رواية كاملة قوية جدا الفصول من الواحد وخمسون للسادس والخمسون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
.
تجمدت بأرضها مدهوشة وبقت تتطلع إليها بصمت حتى قطعت هي الأجواء الصامتة وقالت باسمة بسماجة
_ ازيك يا أسمهان هانم !
فاقت من صډمتها وتلفتت حولها پخوف خشية من أن يراهم أو يسمعهم أحدا ثم هدرت پغضب وصوت منخفض
_ إنتي بتعملي هنا أيه وعرفتي عنوان البيت من فين
_ أخص عليكي يا هانم مكنش العشم برضوا .. ده بدل ما تقوليلي اتفضلي وتضيفيني حاجة في المملكة اللي عايشة فيها دي الله أكبر .. ده احنا في بينا حتى خ ......
_ عايزة إيه .. إنتي مش حسابك اخدتيه من زمان وخلصنا الموضوع
اجابتها مبتسمة ببرود
_ حصل .. بس أنا جاية متعشمة في كرم الست هانم أسمهان الشافعي وعايزة منها خدمة
أسمهان بنفاذ صبر
_ اخلصي قولي عايزة إيه قبل ما آدم يجي !
اختفت ابتسامة الأخرى وقالت بثقة وجحود
أسمهان پصدمة
_ نهارك أسود .. إنتي مچنونة أنا هديكي 15 ألف جنية !
ابتسمت الأخرى بخبث ثم اقتربت منها وهمست بنظرة شيطانية تلقى بكلماتها في الهدف تماما
_ ألا صحيح يا أسمهان هانم .. هما ولادك الباشا عدنان وآدم ميعرفوش باللي عملناه أنا وإنتي ولا إيه .. متفهمنيش غلط لا مؤاخذة ولا حاجة أنا بطمن بس عشان مغلطش بالكلام واقول كلمة كدا ولا كدا لو شوفتهم بالصدفة مثلا .. إنتي عارفة المواضيع دي مفيهاش هزار دي فيها ااااا.......
صاحت بها تمنعها من استكمال كلامها وتقول منفعلة باقتضاب
_ خلاص عايزاهم ليه !
ردت الأخرى بابتسامة انتصار وثقة
أسمهان ساخرة بغيظ
_ وهي الكفالة ب ألف جنية برضوا !!
ضحكت وردت بنبرة مستفزة
_ الباقي لزوم الإجراءات بقى و.....
قاطعتها للمرة الثانية بقرف وخنق هاتفة
_ طيب طيب روحي إنتي وأنا هبقى ابعتلك الفلوس بكرا الصبح
ضغطت أسمهان على كفها بقوة وصرت على أسنانها في غيظ ثم ابتعدت وقادت خطواتها إلى مكتب عدنان ... وبعد ثلاث دقائق خرجت وهي تمسك بيدها ظرف أبيض ممتلئ بالنقود ثم وضعته بيد السيدة پغضب وقالت منذرة
_ خدي ومتورنيش وشك تاني فاهمة ولا لا
_ تصبحي على خير يا هانم
تابعتها أسمهان بعيناها حتى رأتها غادرت المنزل بأكمله فاغلقت الباب وهتفت متأففة بخنق وعصبية
_ كانت نقصاكي إنتي كمان دلوقتي !!
عودة إلى روما .......
كامنة فوق فراشها وترفع كفها الأيسر أمام عيناها وبأنامل كفها الأيمن تعبث بخاتم زواجها حول بنصرها .. تتأمله بملامح جامدة حتى شردت فجأة بذهنها تتذكر ليلة نكاحهم .. لم تبتسم بذلك اليوم ولو لمرة واحدة فقط .. بقت عابسة وبائسة وهي تجلس بجواره وينهون مراسم زواجهم التي انتهت بإعلانهم زوج وزوجة من مأذون الڼكاح بعد اتمام زواجهم على الطريقة الشرعية وسنة الله ورسوله .
القى بها والدها من الهاوية ولم يبالي ليتركها تعاني هي وحدها من زوج لم يحبها .. حطم أحلامها كأي فتاة تمنت أن تتزوج من فارس أحلامها أو الرجل الذي تريده .
حرية الاختيار لم تكن رفاهية تتمتع بها وقتها ! .
عودة إلى وقت سابق قبل أربع سنوات ........
فتح عدنان باب المنزل وتنحى جانبا حتى يفسح لها الطريق للدخول أولا .. دخلت بخطوات مرتبكة وتجولت بنظرها في أرجاء المنزل الذي تراه للوهلة الأولى ويبدو أنها ستعيش به من الآن وصاعدا .. كانت الوان الحوائط كلها من إحدى درجات اللون الأبيض المميزة والأثاث فخم ومثير للإعجاب .. رغم كل شيء يحدث معها حتى الآن إلا أنها اعجبت بالمنزل حقا .
انتبهت لصوته الخاڤت من خلفها وهو يقول
_ لو في حاجة مش عجباكي وحابة تغييرها .. براحتك ده بيتك واعملي فيه اللي تحبيه
التفتت له برأسه وطالعته بصمت وخنق ثم ابتعدت وقادت خطواتها إلى الدرج تصعد للطابق الثاني ثم دخلت لأول غرفة وجدتها أمامها .. ولحسن حظها أنها كانت غرفة نومهم أو نومها بمنظورها هي .. جلست فوق الفراش وراحت تتلفت حولها تتفحص الغرفة بفتور وبؤس .. وبلحظة امتلأت عيناها عندما تخيلت أنها ستعيش هنا مع ذلك الرجل .. كيف ستسمح له بلمسها من الأساس وهي تعلم جيدا سبب تقربه منها إذا فعل ! .
دفنت وجهها بين كفيها وأخذت تبكي بحړقة وصوت مرتفع وصل لأذنيه بالخارج عندما كان في طريقه إليها .. فأسرع في خطاه إلى الغرفة وفتح الباب ثم دخل .. وقف للحظة مكانه يتطلعها بصمت ثم تنهد الصعداء وتقدم منها بهدوء حتى جلس بجوارها ورفع يده ېلمس ذراعها بلطف متمتما
_ مالك يا جلنار !
ارتجفت على أثر لمسته وكأن عقرب لدغتها فابتعدت عنه فورا لحافة الفراش تقول پغضب
_ متلمسنيش !
ضم ذراعه له وأجابها بنظرة ثاقبة ولينة
_ جلنار أنا مستحيل اذيكي ولا يمكن المسک أو اقربلك أبدا وإنتي رافضة .. اطمني ومتقلقيش أنا مش هقربلك
اشاحت بوجهها عنه للجهة الأخرى وقالت بصوت مبحوح تخفي دموعها عن أنظاره
_ أنا عايزة أنام .. ممكن تطلع برا
تنهد بخنق وعدم حيلة وبداخله توعد لنشأت فلو كان يعلم أنها لا تريده بهذا الشكل لم يكن ليكمل الزواج أبدا .. لكن أبيها خدعه وأجبر ابنته على الزواج منه ! .
استقام واقفا وقال بنبرة دافئة
_ طيب تصبحي على خير .. أنا هنام في الأوضة التانية لو احتجتي حاجة اندهي عليا
لم تجيبه ولم تنظر له بل تجاهلته تماما كأنه نكرة وحين سمعت صوت الباب يغلق من جديد عليها فاڼهارت في البكاء من جديد لكن هذه المرة بصمت حتى لا يسمعها مرة أخرى .....
عودة للوقت الحاضر ............
انتشلها من بحر ذكرياتها .. نفس الصوت .. صوت عقابها ! .. اعتدلت في نومتها والتفتت له مبتسمة بهدوء ليدخل بجوارها في الفراش ويسأل باستغراب
_ سرحان في إيه !
عادت وحدقت بالخاتم في تنهيدة طويلة وقالت
_ بفتكر يوم جوازنا وأول يوم لما دخلت البيت
سكت وعبست ملامحه يستعيد أحداث تلك الليلة بالتفصيل ثم أردف ببحة مميزة
_ كنت متعصب جدا وتاني يوم روحت لنشأت واتخانقت معاه إنه مبلغنيش إنه غضبك وإنك رافضة الجواز مني ومش عايزاني
جلنار باسمة ببعض الاستنكار
_ وإنت كان هيفرق معاك في إيه !
رمقها متعجبا ببعض الدهشة من ردها وقال بخشونة
_ هيفرق طبعا ياجلنار مكنتش هجبرك تتجوزيني ومكنتش هقبل يعني كنت هلغي الجوازة تماما لو كنت اعرف
اعتدلت حتى أصبحت مواجهة له مباشرة وقالت بنظرات ثابتة في عيناه وبقوة
_ طيب
متابعة القراءة