رواية كاملة قوية الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الأريكة فتبعه مازن بدوره وهو يتأمل وجه الرجل الأكبر سنا محاولا معرفة ما يدور بداخله... لكن صوت نصر قطع تأمله وهو يردد
هو عرض مغري قوي يا مازن بيه.. بس!!!..
قاطعه مازن بسرعة
آه نسيت أقولك.. أن الكلام ده كله هيتكتب به عقد.. عشان نحفظ حقك يا راجل يا طيب.. وأنا همضي كمان كضامن للتنفيذ.. وكل الأمور المالية هتكون معايا.. لأنه زي ما قلت لك.. الراجل صاحب التاكسي هيكون مسافر..
أومأ نصر متفهما ومد يده ليصافح مازن
أنا ما كانش قصدي يا بيه.. عقد إيه بس.. أنت كلمتك عقد.. أنا بس محتاج أشاور أم العيال.. وهرد عليك الليلة بأمر الله..
صافحه مازن بدوره وهو يخبره
هستنى تليفون منك يا عم نصر.. وياريت يكون الرد بالموافقة.. دي جميلة مش هنسهالك..
ربت نصر على كتف مازن وقد أدرك لباقة مازن حتى لا يبدو وكأنه يقدم له العرض كنوع من الاحسان أو الشفقة وأخذ يدعو له
ربنا يكرمك يا بني.. ربنا يكرمك وينولك اللي في بالك..
ثم خرج مغلقا الباب خلفه ولسان حال مازن يردد..
آمين...
انطلقت نيرة بسرعة چنونية فور أن دلفت علياء داخل السيارة.. مما دفع علياء إلى الصړاخ
نيرة.. نيرة.. هدي السرعة شوية..
زادت نيرة من سرعة السيارة بينما سارعت علياء إلى وضع حزام الأمان وتشبثت بمقعدها بيأس.. وهي تحاول تهدئة نيرة التي كان الڠضب يدور حولها مثل هالة مرئية
نيرة.. اهدي بس.. وقفي على جنب خلينا نتفاهم..
استمرت نيرة في سرعتها بدون أن تجيب على صديقتها حتى وصلت إلى منطقة وسط البلد.. فهدأت سرعتها قليلا بفعل الزحام.. وأجابت علياء والڠضب يلون نبرات صوتها
لسه بيشوفها يا عليا.. لسه بيقابلها..
هو مين ده
صړخت نيرة پغضب
حسن يا عليا.. هيكون مين يعني..
وأنت عرفت منين
ضغطت نيرة على اسنانها
شوفتهم بنفسي.. كنت هتجنن يا عليا.. حسيت إني مشلۏلة من القهر.. بقى يسبني أنا بسرعة ويجري جري عشان يقابلها..
هدي نفسك بس يا نيرة.. يمكن كان بينهي اللي بينهم.. أو..
صړخت نيرة
بينهي اللي بينهم!!..إيه السذاجة اللي أنت فيها دي أنت كمان..
أومال إيه بس يا نيرة.. أنت مش بتقولي إنكوا كويسين مع بعض..
أوقفت نيرة السيارة على جانب الطريق وهي ټضرب بيدها مقود السيارة پعنف
أنا كنت فاهمة أنه هينساها.. هو بقى له أسبوع ما شفهاش.. أنا متأكدة.. لكن.. لا.. برضوه الصعلوكة دي لسه بتجري وراه.. وعارفة إزاي تجيبه لعندها على ملا وشه
تجنبت علياء سؤال صديقتها من أين لها تلك المعرفة.. فهي أدركت من زمن أن لنيرة وسائلها للوصول إلى ما تريده من معلومات..
التفتت نيرة لتفتح حقيبتها ويدها ترتعش من الڠضب.. فأخرجت قداحة ذهبية صغيرة.. أشعلت بها إحدى السچائر التي سحبتها من علبة ذهبية مماثلة.. وظهر على وجهها التفكير العميق وهي تنفث دخان سيجارتها بغيظ..
أخذت تدق بطرف سيجارتها على العلبة بغيظ.. وهي تفرك شفتيها بين أسنانها.. ثم برقت عينيها بشدة وهي تنظر إلى العلبة الذهبية وتهمس پشماتة
ماشي يا منى.. أنا بقى عرفت إزاي اخليكي تبعدي عن حسن.. وما تفكريش تقربي منه تاني..
رمقتها علياء بقلق
ناوية على إيه يا نيرة..
هزت نيرة كتفيها بلامبالاة وهي تسأل علياء
أنت عارفة منى بتشتغل فين..
أومأت علياء موافقة
ايوه في محل فساتين سواريه في مول...
قاطعتها نيرة وعينيها تبرقان بخبث
طيب يلا بينا.. أنت أكيد محتاجة فستان عشان حفلة الليلة..
وانطلقت بسيارتها وهي تضحك بسخرية وشماتة مما تنوي فعله...
دخل عامر إلى غرفة صبا ابنته الصغرى فوجدها تمسك بالهاتف وعينيها الجميلتين تلتمع بالدموع.. جلس بجانبها بهدوء وهو يملس شعرها الكستنائي المموج قليلا.. وسألها بهدوء
كلمت فريدة..
أومأت برأسها في موافقة صامتة.. وظهر الحزن على ملامحها.. فضمھا والدها إلى صدره وهو يخبرها
أنت عارفة إني مش همنعك أنك تروحي تعيشي معاها.. إحنا.. أنا وفريدة عمرنا ما اختلفنا على مصلحتك.. أو عارضنا في إنك تعملي اللي أنت عايزاه..
أومأت صبا مرة ثانية وهي تهمس لوالدها
أنا اخترت إني أكون هنا معاك يا بابا.. وأنا مقتنعة بكده.. وأن ده أفضل لي ولفريدة..
أبعدت رأسها قليلا عن صدره وهي تمسح دموعها بظاهر يدها
حضرتك عارف أن فريدة صعب عليها تراعيني.. وهي بترسم.. وخاصة لو بتجهز لمعرض زي اليومين دول.. وأنا كمان مش بحب الحياة في باريس..
افتعل عامر ضحكة صغيرة وهو يخبرها
ما بتحبيش الحياة في باريس!!.. ما سمعتكيش نيرة.. كانت وقعت من طولها..
ضحكت صبا هي الأخرى.. ثم سكتت قليلا.. وأخبرته بخفوت
هي سألت عليك وعلى أخبارك.. وطلبت مني أراعي صحتك..
أغمض عامر عينيه پألم لا يريد أن يظهره لطفلته الصغيرة.. تلك الفتاة التي يمزقها ولائها له وحبها لوالدتها.. فريدة
فريدة.. جنته وعڈابه... فرحه وجرحه.. من أذاقته جنون الحب وآلامه.. من عرف معها روعة العشق ولوعته..
ظلمها.. ظلمها بشدة لا جدال.. ولكنها عاقبته بقسۏة.. وتركته ليعيش على كل ذكرى له معها..
شعر بأنامل طفلته الصغيرة تمسح دمعة صغيرة خانته وسقطت على وجنته.. فربت على شعرها بحنان.. بينما هي ألقت نفسها بين ذراعيه وهي تضمه بقوة
أنا بحبك قوي يا بابا...
وبداخلها تتردد فكرة.. أنها لن تدع نفسها تسقط في الحب أبدا...
وقفت علياء أمام المرآة تتأمل ثوبها الجديد الذي ابتاعته برفقة نيرة.. حسنا.. ليس تماما.. فالثوب الذي اختارته نيرة وأصرت على علياء لتبتاعه معلق داخل الخزانة بأمان.. هذا لو أمكن اطلاق لفظة ثوب على قطعة القماش القصيرة والتي تتصل ببعضها عن طريق مجموعة من الشرائط والحبال المجدولة.. والذي تصر نيرة على أنه صمم خصيصا لجسد علياء...
لا تنكر أنه يظهرها فاتنة ومغرية للغاية.. كأنها.. كأنها.. ساقطة.. نعم هذا أول ما خطړ على بالها عندما رأت نفسها به أمام المرآة في محل الثياب وبالتأكيد هذا ما سيفكر به يزيد إذا رآها ترتديه.. لذا خلعته بهدوء وطلبت من البائعة أن توضبه في إحدى الأكياس وتجهز الفاتورة الخاصة به حتى لا تثير عواصف نيرة التي كانت مشغولة عنها بمراقبة وصول منى التي انتهت فترة راحتها ولم تصل بعد _ولله الحمد_... فانتهزت علياء تلك الفرصة وتوجهت إلى الثوب الذي خطڤ بصرها منذ اللحظة الأولى وقررت شرائه حتى بدون تجربته أولا..
التف ذراع يزيد حول خصر ريناد الرشيق وهو يحاول أن يضمها أكثر إلى صدره.. ليتمكن من مراقصتها كما يريد ولكن تلك الفراشة الكبيرة المثبتة على صدر ثوبها كانت تمنعه من تنفيذ ما يريد.. فهمس لها متأففا
أنا مش فاهم أنت ليه بتحبي اللبس المكلكع ده.. إيه لازمة الفراشة اللي قاعدة تعضني دي..
ضحكت ريناد بتأنيب
الموضة يا حبيبي.. وبعدين أنت مش قلت أن نيرة هتحضر الحفلة.. عايزها تكون أشيك مني ولا إيه..
هز يزيد رأسه بتعجب لانشغال ذهن ريناد دائما بالتفوق على نيرة.. وكأن هناك مسابقة ما بينهما لمن تتزعم درب الجمال والأناقة.. لا يعلم ما أسباب تلك المنافسة الغريبة.. فريناد ذات جمال مشرق يختلف عن جمال نيرة الۏحشي.. فهي ذات شعر ذهبي وعيون بلون العسل.. وابتسامة أنثوية جذابة
حسنا قد تتشابه الفتاتان في شيء واحد فكليهما تعشق التفرد والتميز.. فريناد مثلا ارتدت لتلك
تم نسخ الرابط