رواية تحفة الفصول من الاول للثالث بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

مكنتش لاقى الشخص المناسب .. أنا حاسس أنها هى بس عاوز الأول أتعرف عليها وهى تعرفى وأشوف يمكن هى مش قابلانى ...
غادر هشام أريكته قائلا بسخرية 
_ لا من الناحية دى أتطمن أنا واثق أنها مش هتبصلك أصلا .. معتقدش هتعجبها بسهوكتك وأسلوبك ده ..
حرك كريم حاجبيه بإستفزاز قائلا 
_ ماهى السهوكة دى ياإتش هى اللى بتجيب مع البنات ..
ألتقط هشام وسادته وألقاها على وجه صديقه قائلا پغضب  
_ شوفت بقى نيتك .. إستحاله أعرفك عليها..
تفادى كريم تلك الوسادة قائلا بجدية 
_ صدقتى ياإتش مش هسببلك حرج فى أى حاجه ولو الأمور منفعتش بينا هنسحب بكل إحترام ..
صمت هشام لبضع ثوان قبل أن يقول بنفاذ صبر 
_ ماشى هحاول أصدقك ....
ثم أضاف وهو يلتقط وسادته  
_ أطلع بره ..
لاحت علمات الغباء على وجه كريم وهو يرى هشام يتوجه إلى الأريكة من جديد فأضاف الأخير  
_ ممكن تسيبنى أنام عشر دقايق قبل ماأنزل الشغل ولا فى حاجة تانى ...
لم يجبه كريم بل توجه إلى الخارج بوجه فرح يعلوه إبتسامة واسعة وأعين ضاحكة كطفل نجح فى إيجاد أمه أخيرا ...
بينما هشام أغلق عينيه فورا بعد أن وضع وسادته أعلى وجهه بينما عقله لم يستسلم إلى النوم بل ظل يفكر فيما قاله صديقه للتو ..

شرعت فرح فى إرتداء ملابسها إستعدادا للخروج إلى عملها اليومى يظهر على وجهها علامات التأفف والضجر فبفضل ذلك الأحمق لم تتمكن من رؤيه هشام اليوم هى حتى لا تدرى إذا ماكان قد أستيقظ أم لا .. بالتأكيد هو لم يغادر بعد لأن سيارته لازالت مصطفة بمكانها ترى هل يتناول قهوته الآن أم .....
توقف عقلها عن العمل لعدة لحظات عندما تذكرت تلك المكالمه الصباحية التى تلقاها بالأمس فتمتمت بحزن 
_ ممكن يكون بيكلمها دلوقتى .. طيب أتصل بيه وأشوف ..
لكنها هزت رأسها بكبرياء غير موافقة وفضلت تجاهل الأمر أثناء توجهها إلى سيارتها بعبوس وتهجم بعدما رفضت تناول فطورها بل وخرجت قبل موعدها اليومى بنصف الساعة علها تحسن مزاجها قليلا قبل الذهاب إلى عملها ..
قامت بفتح باب سيارتها بعصبية واضحة عندما تعالى من خلفها ذلك الصوت الذى تألفه جيدا يقول على بعد عدة أمتار  
_ صباح الخير يافرح ..
بالطبع ميزت صاحب ذلك الصوت دون تفكير وألتفتت إليه بسرعة بعد أن تلاشى العبوس وحل محله الإشراق لتقول بسعادة واضحة ولهفة  
_ صباح الخير ياهشام
وكأن عيناها قد أشعت قلوبا وردية اللون كونت غمامة أعلى عدستيها لم تسمح لها بملاحظة أحدا سواه فهو وحده يشغل تفكيرها وصورته تملأ عينيها بل كيانها كله..
لكن بعد لحظات وعقب إرضاء قلبها بالنظر إلى ملامحه التى أشتاقتها بشدة أنتبهت أخيرا إلى ذلك الأحمق الذى يتقدم بجوار هشام تعلو شفتيه إبتسامه سخيفه ويلوح لها بيده ..
نظرت له شذرا وهى تراه يقترب برفقة هشام لكنها أعادت نظراتها من جديد إلى من ملك زمام قلبها أثناء قوله 
_ إيه نازله بدرى النهاردة يعنى .. 
فرح برقة بالغة بعد أن أستقرا أمامها 
_ ابدا صحيت بدرى قلت أنزل ألف شويه بالعربيه قبل الشغل .. 
هز هشام رأسه بإبتسامة قبل أن يقول بتأفف عقب لكزات صديقه المستمرة والذى لم تفارق إبتسامته الجذابة وجهه هو الآخر 
_ طيب أسمحيلى أعرفك .. كريم ..
فرح دون إهتمام  
_ أهلا ..
لكنه أضاف عقب تلك اللكزة القوية من كريم 
_ كريم عشرة عمرى وصاحبى من زمان مهندس هو كمان ولسه راجع من بره هيستقر فى مصر وقاعد معايا فى البيت كام يوم كده ..
ثم أضاف موجها كلماته إلى كريم 
_ ودى فرح ياكريم ..
أتسعت إبتسامة كريم بطريقة لطيفة أظهرت أسنانه العلويه ناصعة البياض بجاذبية شديدة تعجز أى أمرأة عن مقاومتها عدا تلك التى لم تلاحظها من الأساس بسبب إنشغالها بهشام ..
فتنحنح هو قائلا بطريقة إستعراضية  
_وأنتى بقى فرح مش كده ..
قال جملته الاخيرة وهو يمدد إليها يده مصافحا مما أضطرها الى إمداد خاصتها هى الأخرى قائلة بعبوس  
_ ماهو قالك اسمى فرح ..
شدد كريم من مصافحته ليدها قائلا بأعين غامزة 
_ انتى اللى قفلتى فى وشى البلكونة الصبح ..
على الفور سحبت فرح يدها من بين خاصته ناظرة إليه بإستهجان قائله بسخرية 
_ وأنت بقى اللى كنت واقف مش لابس حاجة فى البلكونة ..
ثم أضافت بلهجة حادة صارمة 
_ مش واخد بالك أنك فى مصر وفى كمبوند محترم وساكن فيه عائلات ..
ثم وجهت كلماتها إلى هشام قائلة 
_ ماتفهمه ياهشام ولا هو فاكر نفسه واقف فى فرندا شاليه فى السخنة ولا على بول فى لاس فيجاس ..
ألقت فرح جملتها الأخيرة وهى تستقل مقعد سيارتها لكن قبل ذلك أرتسمت إبتسامتها من جديد وهى تنظر إلى هشام قائله  
_ يلا سلام ياهشام بقى هكلمك ..
ما إن تحركت هى بسيارتها مبتعدة حتى أنفجر
تم نسخ الرابط