رواية كاملة قوية الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

يهتف بلهفة
ريناد!!..
مدت يدها إليه فتناولها بلهفة وهو يجذيها قليلا مقبلا وجنتها
ريناد عندنا.. يا مېت ألف أهلا وسهلا..
ضحكت ريناد برقة وهي تسير بجواره بعد أن طوق خصرها بذراعه واستئذن من والدته بنظرة سريعة.. انتهزتها ريناد لتمنح علياء نظرة مشټعلة بالغيرة.. وكأنها تحذرها من الاقتراب منه..
تلقت علياء نظرة ريناد بغيظ خاصة وهي تلمح ملابسها التي تشبه إلى حد بعيد ملابس علياء والتي أقام يزيد الدنيا عليها.. ولكن كل ما تفعله ريناد هو مقبول ومسموح به.. تمتمت علياء بغيظ..
أنت محتاج فحص دماغ يا يزيد.. لأن اللي بتعمله ده اسمه شيزوفرينيا..
عليا...
أوقفها صوت سهام الصارم.. فالتفتت نحوها في تردد
هبعت لك غداكي في أوضتك.. وبعد كده هيوصلك السواق على المزرعة..
أومأت موافقة بصمت واتجهت إلى غرفتها بسرعة ولكن ليس قبل تلقي نظرة على الحبيبين اللذين كانا توغلا داخل حديقة الفيلا ولكنها استطاعت أن تلمح ريناد وهي تحاول جاهدة التملص من عناق يزيد..
جلست نيرة أمام حسن على المائدة التي فرغت تماما إلا منهما وسألته بلوم
كده برضوه يا حسن.. أسبوع يعدي من غير ما تحاول تيجي تشوفني ولو مرة واحدة..
رد باقتضاب اغاظها
كان ورايا شغل كتير قوي..
سألته بدلال
يعني الشغل أهم مني..
معلش يا نيرة.. أنا لسه ما تعودتش يكون عندي خطيبة والجو ده..
ولا يهمك يا سيدي.. أنا مسامحاك.. بس بشرط.. اعزمني على الغدا..
أيوه.. بس أنا لسه متغدي مع يزيد ومازن..
زمت شفتيها بفتنة
خلاص.. مش مشكلة أنا أساسا مش بتغدى إلا سلطة.. لازم أحافظ على رشاقتي.. أنت إيه رأيك.. تفتكر أنا محتاجة أنزل وزني شوية ولا كده كويس..
رافقت كلماتها بتمرير يدها على منحنياتها المٹيرة.. وكأنها تملس على جسدها تبحث عن عيب ما..
تابعت عيناه حركة يديها لا إراديا وهو يتأملها بتقدير ذكوري بحت.. فهو لا يستطيع الإنكار أنها جميلة بالفعل.. قد لا يستهويه جمالها إلا أنه لا يستطيع إنكاره..
لمحة نظراته التي تتأمل جسدها بنظرة تقدير لم تخطئها.. ابتسمت بخبث وقد حققت هدفها ولفتت نظره أخيرا إلى جمالها وأنوثتها..
أخبرته بلهجة مغوية
إيه رأيك اعزمك عزومة تحفة.. ديسكوتيك فظييع يا حسن.. ال دي جى هناك تحفة.. هنرقص للصبح.. وإيه بيشتغل من بدري.. يعني عقبال ما أغير وآخد شاور يكون اشتغل..
سألها بلهجة ساخرة قليلا
وأنت ما غيرتيش هدومك من بدري ليه..
أووووه... حسن.. ما تغيرش الموضوع..
الموضوع!.. آه قصدك الديسكو.. لا.. معلش.. أنا مش بتاع ديسكوهات..
ازاي بقى!!.. أنت كنت بتروح قبل كده مع يزيد ومازن
أنت قولتيها.. يزيد ومازن.. يعني شلة شباب مع بعض.. معلش اعذريني أنا أصلي دقة قديمة حبتين..
غيرت نيرة من تكتيكها وهي تخبره بدلال
دقة قديمة.. دقة قديمة.. وماله.. أنا أصلا بعشقك في جميع أحوالك.. بس هتخرجني فين بقى..
نظر إلى ساعته نظرة سريعة
أنا أساسا اتأخرت.. لازم أمشي.. معاك عربيتك ولا أوصلك..
رمقته بغيظ.. فهي تحاول التقرب منه بكل الطرق ولكنه يصد كل محاولة منها.. لقد ظنت اليوم أنها تستطيع الانفراد به.. فهي علمت أنه استأذن من الشركة متعذرا بدعوة يزيد.. وها هو يزيد ينطلق بعلياء مثل الثور الأحمق.. فما الذي تأخر عنه حسن..
أخذ عقلها يعمل سريعا.. هل تنتهز الفرصة وتطلب منه إيصالها وتقتنص بضعة دقائق أخرى معه.. أم تتركه يرحل وتتبعه لتعرف إلى أين سيذهب.. وما الذي أفرغ له جدوله لباقي اليوم..
نيرة.. سرحت في إيه.. أوصلك ولا إيه
هاااااه.. ولا حاجة.. لا يا حبيبي.. أنت شكلك مستعجل وأنا معايا عربيتي.. ما هو أنا روحت جبت عليا من المزرعة عشان تلحق تقدم أوراقها في مكتب التنسيق..
بجد.. برافو عليك يا نيرة.. البنت دي مسكينة فعلا..
ابتسمت نيرة وقد أدركت أن اهتمامها بعلياء أثار إعجاب حسن.. اذا فلتستغل هذه النقطة لتحاول أن تجعله يرى بعض الجوانب الإنسانية بها طالما لا تعجبه الجوانب الانثوية..
تصدق مسكينة فعلا.. تانت سهام مش بتسمح لها تقعد عندهم في الفيلا خالص.. دي حتى كان نفسها تحضر حفلة النادي الليلة.. بس مش هينفع عشان لازم ترجع المزرعة.. وأونكل عصام ويزيد مش هيوافقوا تيجي معايا لوحدها..
ابتلع حسن الطعم بسهولة
وهي فيها إيه الحفلة دي.. ليه مصرة عليها يعني..
ابتسمت نيرة بخبث وقد أدركت أنها قاربت على الوصول لغايتها فلو طلبت منه الحضور معها إلى الحفل لوجد ألف عذر لعدم الحضور
لا دي حفلة عادية.. بس عليا كان نفسها تفرح.. تصدق أما نجحت في الثانوية العامة.. ما فيش حد قالها مبروك ولا احتفلوا بها..
كانت تكذب بالطبع ولكنها كانت واثقة أن كذبتها من الصعب أن تنكشف فلن يذهب حسن إلى يزيد أو والده ليعاتبهما على تقصيرهما المزعوم في حق اليتيمة التي تتربى في بيتهما..
ياااه.. لدرجة دي.. أنا كنت فاهم إن يزيد بيخلي باله منها..
أه.. هو بيحاول.. بس ريناد بتغير من عليا مووووت ومش بتمكنه إنه ياخد باله منها..
تعجب حسن لغيرة ريناد من علياء.. فمن المعروف تعلق يزيد بريناد منذ سنوات.. وهي التي كانت تؤخر ارتباطهما.. عقل النساء هذا لن يستطيع فهمه أي رجل..
عرض عليها ما كانت تخطط للحصول عليه
خلاص.. إيه رأيك لو أخدتك أنت وعليا علشان تحضروا الحفلة دي..
كانت صړخة السعادة التي أطلقتها نيرة صادقة للغاية
بجد.. بجد يا حسن.. دي عليا هتفرح قوي..
خلاص.. أنا هكلم يزيد عشان عليا ما ترجعش المزرعة الليلة.. وهعدي عليك على الساعة 8.. كويس كده..
منحته أروع ابتسامتها
كويس قوي..
طيب.. يا دوب أقوم أنا بقى عشان أخلص اللي ورايا قبل ميعاد الحفلة..
ماشي يا حبيبي.. أنا هتمشى معاك لحد عربيتك.. وبعدين أروح آخد شاور..
وقفت لتتأبط ذراعه ولكنه أخبرها بحزم
لا يا نيرة.. روحي الوقتي على طول غيري هدومك..
ماشي يا حبي.. زي ما تحب.. بااااي
ثم رفعت له وجهها ليقبلها... فطبع قبلة سريعة على وجنتها وابتعد مسرعا تاركا إياها تغلي من الغيظ.. سيطرت على نفسها سريعا.. وانطلقت خلفه حتى تستطيع اللحاق به.. وتتأكد من الشك الذي يموج بداخلها...

صف حسن سيارته في جراج المول الكبير بوسط البلد والذي تعمل منى بأحد محلات الملابس الموجودة به..
التقط هاتفه بسرعة ليتصل بها.. فهي تتهرب منه منذ أسبوع.. منذ حفل خطبته بل وقبل ذلك.. ولكنه لن يسمح بالمزيد من الهروب.. يجب أن تفهم دوافعه لخطبة نيرة.. وأن يفكرا معا ليجدا حلا ما..
أخيرا سمع صوت منى على الجهة الأخرى من الهاتف
منى.. أنا موجود تحت في الجراج.. انزلي أنا مستنيكي..
رفضت منى بحسم
حسن.. من فضلك.. امشي.. أنت عارف!!..
قاطعها
أنا مش عارف حاجة غير أنه لو ما نزلتيش دلوقت أنا هطلع لك ومش هتحرك من قدام المحل إلا لو جيتي معايا.. مش هينفع أنك تهربي مني أكتر من كده.. لازم نقعد ونتكلم.. أنا مستنيكي.. خمس دقايق.. وإلا هكون قدامك..
أغلقت منى الهاتف وهي تهتف بحنق
المچنون.. هو ليه بيصعبها علينا!.. أنا مش فاهمة!!.. مقابلتنا دلوقت هتفيد بإيه غير زيادة الۏجع..
تحركت لتلتقي به بسرعة قبل أن يأتي هو إليها.. فهي تدرك أنه لا ېهدد عبثا..
تم نسخ الرابط