رواية تحفة الفصول من الاول للثالث بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
غزت تلك الهدية الفضية تفكيرها من جديد ..
شعرت بدقات قلبها ترتفع بحماس معلنة عن وجودها دون خجل أو تردد فأخيرا وبعد كل تلك السنوات التى حاولت هى فيها إخفاء حبها له أقترب ذلك اليوم المنشود والذى طالما سيطر على تفكيرها وتخيلته بداخل عقلها أخيرا سيعلم هو ماأصابها منذ قدومه ..
أزدادت دقات قلبها إندفاعا لمجرد تخيل تلك اللحظة عندما تكشف عن سرها الصغير على مرأى ومسمع منه توجهت أنظارها العاشقة تلقائيا كالعادة إلى شرفته بعد أن أعتدلت فى جلستها وأحتضنت وسادتها برقة ..
وبعكس ماتوقعت تلك المرة خالف القدر ظنها ولم تصطدم نظراتها بالفراغ بل قابلتها نظرات ذلك الأحمق الذى يلوح لها دائما بتلك الإبتسامة ..
تغيرت معالم وجهها واكفهرت قسماته عندما شعرت هى بتصاعد الډم إلى أعلى رأسها فتوجهت إلى ستائرها حانقة وأغلقتها پعنف فى وجهه بعد أن أحكمت إغلاق زجاج شرفتها متمتمة
أسدل الليل ستائره سريعا وسيطر الظلام على الشرفات فيما عدا تلك البقاع التى اضائتها وحدات الإضاءة المنزلية بطريقة مباشرة وأخرى أنعكس عليها بعضا من إضاءات الغرف بطريقة غير مباشرة كما الحال فى شرفة فرح والتى خلت من أى إضاءات إلا من ذلك الوهج الخاڤت المنبعث من غرفتها حيث أستلقت أعلى فراشها بتكاسل عقب تناولها وجبة غذائها بصحبة والديها ..
من المفترض أن ذلك هو التوقيت المناسب لمحادثته فى هدوء بعد أن أنتهى من تناول قهوته المسائيه فى مكتبه نعم فهى تحفظ عن ظهر قلب جميع تفاصيل يومه التى رواها لها بنفسه قبل التى رأتها بعينيها ..
أبتلعت لعابها محاولة السيطرة على إنفعلاتها قبل أن تعيد الكرة بعد عدة دقائق وتلك المره فتح الخط على الفور وجاءها صوته قائلا
تنحنحنت فرح عدة مرات حتى تستطع إخراج صوتها الذى أبى أن يطاوعها فى البداية لكنه فى النهاية خرج رقيقا عذبا وهى تقول بإرتباك واضح
_ آلو هشام أزيك عامل ايه
أجابها هو برقة تماثل رقتها
_ مكنتش أعرف إن صوتك حلو اوى كده فى التليفون ..
أحمرت وجنتيها بخجل وعلامات الإندهاش تملأها لكنها أجابت بإبتسامة عذبة
أجابها مسرعا دون تفكير
_ بصراحه اه وياريتنى سمعته من زمان..
أرتعشت إبتسامتها أعلى شفتيها وصمتت عن الكلام لعدة لحظات بعد أن تنبهت بأن ذلك الصوت لا يمت لمحبوبها بصلة فتسائلت بحدة
_ مين معايا !!
فى تلك اللحظة أجابها هو بنبرة مازحة
_ أنا اللى قفلتى الستارة فى وشه مرتين فى نفس اليوم ..
هبت فرح مغادرة فراشها پغضب قائلة بحدة متزايدة
_ أنت أنت.. أنت أزاى أصلا ترد على موبايل هشام .. أزاى يسمحلك وأزاى انت تسمح لنفسك بالتطفل ده ...
ثم أضافت عقب أنتباهها
_ وأزاى اصلا وهو فى الشغل وأنت هنا أزاى يسيبلك موبايله ..
كريم بهدوء
_ مستغربة ليه ! مايمكن أنا روحتله الشغل ..
زاد إنفعال فرح وأتجهت إلى شرفتها پغضب واضح وقامت بفتح ستائرها بعصبية دون أن تدلف إلى داخلها مكمله وهى تتطلع إلى شرفة هشام
_ مستحيل أصلا مش هتلحق توصل ..
ثم أضافت عقب رؤيتها لظل شخص يجلس فى الظلام هناك
_ وبعدين ماأنت أهو قاعد قدامى ..
كريم بلهجة متحدية
_ متأكدة إنه أنا ! طب أدخلى كده البلكونة وقربى أكتر..
أغاظها تحديه لها فدلفت إلى الشرفه دون تفكير قائلة بإنتصار وهى تنظر إلى عينيه مباشرة عقب أن قام هو بإنارة شرفته
_ ماتبطل تحوير بقى .. أهو انت اللى هنا .. إيه حركات العيال بتاعتك دى ..
ثم اضافت متسائلة بغيظ
_ ممكن أعرف بقى فين هشام
لكنه تجاهل سؤالها قائلا بخفوت
_ تعرفى إنى كسبت الرهان
عبست فرح مابين حاجبيها متسائلة بعدم فهم
_ رهان إيه!
أجابها كريم بجدية بعد أن غادر مقعده ليقف مستندا بجسده على حامل شرفته يتأمل وجهها بشغف رغم الظلام الشبه مسيطر على شرفتها إلا انه نجح فى رؤية عينيها وبعضا من ملامح وجهها قائلا
_ رهان كنت مراهنه مع نفسى إنك فى ظلام الليل ولما القمر يبقى بدر فى ليلة زى الليلادى وقت ماضوء القمر الخفيف ينزل على تفاصيل
متابعة القراءة