رواية تحفة الفصول من الاول للثالث بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وشك الهادىء الرقيق ده وشعرك اللى نازل على كتافك بعفوية ټخطف قلب أى حد .. وعنيكى الصافية برموشك الطويلة اللى أنا شايف ظلها على خدودك من عندى ...
راهنت نفسى إنك ساعتها هتبقى لوحة فنية مرسومة بإحساس فنان عاش ألف سنة من عمره بيجسد الجمال على الورق .. الجمال والرقة والعذوبة اللى أنا شايفهم كلهم متجسدين فى كل تفصيلة فيكى دلوقتى ..
حاولت فرح إستيعاب تلك الكلمات التى تلقى على مسامعها لأول مرة حاولت التماسك والسكون حاولت الصمود وعدم التأثر حاولت إظهار صوتها قوى ثابت عندما قالت
_ أنت ...
لكن رغما عنها خرجت كلماتها متقطعة مهتزة وهى تقول
وكأن الشمس أشرقت فى غسق الليل عندما لاحت إبتسامته فى تلك اللحظة قائلا
_ أنا مش هقول حاجة تانى خلاص انا كفايه عليا إنى شوفتك .. بس افتحى كاميرا موبايلك وشوفى نفسك دلوقتى هتعرفى أنا بتكلم عن إيه ..
ثم أضاف بهمس وهو يلوح لها بيده
_ سلام .
بعدها بلحظات أفاقت فرح من تلك الحالة المسيطرة عليها وقامت بفتح الكاميرا الأمامية الخاصة بهاتفها .. تأملت وجهها على ضوء القمر المسلط عليها بالإضافة إلى ماتبقى من ضوء غرفتها بالداخل والذى ساعد على ظهور ملامحها..
تسمرت عيناها على كل تفصيلة بوجهها فهى لم تر نفسها بتلك الجاذبيه من قبل ..
ألتقطت صورة لوجهها وصورة أخرى للسماء الصافية الممتلئة بالنجوم والتى يتوسطها القمر المكتمل ذلك التكوين الساحر والذى لم تدقق به من قبل .. فهى لم تدلف إلى شرفتها إلا فى أوقات تواجد هشام فقط ..
فى تلك اللحظة تذكرت ماحدث قبل دقائق فقطبت جبينها متمتمه بصوت عالى بعد أن أنقلبت ملامحها فى لحظة
_ وإزاى أصلا يسيبه يمسك موبايله .. ماشى يا هشام ..
توجهت إلى الداخل بوجه عابس غافلة عن ذلك الذى وقف يراقبها من وراء زجاج شرفته محتميا بظلام غرفته يتأملها بشغف وهى تنظر إلى وجهها المشرق بداخل الكاميرا الخاصة بها وتبتسم برقة قبل أن تلتقط بعضا من الصور حينها تمنى بصدق لو أن بإمكان عدستيه أن يحلا محل الكاميرا لتكون تلك الابتسامة الساحرة الآسرة موجهه اليه هو فقط من دون الناس أجمعين ..
فى اليوم التالى ..
أستيقظت فرح باكرا فى موعدها المعتاد كى تبدأ بتنظيف غرفتها مثلما خططت بالأمس ..
ألقت نظراتها الأولى على الشرفة بتلقائية وهى تهم بالنهوض من أعلى فراشها بتكاسل ومن ثم أتجهت إلى الحمام بخطوات بطيئة ..
تأففت بحزن ولازالت أعينها شبه مغلقة فاليوم هو الجمعة وهشام لم يستيقظ بعد ..
بالتدريج تملكها النشاط عقب إنتهائها من حمامها وهى تفكر بالتأكيد ذلك البهلوان لديه قد رحل أو مازال نائما فى سبات هو الآخر .. لذا فلتستغل عدم تواجده للإنتهاء من تنظيف الشرفة أولا
شرعت فى تغيير منامتها الوردية وأرتدت بدلا منها ملابس قطنية مريحة للبدأ فى التنظيف لكن قبل ذلك تذكرت بعضا من ملابسها المبللة التى أنتهت من تنظيفهم ورغبت فى تعرضيها للشمس كى تجف ..
رفعت شعرها أمام مرآتها بفوضوية جذابة لم تنتبه لها حيث أنشغلت بإدخال ذلك التى شيرت القطنى الأبيض الواسع ذات الأكمام القصيرة إلى داخل بنطالها الأسود الرياضى بعد أن قامت بعمل عدة ثنيات بنهايته حتى لا تتعثر به أثناء التنظيف ..
فى النهاية توجهت إلى شرفتها حاملة مايلزمه الأمر من أدوات التنظيف حتى تنهى مهمتها على أكمل وجه فى أقصر وقت ممكن قبل أستيقاظ هشام أو ضيفه ..
فى البداية قامت بإستخدام المكنسة اليدويه للتخلص من ذرات التراب العالقة بسور شرفتها الحديدى والحامل الخاص بالملابس قبل أن تقوم بإزالة الأتربة التى تعتلى الأرضية الشبه نظيفة ..
وفى وسط إنشغالها وخضم تركيزها لفت أنتباهها صوت خاڤت مصدره شرفه هشام على غير العادة فرفعت رأسها بفضول متسائلة لتقع نظراتها على ذلك البهلوان .. كريم .. يقف مرتديا تى شيرت أبيض كخاصتها ويحمل بيده مكنسه يدويه محاولا تقليدها فيما تفعل ..
تأففت بضيق وولته ظهرها مفضلة تجاهله إلى أن أنتهت مما كانت تفعله ثم قامت بإحضار ممسحة صغيرة مبلله لتقوم بمسح
متابعة القراءة