رواية تحفة الفصول من الاول للثالث بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
هشام ضاحكا يتأمل ملامح كريم البلهاء بعد كلمات فرح الحادة إليه وعقب انتهائه تنحنح بجدية قائلا
_ مش قولتلك مش زى أى بنت عرفتها ... قال وكنت فاكر بقى إن ضحكتك بتجيب من الآخر ..
ثم أضاف بعد أن عادت ضحكاته من جديد
_ ياكسفتك ياحازم
لم يبدو على كريم أنه قد تأثر بسخرية صديقه فأجاب بثقة
_ أضحك أضحك براحتك بس برضو هفضل وراها ..
_ يلا بينا ياعم على الفندق أنا هجيب حاجاتى وآجى أعسكر هنا ..
ماإن تحركت فرح بسيارتها حتى ثبتت عيناها على ضحكات هشام التى لاحت لها فى الأفق بداخل مرآة سيارتها الجانبية فأبتسمت برقة بعد أن أحست برفرفة تلك الفراشات بداخلها فلأول مره تراه يضحك مقهقها إلى ذلك الحد متخليا عن وقاره وجديته ..
_ مين كريم ده !
ليه حاسة إنى شوفته قبل كده !! لا أنا متأكدة إنى شوفته بإبتسامته الهبلة دى بس مش قادره أفتكر فين وأمتى ..
ومش قادرة أفهم سر تصرفاته الغريبة دى بيعمل كده ليه وكأنه عاوز .......
_ إيه الهبل ده اكيد لا طبعا..
ثم أضافت بثقة
_ حتى لو كده أكيد هشام مش هيسمح بإن ده يحصل ..
بدأت إبتسامتها فى الظهور من الجديد وملامح السعادة غزت قسماتها عند توصلها إلى ذلك الإحساس بداخلها والذى نجح فى إرضاء غرورها وإستعادة ثقتها بنفسها بأن هشام لن يدع أحدا يقترب منها حتى لو لزمه الأمر خسارة أعز صديق له ..
ماذا لو أنقلبت الآية !
الفصل الثالث
ماسات مدببة صغيرة براقة تصطف بأناقة داخل حفراتها الضئيلة لتكون جزء رقيق من عمل متكامل دقيق يخطف الأنظار إليه من الوهلة الأولى تنعكس عليه الأضواء من حوله فينكسر ذلك الضوء على ماساته المرصعة فتزيده توهجا ولمعانا لا مثيل له سوى بداخل تلك اللآلىء التى تجاوره والمزينة لما تبقى من مجموعة الحلى المتكاملة من قلادات وأقراط وأساور ومحابس فضية تعرض جميعها من وراء ذلك الزجاج الشفاف والذى لفت أنظارها فور دلوفها إلى ذلك المكان الأنيق ..
هذا ماتفوهت به صديقتها فور ملاحظتها لإنجذابها إلى تلك المجموعة الرقيقة من الفضيات ...
أجابتها فرح بإنبهار
_ المجموعة كلها حلوة أوى ..
ثم أضافت متسائلة
_ لقيتى اللى انتى عاوزاه ..
عرضت عليها صديقتها تلك الميدالية الفضية بالنقوش الإسلامية والتى تحمل اسم زوجها قائلة
تلمست فرح ذلك العمل الدقيق بإنبهار شديد تتلمس زخارفه البارزة والتى تحيط الأسم بمهارة واضحة قبل أن تقول
_ تحفة .. خلصها فى قد إيه ..
أجابتها صديقتها بلهجة تنم عن فرحتها بتلك الهدية التى أبتاعتها لزوجها قائلة
_ يعنى مش أكتر من أسبوع ..
ثم أضافت بحماس غامزة
_ هروح أدور على حاجة ليا أنا كمان بقى .. مش قادرة أقاوم الفاترينة اللى هناك دى ..
أبتسمت لها فرح مومئة برأسها قبل أن تتوجه هى الأخرى إلى الصائغ بعد أن لمعت بداخل رأسها تلك الفكرة..
فهاهو يوم ميلاد هشام قد أقترب وهى لم تقرر ماذا ستبتاع له بعد لكنها الآن قد حصلت على مبتغاها فبدأت فى شرح فكرتها إلى الصائغ قائلة
_ عاوزة أعمل ميدالية فضة مكتوب فيها جملة كان يوم حبك أجمل صدفة .. بس الجملة تبقى بشكل دائرى شوية ..
هز الصائغ رأسه بتفهم بينما هى أكملت ..
_ وعاوزة قلم فضة متغطى الجزء اللى تحت منه باللون الأسود ويبقى مكتوب عليه اسم هشام وجنبه التاريخ اللى هكتبهولك دلوقتى ..
أمتدت يد فرح إلى تلك الورقة بجانبها لتقوم بكتابة تاريخ أول يوم ألتقت فيه بهشام أثناء تريضها ..
وبعد عدة دقائق كانت قد أنهت إتفاقها مع الصائغ بعد أن أخبرته بجميع التفاصيل وأخبرها هو بموعد الإستلام ..
فى تلك اللحظة أنهت صديقتها هى الأخرى مهامها فتوجهت إلى فرح قبل أن تغادر الفتاتان محل الصائغ بإبتسامة عريضة رسمت على وجه كلتيهما تنم عن ذلك الحماس الذى يملؤهما لإختيارهما الهدية المناسبة لمن أحببن ..
أنتهى يوم فرح بسعادة ..
ولم لا ! يكفى أنه قد بدأ بتلك المحادثة الصغيرة بينهما قبل مغادرتها ..
وهاهى الآن قد أنهته بإختيارها لهدية عيد مولده والتى ستسهل عليها مهمة الإعتراف أو حتى التلميح له بحبها .. تكفى تلك الكلمات كى يستطيع الفهم ..
فمع تحديد يوم لقائهما بجوار أسمه مع عبارة كان يوم
متابعة القراءة