رواية تحفة الفصول من الاول للثالث بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

بعد عدة ثوان وفى خضم تفكيرها أمتدت يدان من خلف ذلك الجالس أغمضت عينيه تأفف هو بضيق على الفور وتخلص من تلك اليدان بزمجرة خفيفة قبل أن يفتح عينيه بقوة معيدا النظر إلى تلك البقعه التى كانت تقف بها الفتاة لكنه فوجىء بتلاشيها وكأنها لم تمتثل أمامه منذ بضع لحظات ..
تحرك من مكانه مسرعا إلى الأسفل يبحث عنها بالخارج قبل أن يتوجه إلى الداخل على أمل أن تكون حول إحدى الطاولات ولكن للأسف لم يحصل على أى أثر لها وكأنها حورية ظهرت على السطح لبضع ثوان صغيرة قبل أن تغوص بداخل أعماق البحر فى الظلام .. 
عاد من جديد إلى طاولته بوجه أحمر يعلوه علامات الڠضب ناهرا صديقته على طريقة عبثها معه فى تلك اللحظه تحديدا...
ثبت نظراته على النافذة وكأنه يمسح الطرقات من حوله عله يلمحها من جديد ظل على تلك الحال لعدة دقائق رغما عنه بعد أن رغب بشدة فى معرفة هوية تلك الفتاة التى لفتت أنظاره بلباسها الرجولى ذلك بل يكفيه حتى مجرد الحصول على اسمها فقط ..
فرح ..
ما إن نظرت إلى تلك النافذة ورأت ذلك الشخص يحدق بها حتى شعرت بالحرارة تغزو وجنتيها فهمت بالمغادرة عندما لمحت تلك الفتاة تقترب منه و تحتضنه من ورائه مغمضة عينيه بكفيها فأبتسمت الناظرة بداخلها مستنتجة كونها حبيبته أخفضت بصرها بحياء وعدلت من وضع نظارتها بحركة تلقائية أثناء توجهها إلى سيارتها من جديد ..
وقبل مغادرتها رأته يقف على أعقاب باب الدخول يبحث برأسه يمنة ويسارا فألتفتت إلى نافذته من جديد ولم تجده تلك المرة زوت مابين حاجبيها بإستغراب قبل أن تراه يعود إلى الداخل من جديد وتقرر هى المغادرة فى الحال ..
أرتفع رنين هاتف هشام أثناء جلوسه بداخل غرفة مكتبه فأرتسمت إبتسامة عذبة أعلى محياه فور رؤيته هوية المتصل ..
هذا هو كريم صديق طفولته بالخارج والذى طالما وعده ذلك الأخير باللحاق به إلى مصر عقب مغادرة هشام لكن مرت سنه ونصف على عودته ولم يوف كريم بوعده إلى الآن ..
دون تفكير قام هشام بالإجابة صائحا بسعادة مؤنبة 
_اهلا بالندل الكبير
ترامت إلى مسامعه ضحكات المتصل والذى قال على الفور 
_ كنت عارف أنك هتقول كده على فكرة بس عشان تعرف أنك ظالمنى أنا فى مصر ياسيدى ..
تهللت أسارير هشام وهو يقول  
_ يابن الإيه.. أنت بتتكلم بجد من أمتى وأنت هنا وقاعد ولا ماشى تانى ..
كريم مجيبا بمرح  
_لا متخافش قاعد على قلبك وكمان بفكر أنولك شرف إنى اشتغل معاك زى بعضه ..
هشام بغير تصديق 
_ لا ده كلام كبير أوى عاوزينله قاعدة كده ياريس يلا تعالالى المكتب وأعمل حسابك أنك هتروح معايا البيت نتغدا سوا ..
لكنه أستدرك جملته بتساؤل 
_أنت قاعد فين صحيح !
كريم بلامبالاه  
_ نازل فى فندق كده كام يوم على ماألاقى شقة محندقة على قدى ..
هشام معاتبا  
_عيب عليك ياعم يبقى عندى بيتى طويل عريض وانت نازل فى فندق يلا تعالالى أنت بس دلوقتى وبعدين نبقى نعدى نجيب حاجتك من الفندق ..
كريم بنبرة معترضة  
_أستنى بس أصلى مش لوحدى 
أرتفعت ضحكات هشام الساخرة قائلا وقد فهم مقاصد صديقه 
_ أنت لسه بترمرم بردو زى ماأنت مبطلتش 
ارتفعت ضحكات كريم العابثة وهو يقول  
_ لا متفهمنيش غلط وحياة ابوك .. دى مجرد مضيفه على الطياره اللى جيت بيها وكنت بڤرجها على الأهرامات .. بنشط السياحه يعنى.. مش اكتر 
هشام بعدم تصديق  
_ على بابا ياكيمو 
كريم ممازحا 
_ عيب عليك تحيا مصر ياجدع ...
تصاعدت ضحكات هشام من جديد قائلا  
_ هحاول اصدقك المرادى ..
أجابه كريم بلهجة جدية تلك المرة قائلا 
_والله يابنى الواحد عاوز يستقر خلاص بقى .. عموما هى مسافره بكره مش شياكة يعنى أسيبها فى الفندق وأخلع انا ..
هشام مازحا  
_ماشى يامعلم هسيبك تودعها بس بعد كده مفيش قعده لوكاندات معندناش رجالة تبات بره .. تعالى عندى ونشوفلك شقة فى الكمبوند جمبى أو حتى أقعد معايا فى الفيلا ..
كريم بمرح 
_ أوباااا فيلا وشركة مره واحده .. يافلوسك ياعم هشام ..
تنحنح هشام قليلا قبل أن يجيبه  
_طيب أنا بقول تسافر مع البنت بتاعتك دى وتريحنا مش ناقصين قر وحياه أبوك ..
تصاعدت ضحكات كريم مره اخرى قائلا 
_ هههههههه بقى كده ماشى .. بس بردو قاعد على قلبك ..
خلاص بكره هكلمك من بدرى نتقابل يلا سلام ...
أغلق هشام هاتفه ولازالت الضحكات ترتسم على وجهه..
فأخيرا صديق عمره الذى فرقت بينهما السنون سينضم إليه من جديد ..

فى اليوم التالى وقفت فرح كعادتها تراقب هشام صباحا وهو يستيقظ من نومه ولكن على غير عادته رأته يفيق قبل موعده المحدد بعشر دقائق ويجلس أعلى فراشه بتكاسل أثناء تحدثه فى الهاتف وتلك الإبتسامة تعلو وجهه ..
قفز الشك إلى قلبها سريعا متسائله عن هوية المتصل ولما كل تلك
تم نسخ الرابط