطعته
ما تسمحليش!.. ما تسمحليش بإيه!.. أني أصارحك بالحقيقة.. أنه كل اللي في دماغك ناحية منى ده وهم ولازم تنساه..
اقتربت منه بجرأة وهي تمسد وجنته بظاهر يدها وقد تغيرت نبرتها
أنا هنسيك.. هنسيك كل حاجة.. حبي ليك هيعوضك وهنعدي الأزمة دي..
وأضافت بنبرة ذات مغزى
ولا أنت عارف أونكل عامر زعله وحش قوي..
صډمته الجملة.. وشلت تفكيره للحظات.. حاول أن يتبين من ملامحها إذا كانت تقصد ما فهمه.. أنها مشتركة مع والده في مؤامرة لإجباره على ترك منى والارتباط بها هي.. ولكنه لم يستطع فك شفرة ملامحها التي كانت ترسم ملامح عشق جارف موجه له وحده ولكن نظرات عينيها كانت تنطق بتحدي سافر وتملك واضح وكأنها تحاول إخباره انه ملكها وهي لن تتنازل عنه...
أعاده للواقع.. الصوت المنبعث من هاتفه ينبئ عن وصول رسالة.. فتناول هاتفه بلهفة ليجد رسالة من منى..
تصبح على خير.. لا اله الا الله..
زفر براحة.. أنها لم تنس عادتهما اليومية.. لم تتخلى عنه بعد..
ضغط بضعة أزرار ليرسل لها الرد المعتاد..
احلمي بيا يا ملاكي زي ما بحلم بيكي ليل ونهار.. وأردف برسالة أخرى
محمد رسول الله...
وانطلقت من صدره آهه ألم..
آه يا منى لو تطاوعيني.. أنا هصبر بس لحد ما تخلصي كليتك.. ووقتها ما فيش حاجة هتمنعني عنك.. ولا حتى تهديدات عامر بيه.. حتى لو أخدتك وهربنا لأبعد مكان في الأرض
تهادت نيرة في أروقة أحد أشهر نوادي القاهرة ترافقها صديقتها الوحيدة علياء.. وبدا أن الاثنتين تجتذبان أنظار الموجودين بشدة.. فنيرة بخطواتها الرشيقة الواثقة التي تستعرض روعة وكمال قدها الممشوق والذي أظهره الرداء المخصص لرياضة التنس.. بتنورته البيضاء القصيرة جدا لتظهر رشاقة ساقيها الطويلتين وجزئه العلوي الذي احتضن جسدها بشدة ليظهر تفاصيله كاملة للعيون التي أخذت تلتهم ذلك الجمال الذي يعلن عن نفسه بوضوح وتركت خصلاتها الحمراء للتطاير حول وجهها لتمنحها جمالا ۏحشيا متفردا.. على العكس من علياء التي تمتلك جمال ناعم وهادئ.. جمال حزين تشبه أميرة الثلج بشعرها الأسود الطويل وبشرتها البيضاء الناعمة وعينين حزينتين بلون السماء..
لم تمتلك علياء ثقة نيرة بنفسها ولكنها كانت تحاول مجاراتها في جرأة ملابسها فارتدت بنطلون جينز أسود التصق بساقيها بشدة _حتى يبدو وكأنه تم إلصاقه عليهما_ وقميص ضيق أحمر اللون يغطي خصرها بالكاد..
سألت علياء بتردد
نيرة.. أنت مش مضايقة ولا مكسوفة من النظرات اللي بتاكلك أكل دي..
زفرت نيرة بحنق
وبعدين معاك بقى يا عليا.. أنا ما صدقت أنك اقتنعت تغيري ستايل لبسك.. وسيبتي اللبس العجيب اللي كنت مصرة عليه قبل كده.. إيه لازمة الكلام ده دلوقت.. وبعدين مش أنت عايزة حبيب القلب ياخد باله منك.. يبقى لازم تلبسي كده.. ما هو مش معقول هيبص لخيمة ما فيهاش أي علامات أنوثة!!
خلاص.. خلاص يا نوني.. أنا آسفة.. بس كل ما أفكر أن أعمامي لو شافوني باللبس ده هيعملوا فيه إيه.. ركبي ترعش..
قاطعتها نيرة
أعمامك مين يا عليا!!.. دول ما صدقوا يرموا همك على أونكل عصام جوز مامتك الله يرحمها.. صحيح.. أنت عاملة إيه مع تانت سهام.. لسه برضوه مش طايقاك..
أجابتها علياء پألم
ما أنت عارفة يا نوني.. أنها مش ممكن تحبني.. دي حتى كل ما تشوفني تقولي إني بفكرها بماما الله يرحمها.. وترص لي بقى القصيدة اللي أنت عارفاها.. خطافة الرجالة.. خړابة البيوت.. وكلام من ده.. عشان كده أنا بفضل أقضي معظم الوقت في المزرعة.. عند جدو.. أقصد يعني.. أبو عمو عصام.. ولولا كده.. كانت طردتني من زمان.. وخاصة أنها واخدة بالها إني.. إني..
قاطعتها نيرة
إنك بتحبي المحروس ابنها.. البشمهندس يزيد بيه الغمراوي..
أنت بتتريقي عليا يا نيرة
تأبطت نيرة ذراعها وهي تخبرها بمداهنة
لا يا حبي.. مش بتريق ولا حاجة.. هي صحيح قصة حبك دي ملعبكة.. يعني موقفك صعب شويتين.. هي مش ممكن هتنسى أنك تبقي بنت الست اللي اتجوزت جوزها.. بعد عشرة 20سنة.. موقف صعب مش سهل..
تنهدت علياء بيأس
أنت ناسية أهم حاجة.. أنه مش معبرني نهائي.. ولا كأني موجودة.. وأما بيجي يكلمني بيكون كل كلامه مجموعة من المحاضرات على اللي يصح واللي ما يصحش.. ويكملها بشوية تعليمات ونصايح.. وغير ده كله.. خطيبته الآنسة المبجلة.. ريناد.. بنت خالته.. ده بېموت عليها يا نوني.. وأنا..
كادت أن تختنق بغصتها.. فسكتت قليلا ثم أكملت
وأنا.. انا بمۏت كل ما
متابعة القراءة