رواية تحفة الفصول من الاول للثالث بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الفصل الأول 
 
فى بدايه تلك الروايه أرجو منكم الدعاء لأبى أن يغفر له الله ويتغمده بواسع رحمته هو وسائر موتى المسلمين .. اللهم آمين ..

فى إحدى المجمعات السكنيه الراقيه ..
ومع نسمات الصباح الأولى الرقيقة المختلطه بأشعه الشمس الذهبية الغير مباشرة التى تناثرت أضوائها بخفوت فى أرجاء السماء الصافيه معلنة عن بدأ يوم جديد ملىء بالنشاط والتفاؤل ..

وبداخل تلك الغرفة بالطابق الثانى والتى يغلب عليها اللونى الأبيض والأرجوانى نرى ظهر تلك الفتاة بمنامتها القطنية الزرقاء وشعرها الشبه مشعث تشب على أطراف أصابعها بحماس متسللة من وراء ستائر غرفة شرفتها وكأنها تبحث عن شىء ما بالخارج ..
أستقرت أخيرا پسكينة خلف الزجاج المغلق محتمية بألوان ستائرها الداكنة المحكمة إلا من عدة سنتيمترات يتسلل من خلالهما الضوء إلى الغرفة المظلمة نجحت هى فى التلصص من خلالهما إلى تلك الشرفة بالمقابل حيث ثبتت نظراتها على ذلك الجالس بهدوء ..
حسنا يبدو أنه رجل فى بدايه العقد الرابع من عمره العقد الرابع يبدأ من الثلاثين إلى التاسع والثلاثين
يجلس على مقعده الخشبى ويرتشف قهوته الساخنة ببطىء كعادته أثناء قراءة جريدة الصباح يرتدى بذله كلاسيكية أنيقة رمادية اللون ومن أسفلها قميص أبيض بدون ربطة عنق حيث يظهر وجهه المستدير مكللا بشعيراته اللامعة من أسفل أشعة الشمس المسلطة عليه والتى زادته جاذبية وإشراقا .. 
..
هيتحرك من مكانه بعد 7 دقايق ونص بالظبط .. 
تفوهت الفتاة بتلك الكلمات وهى تنظر الى ساعة هاتفها قبل أن تعيد النظر إليه مرة اخرى متنهدة بحرارة ..
نعم ..هى تقوم بحساب تلك الدقائق والثوان المتعلقه به بل المتعلقه بقلبها الذى سلب منها فور رؤيته ..
تفيق قبل موعد إستيقاظها المفترض بأكثر من ساعة حيث تتوجه مباشرة إلى شرفتها كى تراه أثناء مغادرته لفراشه بعد مكوثه عليه بضع دقائق عقب استيقاظه تستمر فى مراقبته حتى يتناول منشفته ويتجه بها إلى الحمام فتذهب مسرعة هى الأخرى لإعداد قهوتها الصباحية بعد أن تغلق زجاج شرفتها وفور رجوعها تجده قد أنتهى من إرتداء بذلته ويستعد للتوجه إلى شرفته حاملا كوبا من القهوه وجريده ..
وعندما يهم بفتح زجاج شرفته تختبىء هى مسرعه خلف ستائرها الداكنة لتراه من خلال تلك الفتحة الصغيرة خلف الزجاج .. 
هذا هو روتينها اليومى والذى تمارسه دون كلل أو فتور حتى يحين موعد مغادرته ذلك الروتين والذى أستمر لأكثر من السنه والنصف منذ أول مرة رأته فيها ..
كانت تتريض بالقرب من منزلها بداخل ذلك التجمع السكنى عندما أصطدمت سيارته بها لم تدر ماذا حدث فى ذلك الوقت هى فقط تتذكر خضراويتيه التى لاحتا أمام ناظريها ..
أستجمعت قواها بصعوبة محاولة إدراك ماحدث للتو فلم تنتبه ليديها المتشبثتين بخاصتيه بقوة إلا عندما بدأ هو بالضغط عليهما برقة قائلا 
_ ياآنسه انتى كويسة ! 
لم ينتظر جوابها فأردف مبررا 
_ أنا آسف أوى أنا لقيتك ظهرتى مره واحدة قدامى وملحقتش إنى .. 
لكنه تسائل فور رؤيته لعلامات الألم تعلو وجهها 
_ فى حاجة بټوجعك !! 
لم تجبه فأستكمل هو بقلق  
_ طيب تسمحيلى أوصلك ..
أخيرا بدأت فرح بإدراك مايحدث عندما جذبت يديها بخجل محاولة النهوض وهى تقول 
_ لا ملوش لزوم أنا كويسة ..
حاول إيقافها بكلماته قائلا  
_ازاى بس كويسة ! مش هتقدرى ترجعى كده لوحدك لازم أوصلك حتى لو لأقرب مكان ليكى ..
ابتعدت فرح على الفور قائلة بإرتباك واضح 
_ حصل خير حصل خير بعد إذنك ..
سيطر التوتر على كل خلية من خلايا جسدها بعد أن أحست بدقات قلبها تتعالى عقب تلك المحادثة القصيرة لكنها حاولت التماسك حتى نجحت فى الوصول إلى منزلها بعد أن داهمها الإعياء المفاجىء تحاملت بقدر الإمكان وصورة عينيه لاتزال تسيطر على عقلها وتفكيرها حتى خيل إليها أنها تراه من جديد ..
أغلقت عينيها عدة مرات محاولة إزاحة صورته عن عقلها الذى صوره لها وكأنه يقف من بعيد لكن ذلك الجسد الماثل أمامها ليس من وحى خيالها بل هو حقيقة واضحة لاتقبل الشك ..
توقفت عن تفكيرها وعن تقدمها محاولة التأكد مما تراه فهاهى تقف بالقرب من سيارة تشبه تلك التى صډمتها منذ قليل تصطف أمام الفيلا المقابله لهم ..
هنا فى تلك اللحظه أستطاعت أن تراه بوضوح وهو يتقدم إليها أبتسمت رغم الۏجع المسيطر عليها والذى لم تعد تشعر به حيث بدأ قلبها فى الخفقان ما إن تقابلت أعينهما للمره الثانيه ورأت تلك الابتسامة الساحرة أعلى شفتيه للمرة الأولى وهنا أدركت أنها قد ڠرقت حتى أذنيها فيه هو .. هشام ..
هشام .. صاحب مكتب هندسى أنتقل حديثا إلى ذلك المجمع السكنى بعد قدومه من الخارج حيث لازال يعيش أبواه وأخوته فى إحدى الدول العربية أنهى دراسته بإحدى دول أوروبا قبل أن يعمل فترة فى مجال الهندسة بدول الخليج ومن ثم قرر أخيرا الرجوع إلى مصر وبدىء العمل الخاص به ..
فمنذ ذلك الوقت وهى
تم نسخ الرابط