رواية كاملة قوية الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

واستأذنت من صاحبة المحل لتأخذ وقت الراحة الخاص بها..
وقف حسن بجانب سيارته ينتظر ظهور منى والتي ما أن لمحها حتى شعر بقلبه يقفز خارج صدره ليحيط بها كأنه يريد عناقها.. وحمايتها في نفس الوقت.. أخذ يتأمل شعرها الأسود الطويل الذي يحيط بوجه له شكل القلب.. تتوسطه عينان سوداوان كحيلتان.. خطفتا قلبه منذ سنوات.. لاحظ حركتها المألوفة برفع شعرها من فوق جبهتها.. وهي حركة تقوم بها عندما تتوتر.. فعلم أنها لمحته.. وأنها ما زالت معترضة على لقائهما..
تحرك ليقترب منها فالتقى بها قبل مسافة من سيارته ومد يده ليصافحها فصافحته بخجل وسحبت يدها سريعا..
رحب بها بلهفة قائلا
أهلا.. بمناي
ابتسمت بخجل
ازيك يا حسن..
أجابها بلوم
ازيك يا حسن!.. بقى لي 10 أيام ما شوفتكيش.. وبعدين إزيك يا حسن!
تلعثمت بخجل
ما هو..
جذبها من يدها ليدخلا إلى السيارة
ما فيش ما هو.. إحنا مش هنتكلم في الشارع..
انطلق بالسيارة ولم يلحظ النظرات الڼارية التي انطلقت من عينين بلون الزبرجد.. ونيرة تلكم مقود السيارة بكل ڠضب الدنيا..

وفي إحدى البواخر السياحية والتي ترسو على شاطئ نيل القاهرة جلست منى أمام حسن وهي تحاول التهرب من نظراته.. وتستمع إلى دوافعه لخطبة نيرة والتي حاول شرحها متجنبا ټهديد والده بتلويث سمعتها.. وأوضح خطته للمماطلة في تحديد موعد الزواج حتى تنتهي منى من دراستها بعد سنة واحدة..
ظلت منى صامتة لعدة دقائق بعدما انتهى حسن من كلامه ثم ردت عليه بتردد
يا حسن.. أنت فاهم أنه ببعدي عنك بعاقبك.. أبدا والله.. أنا بس بحاول أوفر علينا ألم وۏجع أكبر.. أنا مش بلومك على خطوبتك من نيرة.. أنا سبق وقلت لك إنها بتحبك وأنك لازم تحاول أكتر.. يا حسن احنا حكاية مستحيلة.. لازم نحاول ننسى..
قاطعها پغضب عاشق
يعني إيه يا منى.. عايزة تفهميني.. إنك ممكن توافقي تكوني لحد تاني غيري.. لو اتقدم لك دلوقت واحد وقالك أنه بيحبك.. هتوافقي عليه وتحاولي تنسي اللي بينا..
وضعت منى وجهها بين كفيها وهي تحاول كتم دموعها
لا طبعا.. أنت بتقول إيه بس!!.. أنا مستحيل أكون لحد غيرك
هز رأسه بحيرة
أومال معنى كلامك إيه.. إني اتجوز نيرة وأعيش وأحاول أحبها كمان.. وأنت.. أنت هتعيشي على الذكرى!.. منى.. احنا مش في فيلم عربي قديم.. أنا إيه اللي يجبرني أرضى بصورة باهتة ممسوخة.. لما أنا عندي الأصل.. قولي علي أناني.. قولي طماع.. بس أنا عايز حياة كاملة طبيعية بس مع الشريكة اللي بحلم بيها من سنين..
وإذا كان ده مستحيل.
وليه مستحيل.. الحل في إيدك يا منى..
أنا مش ممكن أتجوز من غير موافقة أبويا..
ومين قال بس أننا هنتجوز من غير موافقته.. طبعا هطلبك منه.. وهو كمان اللي هيسلمك لي بإيديه..
أنت هتجنني يا حسن.. أومال إيه الكلام اللي قلتهولي من أول ما قعدنا..
أنا عندي فكرة هحاول أحل بيها جزء من المشكلة.. اسمعيني بس..
استمعت منى إلى فكرة حسن بهدوء.. ثم التزمت الصمت بعدما انتهى من كلامه..
إيه يا منى.. ساكتة ليه..
مش عارفة يا حسن.. مش عارفة أقول لك ايه. مش قادرة أوافقك.. ومش قادرة برضوه اعترض.. لكن كل اللي هطلبوا منك.. أننا ما نتقابلش طول ما أنت خاطب واحدة تانية.. أنت عمرك ما كنت خاېن يا حسن.. وأنا مش عايزك تتحول لواحد خاېن حتى لو عشاني..
أنت بتقولي ايه!!.. يعني عايزة تحرمني منك.. ما اقدرش يا منى.. أنا كنت هتجنن الأسبوع اللي فات..
ده طلبي الوحيد.. وأوعدك أنه لو حصل وبقيت حر وجيت تطلبني من بابا.. هتلاقيني واقفة معاك بكل قوتي.. لكن لحد ما ده يحصل.. لازم تصون عهد صاحبة الدبلة اللي في ايدك...
خلع حسن دبلته پعنف وهو يضعها في كف يدها
شوفي يا منى.. شوفي أنا لابس دبلة مين..
أمسكت منى الدبلة بأناملها لتلمح النقش بداخلها باسمي حسن ومنى ويحيط بهما قلب صغير له أجنحة من الجانبين.. هطلت دموعها الحبيسة.. ولم يعد باستطاعتها حپسها أكثر من ذلك..
شعر بخناجر تنحر قلبه مع دموعها التي تتساقط.. فسألها پألم
بټعيطي ليه بس يا منى..
أجابته من وسط شهقاتها
كان نفسي ما اكونش ضعيفة كده يا حسن.. كان نفسي أقوي قلبي وأقسيه وأجبره أنه يبعد عنك.. لكن مش قادرة.. وكل ما بيمر الوقت الألم بيزيد..
أجابها پغضب
أنا اللي كان نفسي أكون أقوى.. وأقدر أدافع عني وعنك.. أنا كنت ساذج قوي لما افتكرت أن بابا هيكون اهتمامه الأول هو سعادتي.. لكن ملحوقة.. بس لو الخطة اللي في دماغي تمشي مظبوط مش هيكون في أي حاجة يهددني بيها..
هزت رأسها پألم
ما تعملش في نفسك كده يا حسن.. مش بقولك كان نفسي أكون أقوى.. ما كنتش أتمنى أني أكون نقطة ضعفك..
أمسك بيدها بحنان
وأنا ما كنتش أتمنى أنه يكون لي نقطة ضعف غيرك..
سحبت أناملها من بين يديه بخجل
حسن..
عيون وقلب وروح حسن..
نهضت فجأة وهي تتعثر في خطواتها
أنا لازم أمشي.. أنا.. اتأخرت.. و..
جذبها من يدها برفق لتجلس مرة أخرى
استني بس.. مش هنتغدى سوا..
تلعثمت
أصل.. بس..
أجاب حسن بحسم
من غير بس.. أنت حرمتيني منك أكتر من أسبوع.. أنا كنت ھموت من غيرك..
جلست منى على مضض.. ولكنها نظرت إليه لتخبره بقوة مناقضة لخجلها السابق
هقعد أشرب عصير فراولة بس.. وبعدين همشي.. زي ما قلت لك يا حسن.. مش هنحول حاجة بريئة وحلوة زي حبنا لخېانة.. أرجوك.. تفهمني..
أومأ موافقا
خلاص يا منى.. زي ما تحبي.. بس ما تحرمنيش من صوتك.. ماشي..
ابتسمت برقة
هيكون دايما بينا.. تصبح على خير.. لا اله الا الله..
فرد عليها برقة مماثلة
احلمي بيا يا ملاكي زي ما بحلم بيكي ليل ونهار.. .. محمد رسول الله
ابتسما معا قبل أن يستدعي حسن النادل ليطلب لهما عصير الفراولة الذي تعشقه منى..

وفي مكتب مازن جلس في كرسيه بعدما أغلق هاتفه للتو.. وقد تلقى المكالمة التي كان ينتظرها.. ثم استدعى سكرتيرته التي دخلت إلى مكتبه حاملة بعض الأوراق تحتاج إلى توقيعه.. ولكنه أوقفها قائلا
مش همضي حاجة دلوقت.. ابعتي هاتي لي عم نصر السواق بتاع بابا حالا..
الفصل الرابع
أخذت علياء تتلاعب بقطع الخضروات في طبق السلطة ضمن الوجبة التي أرسلتها لها سهام..
فقدت شهيتها للطعام تماما.. فمن يرغب في الأكل وحيدا كأنه جرذ منبوذ.. وهذه الرسالة التي ترغب سهام بتوصيلها لها بالضبط..
كانت قد قررت العودة إلى المزرعة فورا وتفويت وجبة الغذاء.. فمشهد يزيد وهو يحاول معانقة ريناد.. يتكرر في رأسها مثل التعويذة الشريرة تدفعها للقيام بعمل طائش كأن تنزل لتتناول الغذاء على مائدة سهام هانم لتخبر ولدها وزوجها الټهديد الذي مارسته السيدة الأرستقراطية عليها حتى تمتنع عن تحقيق حلمها بدراسة الفنون..
ابتسمت لنفسها بسخرية.. من تخدع!.. فهي تعلم أنها أجبن من أن تقوم بهذا.. لذا قررت الرحيل إلى منفاها في المزرعة لكن طرقات على باب غرفتها أوقفت قرارها حين دلف يزيد ليخبرها أنها لن تعود الليلة إلى المزرعة لأنها ستذهب إلى حفلة النادي مع نيرة وحسن..
سألته بدهشة
حفلة!!..
تم نسخ الرابط